1 – روى الحمیرى عن محمد بن الحسین، عن عثمان بن عیسى قال: قلت لأبى الحسن الاول علیهالسلام: ان الحسن بن محمد له اخوة من أبیه و لیس یولد له ولد الا مات فادع الله له. فقال: قضیت حاجته فولد له غلامان(1)
2 – روى الحمیرى عن احمد بن محمد عن الحسین بن موسى بن الجعفر علیهالسلام عن امه قالت: کنت اغمز قدم أبىالحسن علیهالسلام و هو نائم مستقبلا فى السطح فقام مبادرا بحرارة مسرعا فتبعته فاذا غلامان له یکلمان جاریتین له و بینهما حائط لا یصلان الیهما فتسمع علیهما ثم التفت الى فقال: متى جئت ههنا فقلت: حیث قمت من نومک مسرعا فزعت و تبعتک قال: لم تسمع الکلام قلت: بلى جعلت فداک فلما اصبح بعث الغلامین الى بلد و بعث الجاریتین الى بلد آخر فباعهم(2)
3 – عنه، عن احمد بن محمد عن الحسن بن على الوشاء قال: حججت ایام خالى اسماعیل بن الیاس فکتبت الى أبىالحسن علیهالسلام الاول فکتب خالى ان لى بنات و لیس لى ذکر و قد قل رجالنا و قد خلقت امرأتى و هى حامل فادع الله ان یجعله غلاما و سمه فوقع فى الکتاب قد قضى الله تبارک و تعالى حاجتک و سمه محمدا فقدمنا الکوفة و قد ولدها غلام قبل دخول الکوفة بستة ایام و دخلنا یوم سابعه قال أبومحمد: فهو و الله الیوم رجل له اولاد(2)
4 – عنه، عن محمد بن الحسین بن على بن جعفر بن ناجیة انه کان اشترى طیلسانا طرازیا ازرق بماة درهم و حمله معه الى أبىالحسن الاول علیهالسلام و لم یعلم به احد و کنت اخرج انا و عبدالرحمن بن الحجاج و کان هو اذ ذاک قیما لابى الحسن علیهالسلام فبعث بما کان معه فکتب اطلبوا لى ساجا طرازیا ازرق فطلبوه بالمدینة فلم یوجد عند احد.
فقلت له: هذا هو معى و ما جئت به الا له فبعثوا به الیه و قال له: اصبناه مع على بن جعفر و لما کان من قابل اشتریت طیلسانا مثله و حملته معى و لم یعلم به احد فلما قدمنا المدینة الرسل الیهم اطلبوا لى طیلسانا مثله مع ذلک الرجل فسئلونى فقلت: هو ذا معى فبعثوا به الیه(3)
5 – عنه، عن محمد بن الحسین عن على بن جعفر بن ناجیة عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: استقرضت من غالب مولى الربیع ستة آلاف درهم نمت بها بضاعتى و دفع الى شیئا ادفعه الى أبىالحسن الاول علیهالسلام و قال: اذا قضیت من الستة الآف درهم حاجتک فادفعها ایضا الى أبىالحسن علیهالسلام.
فلما قدمت المدینة بعثت الیه بما کان معى من الامانة و الذى من قبل غالب فارسل الى فاین الستة الآف درهم؟ فقلت: استقرضتها و امر بى ان ادفعها الیک فاذا بعت متاعى بعثت بها الیک فارسل الى عجلها لنا فانا نحتاج الیها فبعثت بها الیه(3)
6 – عنه، عن محمد بن الحسین قال: حدثنى على بن حسان الواسطى عن موسى بن بکیر قال: دفع أبوالحسن الاول علیهالسلام رقعة فیها حوائج و قال لى: اعمل بما فیها فوضعتها تحت المصلى و نوانیت عنها فمررت فاذا الرقعة فى یده فسئلنى عن الرقعة فقلت: فى البیت فقال: یا موسى اذا أمرتک بالشىء فاعمله و الا غضبت علیک فعلمت ان الذى دفعها الیه بعض صبیان الجن(3)
7 – عنه، عن محمد بن عیسى عن ابن فضال عن على بن حمزة قال: کنت عند
أبى الحسن علیهالسلام اذ دخل علیه ثلاثون مملوکا من الحبش و قد اشتروهم له فکلم غلاما منهم و کان من الحبش جمیل فکلمه بکلامه ساعة حتى اتى بجمیع ما یرید و اعطاه درهما فقال: اعط اصحابک هؤلاء کل غلام منهم کل هلال ثلاثین درهما ثم خرجوا فقلت: جعلت فداک لقد رأیتک تلکم هذا الغلام بالحبشیة فماذا أمرته؟
قال: أمرته ان یستوصى باصحابه خیرا و یعطیهم فى کل هلال ثلاثین درهما و ذلک انى لما نظرت الیه علمت انه غلام عاقل من ابناء ملکهم فاوصیته بجمیع ما احتاج الیه فقبل وصیتى و مع هذا غلام صدق ثم قال: لعلک عجبت من کلامى ایاه بالحبشیة لا تعجب فما الذى خفى علیک من امر الامام اعجب و اکثر و ما هذا من الامام فى علمه الا کطیر اخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء.
أفترى الذى اخذ بمنقاره نقص من البحر شیئا قال: فان الامام بمنزلة البحر لا ینفد ما عنده و عجائبه اکثر من ذلک و الطیر حین اخذ من البحر قطرة لم ینقص من البحر شیئا کذلک العالم لا ینقص علمه شیئا و لا تنفد عجائبه(4)
8 – عنه، عن أحمد بن محمد عن أحمد بن أبىمحمود الخراسانى عن عثمان بن عیسى قال: رأیت أباالحسن الماضى علیهالسلام فى حوض من حیاض بین مکة و المدینة علیه ازار و هو فى الماء فجعل یاخذ الماء فى فیه ثم یمجه و هو یصفر فقلت: هذا من خیر خلق الله فى زمانه و یفعل هذا ثم دخلت علیه بالمدینة.
فقال: این نزلت فقلت له: نزلت انا و رفیق لى فى دار فلان فقال: بادروا حولوا ثیابکم و اخرجوا منها الساعة قال: فبادرت و اخذت ثیابنا و خرجنا فلما صرنا خارجا عن الدار انهارت الدار(4)
9 – عنه، عن موسى بن جعفر البغدادى عن الوشاء عن على بن حمزة قال: سمعت أبا الحسن موسى علیهالسلام یقول: لا و الله لا یرى أبوجعفر الدوانیقى بیت الله أبدا فقدمت الکوفة فاخبرت اصحابنا فلم یلبث ان خرج فلما بلغ الکوفة قال لى اصحابنا فى
ذلک فقلت: لا و الله لا یرى بیت الله أبدا فلما صار الى البستان اجتمعوا ایصا الى فقالوا: بقى بعد هذا شىء.
قلت: لا و الله لا یرى بیت الله أبدا فلما نزل بئرمیمون أتیت أباالحسن علیه السلام فوجدته فى المحراب قد سجد فاطال السجود ثم رفع رأسه الى فقال: اخرج فانظر ما یقول الناس فخرجت فسمعت واعیة أبىجعفر فرجعت فاخبرته فقال: الله اکبر ما کان لیرى بیت الله أبدا(4)
10 – عنه، عن الحسین بن على بن النعمان عن عثمان بن عیسى عن ابراهیم بن عبدالحمید قال: کتب الى أبوالحسن علیهالسلام قال عثمان بن عیسى و کنت حاضرا بالمدینة تحول عن منزلک فاغتم بذلک و کان منزلهمنزلا وسطا بین المسجد و السوق فلم یتحول فعاد الیه الرسول تحول عن منزلک فبقیت ثم عاد الیه الثالثة تحول عن منزلک فذهب و طلب منزلا و کنت فى المسجد و لم یجىء الى المسجد الا عتمة فقلت له: ما خلفک فقال: ما تدرى ما اصابنى الیوم.
قلت: لا، قال: ذهبت استقى الماء من البئر لا توضا فخرج الدلو مملوءا خرؤا و قد عجنا و خبرنا بذلک الماء فطرحنا خبزنا و غسلنا ثیابنا فشغلنى عن المجیىء و نقلت متاعى الى المنزل الذى اکریته فلیس بالمنزل الا الجاریة الساعة انصرف و اخذ بیدها فقلت: بارک الله لک ثم افترقنا فلما کان سحر تلک اللیلة خرجنا الى المسجد فجاء فقال: ما ترون ما حدث فى هذه اللیلة قلت: لا قال: سقط و الله منزلى السفلى و العلوى(5)
11 – عنه، عن الحسن بن على بن النعمان عن عثمان بن عیسى قال: قال: أبوالحسن علیهالسلام لابراهیم بن عبدالحمید و لقیه سحرا و ابراهیم ذاهب الى قبا و أبوالحسن علیهالسلام داخل الى المدینة فقال: یا ابراهیم فقلت: لبیک فقال: الى این فقلت: الى قبا فقال: فى أى شىء فقلت: انا کنا نشترى فى کل سنة هذا التمر فاردت ان اتى رجلا من الانصار فاشترى منه من التمار قال: و قد امنتم الجراد ثم دخل
و مضیت انا فاخبرت أبا العز فقال: لا و الله لا اشترى العام نخلة فما مرت بنا خامسة حتى بعث الله جرادا فأکل عامة ما فى النخل(5)
12 – عنه، عن الحسن بن على بن النعمان عن عثمان بن عیسى قال: وهب رجل جاریته لابنه فولدت منه اولادا فقالت الجاریة بعد ذلک: قد کان أبوک وطأنى قبل ان یهبنى لک فسئل أبوالحسن علیهالسلام عنها فقال: لا تصدق انما نفرت من سوء خلقه فقیل للجاریة فقالت: صدق و الله ما هربت الا من سوء خلقه(5)
13 – عنه، عن محمد بن خالد الطبالسى عن على بن أبىحمزة عن أبىبصیر عن أبىالحسن الماضى علیهالسلام قال: دخلت علیه فقلت له: جعلت فداک بم یعرف الامام قال: بخصال اما اولیهن فشىء تقدم من ابیه فیه و عرفه الناس و نصبه لهم علما حتى یکون حجة علیهم لان رسول الله صلى الله علیه و آله نصب علیا علیه السلام علما و عرفه الناس و کذلک الائمة یعرفونهم الناس و ینصبونهم لهم حتى یعرفوه و یسئل فیجیب و یسکت عنه فیبتدى و یخبر الناس بما فى غد و یکلم الناس بکل لسان.
