1 – الشیخ الصدوق (رحمه الله): … [عن محمد بن علی (علیهما السلام) قال]: وسئل
الحسن ابن علی بن أبی طالب (علیهما السلام): ما الموت الذی جهلوه؟
قال: أعظم سرور یرد على المؤمنین، إذ نقلوا عن دار النکد إلى نعیم الأبد. وأعظم ثبور یرد على الکافرین، إذ نقلوا عن جنتهم إلى نار لا تبید ولا تنفد(1)
2 – الشیخ الصدوق (رحمه الله): … عن أبی جعفر الثانی محمد بن علی (علیهما السلام)، قال: … إذ أقبل رجل حسن الهیئة واللباس، فسلم على أمیر المؤمنین (علیه السلام)، فرد
علیه، السلام، فجلس ثم قال: یا أمیر المؤمنین! أسألک عن ثلاث مسائل؟ فالتفت أمیر المؤمنین إلى أبی محمد الحسن، فقال: یا أبا محمد! أجبه.
فقال: أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أین تذهب روحه؟
فإن روحه متعلقة بالریح، والریح متعلقة بالهواء إلى وقت ما یتحرک صاحبها للیقظة، فإن أذن الله عز وجل برد تلک الروح إلى صاحبها، جذبت تلک الروح الریح، وجذبت تلک الریح الهواء، فرجعت الروح فأسکنت فی بدن صاحبها، وإن لم یأذن الله عز وجل برد تلک الروح إلى صاحبها جذب الهواء الریح، وجذبت الریح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما یبعث.
وأما ما ذکرت من أمر الذکر والنسیان:
فإن قلب الرجل فی حق، وعلى الحق طبق، فإن صلى الرجل عند ذلک على محمد وآل محمد صلاة تامة، انکشف ذلک الطبق عن ذلک الحق، فأضاء القلب وذکر الرجل ما کان نسیه، وإن هو لم یصل على محمد وآل محمد، أو نقص من الصلاة علیهم، انطبق ذلک الطبق على ذلک الحق، فأظلم القلب ونسی الرجل ما کان ذکر.
وأما ما ذکرت من أمر المولود الذی یشبه أعمامه وأخواله:
فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساکن، وعروق هادئة، وبدن غیر مضطرب، فأسکنت تلک النطفة فی جوف الرحم، خرج الولد یشبه أباه وأمه، وإن هو أتاها بقلب غیر ساکن وعروق غیر هادئة، وبدن مضطرب، اضطربت تلک النطفة، فوقعت فی حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام، أشبه الولد أعمامه، وإن وقعت على عرق من عروق الأخوال، أشبه الرجل أخواله.
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أن محمدا
رسول الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنک وصیه والقائم بحجته [بعده] – وأشار [بیده] إلى أمیر المؤمنین (علیه السلام) – ولم أزل اشهد بها.
وأشهد أنک وصیه والقائم بحجته – وأشار إلى الحسن (علیه السلام) – … .
والسلام علیک یا أمیر المؤمنین ورحمة الله وبرکاته.
ثم قام، فمضى.
فقال أمیر المؤمنین (علیه السلام): یا أبا محمد! أتبعه فانظر أین یقصد؟
فخرج الحسن (علیه السلام) فی أثره، قال: فما کان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دریت أین أخذ من أرض الله.
فرجعت إلى أمیر المؤمنین (علیه السلام)، فأعلمته.
فقال: یا أبا محمد! أتعرفه؟
فقلت: الله ورسوله وأمیر المؤمنین أعلم.
فقال: هو الخضر (علیه السلام)(2)
1) معانی الأخبار: ص 288، ح 3.سند الحدیث یأتی فی ما رواه عن الإمام الحسین (علیه السلام) الحدیث الأول.
2) إکمال الدین: ج 1، ص 313، ح 1. تقدم الحدیث بتمامه فی ما رواه (عن الإمام علی أمیر المؤمنین (علیه السلام))، رقم 1018.