و هکذا.. فقد خاض المأمون التجربة، ولکنه خاضها بحنکة ظاهرة، حیث رمى الکرة فى ملعب العباسیین، ربما لأنه خاف أن یعلن نوایاه، حتى لا یفاجئوه بما لم یکن قد حسب له حسابا، و لذلک فانه فى حین یطلب من العباسیین: أن یمتحنوا أباجعفر «علیهالسلام».. فانه یظهر نفسه بمظهر الواثق من أنه «علیهالسلام» قادر على الاجابة على أسئلتهم رغم صغر سنه..
و تظاهره هذا من شأنه: أن یستفز بنىالعباس، و یغریهم بالمزید من الاصرار على اسقاط الامام «علیهالسلام»، و تحطیم شخصیته.. کما أنه یجعل المأمون غیر مسؤول مباشرة عن هذا الأمر، لو حدث فعلا، مهما کانت نتائجه..
کما أنه اذا جاءت النتائج على خلاف ما یرغب، فان ذلک یمنحه الفرصة و المبرر للاستمرار فى خطته المرسومة القاضیة بتکرار التجربة، و باحتواء الامام، و رصد کل حرکاته و سکناته.. الى أن تحین فرصة أخرى لتسدید الضربة الغادرة الأخیرة، فى عملیة التخلص منه جسدیا، والتى یعد لها لینفذها – ان اقتضى الأمر ذلک – فى الوقت المناسب..
هذا کله.. عدا عن أن الفرصة تکون متاحة له للنیل من شخصیة الامام، و اسقاطه بأسالیب أخرى، سنلمح الیها فیما یأتى ان شاء الله تعالى..