و لعل أقرب مثال یمکن أن نسوقه هنا، و له ارتباط وثیق فى موضوع بحثنا هذا، هو تلک الطریقة التى تعامل بها المأمون مع الامام الرضا «علیهالسلام» أولا، ثم مع الامام الجواد «علیهالسلام» ثانیا، حیث حاول أولا
الکید للامام الرضا «علیهالسلام» بالبیعة بولایة العهد بعده(1)
ثم حاول اغتیال الامامة – علمیا – بأسلوبه الخاص، و الفرید من نوعه(2)
حتى اذ فشل هذا الأسلوب و ذاک، کان له، و لأخیه المعتصم من بعده موقف آخر، و من نوع آخر، من هذین الامامین العظیمین صلوات الله و سلامه علیهما، و على آبائهما الطیبین الطاهرین. و هو اغتیالهما جسدیا، و هکذا کان..
و المأمون هو أعظم خلفاء بنىالعباس خطرا، و أکثرهم علما، و أبعدهم نظرا، و أشدهم مکرا، و أخفاهم مکیدة، کما صرحت به النصوص التاریخیة العدیدة(3)
و هذا الرجل بالذات هو الذى قام بأکثر من محاولة فى سبیل تحقیق النصر النهائى و الحاسم على الفکر الامامى الشیعى.
و قد أدرک هذا الرجل خطأ أسلافه فى تعاملهم مع أئمة أهل البیت «علیهمالسلام».. فحاول أن یعتمد أسلوبا جدیدا و فریدا من نوعه، یخفى وراءه مکرا أشد، و کیدا أعظم..
1) راجع حول هذا الموضوع کتابنا: الحیاة السیاسیة للامام الرضا علیهالسلام.
2) سیأتى بعض ما یرتبط بالامام الجواد علیهالسلام.. أما ما یخص الامام الرضا علیهالسلام،فقد تحدثنا عنه فى کتابنا: الحیاة السیاسیة للامام الرضا علیهالسلام.
3) راجع: الحیاة السیاسیة للامام الرضا علیهالسلام فصل: من هو المأمون.