واللافت هنا: أننا نلاحظ: أن الناس، حتى من غیر الشیعة، کانوا یدرکون سوء نوایا السلطة فى قصة تزویج الامام ببنت المأمون، و یعلمون أنها انما تدبر للقضاء على الامام «علیهالسلام»، و التخلص منه، فیحدثنا الحسین بن محمد، عن محمد بن على، عن محمد بن حمزة الهاشمى، عن على بن محمد، أو محمد بن على الهاشمى، قال:
«دخلت على أبىجعفر «علیهالسلام» صبیحة عرسه، حیث بنى بابنة المأمون، و کنت تناولت من اللیل دواء، فأول ما دخل علیه فى صبیحته أنا، و قد أصابنى العطش، و کرهت أن أدعوا بالماء، فنظر أبوجعفر «علیهالسلام» فى وجهى و قال: أظنک عطشانا.
فقلت: أجل.
فقال: یا غلام، أو جاریة، أسقنا ماء.
فقلت فى نفسى: الساعة یأتونه بماء یسمونه به، فاغتممت لذلک، فأقبل الغلام و معه الماء..
فتبسم فى وجهى، ثم قال: یا غلام ناولنى الماء.
فشرب، ثم ناولنى فشربت و أطلت عنده، فعطشت، و کرهت أن أدعوا بالماء، ففعل ما فعل بالأولى.
فلما جاء الغلام و معه القدح، قلت فى نفسى مثل ما قلت فى الأولى، فتناول القدح، ثم شرب، فناولنى و تبسم..
قال محمد بن حمزة: فقال لى محمد بن على الهاشمى: والله، انى أظن أن أباجعفر یعلم ما فى النفوس، کما یقول الرافضة»(1)
1) راجع الکافى ج 1 ص 414 و 415 و الارشاد للمفید ص 366 و البحار ج 50 ص 50 و 54.