و بعد ما تقدم نقول:
انه کما یمکن اثبات النص الخاص على امامة الأئمة صلوات الله و سلامه علیهم اجمعین، بالنقل القطعى عن النبى الأکرم «صلى الله علیه و آله».. کذلک، فانه اذا لج الخصوم بالتکذیب و الجحود، و حاولوا التعتیم على ذلک السیل الهائل من النصوص القطعیة، أو الاحتماء بالتأویلات السقیمة و الباردة، فانه یمکن(1) اثبات الامامة، و النص نفسه، عن طریق اظهار جانب من العلوم التى اختصهم الله بها، لیکون ذلک بمثابة شاهد صدق على صحة النص و واقعیته.
و لعل ذلک هو أحد أسباب اهتمام الامام على «علیهالسلام»، باخبار الناس الأمور الغیبیة، خصوصا فى حربه مع الخوارج، الذین کانوا أعرابا
جفاة، و أحفاء الهام سفهاء الأحلام.. لیؤکد لهم امامته عن طریق اثبات امتلاکه لعلم الامامة.. بعد أن کان یؤکدها عن طریق اثبات النص، فیطلب الشهادة لحدیث الغدیر من الناس، فیشهد له به طائفة من الصحابة الذین حضروا الواقعة..
1) و یشهد لذلک الأحداث الکثیرة الدالة على المنع عن ذکر فضائل أمیرالمؤمنین علیهالسلام و نسبة فضائله لغیره.