ولکن الامام «علیهالسلام» لم یزل یظهر الناس ما یدلهم على أن له شأنا عظیما، و أن لدیه علوما خاصة به، لیست لدى أحد غیره، لیؤکد لهم أمر امامته «علیهالسلام» عن هذا الطریق، حتى لقد روى أبوسلیمان، عن صالح بن داود الیعقوبى، قال: لما توجه فى استقبال المأمون الى ناحیة الشام، أمر أبوجعفر «علیهالسلام»، أن یعقد ذنب دابته، و ذلک فى یوم صائف شدید الحر، لا یوجد الماء، فقال بعض من کان معه: لا عهد له برکوب الدواب، فان موضع عقد ذنب البرذون غیر هذا..(1)
قال: فما مررنا الا یسیرا حتى ضللنا الطریق بمکان کذا، و وقعنا فى وحل کثیر، ففسد ثیابنا و ما معنا، و لم یصبه شىء من ذلک..(2)
و لا شک فى أن هذا الأمر سوف یلفت نظر من معه و غیرهم، الى أن استقباله للمأمون لا یعنى أن المأمون امتیازا علیه، بل هو یدخل فى نطاق التصرفات الاضطراریة للامام بالحق، تجاه متعد، غاصب، جبار..
1) البرذون: دابة الحمل الثقیلة. و الترکى من الخیل، و یقابلها: العراب.
2) البحار ج 50 ص 45 و فى هامشه عن الخرائج و الجرائح ص 327.