فقال لى: یا أبامحمد الساعة قبل ان تقوم اعطیک علامة تطمئن الیها فو الله ما لبثت ان دخل علینا رجل من اهل خراسان فتکلم الخراسانى بالعربیة فاجابه هو بالفارسیة فقال له الخراسانى: اصلحک الله ما منعنى ان اکلمک بکلامى الا انى ظننت انک لا تحسن فقال: سبحان الله اذا کنت لا احسن اجیبک فما فضلى علیک ثم قال: یا أبامحمد ان الامام لا یخفى علیه کلام احد من الناس و لا طیر و لا بهیمة و لا شىء فیه روح بهذا یعرف الامام فان لم تکن فیه هذه الخصال فلیس هو بامام(6)
14 – روى الکلینى عن على بن ابراهیم، عن محمد بن عیسى، عن الحسن بن محمد ابن بشار قال: حدثنى شیخ من أهل قطیعة الربیع من العامة ببغداد ممن کان ینقل عنه، قال: قال لى: قد رأیت بعض من یقولون بفضله من أهل هذا البیت، فما رأیت مثله قط فى فضله و نسکه فقلت له: من؟ و کیف رأیته؛ قال: جمعنا أیام السندى بن شاهک
ثمانین رجلا من الوجوه المنسوبین الى الخیر، فأدخلنا على موسى بن جعفر علیهماالسلام.
فقال لنا السندى: یا هؤلاء انظروا الى هذا الرجل هل حدث به حدث؟ فان الناس یزعمون أنه قد فعل به و یکثرون فى ذلک و هذا منزله و فراشه موسع علیه غیر مضیق و لم یرد به أمیرالمؤمنین سوءا و انما ینتظر به أن یقدم فیناظر أمیرالمؤمنین و هذا هو صحیح موسع علیه فى جمیع أموره، فسلوه، قال: و نحن لیس لنا هم الا النظر الى الرجل و الى فضله و سمته.
فقال موسى بن جعفر علیهماالسلام: أما ما ذکر من التوسعة و ما أشبهها فهو على ما ذکر غیر أنى اخبرکم أیها النفر أنى قد سقیت السم فى سبع تمرات و أنا غدا أخضر و بعد غد أموت قال: فنظرت الى السندى بن شاهک یضطرب و یرتعد مثل السعفة(7)
15 – عنه، عن سهل بن زیاد، عن یحیى بن المبارک، عن ابراهیم بن صالح، عن رجل من الجعفریین قال: کان بالمدینة عندنا رجل یکنى أباالقمقام و کان مخارفا فأتى أباالحسن علیهالسلام فشکا الیه حرفته و أخبره أنه لا یتوجه فى حاجة فیقضى له فقال له أبوالحسن علیهالسلام: قل فى آخر دعائک من صلاة الفجر: «سبحان الله العظیم، أستغفر الله و أسأله من فضله» عشر مرات.
قال أبوالقمقام: فلزمت ذلک فوالله ما لبثت الا قلیلا حتى ورد على قوم من البادیة فأخبرونى أن رجلا من قومى مات و لم یعرف له وارث غیرى فانطلقت فقبضت میراثه و أنا مستغن(8)
16 – قال أبوجعفر حدثنا أبومحمد سفیان، قال: حدثنا و کیع، قال: حدثنا الأعمش قال: لحقت موسى بن جعفر الکاظم الغیظ و هو فى حبس الرشید فرأیته یخرج من حبسه و یغیب و یدخل من حیث لا یرى(9)
17 – قال أبوجعفر حدثنا أبومحمد سفیان، قال: حدثنا وکیع عن الأعمش قال: رأیت کاظم الغیظ عنه الرشید و قد خضع له فقال له عیسى بن أبان: یا أمیرالمؤمنین لم
تخضع له؟ قال: رأیت من ورائى افعى تضرب بنابها و تقول أجبه بالطاعة و الا بلعتک ففزعت منها فأجبته(9)
18 – قال أبوجعفر حدثنا عبدالله بن محمد البلوى، قال: حدثنا غالب بن مرة و محمد بن غالب قال: کنا فى حبس الرشید فأدخل موسى بن جعفر فانبع الله له عینا ما أنبت له شجرة فکان منها یأکل و یشرب و نهنیه فکان اذا دخل بعض اصحاب الرشید غابت حتى لا ترى(9)
19 – قال أبوجعفر حدثنا أبومحمد سفیان عن وکیع قال: قال الأعمش: رأیت موسى بن جعفر و قد أتى شجرة مقطوعة موضوعة فمسها بیده فأورقت ثم اجتنى منها ثمرا و اطعمنى(10)
20 – قال أبوجعفر حدثنا هشام بن منصور عن رشیق مولى الرشید قال: وجه بى الرشید فى قتل موسى بن جعفر لأقتله فهز عصى کانت فى یده فاذا هى افعى و أخذ هارون الحمى و وقعت الافعى فى عنقه حتى وجه الى باطلاقه فأطلقت عنه(10)
21 – قال أبوجعفر حدثنا علقمة بن شریک بن اسلم عن موسى بن هامان قال: رأیت موسی بن جعفر علیهالسلام فى حبس الرشید و تنزل علیه المائدة من السماء و یطعم أهل السجن کلهم ثم یصعد بها من غیر أن ینقص منها شىء.(10)
22 – قال أبوجعفر حدثنا أبومحمد عبدالله بن محمد البلوى، قال: حدثنا عمارة بن زید، قال قال ابراهیم بن سعد: أدخل الى موسى بن جعفر بسباع لتأکله فجعلت تلوذ به تبصبص له و تدعوا له بالامامة و تعوذ به من شر الرشید فلما بلغ ذلک الرشید اطلق عنه و قال: ان یفتننى و یفتن الناس و من معى(10)
23 – قال أبوجعفر حدثنا سفیان قال: حدثنا و کیع عن ابراهیم بن الاسود قال: رأیت موسى بن جعفر صعد الى السماء و نزل و معه حربة من نور فقال: أتخوفوننى بهذا (یعنى الرشید) لو شئت لطمته بهذه الحربة فأبلغ ذلک الرشید فأغمى ثلاثا و اطلقه(10)
24 – عنه قال: اخبرنى أبوالحسین محمد بن هارون، قال: حدثنى أبى، قال: حدثنا أبوعلى أحمد بن محمد العطار، قال: أخبرنا أبوعبدالله محمد بن عمران بن الحجاج، قال: حدثنا ابراهیم بن الحسن بن راشد عن على بن یقطین قال: کنت واقفا بین یدى الرشید اذ جاءته هدایا من ملک الروم کانت فیها دراعة دیباج مذهبة سوداء لم أر أحسن شیئا منها فنظر الى و أنا أحد الیها النظر.
فقال: یا على أعجبتک؟ قلت: اى و الله یا أمیرالمؤمنین، قال: خذها فأخذتها و انصرفت بها الى منزلى و شددتها فى مندیل و وجهتها الى المدینة فمکثت ستة أشهر أو سبعة اشهر ثم انصرفت یوما من عند هارون و قد تغدیت بین یدیه فقام الى خادمى الذى یأخذ ثیابى بمندیل على یدیه و کتاب مختوم و طینة رطب فقال: جاء بهذه الساعة رجل فقال: ارفع هذا الى مولاک ساعة یدخل ففضت الکتاب فاذا فیه:
یا على هذا وقت حاجتک الى الدراعة، فکشفت طرف المندیل عنها و دخل على خادم هارون فقال: أجب أمیرالمؤمنین فقلت أى شىء حدث، قال: لا أدرى، فمضیت و دخلت علیه و عنده عمر بن بزیغ واقفا بین یدیه فقال: یا على ما فعلت بالدراعة التى و هبتها لک قلت: ما کسانى أمیرالمؤمنین اکثر من ذلک اى دراعة تسألنى یا أمیرالمؤمنین؟ قال: الدراعة الدیباج السوداء المذهب.
قلت: ما عسى أن یصنع مثلى بمثلها اذا انصرفت من دار أمیرالمؤمنین دعوت بها فلبستها و صلیت بها رکعتین أو اربع رکعات و لقد دخل على الرسول و دعوت بها لافعله ذلک فنظر الى عمر بن بزیغ و قال: ارسل من یجینى بها فأرسلت خادمى فجاءنى بها فلما رآها قال: یا عمر ما ینبغى لنا ان نقبل قول احد على على بعد هذا و أمر لى بخمسین الف درهم فحملتها مع الدراعة و بعثت بها و بالمال من یومى ذلک(10)
25 – عنه قال: و روى الحسین بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد عن الوشاء عن محمد بن على عن خالد الحرانى قال: دخلت على أبىالحسن و هو فى عرصة داره و هو
یومئذ بالرمیلة فلما نظرت الیه قلت فى نفسى بأبى و أمى سیدى مظلوم مضطهد ثم دنوت منه فقبلت بین عینیه ثم جلست بین یدیه.
