جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

هل الامام فى بغداد، أم عند المأمون؟

زمان مطالعه: 2 دقیقه

ان البعض یعتقد: أنه «علیه‏السلام» کان بالمدینة الى أن أشخصه المأمون الى بغداد..(1) فهو قد کان عند المأمون، فکیف یخرج لیکون مع الصبیان، أو مع غیرهم؟.

و أین هم الرجال الذین یفترض أن یکون المأمون قد وضعهم علیه لحفظه و حراسته؟!

و نقول:

ان حمل المأمون له الى بغداد، لا یعنى: أنه قد التقى به من أول یوم وصوله.

و قد نرى: أن البعض یستقدمهم الخلیفة، ثم تمر الأیام و اللیالى الکثیرة، و ربما الأشهر و السنوات، قبل أن یتهیأ له أو قبل أن یرغب باللقاء بهم، حیث قد یکون تأخیر اللقاء بهم متعمدا(2)

هذا بالاضافة: الى أن النص المتقدم یصرح بأن المأمون قد خرج الى الصید قبل أن یلتقى به «علیه‏السلام».

و یتأکد ما نقول هنا:

اذا عرفنا: أن من جملة الأهداف الهامة التى کان یرمى الیها المأمون من استقدامه له «علیه‏السلام» هو أن یکون على مقربة منه، لیتهیأ له الاشراف(3) بواسطة عیونه و رقبائه على مجمل تحرکاته، و اتصالاته، التى یکون للمأمون حساسیة خاصة تجاهها..

و المأمون.. هو ذلک الرجل العجیب، الذى یهتهم برصد کل تحرکات خصومه، أو من یرى فیهم مشروع خصوم له فى وقت ما، بکل دقة، کما ألمحنا الیه فیما سبق..


1) راجع: هامش البحار ج 50 ص 92.

2) و قد بقى موسى المبرقع ابن الامام الجواد علیه‏السلام، ثلاث سنین یبکر کل یوم الى باب المتوکل فیقال له قد تشاغل الیوم، فیروح فیبکر فیقال له قد سکر، فیبکر، حتى قتل المتوکل، البحار ج 50 ص 4 عن ارشاد المفید.

3) و یرى المحقق البحاثة الشیخ على الأحمدى: أنه قد یکون التأخیر فى اللقاء یهدف الى ضبط تحرکاته، و لقاءاته مع الناس و من أجل أن التأخیر فى اللقاء، و التسویف فیه، یتضمن استخفافا و اهانة، و ذلک هو أحد أهدافهم فى کثیر من مواقفهم من الأئمة علیهم‏السلام کما فعله المتوکل مع الامام الهادى علیه‏السلام حینما أشخصه الى سامراء، حیث أنزله فى دار الصعالیک.. و یکون نتیجة کلا الأمرین أیضا شعور الانسان فى قرارة نفسه بالضعة و المهانة، الأمر الذى یضعفه فى أهدافه و أغراضه.