و مهما یکن من أمر: فانهم استدلوا على ذلک، حسبما جاء فى المصادر، بأنه: «لو جاز أن یأمر الله عزوجل بطاعة غیر بالغ، لجاز أن یکلف غیر
بالغ، فکما لا یعقل أن یحتمل التکلیف غیر بالغ، فکذلک لا یفهم القضاء بین الناس، و دقیقه، و جلیله، و غامض الأحکام، و شرایع الدین، و جمیع ما أتى به النبى «صلى الله علیه و آله»، و ما تحتاج الیه الأمة یوم القیامة، من أمر دینها و دنیاها طفل غیر بالغ.
و لو جاز أن یفهم ذلک من نزل عن حد البلوغ درجة، لجاز أن یفهم ذلک من نزل عن حد البلوغ درجتین، و ثلاثا، و أربعا، راجعا الى الطفولیة، حتى یجوز أن یفهم ذلک طفل فى المهد و الخرق، و ذلک غیر معقول، و لا مفهوم، و لا متعارف» انتهى(1)
ولکن الاجابة عما ذکروه: کانت سهلة و واضحة جدا، و لأجل ذلک لم یعبأ أحد بمقالتهم، فان النبى عیسى «علیهالسلام» قد قام بالحجة، و هو ابن أقل من ثلاث سنین: (قال انى عبد الله آتانى الکتاب و جعلنى نبیا)(2) کما ورد فى الروایات و بعضها تقول: سنتین..
و قال تعالى فى حق النبى یحیى «علیهالسلام»: (و آتیناه الحکم صبیا)(3) کما أن داود جعل سلیمان خلیفة له، و هو صبى یرعى الغنم، ثم هناک قضیة ایمان على «علیهالسلام»، و هو ابن تسع سنین، و قول الله
عزوجل: (قل هذه سبیلى أدعوا الى الله على بصیرة أنا و من اتبعنى)(4)
و تقدم أیضا: جواب الریان بن الصلت لیونس بن عبدالرحمن.. الى غیر ذلک من الأجوبة القاطعة، التى لا مجال لها هنا.
1) راجع المصادر فى الهامشین السابقین.
2) الآیة 30 من سورة مریم.
3) الآیة 12 من سورة مریم.
4) الآیة 108 من سورة یوسف.