جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

هل یلعب الامام؟:

زمان مطالعه: 2 دقیقه

قد یقال:

ان هذه الروایة توحى بأن الامام الجواد علیه الصلاة والسلام قد کان یلعب مع الصبیان حینئذ، حیث ذکرت: أنهم کانوا یلعبون، و هو واقف معهم، الى أن مر علیهم المأمون..

و ذلک مما لا یمکن قبوله.. فان الامام لم یکن لیلعب أو یلهو.

و نقول:

ان وقوفه «علیه‏السلام» فى مکان یتفق وجود بعض الصبیان فیه، لا یعنى: أنه «علیه‏السلام» کان یلعب معهم. ولو کان یلعب معهم حقا لصرحت الروایة بذلک، و لم تکتف بالقول: انه کان واقفا معهم، خصوصا، و أن لعب الامام فى مثل هذا الظرف بالذات، و بعد اضطلاعه بمهمات الامامة بعد وفاة أبیه لهو أمر یلفت نظر الأعداء لیشهروا به، و نظر الأصدقاء لیعترضوا علیه و یشکوا بامامته.. و هذا یدل على: أن وجود الامام «علیه‏السلام» فى ذلک الموضع کان

اتفاقیا صنعه الله تعالى له لتظهر معجزته. أو أنه تعمد منه «علیه‏السلام»، لیواجه المأمون بالموقف القوى و الحکیم..

والخلاصة: انه لا دلیل على أنه کان «علیه‏السلام» یلعب مع الصبیان، بل لیس فى الروایة: أنه «علیه‏السلام» قد تعمد أن یکون معهم، و فى جملتهم. فلعله کان واقفا أمام داره، و اتفق وجود صبیان فى ذلک المکان، بل لیس فى الروایة حتى ما یدل على أن نفس الصبیان کانوا یلعبون أیضا..

بل قد یکون «علیه‏السلام» قد وقف معهم لیعلمهم و یرشدهم، و یوحى الیهم بالمفاهیم الانسانیة، بحسب ما یملکونه من استعداد للفهم و التعقل. و قد نجد الکثیر من الحالات التى من هذا القبیل فى حیاتنا الحاضرة أیضا.

و على کل حال.. فان وقوفه «علیه‏السلام» معهم لم یکن للعب قطعا.. کیف و قد حمل الیه على بن حسان الواسطى الى المدینة بعض الآلة التى للصبیان لیتحفه بها، قال على:

«فدخلت، و سلمت. فرد على السلام، و فى وجهه الکراهة. و لم یأمرنى بالجلوس. فدنوت منه، و فرغت ما کان فى کمى بین یدیه. فنظر الى نظرة مغضب، ثم رمى یمینا و شمالا، ثم قال:

ما لهذا خلقنى الله، ما أنا و اللعب؟!

فاستعفیته، فعفا عنى، فخرجت»(1)

کما أن صفوان الجمال، قد سأل أباعبدالله علیه الصلاة والسلام عن صاحب هذا الأمر.

فقال: «صاحب هذا الأمر لا یلهو و لا یلعب»(2)


1) دلائل الامامة ص 213 – 212 و البحار ج 50 ص 59، و اثبات الوصیة ص 215.

2) المناقب لابن‏شهرآشوب ج 4 ص 317.