فالتفت الى ثم قال: خالد نحن اعلم بهذا الامر فلا یضیقن هذا فى نفسک قلت: جعلت فداک و الله ما أردت بهذا شیئا فقال: نحن أعلم بهذا الأمر من غیرنا و ان لهؤلاء القوم مدة و غایة لا بد من الانتهاء الیها قلت: لا أعود و لا أضمر فى نفسى شیئا(11)
26 – عنه، باسناده عن سیف بن عمیرة عن اسحاق بن عمار قال: سمعت العبد الصالح ینعى الى رجل نفسه قلت فى نفسى انه لیعلم متى یموت الرجل من شیعته فالتفت الى شبه المغضب فقال: یا اسحاق کان رشید الهجرى من المستضعفین و کان یعلم علم المنایا و البلایا و الحجة أولى بعلم ذلک.
ثم قال: یا اسحاق اصنع ما انت صانع عمرک قد فنى و انت تموت الى سنتین و اخوک و أهل بیتک لا یلبثون الا یسیرا حتى تفترق کلمتهم و یخون بعضهم بعضا قال: اسحاق فقلت: انى استغفر الله مما عرض فى صدرى قال: سیف فلم یلبث اسحاق بن عمار الا یسیرا حتى مات و ذهبت الأیام حتى أفلس ولد عمار و قاموا بأموال الناس(12)
27 – عنه، باسناده عن محمد بن أبىعمیرعن عثمان بن عیسى عن ابراهیم بن عبدالحمید قال: ارسل الى أبوالحسن علیهالسلام ان تحول عن منزلک فشق ذلک على فقلت: نعم و لم أتحول فأرسل الى تحول فطلبت منزلا فلم أجد و کان منزلى موافقا لى فأرسل الى أن تحولوا عن منزلک قال: عثمان فقلت: لا و الله لا أدخل علیک هذا المنزل أبدا قال: فلما کان بعد یومین عند العشاء اذا أنا بابراهیم قد جاء فقال: ما تدرى ما لقیت الیوم، فقلت: و ما ذلک.
قال: ذهبت استقى ماء من البئر فخرج الدلو ملأ عذرة و قد عجنا من البئر فطرحنا العجین و غسلنا ثیابنا فلم أخرج منذ الیوم و قد تحولت الى المنزل الذى اکتریت فقلت له و أنت ایضا تتحول و قلت له اذا کان غدا ان شاء الله حین تنصرف من الغداة تذهب الى
منزلک فندعوا لک بالبرکة فلماخرجت من المنزل سحرا فاذا ابراهیم عند القبر فقال: تدرى ما کان اللیلة؟ فقلت: لا و الله قال: سقط منزلى العلو و السفل(13)
28 – عنه، باسناده عن أبىجعفر محمد بن على رفعه الى على بن أبىحمزة قال: کنت عند أبىالحسن اذ أتاه رجل من اهل الرى یقال له جندب فسلم علیه و جلس فسأله أبو الحسن فأحسن السؤال فقال له: ما فعل أخوک فقال: بخیر جعلت فداک و هو یقرئک السلام، قال:یا جندب عظم الله أجرک فى أخیک فقال: ورد و الله على کتاب بعد ثلاث عشر یوما بالسلامة.
فقال: یا جندب انه و الله مات بعد کتابه بیومین و دفع الى امرأته مالا و قال: لیکن هذا عندک فاذا قدم أخى فادفعیه الیه و قد اودعته الأرض فى البیت الذى کان هو فیه فاذا أنت أتیتها فتلطف لها و اطمعها فى نفسک فانها ستدفعه الیک و قال على بن أبىحمزة فلقیت جندبا بعد ذلک فسألته عما کان قال أبوالحسن فقال: صدق و الله سیدى ما زاد و لا نقص(14)
29 – عنه قال: أخبرنى على بن هبة الله الموصلى، قال: حدثنى أبوجعفر محمد بن على بن الحسین بن موسى القمى عن أبیه، قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أبىعبدالله محمد بن خالد البرقى قال: حدثنا حماد بن عیسى الجهنى قال: دخلت على أبىالحسن موسى فقلت: جعلت فداک ادع الله أن یرزقنى دارا و زوجة و ولدا و خادما و حج فى کل سنة فرفع یده و قال: اللهم صل على محمد و آل محمد و ارزقه دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحج خمسین قال: حماد فحججت ثمانیة و أربعین سنة و هذه زوجتى وراء الستر تسمع کلامى و هذا ابنى و هذا خادمى، و حج بعد هذا الکلام حجتین ثم خرج بعد الخمسین فز امل أباالعباس النوفلى فلما صار فى موضع الاحرام دخل یغتسل فجاء الوادى فحمله فغرق فمات و دفن بالسیالة(14)
30 – عنه، عن الحسن قال: اخبرنا أحمد بن محمد بن على بن محمد عن الحسن عن
أبیه على بن أبىحمزة قال: کنا بمکة و أصاب الناس تلک السنة صاعقة و مات من ذلک خلق کثیر فدخلت على ابىالحسن فقال لى: مبتدأ یا على ینبغى للغریق و المصعوق ان یتربص به ثلاث الا ان یجى منه ریح یدل على موته قلت: جعلت فداک کأنک تخبرنى انه قد دفن ناس کثیر ما ماتوا الا فى قبورهم ؟ قال: نعم(15)
31 – قال: و روى الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد عن على بن محمد عن الحسن عن الأخطل الکاهلى عن عبدالله بن یحیى الکاهلى قال: حججت فدخلت علیه فقال لى: اعمل خیرا فى سنتک هذه فقد دنا أجلک فبکیت فقال: ما یبکیک؟ قلت: جعلت فداک نعیت الى نفسى، فقال لى: ابشر فانک من شیعتنا و انک الى خیر.
قال الأخطل: فما لبث عبدالله بعد ذلک الا یسیرا حتى مات(15)
32 – قال: و روى الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد عن محمد بن على عن على بن الحسن بن على عن على بن أبىحمزة قال: ارسلنى أبوالحسن الى رجل من أهل الوازارین قلت لیس تعرف الوازارین قال: الوازارین الذى یشترى غدد اللحم قلت قد عرفته قال: اتعرف فیه زقاقا یباع فیه الجوارى قلت:نعم قال: فان على باب الزقاق شیخ یقعد على ظهر الطریق بین یدیه طبق فیه نبع یبیعه بنفسه للصبیان بفلس فلس فأتیه و أقرأه منى السلام فاعطیه هذه الثمانیة عشر درهما و قل له یقول لک أبوالحسن: انتفع بهذه الدراهم فانها تکفیک حتى تموت.
قال: فأتیت الموضع فطلبت الرجل فلم أجده فى موضعه فسألت عنه فقالوا: هذه الساعة یجیىء فلم ألبث أن جاء فقلت: فلان یقرئک السلام و هذه الدنانیر خذها فانها تکفیک حتى تموت فبکى الشیخ فقلت له: ما یبکیک؟ قال: و لم لا أبکى و قد نعیت الى نفسى فقلت: ما عند الله خیر لک مما أنت فیه، قال: من أنت قلت: أنا على بن أبىحمزة.
قال: و الله ما کذبنى قال لى سیدى و مولاى أنا باعث الیک مع على بن أبىحمزة
برسالتى فقلت: و من أنت لا أعرفک من اخوانى قال: انا عبدالله بن صالح قلت و أین المنزل قال: فى سکة البر بر عند دار أبىداود و أنا معروف فى منزلى اذا سألت عنى هناک، قال: فلبثت عشرین لیلة و سألت عنه فخبرت انه شاکى منذ أیام فأتیت الموضع الذى وصف فاذا الرجل فى حد الموت فسلمت علیه فأثبتنى فقلت له أوصنى بما أحببت انفذه من مالى.
قال: یا على لست اخلف الا ابنتى و هذه الدویرة فاذا أنا مت فزوج ابنتى ممن أحببت من اخوانک و لا تزوجها الا من رجل یدین الله بدینک فاذا فعلت فبع دارى و احمل ثمنها الى أبىالحسن و لتشهد لى بالوصیة و لا یلى احد غسلى غیرک حتى تدخلنى قبرى، ففعلت جمیع ما اوصانى به و زوجت ابنته رجلا من اصحابنا له دین و بعت داره و حملت الثمن الى ابىالحسن و اخبرته بجمیع ما أوصانى به فقال أبو الحسن: رحمه الله لقد کان من شیعتنا و کان لا یعرف(16)
33 – قال: و روى الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد عن محمد بن على عن على عن شیعب العقرقوفى قال: بعث مولاى الى أبىالحسن و معه مائتى دینار و کتبت معه کتابا و کان من الدنانیر خمسین من دنانیر اختى فاطمة و اخذتها سرا لتمام المائتى دینار و کنت سألتها فلم تعطنى و قالت أنى ارید اشترى بها قراح فلان بن فلان فذکر مولاى انه قدم فسأل عن أبىالحسن فقیل له انه خرج فأسرع فى السیر.
فقال: و الله انى لأسیر من المدینة الى مکة فى لیلة مظلمة و اذا الهاتف یهتف بى یا مبارک یا مبارک مولى شعیب العقرقوفى قلت: من أنت؟ قال: أنا متعب یقول لک أبوالحسن هات الکتاب الذى معک و وافنى بما معک الى منى قال: فنزلت من محملى فدفعت الیه الکتاب و صرت الى منی فدخلت علیه و طرحت الدنانیر عنده فجر بعضها الیه و دفع بعضها بیده.
ثم قال لى: یا مبارک ادفع هذه الدنانیر الى شعیب و قل له یقول لک أبوالحسن ردها
الى موضعها الذى اخذتها منه فان صاحبتها تحتاج الیها قال: فخرجت من عنده و قدمت على شعیب فقلت له قد رد علیک من الدنانیر التى بعث بها خمسین دینارا و هو یقول لک: ردها الى موضعها الذى اخذتها منه، فما قصة هذه الدنانیر فقد دخلنى من أمرها ما الله به علیم.
