1 – العیاشی (رحمه الله): عن زرقان صاحب ابن أبی دؤاد … إن سارقا أقر على نفسه بالسرقة، وسأل الخلیفة [المعتصم] تطهیره بإقامة الحد علیه. فجمع لذلک الفقهاء فی مجلسه، وقد أحضر محمد بن علی (علیهما السلام). فسألنا عن القطع فی أی موضع یجب أن یقطع؟
قال: فقلت: من الکرسوع … .
فالتفت إلى محمد بن علی (علیهما السلام)، فقال: ما تقول فی هذا یا أبا جعفر!؟
فقال: قد تکلم القوم فیه یا أمیر المؤمنین!
قال: دعنی مما تکلموا به، أی شئ عندک؟
قال: اعفنی عن هذا، یا أمیر المؤمنین!
قال: أقسمت علیک بالله لما أخبرت بما عندک فیه؟
فقال (علیه السلام): أما إذا أقسمت على بالله، إنی أقول: إنهم أخطأوا فیه السنة، فإن القطع یجب أن یکون من مفصل أصول الأصابع، فیترک الکف.
قال: وما الحجة فی ذلک؟
قال: قول رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم): السجود على سبعة أعضاء: الوجه والیدین والرکبتین والرجلین.
فإذا قطعت یده من الکرسوع أو المرفق لم یبق له ید یسجد علیها.
وقال الله تبارک وتعالى: (وأن المساجد لله). یعنی به هذه الأعضاء السبعة التی یسجد علیها، (فلا تدعوا مع الله أحدا). وما کان لله لم یقطع.
قال: فأعجب المعتصم ذلک، وأمر بقطع ید السارق من مفصل الأصابع دون الکف …(1)
2 – العیاشی (رحمه الله): عن أحمد بن فضل الخاقانی، من آل رزین، قال: قطع الطریق بجلولاء على السابلة، من الحجاج وغیرهم، وأفلت القطاع، فبلغ الخبر المعتصم … فجمع الفقهاء وابن أبی دؤاد، ثم سأل الآخرین على الحکم فیهم؟
وأبو جعفر محمد بن علی الرضا (علیهما السلام)، حاضر … .
فالتفت إلى أبی جعفر (علیه السلام)، فقال له: ما تقول فیما أجابوا فیه؟
فقال: قد تکلم هؤلاء الفقهاء والقاضی بما سمع أمیر المؤمنین.
قال: وأخبرنی بما عندک؟
قال (علیه السلام): إنهم قد أضلوا فیما أفتوا به، والذی یجب فی ذلک، أن ینظر أمیر المؤمنین فی هؤلاء الذین قطعوا الطریق.
فإن کانوا أخافوا السبیل فقط، ولم یقتلوا أحدا، ولم یأخذوا مالا، أمر بإیداعهم الحبس، فإن ذلک معنى نفیهم من الأرض بإخافتهم السبیل.
وإن کانوا أخافوا السبیل، وقتلوا النفس، أمر بقتلهم.
وإن کانوا أخافوا السبیل، وقتلوا النفس، وأخذوا المال، أمر بقطع أیدیهم، وأرجلهم من خلاف، وصلبهم بعد ذلک.
قال: فکتب إلى العامل بأن یمثل ذلک فیهم(2)
1) تفسیر العیاشی: ج 1، ص 319، ح 109. تقدم الحدیث بتمامه فی ف 3، ب 2 (أحواله (علیه السلام) مع المعتصم)، رقم 538.
2) تفسیر العیاشی: ج 1، ص 314، ح 91. تقدم الحدیث بتمامه فی ف 3، ب 2 (أحواله (علیه السلام) مع المعتصم)، رقم 540.