جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الأسئلة تحریضیة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و نحن اذا أخذنا مکانة أبى‏بکر، و عمر فى الناس بنظر الاعتبار من جهة، و أخذنا بنظر الاعتبار أیضا: أن الامامة لأهل البیت «علیهم‏السلام» معناها رفض امامة غیرهم و اعتبارهم معتدین و غاصبین، فاننا نعرف أن طرح هذه الأسئلة على الامام «علیه‏السلام» قد جاء فى سیاق خطة تحریضیة ماکرة و خبیثة، و ذلک لأن الامام «علیه‏السلام»، اذا قبل بتلک

الکرامات و الفضائل، التى تنسب الى أبى‏بکر و عمر، فانه یکون قد نقض الأساس الذى تقوم علیه امامته و امامة آبائه الطاهرین.

کما أن الکثیرین من شیعته و أتباعه لسوف یرتابون بالأمر، لعلمهم بأن ذلک خلاف ما عرفوه عنه و عن آبائه «علیهم‏السلام»، و خلاف ما ثبت لدیهم فى هذا المجال.. و قد لا یمکنهم تفسیر ذلک على أساس مبدأ العمل بالتقیة، لأنهم یرون أنه فى موضع القوة، و یرون أن المأمون معه و الى جانبه، و هذا سوف یوقعه فى تناقض صریح معهم.

أضف الى ذلک: أن أتباع الخلفاء سوف یعتبرون هذا نصرا لهم، و سیتمکنون من خداع الکثیرین بهذا الاعتراف الصریح..

و اذا أنکر تلک الفضائل وردها، فان عامة الناس و أرباب سائر الفرق، سوف یثورون ضده، و لعل ذلک یتم بتحریض خفى من المأمون نفسه، و قد لا یرضیهم حینئذ ابعاده عن موقعه، الذى ترى السلطة نفسها مضطرة لأن تضعه فیه..فیطالبون بما هو أشد و أعظم، و أخطر و أدهى، لیس بالنسبة لشخص التقى الجواد «علیه‏السلام» و حسب، و انما بالنسبة لکل أتباعه و محبیه فى سائر الأقطار و الأمصار..

ولکننا نجد الامام «علیه‏السلام» قد استطاع فى اجابته على تلک الأسئلة أن یحتفظ بخطه الصحیح و یعطى رأیه الصائب فى الأمور التى طرحت علیه من جهة، و أن یسد الطریق أمام ظهور أى تشنج غیر مسؤول، سواء على مستوى العامة من الناس، أم على مستوى أهل العلم و المعرفة، الذین یخالفونه فى الرأى فى هذه المسائل، من جهة أخرى.

بالاضافة: الى أنه لم یبق أى مجال لاستغلال غیر مسؤول، من قبل من کانوا یترصدون الفرصة لذلک.. و على رأسهم المأمون العباسى بالذات..

حیث انه علیه الصلاة والسلام قد طرح القضیة بشکل علمى هادى‏ء، قائم على الاستدلال والمنطق، الذى لن یجد أحد عنه محیصا، مع الترکیز على التهذیب فى الکلمة، و الرصانة فى التعبیر، و فى الأسلوب و السجاحة و السماحة فى الأخلاق..