فقال: یا مبارک انى طلبت من فاطمة اختى خمسین دینارا لتمام هذه الدنانیر فامتنعت و قالت ارید اشترى بها قراح فلان بن فلان فأخذتها سرا و لم التفت الى کلامها، قال شعیب: فدعوت بالمیزان فوزنتها فاذا هى خمسین دینارا لا تزید و لا تنقص قال: فو الله لو حلفت علیها انها دنانیر فاطمة لکنت صادقا قال شعیب: فقلت لمبارک: هو و الله امام فرض الله طاعته و هکذا صنع أبوعبدالله الامام من الامام(17)
34 – قال: و روى الحسن قال: حدثنا احمد بن محمد عن محمد بن على عن على عن الحسن عن أبیه على بن أبىحمزة قال: قال لى أبوالحسن: مبتدأ من غیر أن أسأله عن شىء یا على یلقاک غدا رجل من أهل المغرب یسألک عنى فقل له هو و الله الامام الذى قال لنا أبوعبدالله و اذا سأل عن الحلال و الحرام فأجبه عنى قلت: ما علامته؟ قال: رجل طوال جسیم اسمه یعقوب و هو راید قومه و اذا أحب ان تدخله على فادخله.
قال: فوالله انى لفى الطواف اذ أقبل الى رجل طوال جسیم فقال: انى ارید ان أسألک عن صاحبک، قلت، عن أى صاحبى؟ قال: عن فلان بن فلان، قلت، ما اسمک قال: یعقوب قلت: من این أنت؟ قال: من المغرب، قلت: من این عرفتنى؟ قال: أتانى آت فى منامى فقال: الق علیا فاسأله عن جمیع ما تحتاج الیه فسألت عنک حتى دللت علیک فقلت: اقعد فى هذا الموضع حتى افرغ من طوافى و آتیک ان شاء الله، فطفت.
ثم أتیته فکلمت رجلا عاقلا و طلب الى ان ادخله على ابىالحسن فأخذت بیده و استأذنت فأذن لى فلما رآه ابوالحسن قال: یا یعقوب قدمت امس و وقع بینک و بین
أخیک شرفى موضع کذا و کذا حتى شتم بعضکم بعضا و لیس هذا من دینى و لا دین آبائى و لا نأمر بهذا احدا فاتق الله وحده فانکما ستعاقبان بموت اما اخوک فیموت فى سفره قبل ان یصل الى أهله ستندم انت على ما کان ذلک انکما تقاطعتما فبتر الله أعمارکما.
قال الرجل: جعلت فداک فأنا متى اجلى قال: کان حضر أجلک فوصلت عمتک بما وصلتها فى منزلک کذا و کذا فانسى الله به أجلک عشرین سنة، قال: فلقیت الرجل قابل بمکة فأخبرنى ان اخاه توفى فى ذلک الوجه و دفنه قبل ان یصل الى أهله(18)
35 – قال: و روى الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد عن محمد بن على عن على عن الحسن بن على بن أبىحمزة عن أبیه قال: دخلت المدینة و انا شدید المرض و کان اصحابنا یدخلون على فلم اعقل بهم و ذلک انه اصابنى حصر فذهب عقلى فأخبرنى اسحاق بن عمار انه قام على بالمدینة ثلاثة ایام لا یشک انه لایخرج منها حتى یدفننى و یصلى على فخرج و أفقت بعد خروج اسحاق.
فقلت لأصحابى: افتحوا کتبى و اخرجوا منه مائة درهم و اقسموهم فى أصحابى، ففعلوا و أرسل الى أبوالحسن علیهالسلام بقدح فیه ماء فقال الرسول یقول لک أبوالحسن تشرب هذا الماء فان فیه شفاءک ان شاء الله ففعلت فأسهل بطنى و أفرج الله ما کنت اجده من الأذى فدخلت على أبىالحسن فقال: یا على کیف تجد نفسک؟ قلت: جعلت فداک قد ذهب عنى ما کنت أجده فى بطنى.
فقال: یا على اما ان اجلک کان قد حضر مرة بعد اخرى و لکنک رجل وصول لقرابتک و اخوانک فأنسا الله فى اجلک مرة بعد اخرى، قال: و خرجت الى مکة فلحقنى اسحاق بن عمار فقال: و الله لقد أقمت بالمدینة ثلاثة أیام فأخبرنى بقصتک فأخبرته بما صنعت و ما قال لى أبوالحسن فقال لى اسحاق بن عمار: هکذا قال لى أبوعبدالله مرة یعد اخرى و اصابنى مثل الذى اصابک(19)
36 – قال: و روى الحسن بن أبىحمزة، قال: اخبرنى أحمد بن محمد عن محمد بن على عن على عن الحسن أبىخالد الزبالى قال: مرأبىأبوالحسن یرید بغداد زمن المهدى ایام کان اخذ محمد بن عبدالله فنزل فى هاتین القبتین فى یوم شدید البرد فى سنة مجدبة لا یقدر على عود یستوقد به تلک السنة و انا یومئذ أرى رأى الزیدیة أدین الله بذلک فقال: یا أباخالد ائتنا بحطب نستوقد قلت: و الله ما أعرف فى المنزل عودا واحدا.
فقال: کلا خذ فى هذا الفج تلقى اعرابیا مع حملین فاشتریهما منه و لا تماکسه فرکبت حمارى و انطلقت نحو الفج الذى وصفه لى فاذا اعرابى معه حملین حطب فاشتریتهما منه فأتیته فاستوقدوا منه یومهم و أتیته بطرف مما عندنا یطعم منه قال: یا أباخالد انظر خفاف الغلمان و نعالهم فأصلحها حتى نقدم علیک یوم کذا و کذا من شهر کذا و کذا.
قال: أبوخالد و کتبت تاریخ ذلک الیوم و لیس همى غیر هذه الایام فلما کان یوم المیعاد رکبت حمارى و سرت امیالا و نزلت فقعدت عند الجبل افکر فى نفسى و أقول و الله ان و افانى هذا الیوم الذى قال لى أنه الامام الذى فرض الله طاعته على خلقه لا یسع الناس جهله فقعدت حتى أمسیت و أردت الأنصراف فاذا انا براکب مقبل فأشرت الیه فأقبل الى فسلم فرددت علیهالسلام فقلت و رآک احد قال: نعم قطار فیه نحو من عشرین یشبهون اهل المدینة.
قال: فما لبثت ان ارتفع القطار فرکبت حمارى و توجهت نحو القطار فاذا هو یهتف بى یا أباخالد هل وفیناک بما وعدناک قلت قد و الله کنت آیست من قدومک حتى اخبرنى راکب فحمدت الله على ذلک و علمت انک هو قال: ما فعلت القبتین اللتین کنا نزلنا فیهما؟ قلت: جعلت فداک تذهب الیهما و انطلقت معه حتى نزل القبتین فأتیناه بغداد فتغذى و قال: ما حالى خفاف الغلمان و نعالهم؟
قلت: اصلحتهما فأتیته بها فسر بذلک فقال: یا أباخالد زودونا من هذه الفسقادات التى بالمدینة فانا لا نقدر فیها على هذه الأشیاء التى تجدونها عندکم قال: فلم یبق شىء الا زودته منه ففرح و قال: سلنى حاجتک و کان معه محمد اخوه قلت: جعلت فداک اخبرک
بما کنت فیه و ادین الله به الى ان وقعت علیک و قدمت على فسألتنى الحطب فأخبرتک بما اخبرتک فأخبرتنى بالأعرابى.
ثم قلت لى انى موافیک یوم کذا و کذا من شهر کذا و کذا کما قلت لم ینقص و لم یزد یوما واحدا فعلمت انک الامام الذى فرض الله طاعته لا یسع الناس جهلک فحمدت الله لذلک، فقال: یا أباخالد من مات لا یعرف امامه مات میتة جاهلیة و حوسب بما عمل فى الاسلام(20)
37 – قال: و روى الحسن قال: اخبرنا احمد بن محمد عن محمد بن على عن الحسن ابن على بن ابىحمزة عن أبیه قال: کنت عند ابىالحسن اذ دخل علیه ثلاثون مملوکا من الحبش قد اشتروهم له فکلم غلاما منهم و کان جمیلا من الحبش ثم خرجوا فقلت جعلت فداک لقد رأیتک تکلم هذا الغلام بالحبشیة فماذا أمرته.
قال: أمرته ان یستوصى باصحابه خیرا و یعطیهم فى کل هلال ثلاثین درهما و ذلک لما نظر الیه علمت انه غلام عاقل من ابناء ملوکهم و اوصیته یجمیع ما احتاج فقبل وصیتى و مع هذا فهو غلام صدوق ثم قال: لعلک عجبت من کلامى بالحبشیة لا تعجب فما یخفى علیک من امر الحجة اکثر من ذلک و أعجب.
و ما هذا من الحجة فى علمه الا کطایر اخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء أفترى الذى اخذ بمنقاره نقص من البحر شیئا ان الامام بمنزلة البحر لا ینفد ما عنده و عجائبه اکثر من ذلک(20)
38 – قال: و روى الحسن قال: اخبرنا احمد بن محمد عن محمد بن على عن على عن الحسن عن الحسین بن ابىالعلا قال: کنت عنده ذات یوم و قد اشتریت له جاریة نوبیة فقال لها: ما اسمک؟ قالت: مؤنسة، قال لها: اسمک فلانة و انک کما سمیت، ثم قال: یا حسین اما انها ستلد غلاما لا یکون فى ولدى اسخى منه و لا ارق وجها و لا اقضى للحاجة منه، قلت فما اسمه؟
قال: ابراهیم قال: على بن ابى حمزة و الله انى أتیته بمنى مع اصحابى اذ أتانى رسوله فقال لى: یا على لا تنم اللیلة حتى یأتیک رسولى فبقیت تلک اللیلة لا أنام و أصحابى یشاهدونى اللیل فلما اصبحت اذا هو مقبل على و معه ابنیه جمیعا و ثقل عیاله و حشمه و من معه حتى نزل قریر المعالب ثم اتى مع الفجر على حمار له اسود و معه عمران حاجبه.
