جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

ماذا لو لم یجب الامام على السؤال؟

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و بعد.. فان سؤالا یبقى یتردد حائرا هنا، و هو: ماذا عساه کان سیفعل لو أنه لم یجد عند هذا الصبى الصغیر، الجواب الکافى، والشافى على سؤال عن أمر غیبى، بکل ما لکمة الغیب من معنى؟!.. و لا یمکن أن تناله العقول، و لا تهتدى الیه الافکار؟!

فهل سیقتله – کما صرح به النص المتقدم على لسان المأمون نفسه، حیث قال: «قد دنا حتف ذلک الصبى على یدى».

نعم.. یقتله لیشتهر بین الکافة، فى أرجاء العالم الاسلامى بأسره: أن سبب قتله هو جرأته و ادعاؤه ما لیس له، ثم عجزه عن الاجابة الصحیحة فى أمر یدعى لنفسه العلم به. و لیبطل من ثم أمر الامامة فیه، و فى ولده من بعده، و حتى من آبائه من قبل..

و ذلک لأن هدفه الأول و الأخیر، هو: تکذیب أن هذا الأمر فیهم.. کما ألمح الیه هو نفسه بقوله: «صدقت، و صدق أبوک، و صدق جدک، و صدق ربک»..

حیث ان هذا الکلام یتضمن اعترافا ضمنیا له: بأن لدیه «علیه‏السلام» ذلک العلم الخاص الذى یدعیه لنفسه، و أنه تلقاه من أبیه، عن جده، عن ربه سبحانه..

أم أن قوله بأنه سیقتله، کان نزوة عارضة، لا تعکس الرأى السیاسى الهادى و لاسیما لرجل معروف بمکره و عظیم دهائه مثل المأمون؟!.. بل ان رأیه النهایى و الأخیر فیه و الحالة هذه هو: أن یبقیه هکذا.. فارغا من معنى

الامامة، و من خصائصها، لیکون سندا قویا، و حجة دامغة، على کل من یحاول أن یدعى ذلک له، أو لأحد من أهل البیت «علیهم‏السلام» فى مختلف الظروف و الأحوال..

و بذلک ینتهى أمره و أمر أهل البیت معه، و یضمحل و یتلاشى أتباعه و محبوه، و أتباعهم و محبوهم، بصورة طبیعیة، و من دون أى جهد، أو عناء؟

لا ندرى.. و لعل الفطن الذکى و الخبیر بمکر المأمون و أحابیله هو الذى یدرى.

و یلاحظ هنا: أن الامام الجواد «علیه‏السلام» کان – کجده على أمیرالمؤمنین «علیه‏السلام» – یظهر فى مناسبات کثیرة: علم الامامة، الذى تلقاه عن آبائه «علیهم‏السلام»، عن رسول‏الله «صلى الله علیه و آله»، عن جبرئیل «علیه‏السلام»، عن الله سبحانه، فکان یکثر من الاخبارات الغیبیة، أو یتخذ موقفا یشیر الى ذلک، سواء مع شیعته، أم مع غیرهم، فراجع حیاته و سیرته(1)

و من ذلک قصته مع الفاصد.. حیث أمره «علیه‏السلام» بأن یفصده فى العرق الزاهر، فراجع(2)


1) راجع على سبیل المثال: البحار ج 50 ص 9 و 38 و 46 – 44 و 54 و 57 و 60 و 61 و 63 و 67 – 65.

2) البحار ج 50 ص 57 عن المناقب لابن‏شهرآشوب، عن کتاب معرفة ترکیب الجسد للحسین بن أحمد التیمى.