و کان أعظم امتحان واجههم فى هذا الأمر، هو امامة الامام محمد التقى الجواد صلوات الله و سلامه علیه، الذى بدأت امامته فى سن مبکر جدا، و هو أمر لم یکن الشیعة قد مروا بمثله فى تاریخهم..
فقد ولد الامام محمد التقى الجواد علیه الصلاة والسلام فى شهر رمضان المبارک سنة 195 ه. ق، و توفى سنة 220 ه. ق. فى ذىالقعدة مسموماً على ید زوجته، بتحریض و أمر من المعتصم العباسى.
أما والده الامام الرضا علیه الصلاة والسلام، فقد توفى سنة 203 ه. ق. شهیداً بالسم على ید الخلیفة العباسى عبدالله المأمون..
فکان الامام الجواد «علیهالسلام»، الأول من الأئمة الاثنى عشر «علیهمالسلام» یتولى شؤون الامامة، و یتسلم مهام القیادة و الریادة، و هو صغیر السن، أى ابن ثمانى سنین تقریباً..
ثم جاء بعده ولده الامام على الهادى صلوات الله و سلامه علیه، لیتولى شؤون الأمة، و هو بهذا السن أو أصغر – ثمان، أو ست سنوات أیضاً..
ثم یأتى بعد ذلک الامام المهدى عجل الله تعالى فرجه الشریف، لیتولى أمر الامامة، و عمره لا یزید على الخمس سنوات کذلک.
«فکان الامام الجواد علیه الصلاة والسلام – على حد تعبیر البعض – أول تجسید حى للامامة، على حسب ما یقوله الشیعة، بکل ما هذا الکلمة من معنى، و على حسب المواصفات التى وردت فى الکتاب و السنة للامام و أحواله و شؤونه، والله سبحانه هو الذى یتولى تسدیده و تربیته على الدوام».