فسلم فرردنا علیهالسلام و کأنى انظر الى قوائم حماره من اطناب خیامنا فقال: یا على أیما أحب الیک ان تأتینى ها هنا أو بمکة قلت: احبهما الیک قال: مکة خیر لک و انصرف فقال لى عمران: تدرى این نزلنا العام قلت: منزل ابىعبدالله قال: لا نزلنا العام فى ذى طوى قلت: لا أعرف منزلکم، قال: تعرف المسجد الصغیر الذى على ظهر الطریق الذى تصلى فیه المارة.
قلت: نعم، قال: اقعد لى ثم حتى آتیک فاما انصرفنا من منى اخذت طریقى الى الموعد فما استممت قاعدا حتى جاءنى عمران فقال: أجب فأتیته فوجدته فى ظهر داره فى مسجد قاعد قد صلى المغرب فلما دنوت منه قال: اخلع نعلیک فانک بالواد المقدس طوى، فخلعت نعلى و تخطیت المسجد فقعدت معه و أدنیت بخوان من خبیص مجفف بتمر.
فأکلنا أنا و هو، و هو یقول لى: یا على کل تمرا فأکلت ثم رفع الخوان فقال: یا على هلم الحدیث فو الله ما أنا بناعس و لا کسلان فسألته سالبة من اللیل ثم غشینى النعاس فقال لى: قد نعست یا على قلت: جعلت فداک ما غمضت البارحة، قال: ان ام ولدى من أکرم امهات اولادى ضربها الطلق.
فحملتها الى قریر المعایب مخافة ان یسمع الناس صوتها فرزقنى الله فى لیلتى هذه غلاما کما بشرنى و قد سمیته ابراهیم فمل یکن فى ولد ابیه احسن و اسخى منه و لا ارق وجها و لا اشجع منه(21)
39 – قال: و روى الحسن قال: حدثنا احمد بن محمد عن محمد بن على عن على عن
الحسن عن عاصم الحناط عن اسحاق بن عمران قال: کنت عنده اذ دخل علیه رجل من اهل خراسان فکلمه بکلام لم اسمع قط کلاما کان اعجب منه کأنه کلام الطیر فلماخرج قلت جعلت فداک اى لسان هذا؟ قال: هذا کلام اهل الطیر.
ثم قال: یا أبااسحاق ما أوتى العالم من العجب أعجب و أکثر مما أوتى من هذا الکلام قلت: ایعرف الامام منطق الطیر؟ قال: نعم و منطق کل شىء و منطق کل ذى روح و ما سقط علیه شىء من الکلام(22)
40 – قال: و روى احمد بن الحسن عن الحسن بن مرة عن عثمان بن عیسى قال: دخلت على ابىالحسن سنة الموت بمکة و هى سنة اربع و سبعین و مائة فقال لى: ها هنا من اصحابنا کم مریض فقال عثمان بن عیسى: کنت من أوجع الناس فقال له: تخرج.
ثم قال: من ها هنا؟ فعددت علیه ثمانیة فأمر باخراج اربعة و کف عن اربعة فما امسینا من غد حتى دفنا الأربعة الذین کف عن اخراجهم فقال عثمان بن عیسى: و خرجت انا فأصبحت معافى(22)
41 – قال: و روى محمد بن الحسن عن عبدالله بن سعید الرعشى عن الحسن بن موسى قال: اشتکى عمى محمد بن جعفر حتى خفت علیه الموت قال: فکنا عنده مجتمعین اذ دخل ابوالحسن فقعد الى ناحیة و اسحاق عمى عند رأسه یبکى فقعد قلیلا ثم قام فتبعته فقلت: جعلت فداک یلومک اخوتک و أهل بیتک و یقولون دخلت على عمک و هو فى الموت ثم خرجت فقال: ادن منى اخى أرأیت هذا الباکى سیموت و سیبکى علیه هذا. قال: قبرا محمد بن جعفر و اشتکى اسحاق فبکى علیه محمد(22)
42 – قال: و روى ابوحمزة عن أبیه قال: کنت فى مسجد الکوفة معتکفا فى شهر رمضان فى العشر الأواخر اذ جاءنى حبیب الأحول بکتاب مختوم من أبىالحسن قدر أربع أصابع فقرأته فکان فى کتابه اذ قرأته فانه الکتاب الصغیر المختوم الذى فى جوف کتابک فاحرزه حتى اطلبه منک قال: فأخذت الکتاب و أدخلته فى بیت بزى فجعلته فى
جوف صندوق مقفل و جوف قمطر مقفل و بیت البز مقفل و مفاتیح هذه الأقفال فى حجرتى .
فاذا کان اللیل فهى تحت رأسى و لیس یدخل بیت بزى أحد غیرى فلما حضر الموسم خرجت الى مکة و معى جمیع ما کتب لى من حوائجه فلما دخلت علیه قال: یا على ما فعل الکتاب الصغیر الذى کتبت الیک و قلت احتفظ به. قلت: جعلت فداک عندى قال: این؟ قلت: فى بیت بزى قد احرزته و البیت لا یدخله غیرى.
قال: یا على اذا نظرت الیه ألیس تعرفه قلت: بلى و الله لو کان بین الف کتاب لأخرجته، فرفع مصلى تحته فأخرجه الى فقال: قلت ان فى البیت صندوق فى جوف قمطر مقفل و فى جوف القمطر حق مقفل و هذه المفاتیح معى فى حجرتى بالنهار و تحت رأسى باللیل قال: یا على احتفظ به فلو تعلم ما فیه لضاق ذرعک قلت: قد وصفت لک فما اغنى احرازى.
قال على: فرجعت الى الکوفة و الکتاب معى محتفظ به فى جبتى فکان الکتاب مدة حیاة على فى جبته فلما مات فتحت أنا و محمد فلم یکن لنا هم الا الکتاب ففتقنا الجبة موقع الکتاب فلم نجده فعلمنا بعقولنا ان الکتاب قد صار الیه کما صار فى المرة الاولى(23)
43 – قال: و روى احمد بن محمد المعروف بغزال قال: کنت جالسا مع أبىالحسن فى حائط له اذ جاء عصفور فوقع بیه یدیه و اخذ یصیح و یکثر الصیاح و یضطرب فقال: تدرى ما یقول هذا العصفور قلت: الله و رسوله و ولیه اعلم فقال: یقول یا مولاى ان حیة ترید أن تأکل فراخى فى البیت فقم بنا ندفعها عنه و عن فراخه فقمنا و دخلنا البیت فاذا حیة تجول فى البیت فقتلناها(23)
44 – قال: و حدثنى ابوعبدالله الحسین بن عبدالله الحرفى، قال: حدثنى ابو محمد هارون بن موسى بن احمد التلعکبرى، قال: حدثنى ابوعلى محمد بن همام، قال: حدثنا
جعفر بن محمد بن مالک الفزارى عن أبىعقیلة عن احمد التبان قال: کنت نائما على فراشى فما أحسست الا و رجل قد رفسنى برجله فقال لى: یا هذا ینام شیعة آل محمد فقمت فزعا فلما رآنى فزعا ضمنى الى صدره فالتفت فاذا أنا بأبى الحسن موسى بن جعفر.
فقال: یا أحمد توضأ للصلاة فتوضأت و أخذنى بیدى فأخرجنى من باب دارى فان باب الدار مغلق ما ادرى من أین أخرجنى فاذا أنا بناقة معقلة له فحل عقالها واردفنى خلفه و سار بى غیر بعید فأنزلنى موضعا فصلى بى اربعا و عشرین رکعة ثم قال: یا أحمد تدرى فى أى موضع أنت قلت: الله و رسوله و ولیه و ابن رسوله اعلم.
قال: هذا قبر جدى الحسین بن على. ثم سار غیر بعید حتى أتى الکوفة و ان الکلاب و الحرس لقیام ما من کلب و لا حرس یبصر شیئا فأدخلنى المجسد و انى لأعرفه و أنکره فصلى بى سبعة عشر رکعة ثم قال: یا أحمد تدرى این انت قلت: الله و رسوله و ابن رسوله أعلم قال: هذا مسجد الکوفة و هذه الطست. ثم سار غیر بعید و انزلنى فصلى بى اربعا و عشرین رکعة.
ثم قال: یا أحمد أتدرى أین أنت قلت: الله و رسوله و ابن رسوله أعلم قال: هذا قبر الخلیل ابراهیم. ثم سار بى غیر بعید فأدخلنى مکة و انى لأعرف البیت و بئر زمزم و بیت الشراب فقال لى: یا أحمد أتدرى أین أنت قلت: الله و رسوله و ابن رسوله أعلم قال: هذه مکة و هذا البیت و هذه زمزم و هذا بیت الشراب.
ثم سار بى غر بعید فأدخلنى مسجد النبى و قبره فصلى بى اربعا و عشرین رکعة ثم قال لى: أتدرى أین أنت قلت: الله و رسوله و أن رسوله أعلم قال: هذا مسجد جدى و قبره رسول الله. ثم سار بى غیر بعید فأنى بى الشعب شعب ابىجبیر فقال لى: یا أحمد أترید أریک من دلالات الامام؟ قلت: نعم، قال: یا لیل ادبر فادبر اللیل عنا.
ثم قال: یا نهار أقبل فأقبل النهار الینا بالنور العظیم و بالشمس حتى رجعت بیضاء نقیة فصلینا الزوال ثم قال: یا نهار ادبر یا لیل أقبل فأقبل علینا اللیل حتى صلینا المغرب قال: یا أحمد أرأیت قلت: حسبى هذا یا بن رسول الله فسار حتى أتى بى جبلا محیطا
بالدنیا ما الدینا عنده الا مثل سکرجة فقال: أتدرى أین أنت قلت: الله و رسوله و ابن رسوله أعلم.
