و بعد أن ظهرت دلائله، و تجلت براهینه، بخع عظماء الشیعة لامامته..
و نعرف مدى عظمة الامام الجواد التقى علیه الصلاة والسلام، من شدة تعظیم عم أبیه: على بن جعفر الصادق «علیهالسلام» له. و کان على بن جعفر هذا من جلة العلماء و من المحدثین المعروفین، و قد ترجمه العسقلانى فى تهذیب التهذیب، و روى عنه الترمذى(1)
و لسنا هنا فى صدد استقصاء ترجمته..
فیحدثنا الحسین بن موسى بن جعفر علیهماالسلام، قال:
«کنت عند أبىجعفر «علیهالسلام» بالمدینة، و عنده على بن جعفر، فدنا الطبیب لیقطع له العرق، فقام على بن جعفر، فقال: یا سیدى، یبدأ بى لتکون حدة الحدید فى قبلک.
قال: قلت: یهنئک، هذا عم أبیه..
فقطع له العرق.. ثم أراد أبوجعفر «علیهالسلام» النهوض. فقام على بن جعفر، فسوى له نعلیه، حتى یلبسهما»(2)
و عن محمد بن الحسن بن عمار، قال: کنت عند على بن جعفر، بن محمد
جالسا بالمدینة. و کنت أقمت عنده سنتین، أکتب عنه ما سمع من أخیه – یعنى أباالحسن – اذ دخل علیه أبوجعفر، محمد بن على الرضا المسجد، مسجد رسولالله «صلى الله علیه و آله». فوثب على بن جعفر، بلا حذاء، و لا رداء، فقبل یده، و عظمه.
فقال له أبوجعفر «علیهالسلام»: یا عم، اجلس رحمک الله.
فقال: یا سیدى، کیف أجلس، و أنت قائم؟
فلما رجع على بن جعفر الى مجلسه، جعل أصحابه یوبخونه، و یقولون: أنت عم أبیه، و أنت تفعل به هذا الفعل؟
فقال: اسکتوا، اذ کان الله عزوجل – و قبض على لحیته – لم یؤهل هذه الشیبة، و أهل هذا الفتى، و وضعه حیث وضعه، أنکر فضله؟!
نعوذ بالله مما تقولون، بل أنا عبد له»(3)
و فى نص آخر عنه: «أن رجلا سأله عن أبىالحسن موسى، ثم عن الامام الرضا «علیهماالسلام»، فأخبره بموتهما..
فقال: «و من الناطق من بعده؟»
قال: قلت: أبوجعفر، ابنه.
قال: فقال له: أنت فى سنک و قدرک، و ابنجعفر بن محمد؟! تقول هذا القول فى هذا الغلام؟!
قال: قلت: ما أراک الا شیطانا.
قال: ثم أخذ بلحیته، فرفعها الى السماء، ثم قال:
فما حیلتى ان کان الله رآه أهلا لهذا، و لم یر هذه الشیبة لهذا أهلا؟!»(4)
1) تهذیب التهذیب – ترجمة على بن جعفر – ج 7 ص 293.
2) البحار ج 50 ص 104 و رجال الکشى ص 430 و قاموس الرجال ج 6 ص 437.
3) البحار ج 50 ص 36 و الکافى ج 1 ص 258 و قاموس الرجال ج 6 ص 437.
4) اختیار معرفة الرجال (المعروف برجال الکشى) ص 429، و قاموس الرجال ج 6 ص 436.