جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

بغداد.. سجن أم رقابة

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

ان من المعروف: أنه قد کان للمأمون.. على کل رجل صاحب خبر(1) و کان یدس الوصائف هدیة، لیطلعنه على أخبار من شاء(2)

و قد جرب ذلک مع الامام الرضا «علیه‏السلام» أیضا: فباء بالفشل الذریع، و منى بالخیبة القاتلة..

و ربما کانت هذه الرقابة هى احدى أهداف تزویج ابنته للامام الرضا «علیه‏السلام»، ثم تزویج ابنته الأخرى لولده الامام الجواد صلوات الله و سلامه علیه فیما بعد..(3)

و هذا معناه: أنه قد کان من الطبیعى أن یکون المأمون قد اطلع على تحرکات الشیعة، بعد وفاة الامام الرضا «علیه‏السلام»، و على اتصالهم بالامام الجواد علیه الصلاة والسلام.. و بلغه بعض أو کل ما صدر عن الامام علیه التحیة و السلام من کرامات و فضائل، و من أجوبة على المسائل الدقیقة و الصعبة رغم صغر سنه.

و لا شک فى أن تصدى الامام علیه الصلاة والسلام – و هو بهذه السن بالذات – لمقام الامامة، و حمله مسؤولیته القیادیة، یعتبر بحد ذاته تحدیا للسلطة، و لجمیع الفرق على اختلافها، فى أعظم عقائها أثرا، و أشدها خطرا، و أکثرها حساسیة، فمن الطبیعى اذن أن یحتاط المأمون للأمر، و یعد العدة لکل المفاجآت المحتملة فى هذا المجال، خصوصا بعد أن جرب مختلف الأسالیب الماکرة مع الامام الرضا «علیه‏السلام» من قبل، و رأى بأم عینیه کیف کان کیده یرتد علیه..


1) تاریخ التمدن الاسلامى، المجلد الثانى ص 441 و فى هاشمه عن: المسعودى ج 2 ص 225 و عن طبقات الأطباء ج 1 ص 171.

2) تاریخ التمدن الاسلامى، المجلد الثانى ص 549 عن العقد الفرید ج 1 ص 148.

3) راجع کتابنا: الحیاة السیاسیة للامام الرضا علیه‏السلام ص 213 و 214.