قال: هذا جبل محیط بالدنیا و اذا أنا بقوم علیهم ثیاب بعض فقال: یا أحمد هؤلاء قوم موسى فسلم علیهم فسلمت علیهم فردوا علینا السلام قلت: یابن رسول الله قد نعست قال: ترید أن تنام على فراشک قلت: نعم فرکض برجله رکضة ثم قال: نم فاذا أنا فى منزلى نائم و توضأت وصلیت الغداة فى منزلى(24)
45 – قال الصفار: حدثنا احمد بن محمد عن القاسم بن یحیى عن الحسن بن راشد عن یعقوب بن ابراهیم بن محمد بن عبدالله بن جعفر بن أبىطالب قال: سمعت ابراهیم بن وهب و هو یقول خرجت و انا ارید أباالحسن علیهالسلام بالعریض فانطلقت حتى اشرفت على قصر بنى سراة ثم انحدرت الوادى فسمعت صوتا لا ارى شخصه و هو یقول: یا ابا جعفر صاحبک خلفک القصر عند السدة فاقراه منى السلام فالتفت فلم ار أحدا ثم رد على الصوت باللفظ الذى کان.
ثم فعل ذلک ثلثا فاقشعر جلدى ثم انحدرت فى الوادى حتى أتیت قصد رأى الطریق الذى خلف القصر و لم اطاء فى القصر ثم أتیت السد نحو السمرات ثم انطلقت قصد الغدیر فوجدت خمسین حیات روافع من عند الغدیر ثم استمعت فسمعت کلاما و مراجعة فطفقت بنعلى لیسمع و طئى فسمعت ابا الحسن یتنحنح فتنحنحت واجبته ثم نظرت و هجمت فاذا حیة متعلقة بساق شجرة فقال: لا تخشى و لا ضایر. فرمت بنفسها.
ثم نهضت على منکبه ثم ادخلت رأسها فى اذنه فاکثرت من الصفیر فاجاب بل قد فصلت بینکم و لا یبغى خلاف ما اقول الا ظالم و من ظلم فى دنیاه فله عذاب النار فى آخرته مع عقاب شدید اعاقبه ایاه و أخذ ماله ان کان له حتى یتوب فقلت: بابى انت و امى ألکم علیهم طاعة فقال: نعم و الذى اکرم محمدا بالنبوة و اعز علیا بالوصیة و الولایة انهم لا طوع لنا منکم یا معشر الانس و قلیل ما هم(25)
46 – عنه قال: حدثنا احمد بن محمد عن على بن الحکم عن بعض اصحابنا قال: دخلت على ابىالحسن الماضى علیهالسلام و هو محموم و وجهه الى الحایط فتناول بعض اهل بیته یذکر فقلت فى نفسى هذا خیر خلق الله فى زمانه یوصینا بالبر و یقول فى رجل من اهل بیته هذا القول قال: فحول وجهه فقال: ان الذى سمعت من البرانى اذا قلت هذا لم یصدقوا قوله و ان لم اقل هذا صدقوا قوله على(26)
47 – عنه قال: حدثنا ابراهیم بن اسحاق عن محمد بن فلان الرافعى قال: کان لى ابن عم یقال له الحسن بن عبدالله و کان من اعبد اهل زمانه و کان یلقاه السلطان و ربما استقبل السلطان بالکلام الصعب یعظه و یأمر بالمعروف و کان السلطان یحتمل له ذلک لصلاحه فلم یزل هذه حاله حتى کان یوما دخل ابوالحسن موسى علیهالسلام المسجد فرأه فادنى الیه ثم قال له: یا ابا على ما انا احب الى ما أنت فیه و اسرنى بک الا انه لیست لک معرفة فاذهب فاطلب المعرفة.
قال: جعلت فداک و ما المعرفة فقال له: اذهب و تفقه و اطلب الحدیث قال: عمن؟ قال: عن انس بن مالک و عن فقهاء اهل المدینة ثم اعرض الحدیث على قال: فذهب و تکلم معهم ثم جائه فقرأه علیه فاسقطه کله ثم قال له: اذهب و اطلب المعرفة و کان الرجل معینا بدینه فلم یزل مترصدا ابا الحسن علیهالسلام حتى خرج الى ضیعة له فتبعه و لحقه فى الطریق.
فقال له: جعلت فداک انی احتج علیک بین یدى الله فدلنى على المعرفة قال: فاخبره بامیرالمؤمنین علیهالسلام و قال کان أمیرالمؤمنین علیهالسلام بعد رسول الله صلى الله علیه و آله و اخبره بامر ابىبکر و عمر فتقبل منه ثم قال: فمن کان بعد أمیرالمؤمنین علیهالسلام قال: الحسن علیهالسلام ثم الحسین حتى انتهى الى نفسه ثم سکت قال: جعلت فداک فمن هو الیوم قال: ان اخبرتک تقبل. قال: بلى جعلت فداک قال: انا هو قال: جعلت فداک فشىء استدل به قال: اذهب الى تلک الشجرة و اشار الى
ام غیلان. فقل لها یقول لک موسى بن جعفر اقبلى قال: فاتیتها قال: فرأیتها و الله تجب الأرض جبوبا حتى وقفت بین یدیه ثم اشار الیها فرجعت قال: فاقر به ثم لزم السکوت فکان لا یراه احد یتکلم بعد ذلک و کان من قبل ذلک یرى الرؤیا الحسنة و یرى له ثم انقطعت عنه الرؤیا فرأى لیلة ابا عبدالله علیهالسلام فیما یرى النائم فشکى الیه انقطاع الرؤیا فقال: لا تغتم فان المؤمن اذا رسخ فى الایمان رفع عنه الرؤیا(27)
48 – عنه، قال: حدثنا جعفر بن اسحاق عن سعد عن عثمان بن عیسى عن خالد بن نجیح عن ابىالحسن علیهالسلام قال: قال لى: افرغ فیما بینک و بین من کان له معک عمل فى سنة اربع و سبعین و مائة حتى یجیئک کتابى و انظر ما عندک و ما بعث به الى و لا تقبل من احد شیئا و خرج الى المدینة و بقى خالد بمکة خمسة عشر یوما ثم مات(28)
49 – عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسین عن عبدالله بن سعید الدعشى عن الحسین ابن موسى قال: اشتکى عمى محمد بن جعفر حتى اشرف على الموت قال: فکنا مجتمعین عنده فدخل ابوالحسن علیهالسلام فقعد فى ناحیة و اسحاق عمى عند رأسه یبکى فقعد قلیلا ثم قام فتبعته فقلت: جعلت فداک یلومک اخوتک و اهل بیتک یقولون دخلت على عمک و هو فى الموت ثم خرجت قال: اى اخى أرأیت هذا الباکى سیموت و یبکى ذاک علیه قال: فبرأ محمد بن جعفر و اشتکى اسحاق فمات و بکى محمد علیه(29)
50 – عنه عن جعفر بن اسحاق، عن عثمان بن عیسى عن خالد قال: کنت مع ابىالحسن علیهالسلام بمکة فقال: من هیهنا من اصحابکم فعددت علیه ثمانیة انفس فامر باخراج اربعة و سکت عن اربعة فما کان الا یوم و من الغد حتى مات الاربعة فسلموا(29)
51 – عنه، قال: حدثنا احمد بن محمد عن على بن الحکم عن على بن المغیرة قال: مر العبد الصالح علیهالسلام بامرأة بمنى و هى تبکى و صبیانها حولها یبکون و قد ماتت
بقرة لها فدنا منها ثم قال لها: ما یبکیک یا امة الله قالت: یا عبدالله ان لى صبیانا ایتاما فکانت لی بقرة معیشتى ومعیشة صبیانى کان منها فقد ماتت و بقیت منقطعة بى وبولدى و لا حیلة لنا فقال لها: یا امة الله هل لک ان احییها لک قالت: فالهمت ان قالت: نعم یا عبدالله.
قال: فتنحى ناحیة فصلى رکعتین ثم رفع یدیه یمینه و حرک شفتیه ثم قام فمر بالبقرة فنخسها نخسا أو ضربها برجله فاستوت على الارض قائمة فلما نظرت المرأة الى البقرة قد قامت صاحت عیسى بن مریم و رب الکعبة قال: فخالط الناس و صار بینهم و مضى بینهم صلى الله علیه و آله و على آبائه الطاهرین(30)
52 – عنه، قال: حدثنى الحسین بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد بن عبدالله عن بشیر عن عثمان بن مروان عن سماعة بن مهران قال: کنت عند ابىالحسن علیهالسلام فاطلت الجلوس عنده فقال: اتحب ان ترى أباعبدالله علیهالسلام فقال: وددت و الله فقال: قم و ادخل ذلک البیت فدخلت البیت فاذا هو ابوعبدالله صلوات الله علیه قاعد(31)
53 – عنه قال: حدثنا محمد بن عیسى عن ابراهیم بن ابىالبلاد عن عبید بن عبدالرحمن الخثعمى عن ابىابراهیم قال: خرجت مع ابىالى بعض امواله فلما برزنا الى الصحراء استقبله شیخ ابیض الرأس و اللحیة فسلم علیه فنزل الیه ابى جعلت اسمعه یقول له: جعلت فداک ثم جلسنا فتسائلا طویلا ثم قام الشیخ و انصرف و ورع ابىوقام ینظر فى قفاء حتى توارى عنه فقلت لابى: من هذا الشیخ الذى سمعتک تقول له ما لم تقله لاحد قال: هذا ابى(32)
54 – عنه، قال: حدثنا احمد بن محمد عن على بن الحکم عن حماد بن عبدالله الفرا عن معتب انه اخبره ان ابا الحسن الاول لم یکن یرى له ولد فاتاه یوما اسحاق و محمد اخواه و ابوالحسن یتکلم بلسان لیس بعربى فجاء غلام سقلابى فکلمه بلسانه فذهب
فجاء بعلى علیهالسلام ابنه.
