ولکن اللافت هو: أن الأئمة «علیهمالسلام»، و لم یظهر أنهم یخططون
لتسلم زمام الحکم و السلطان بالفعل، و بصورة حاسمة، مع أن الناس فى ظاهر الأمر، اما فى خطهم، أو على الأقل لیس لدیهم حساسیة تجاههم، و لا یأبون عن السیر فى خطهم، أو التعامل معه..
و لاسیما بملاحظة: أن الطلیعة المثقفة و الواعیة، التى کان فکرها یهیمن على مختلف القطاعات فى الأمة.. کانت الى حد کبیر مدینة لهم «علیهمالسلام».. فى فکرها، و فى بناء شخصیتها، و بلورة خصائصها حسبما تقدم..
فما هو السبب فى ذلک، و لماذا لا نجد فیما بین أیدینا بوادر جدیة من قبلهم «علیهمالسلام» فى هذا الاتجاه؟.
ان الأجابة على هذا السؤال تحتاج الى کثیر من الدقة و العنایة فى درس الواقع الذى عایشه الأئمة «علیهمالسلام»، و تعاملوا معه، و سجلوا موقفا تجاهه.. و لعلنا غیر قادرین على توفیر الحد الأدنى من ذلک فى هذه العجالة على الأقل و لکن لا محیص لنا هنا عن الالماح الى مدخل مناسب للاجابة یعطى الباحث تصورا و لو محدودا عن واقع الفترة التى عاشوها، و عن مدى امکانیة القیام بحرکة حاسمة على هذا الصعید، فنقول: