و فى هذا الحدث: اشارات عدیدة هامة، ان بالنسبة لموقف الامام التقى
الجواد علیه الصلاة و السلام.. و ان بالنسبة للخلیفة المأمون..
غیر أننا نکتفى هنا: بالالماح الى أن الخلیفة الذى من أبسط ممیزاته، هو اهتمامه بالحفاظ على أبهة الملک، و جلال السلطان.. لم یکن لیرجع عن صیده، لأمر عادى و تافه، و بهذه السرعة.. حتى ان ذلک الصبى کان لا یزال یقف فى نفس المکان الذى ترکه فیه..
بل لابد أن یکون الذى أرجعه عن مقصده، من جلائل الأمور، و عظائمها، و مما له مساس قوى بأساس الملک، و مصیر النظام کله. و لاسیما اذ کان رجوعه عن مقصده بهذه الصورة المثیرة، و غیر المألوفة، مصحوبا بحرکات تشبه حرکات الممرورین، أو المشعوذین!!، و من أجل امتحان صبى یقف مع أترابه!!
و هذا ان دل على شىء، فانما یدل: على أن المأمون کان – فى الحقیقة – بصدد ابطال ما یقوله أئمة أهل البیت علیهم الصلاة والسلام من العصمة لهم و أن لدیهم العلم الخاص، الذى هو علم الامامة، کما قلنا..