جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

البازى الأشهب فى اللقاء الأول

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و کانت أول حادثة تحصل بین الامام «علیه‏السلام»، و بین المأمون، بعد استقدامه «علیه‏السلام» الى بغداد، عفویة و مفاجئة بالنسبة للمأمون، و کان لها وقع الصاعقة علیه، و کان فیها النصر الحاسم و المؤزر بالنسبة للامام «علیه‏السلام»..

یقول النص التاریخى: «لما طعن الناس فى المأمون، بعد وفاة الرضا «علیه‏السلام» واتهموه، أراد أن یبرى نفسه من ذلک. فلما أتى من خراسان الى بغداد، کاتب الجواد «علیه‏السلام» الى المدینة، یستدعى قدومه علیه بالاعزاز و الاکرام.

فلما ورد بغداد اتفق أن المأمون قبل ملاقاته له «علیه‏السلام» «خرج الى الصید، فاجتاز بطرف البلد فى طریقه..»(1)

و کان ذلک بعد موت الامام الرضا «علیه‏السلام» بسنة(2)، فاجتاز المأمون – والنص لابن‏شهرآشوب: «بابن الرضا «علیه‏السلام»(3)، و هو بین صبیان، فهربوا سواه.

فقال: على به.

فقال: ما لک لا هربت فى جملة الصبیان؟!

فقال: ما لى ذنب فأفر منه، و لا الطریق ضیق فأوسعه علیک، سر حیث شئت.

فقال: من تکون أنت؟!

قال: أنا محمد بن على، بن موسى، بن جعفر، بن محمد، بن على بن الحسین،بن على، بن أبى‏طالب «علیهم‏السلام»..

فقال: ما تعرف من العلوم؟!(4)

قال: سلنى عن أخبار السموات..

فودعه، و مضى، و على یده باز أشهب، یطلب به الصید..

فلما بعد عنه، نهض عن یده الباز، فنظر یمینه و شماله لم یر صیدا، و الباز

یشب عن یده، فأرسله، فطار یطلب الأفق، حتى غاب عن ناظره ساعة، ثم عاد الیه، و قد صاد حیة(5)

فوضع الحیة فى بیت المطعم..

و قال لأصحابه: قد دنا حتف ذلک الصبى فى هذا الیوم على یدى(6)

ثم عاد، و ابن‏الرضا فى جملة الصبیان.

فقال: ما عندک من أخبار السموات؟!

[و فى نص آخر: «ثم انه کر راجعا الى داره، و ترک الصید فى ذلک الیوم» فلما وصل وجد الصبیان على حالهم، فانصرفوا کما فعلوا أول مرة، و أبوجعفر لم ینصرف، فقال له المأمون: ما فى یدى؟ الخ..].

فقال: نعم یا امیرالمؤمنین، حدثنى أبى عن آبائه، عن النبى، عن جبرائیل، عن رب العالمین، أنه قال: بین السماء و الهواء بحر عجاج، یتلاطم به الأمواج، فیه حیات خضر البطون، رقط الظهور، یصیدها الملوک بالبزاة الشهب، یمتحن به العلماء.

فقال: صدقت، و صدق أبوک، و صدق جدک، و صدق ربک، فأرکبه، ثم زوجه أم‏الفضل».

و فى نص آخر: «تصیدها بزاة الملوک و الخلفاء، فیختبرون بها سلالة أهل النبوة»..

فلما سمع المأمون کلامه عجب منه، و قال له: «أنت ابن‏الرضا حقا، و من بیت المصطفى صدقا»(7)


1) جلاء العیون ج 3 ص 106 و یفهم أیضا من الفصول المهمة لابن‏الصباغ ص 252 و کذلک سائر المصادر التى ستأتى: أنه لم یکن قد رآه بعد.

2) البحار ج 50 ص 91 عن کشف الغمة.

3) و کان عمره یومئذ احدى عشرة سنة أو نحوها البحار ج 50 ص 91.

4) لابد من التأمل کثیرا فى مبادرة المأمون هنا الى سؤاله عما یعرفه من العلوم، بمجرد أن أخبره باسمه و نسبه.

5) فى المصادر الأخرى: أنه صاد سمکة.

6) لم ترد هذه العبارة فى المصادر الأخرى.

7) المناقب لابن‏شهرآشوب ج 4 ص 388 و 389، و البحار ج 50 ص 56 و 92. و لتراجع هذه القضیة أیضا فى: کشف الغمة ج 3 ص 134 عن ابن‏طلحة، و ص 135 و جلاء العیون ج 3 ص 107 و الصواعق المحرقة ص 204 و نور الأبصار ص 161 و الصراط المستقیم ج 2 ص 202 و ینابیع المودة ص 365 و الاتحاف بحب الأشراف ص 170 – 168 و الفصول المهمة للمالکى ص 253 – 252. و الامام الجواد لمحمد على دخیل ص 74 عن أخبار الدول ص 116.