زمان مطالعه: < 1 دقیقه و لأجل ذلک: فان من الطبیعى أن لا یکون الحکام آنئذ بمنأى عن ساحة الصراع الفکرى، و العقائدى هذه، بل کانوا یرصدونها بدقة فائقة، و مهارة فریدة، لأنها کانت تعنیهم أکثر من کل أحد.. و کانوا یرون: أن علیهم أن یهتموا بالأمر اهتمامهم بمستقبلهم، و بحیاتهم، و وجودهم، و بمصیرهم.. و یعملون – علنا تارة، و فى الخفاء أخرى –

زمان مطالعه: < 1 دقیقه و بعد.. فان ما تجدر الاشارة الیه، و یتمیز بأهمیة خاصة هنا، هو: أن المعتزلة کانوا فى تلک الفترة بالذات فى مرحلة نضجهم، و تکامل مدرستهم من الناحیة الفکریة.. و قد رأت السلطة آنئذ: أن من مصلحتها أن تؤیدهم، و تشد من أزرهم، و تستفید من موقعها السلطوى، و من نفوذها، و سائر ما تملک من قدرات، مادیة و معنویة،

زمان مطالعه: 2 دقیقه و اذا نظرنا الى طائفة الشیعة الامامیة، فسنجد: أنها تعتبر من أعرق الفرق و أشهرها، و أبلغها حجة، و أشدها فى الصراع الفکرى شکیمة.. حتى لقد بلغ من قوتها، و عظمة دعوتها: أن اضطرت السلطة للتعامل مع قائدها و زعیمها – و هو الامام الرضا «علیه‏السلام»، الذى اغتالته بالأمس – بذلک الأسلوب الخاص، والنادر جدا، و الفرید من نوعه.. و

زمان مطالعه: < 1 دقیقه و بعد… فقد قدمنا: أن فرقة الشیعة الامامیة تهتم بالعقل و أحکامه الى حد بعید، و ترى أن جمیع قضایاها و أحکامها قد دل علیها الدلیل القاطع، و البرهان الساطع، و أنها منسجمة مع قضاء الفطرة السلیمة، و حکم العقل الصریح، و ما یرضاه الوجدان الصحیح… و تعتز بهذا الأمر، و هى تتباهى و تفخر بهذا الأمر على کل خصومها،

زمان مطالعه: < 1 دقیقه و هى أیضا فرقة تعیش فى قلب مقر الخلافة، حیث العاصمة العلمیة و الثقافیة، و القلب النابض بالحرکة و الحیاة، و المفعمة بالنشاط و الحیویة.. بل هى موجودة فى کل موقع یوجد فیه العلم، و الفکر، و المعرفة، و الثقافة.. و هى فرقة لیست معزولة فى الأصقاع النائیة، و لا هى منطویة على نفسها، و لا تخفى شیئا من عقائدها

زمان مطالعه: 2 دقیقه فلو قدر لهذه الفرقة أن تفشل فى تسجیل نصر حاسم لها فى هذا الظرف بالذات، الذى یرى الناس فیه: أنها تتمتع بحریة الحرکة و الکلمة معا، ثم یکون فشلها فى أکثر القضایا حساسیة، و أعظمها خطرا، و أبعدها أثرا، والتى هى المحور و الأساس لسائر القضایا، و فى مختلف المجالات… فان فشلها هذا سیکون حاسما، و نهائیا. و لن تقوم