ثم حاول اغتیال الامامة بافراغها من محتواها العلمى، فصار یجمع العلماء، و أهل الکلام، و لاسیما من المعتزلة، و هم أصحاب جدل و کلام، و تنبه للدقائق، لیحدقوا بالامام الرضا «علیهالسلام»، و یکسروه فى محاوراتهم و مجادلاتهم، فى أعظم ما یدعیه هو و آباؤه من العلم الخاص بآثار
النبى «صلى الله علیه و آله» و علومه.. لکى ینهار المذهب الشیعى بانهیار فکرة الامامة فیه، و یکون بذلک قد قضى على أعظم مصدر للمشاکل و الأخطار، التى یواجهها هو و غیره من الحکام الغاصبین و المتجبرین.. و النصوص التالیة تدل على ذلک:
1- قال الصدوق: «کان یجلب على الامام «علیهالسلام» من متکلمى الفرق، و أهل الأهواء المضلة کل من سمع به، حرصا على انقطاع الرضا «علیهالسلام» عن الحجة مع واحد منهم»(1)
2- و قال أبوالصلت: «جلب علیه المتکلمین من البلدان، طمعا فى أن یقطعه واحد منهم، فیسقط محله عند العلماء، و بسببهم یشتهر نقصه عند العامة، فکان لا یکلمه خصم من الیهود، و النصارى، و المجوس، و الصابئین، و البراهمة، و الملحدین، و الدهریة، و لا خصم من فرق المسلمین الا قطعه، و ألزمه الحجة»..
الى أن قال: «فلما أعیته الحیلة فى أمره اغتاله، فقتله بالسم»(2)
3- و قال ابراهیم بن العباس: «سمعت العباس یقول:.. و کان
المأمون یمتحنه بالسؤال عن کل شىء فیجیبه الجواب الشافى»(3)
4- و قال المأمون لحمید بن مهران، حینما طلب منه أن یولیه مجادلته، لینزله منزلته: «ما من شىء أحب الى من هذا»(4)
5- و قال لسلیمان المروزى: «انما وجهت الیک لمعرفتى بقوتک، و لیس مرادى الا أن تقطعه عن حجة واحدة فقط»(5)
6- و حینما أخبر الامام «علیهالسلام» المأمون بصفات حمل جاریته، قال المأمون: «فقلت فى نفسى: هذه والله فرصة، ان لم یکن الأمر على ما ذکر خلعته؛ فلم أزل أتوقع أمرها الخ..».
ثم تذکر الروایة مجىء الولد على الصفة التى ذکرها الامام «علیهالسلام» له(6)
7- کما أنه قد کان من جملة ما یهدف الیه، من جعل ولایة العهد له «علیهالسلام» هو أن یرى الناس أن الامام لیس زاهدا فى الدنیا، حسبما أوضحناه فى کتابنا الحیاة السیاسیة للامام الرضا «علیهالسلام».. فراجع..
1) عیون اخبار الرضا ج 1 ص 191، و البحار ج 49 ص 179 و مسند الامام الرضا ج 2 ص 105، و الحیاة السیاسیة للامام الرضا علیهالسلام ص 377 عنهم.
2) عیون أخبار الرضا ج 2 ص 239 و مثیر الأحزان ص 263 و البحار ج 49 ص 290، و مسند الامام الرضا ج 2 ص 128 و شرح میمیة أبىفراس ص 204 و الحیاة السیاسیة للامام الرضا علیهالسلام ص 378 – 377 عنهم.
3) الفصول المهمة لابنالصباغ المالکى ص 237 و اعلام الورى ص 314 و أعیان الشیعة ج 4 قسم 2 ص 107 و لیراجع أیضا: المناقب لابنشهرآشوب ج 4 ص 350. و الحیاة السیاسیة للامام الرضا علیهالسلام عنهم ص 377.
4) راجع: الحیاة السیاسیة للامام الرضا علیهالسلام ص 378. و دلائل الامامة للطبرى ص 198.
5) عیون أخبار الرضا ج 1 ص 179 و البحار ج 49 ص 178 و مسند الامام الرضا ج 1 ص 97 و الحیاة السیاسیة للامام الرضا ص 378.
6) الغیبة للشیخ الطوسى ص 49، و عیون أخبار الرضا ج 2 ص 224 و البحار ج 49 ص 307 و مناقب آل أبىطالب ج 4 ص 333 عن الجلاء و الشفاء.