فقال لاخوته: هذا على ابنى فضموه الیه واحدا بعد واحد فقبلوه ثم کلم الغلام بلسانه فحمله فذهب فجاء بابراهیم فقال: هذا ابراهیم ابنى ثم کلمه بکلام فحمله فذهب فلم یزل یدعوا بغلام بعد غلام و یکلمهم حتى جاء خمسة اولاد و الغلمان مختلفون فى اجناسهم و السنتهم(33)
55 – عنه، قال: حدثنا محمد بن عیسى عن على بن مهزیار قال: ارسلت الى ابىالحسن علیهالسلام غلامى و کان سقلامیا فرجع الغلام الى متعجبا فقلت له: مالک یابنى قال: کیف لا اتعجب ما زال یکلمنى بالسقلانیة کانه واحدا منا فظننت انه انما دار بینهم(33)
56 – عنه، قال: حدثنا ابراهیم عن الحسن بن ابراهیم عن یونس بن عبدالرحمن عن هشام بن الحکم فى حدیث بریهة النصرانى انه جامع هشام حتى لقى موسى بن جعفر علیهالسلام فقال: یا بریهة کیف علمک بکتابک قال: انا عالم، قال: کیف ثقتک بتأویله قال: ما اوثقنى بعلم فیه قال: فابتدأنى موسى بقرائة الانجیل فقال بریهة: و المسیح لقد کان یقرأها هکذا و ما قرأ هذه القرائة الا المسیح ثم قال بریهة: انى لقد کنت اطلب منذ خمسین سنة فأسلم على یدیه(34)
57 – عنه، قال: حدثنا عبدالله بن محمد عن محمد بن ابراهیم عن عمر عن بشیر عن على بن ابىحمزة قال: دخل رجل من موالى ابىالحسن علیهالسلام فقال: جعلت فداک احب ان تتغذى عندى فقام ابوالحسن علیهالسلام حتى مضى معه و دخل البیت فاذا فى البیت سریر فقعد على السریر و تحت السریر زوج حمام فهدر الذکر على الانثى و ذهب الرجل لیحمل الطعام.
فرجع و ابوالحسن علیهالسلام یضحک فقال: اضحک الله سنک بم ضحکت فقال: ان هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال لها: یا سکنى و عرسى و الله ما على وجه
الارض احد احب الى منک ما خلا هذا القاعد على السریر قال: قلت: جعلت فداک و تفهم کلام الطیر فقال: نعم علمنا منطق الطیر و اوتینا من کل شىء(35)
58 – عنه، قال: حدثنا الحسین بن محمد القاسانى عن ابىالاحوص داود بن اسد المصرى عن محمد بن الحسن بن جمیل قال: حدثنى احمد بن هارون بن موفق مولى ابى الحسن قال: أتیت ابا الحسن لاسلم علیه فقال لى: ارکب ندور فى اموالنا فاتیت فازة لى قد ضربت على جدول ماء کان عنده خضرة فاستنزه ذلک فضربت له الفازة فجلست حتى أتى على فرس له فقبلت فخذه و نزل.
فامسکت رکابه و اهویت لاخذ العنان فابى و اخذه هو فاخرجه من رأس الدابة و علقه فى طنب من اطناب الفازة فجلس و سألنى عن مجیئى و ذلک عند المغرب فاعانت بمجیئى من القصر الى ان حمحم الفرسى فضحک علیهالسلام و نطق بالفارسیة و اخذ یعرفها فقال: اذهب قبل فرفع رأسه فنزع العنان و مریتخطى الجداول و الزرع الى براح حتى بال و رجع فنظر الى فقال: انه لم یعط داود و آل داود شیئا الا و قد اعطى محمد و آل محمد اکثر منه **(36)
59 – روى العیاشى: عن سلیمان بن عبدالله قال: کنت عند أبىالحسن موسى علیه السلام قاعدا فأتى بامرأة قد صار وجهها قفاها، فوضع یده الیمنى فى جبینها و یده الیسرى من خلف ذلک، ثم عصر وجهها عن الیمین، ثم قال: ان الله لا یغیر ما بقوم حتى یغیروا ما بأنفسهم، فرجع وجهها.
فقال: احذرى ان تفعلین کما فعلت، قالوا: یا ابن رسول الله و ما فعلت؟ فقال: ذلک مستور الا أن تتکلم به، فسألوها فقالت: کانت لى ضرة فقمت اصلى فظننت أن زوجى معها، فالتفت الیها فرأیتها قاعدة و لیس هو معها، فرجع وجهها على ما کان(37)
60 – روى الکشى، عن حمدویه و ابراهیم ابنا نصیر قالا: حدثنا محمد بن عیسى
قال: حدثنى الحسن بن على الوشاء عن هشام بن الحکم قال: کنت فى طریق مکة و انا ارید شراء بعیر فمر بى اباالحسن علیهالسلام فلما نظرت الیه تناولت رقعة فکتبت الیه: جعلت فداک انى ارید شراء هذا البعیر فما ترى؟
فنظر الیه فقال: لا ارى فى شراه بأسا فان خفت علیه ضعفا فالقمه، فاشتریته و حملت علیه فلم ار منکرا حتى اذا کنت قریبا من الکوفة فى بعض المنازل و علیه حمل ثقیل رمى بنفسه و اضطرب للموت، فذهب الغلمان ینزعون عنه فذکرت الحدیث فدعوت بلقم فما ألقموه الا سبعا حتى قام بحمله(38)
61 – روى المفید عن ابراهیم بن هاشم، عن الحسن بن ابراهیم، عن یونس، عن هشام بن الحکم فى حدیث بریهة النصرانى أنه جاء مع هشام حتى لقى أباالحسن موسى علیهالسلام فقال: یا بریهة کیف علمک بکتابک قال: أنا به عالم، قال: کیف ثقتک بتأویله؟ قال: ما أوثقنى بعلمى فیه، فابتدأ موسى علیهالسلام بقراءة الانجیل، فقال بریهة: و المسیح لقد کان یقرؤها هکذا و ما قرأ هذه القراءة الا المسیح علیهالسلام، ثم قال بریهة: ایاک کنت أطلب منذ خمسین سنة فأسلم على یدیه(39)
62 – ابوجعفر المشهدى باسناده عن اسحاق بن عمار قال: کنت عند ابىالحسن الاول علیهالسلام فدخل علیه رجل فقال أبوالحسن یا فلان انک تموت الى شهر فاضمرت فى نفسى کانه یعرف آجال الشیعة فقال: یا اسحاق ما تنکرون من ذلک قد کان رشید الهجرى مستضعفا و کان یعرف علم المنایا فالامام أولى بذلک منه.
ثم قال: یا اسحاق انک تموت الى سنتین و تنشب اهلک و عیالک و اهل بیتک و تفلسون افلاسا شدیدا و کان کما قال: و فى ذلک ثلاث آیات(40)
63 – عنه، عن خالد بن نجیح قال قال ابوالحسن علیهالسلام افرغ ما بینک و بین الناس فى سنة اربع و سبعین و مائة حتى یجیئک کتابى فاخرج و انظر ما عندک و ابعث الى و لا تقبل من احد شیئا فاخرج الى المدینة و بقى خالد بمکة فبقى خالد بعد المدة خمسة
عشر یوما ثم مات(40)
64 – عنه قال: قلت لابى الحسن علیهالسلام: ان اصحابنا قدموا من الکوفة فذکروا ان المفضل برأه الوجع فادع له فقال: قد استراح و کان هذا الکلام بعد موته بثلاثة أیام(40)
65 – عنه قال: کنت بمکة معه علیهالسلام: فدخلت علیه فقال: من ها هنا من أصحابکم فعددت علیه ثمانیة أنفس فأمر بخروج أربعة و سکت عن اربعة فما کان الا یومه من الغد حتى مات الأربعة فسلموا(41)
66 – عنه باسناده عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: استقرض أبوالحسن علیهالسلام من شهاب بن عبدالله مالا و کتب کتابا و وضعه على یدى و قال ان أحدث بى حدث، قال عبدالرحمن فخرجت الى مکة فلقینى أبوالحسن و انا بمنى فقال: یا عبدالرحمن خرق الکتاب ففعلت و قدمت الکوفة و سالت عن شهاب فاذا هو قد مات فى الوقت الذى او ما الى فى خرق الکتاب و فى ذلک آیتان(41)
67 – عنه، باسناده عن الحسن بن على الوشاء عن هشام قال: اردت شراء جاریة بمنى فکتبت الى أبىالحسن، یتستشیره فى ذلک، فامسک و لم یخبر، قال: فاتى من الغد عند ولى الجاریة اذ مر بى و هى جالسة عن جوار تتحدث فنظر الیها ثم رجع الى منزله و قال لا بأس ان لم یکن فى أمرها، قلت فامسکت عن شرائها فلم أخرج عن مکة حتى ماتت(41)
68 – عنه، باسناده عن خالد بن نجیح قال: دخلت على أبىالحسن علیهالسلام وهو فى عرصة داره و هو یومئذ بالرملة فلما نظرت الیه فقلت فى نفسى بأبى و امى مظلوم مغصوب مضطهد، ثم دنوت فقبلت ما بین عینیه ثم جلست بین یدیه فالتفت الى و قال: یا خالد، نحن أعلم بهذا الامر فلا تضمر هذا فى نفسک فقلت: و الله ما أردت بهذا شیئا فقال: نحن اعلم بهذا الامر من غیرنا لوأردنا لزلف الینا و ان لهؤلاء القوم مدة و غایة
لابد من الانتهاء الیها فقلت: لا أعود اضمر فى نفسى شاهدا فقال: لا تعد أبدا(41)
69 – عنه، باسناده عن احمد بن عمر الحلال قال: سمعت الاخرس بمکة یذکر اباالحسن علیهالسلام فاشتریت سکینا قلت و الله لأقتلنه اذا خرج من المسجد فاقمت على ذلک و جلست فما شعرت الا برقعة ابىالحسن علیهالسلام قد طلعت فیها بحقى علیک الا کففت عن الاخرس فان الله معى و هو حسبى(42)
70 – عنه، باسناده عن عثمان بن سعد عن أبىعلى بن راشد قال: اجتمع العصابة بنیسابور بأیام ابی عبدالله علیهالسلام فتذاکروا ما هم فیه من الانتظار للفرج و قالوا نحن نحمل فى کل سنة الى مولانا بما یجب علینا و قد کثرت الکذابة من یدعى هذا الامر، فیسألنا فینبغى لنا أن نختار رجلا ثقة نبعثه الى الامام لیعرف لنا الامر.
