و کانت الوسیلة و الأداة التى استخدمها المعتصم العباسى فى ذلک هى: بنت المأمون بالذات،(1) والتى کانت زوجة الامام «علیهالسلام»، و الرقیب لهم علیه، کما یظهر.. و کانت العدة التى ادخروها للقیام بمثل هذه المهمة و تنفیذها بدقة، و بأمانة، و فى الوقت المناسب..
و اذا کانوا قد نجحوا فى التکتم على جریمتهم الى حد جعل الشیخ المفید رضوان الله تعالى علیه، و هو الرجل العظیم و الدقیق النظر، یشک فى اقدامهم على هذه الجریمة النکراء.. حیث قال: «و قیل انه مضى مسموما، و لم یثبت عندى بذلک خبر فأشهد به»..(2)
فاننا نجد:
أن الکثیرین أعلنوا بالفعل: أن أولئک الحکام قد اقترفوا هذه الجریمة. تصریحا تارة، و تلویحا أخرى(3)
بل لقد کان ذلک متوقعا منذ اللحظات الأولى للزواج، حسبما أسلفناه..
و قد بلغ وضوح هذا الأمر حدا أصبح الامام الجواد التقى علیه أفضل الصلاة والسلام یعد من جملة الثمانیة أعداء، الذین قتلهم المعتصم – و قد سمى المثمن، لکثرة الثمانیات التى اتفقت له فى حیاته حسبما یقولون، و کانت هذه احداها..
یقول الصفدى، و ابنشاکر الکتبى: «و قتل ثمانیة أعداء: بابک، و باطیش، و مازیار، و الأفشین، و عجیف، و قاروت، و قائد الرافضة، و رئیس الزنادقة»(4)
و قال ابنطاووس علیه الرحمة فى دعاء کل یوم من شهر رمضان:
«اللهم صل على محمد بن على، امام المسلمین، و وال من والاه، و عاد من عاداه، و ضاعف العذاب على من شرک فى دمه. و هو المعتصم»(5)
1) راجع البحار ج 50 ص 13 و 17 و المصادر الآتیة فى الهامش ما بعد الآتى.
2) راجع: الارشاد ص 368. و البحار ج 50 ص 3 عنه.
3) راجع: المناقب لابنشهرآشوب ج 4 ص 380 عن ابنبابویه، و ص 384 و اثبات الوصیة ص 220 – 219 و عیون المعجزات ص 129 و تاریخ الشیعة ص 55 و 57 و نور الأبصار ص 163 و جلاء العیون ج 3 ص 112 عن المناقب و عیون المعجزات، و العیاشى و سر السلسلة العلویة ص 38 و تفسیر العیاشى ج 1 ص 320 – 319 و تذکرة الخواص ص 359 و نسبه الى الامامیة و البحار ج 50 ص 17 و 2 و 9 و 8 و 7 عن بعض من تقدم، و عن الروضة، و مروج الذهب ج 3 ص 464 و أعیان الشیعة ج 2 ص 35 و روضة الواعظین ص 243 و الفصول المهمة لابنالصباغ المالکى ص 262.
4) الوافى بالوفیات ج 5 ص 139 و فوات الوفیات ج 4 ص 48.
5) اقبال الأعمال ص 97 و البحار ج 50 ص 15.