و لیس ما جرى للامام الرضا «علیهالسلام» فى نیسابور الا واحدا من الشواهد الکثیرة، المعبرة عن مدى احترام الناس، و تقدیسهم للأئمة علیهم الصلاة والسلام..
یقول النص التاریخى: انه «علیهالسلام» عندما دخل نیسابور تعرض
له الحافظان: أبوزرعة الرازى، و محمد بن أسلم الطوسى، و معهما من طلبة العلم ما لا یحصى. و تضرعوا الیه أن یریهم وجهه؛ فأقر عیون الخلائق بطلعته، و الناس على طبقاتهم قیام کلهم. و کانوا بین صارخ، و باک، و ممزق ثوبه، و متمرغ فى التراب، و مقبل لحافر بغلته، و مطول عنقه الى مظلة المهد، الى أن انتصف النهار، و جرت الدموع کالأنهار، و صاحت الأئمة:
«معاشر الناس، أنصتوا، وعوا. و لا تؤذوا رسولالله «صلى الله علیه و آله» فى عترته»..
و بعد أن أملى علیهم الحدیث الشریف: «لا اله الا الله حصنى، فمن دخل حصنى أمن من عذابى الخ..».
عد أهل المحابر و الدوى؛ فأنافوا على العشرین ألفا(1)
و الشواهد التی تدخل فی هذا السیاق کثیرة، لا مجال لاستقصائها
1) راجع: عیون أخبار الرضا ج 2 ص 135. و مجلة مدینة العلم، السنة الأولى ص 415 عن صاحب تاریخ نیسابور، و عن المناوى فى شرح الجامع الصغیر. و الصواعق المحرقة ص 202، و ینابیع المودة ص 364 و 385، و البحار ج 49 ص 123 و 126 و 127 و الفصول المهمة لابنالصباغ المالکى ص 240 و نورالأبصار ص 154 و کشف الغمة ج 3 ص 98، و مسند الامام الرضا ج 1 ص 44 – 43 عن التوحید، و معانى الأخبار و راجع: نزهة المجالس ج 1 ص 22، و حلیة الاولیاء، ج 3 ص 192 و أمالى الصدوق ص 208 و 209.