و یذکرون: أن السبب المباشر للاغتیال، هو ما ذکره ابنأبىدؤاد للمعتصم، من أنه قال للمعتصم حینما رجع الى قول الامام الجواد «علیهالسلام»، فى مسألة قطع ید السارق، و ترک أقوال الفقهاء الآخرین..
«ثم یترک أقاویلهم کلهم لقول رجل یقول شطر هذه الأمة بامامته، و یدعون: أنه أولى بمقامه، ثم یحکم بحکمه، دون حکم الفقهاء؟!
قال: فتغیر لونه، وانبته لما نبهته له»..
ثم تذکر الروایة: أن المعتصم قد دس السم الى الامام «علیهالسلام» فى الیوم الرابع(1)
و بعد.. فان من الطبیعى: أن لا تنظر السلطة لهذه القضیة العقائدیة الخطیرة بعین الرضا و القبول، و أن تسعى لعرقلة جهود أصحابها و معتنقیها لنشر فکرهم، و التبشیر بمبادئهم و عقائدهم..
بل ستجد نفسها مندفعة بقوة و حماس نحو مقاومة هذه العقیدة، و محاربتها، و محاربة معتنقیها، و الدعاة الیها، بمختلف الوسائل و الأسالیب التى تقع تحت اختیارها، و تتمکن من الاستفادة منها، بشکل أو بآخر.. لأن قضیتها معها تصبح قضیة مصیر، و حیاة أو موت..
أما بالنسبة للرمز الذى یمثل هذه العقیدة، فسوف لن یهنأ لها عیش، و لن یقر لها قرار، الا بعد القضاء علیه قضاء مبرما و نهائیا، و محوه و کل آثاره
عن صفحة هذا الوجود، ما وجدت الى ذلک سبیلا..
1) تفسیر العیاشى ج 1 ص 320 – 319 و البحار ج 50 ص 7 – 6.