و یبدو من ملاحظة النصوص: أن هذه المحاولات قد تنوعت، و تکررت. و لعل ما وصل الینا منها لا یمثل کل الحقیقة، و انما هو یعکس جانبا ضئیلا، و نزرا یسیرا منها.
و للتدلیل على ما نقول، نشیر الى ما قاله محمد بن الریان فى هذا المجال،
و هو: «احتال المأمون على أبىجعفر علیه الصلاة والسلام بکل حیلة، فلم یمکنه فیه شىء فلما اعتل، و أراد أن یبنى علیه ابنته الخ..»(1)
فقول ابنالریان هذا یشیر الى أن ثمة أحداثا کثیرة واجه فیها أبوجعفر التقى الجواد «علیهالسلام» کید المأمون..
ولکننا اذا راجعنا النصوص التاریخیة، التى ذکرت لنا ما کان یتوسل به المأمون لالحاق الأذى بأبىجعفر الجواد «علیهالسلام»..
فسوف نجد: أنه لا یکاد یذکر لقلته و ندرته، و هذا یدل بوضوح على شدة الرقابة التى کان المأمون – السلطة – یقوم بها على أصحاب الأقلام، و أهل المعرفة، لمنعهم من تسجیل الحقیقة کل الحقیقة، للتاریخ، و للأجیال..
و على کل حال.. فاننا اذا أردنا اجمال تلک الوقائع و الأحداث التى استطاعت أن تجتاز حواجز الرقابة، فسوف تکون على النحو التالى:
1) راجع: البحار ج 50 ص 61، و الکافى ج 1 ص 413، و المناقب لابنشهرآشوب ج 4 ص 396.