فاختاروا رجلا یعرف بابى جعفر محمد بن ابراهیم النیسابورى و دفعوا الیه ما وجب علیهم فى السنة من مال و ثیاب، و کانت الدنانیر ثلاثین ألف دینار و الدراهم خمسین الف درهم، و الثیاب ألف شقة و أثواب مقاربات و مرتفعات، و جاءت عجوز من عجایز الشیعة الفاضلات اسمها شطیطة و معها درهم صحیح، فیه درهم و دانقان، و شقة من غزلها خام یساوى أربعة دراهم.
و قالت: ما یستحق على فى مالى غیر هذا فادفعه الى مولاى فقال: یا امرأة أما تستحى من أبىعبدالله علیهالسلام ان احمل الیه درهم و شقة بطانة فقالت: ألا تفعل؟ ان الله لا یستحى من الحق هذا الذى یستحق فاحمل فالآن القى الله عزوجل و ماله على حق قل أم کثر احب الى من أن ألقاه و فى رقبتى لجعفر بن محمد حق قال: فعوجت الدرهم و طرحته فى کیس فیه أربع مائة درهم لرجل یعرف بخلف بن موسى اللؤلؤى.
و طرحت الشقة فى رزمة فیها ثلاثون ثوبا لاخوین بلخیین یعرفان بابنى نوح بن اسماعیل و جاءت الشیعة بالحزم الذى فیه المسائل و کان سبعین ورقة مبتلم و تحتها بیاض و قد أخذ و اکل ورقتین فحزموها بحزم ثلاثة و ختموا على کل حزام بخاتم و قالوا تحمل
هذا الحزم معک و تمضى الى الامام فتدع الحزم الیه و تبیت عنده لیلة و أعد علیه واحدة منه فان وجدت الخاتم بحالها لم یکسر و لم یتشعب فاکسر منها ختمه و انظر الجواب فان اجاب و لم یکسر الخواتیم فهو الامام، فادفعه الیه و الا فرد أموالنا علینا.
قال: ابوجعفر فسرت حتى وصلت الى الکوفة و بدأت بزیارة أمیرالمؤمنین علیه السلام، و وجدت على باب المسجد شیخا مسنا قد سقط حاجباه على عینیه و قد شیخ وجهه مترزا ببرد متشحا بآخر و حوله جماعة یسألونه عن الحلال و الحرام و هو یفتیهم على مذهب أمیرالمؤمنین علیهالسلام فسألت من حضر عنده عنه، فقالوا: ابو حمزة الثمالى، فسلمت علیه و جلست الیه فسألنى عن أمرى فعرفته الحال ففرح بى و جذبنى الیه و قبل ما بین عینى و قال:
لو تخرب الدنیا ما وصل الى هؤلاء حقوقهم و انک ستصل بحرمتهم الى جوارهم، فسمدت بکلامه فکان ذلک أول فایدة لقیتها بالعراق، و جلست معهم أتحدث اذ عینیه و نظر الى البریة و قال: هل ترون ما أرى فقلنا أى شىء رأیت قال:قال: أرى شخصا على ناقة فنظرنا الى الموضع فرأینا رجلا على جمل فاقبل فأناخ البعیر و سلم علینا و جلس فسأله الشیخ و قال: من این اقبلت؟
قال: من یثرب قال: و ما وراک قال: مات جعفر بن محمد فانقطع ظهرى نصفین و قلت لنفسى الى این أمضى فقال له ابوحمزة: الى من أوصى قال: الى ثلاثة، اولهم أبوجعفر المنصور و الى ابنه عبدالله و الى ابنه موسى، فضحک أبوحمزة و التفت الى و قال: لا تغتم فقد عرفت الامام فقلت: أیها الشیخ، فقال: اما وصیته الى أبىجعفر المنصور فسر على الامام.
و اما وصیته الى ابنه الاکبر و الأصغر فقد بین عن عنوان الاکبر و نص على الأصغر، فقلت: و ما نفقه ذلک، قال: قول النبى صلى الله علیه و آله الامام فى اکبر ولدک یا على ما لم یکن ذا عاهة، فلما رأیناه قد أوصى الى الاکبر و الاصغر فعلمنا انه قد بین عن عنوان کبره و نص على صغیره فسر الى موسى فانه صاحب الامر.
قال ابوجعفر: فودعت أمیرالمؤمنین علیهالسلام و ودعت اباحمزة و سرت الى المدینة
و جعلت رحلى على بعض الخانات و قصدت مسجد رسول الله صلى الله علیه و آله و صلیت و خرجت و سألت اهل المدینة الى من أوصى فقالوا: الى ابنه الأفطح عبدالله فقلت: هل یفتى قال: نعم فقصدته و جئت الى باب داره و وجدت علیه من الغلمان ما لم یوجد على باب دار أمیر البلد فانکرت.
ثم قلت للامام لا یقال له کیف فاستأذنت فدخل الغلام و خرج و قال: من این انت فانکرت و قلت و الله ما هذا بصاحبى، ثم قلت لعله من التقیة فقلت: قل فلان الخراسانى فدخل فأذن لى فدخلت فاذا به جالس فى الدست ثم قلت هذا أیضا من الفضول الذى لا یحتاج الیه یفعل ما یشاء فسلمت علیه فنادانى و صافحنى و أجلسنى بالقرب منه و سألنى فاحفى.
ثم قال: فى اى شىء جئت قلت: من مسائل اسأل عنها و أرید الحج فقال لى: سل عما ترید فقلت: کم فى المائتین من الزکاة قال: خمسة دراهم قلت: کم فى المائة قال: درهمان و نصف، فقلت: حسن اعیذک بالله ما تقول فى رجل قال لامرأته أنت طالق: على نجوم السماء قال: یکفیه من رأس الجوزا ثلاثة فقلت للرجل لا یحسن شیئا فقمت و قلت أنا أعود الى سیدنا فقال: ان کان حاجة فانا لا نقصر، فانصرفت من عنده و جئت الى النبى علیهالسلام فانکببت على القبر، و شکوت خیبة سفرى و قلت:
یا رسول الله بابى انت و امى الى من أمضى فى هذه المسائل التى معى الى الیهود ام الى النصارى ام الى المجوس ام الى ابن رسول الله فما زلت ابکى و استغیث به فاذا بانسان یحرکنى فرفعت رأسى من فوق القبر فرأیت عبدا أسودا و علیه قمیص أخلق و سخ و على رأسه عمامة فقال: قم یا اباجعفر النیسابورى.
قال لک مولاک موسى بن جعفر علیهالسلام لا الى الیهود و لا الى النصارى و لا الى المجوس و لا الى اعدائنا من النواصب الى فأنا حجة الله قد أجبتک عما فى الخز، یجمع ما یحتاج الیه من أمس فجئت به و بدرهم شطیطة الذى فیه درهم و دانقان الذى فى کیس أربعمائة درهم اللؤلؤى و شقتها التى فى زمرة الاخوین البلخیین.
قال: فطار عقلى و جئت الى رحلى ففتحت و اخذت الخز و الکیس و الرزمة فجئت
فوجدته فى دار خراب و باب مهجور ما علیه احد و اذا بذلک الغلام قائم على الباب، فلما رأنى دخل بین یدى و دخلت معه فاذا بسیدنا علیهالسلام جالس على الحصیر و تحته شاذ کونة یمانیة.
فلما رأنى فضحک و قال: لا تقنط و لا تفزع لا الى الیهود و لا الى النصارى انا حجة الله و ولیه ألم یعرفک أبوحمزة على باب المسجد جرى أمرى قال: فازداد ذلک فى بصیرتى و تحققت أمره قال: هات الکیس، فدفعته فحله و أدخله یده الیه و أخرج درهم لشطیط و قال: لى هذا درهمها فقلت: نعم فاخذ الرزمة و حلها و اخرج منها شقة قطن مقصورة طولها خمسة و عشرون ذراعا.
و قال لى: اقرأ علیهاالسلام کثیرا قد جعلت شقتک فى اکفانى و بعثت الیک بهذه من اکفاننا من قطن قریتنا ضرب فاطمة علیهااسلام و بذر قطن کانت تزرعه بیدها لاکفان ولدها و غزل اختى حکیمة بنت أبىعبدالله و قصار یده الا لکفنه، فاجعلیها لکفنک و أنا بقیت هذه حتى تکفن موتاتنا، فجاء به درهما فیه و اخرج منه أربعین درهما.
و قال: اقرأها منى السلام و قل لها تعیشین تسعة عشر لیلة من دخول أبىجعفر و وصول هذا الکفن و هذه الدراهم فانفقى منها ستة عشر درهما و اجعلى أربعة و عشرین صدقة عنک، و ما یلزم علیک و أنا اتولى الصلاة علیک فاذا ارأیتنى فاکتم فان ذلک أبقى لنفسک فافکک هذه الخواتیم و انظر هل أجبناک ام لا قبل ان تجىء بدارهمهم کما وصوک فاول رسول.
فتاملت الخواتیم فوجدتها صحاها ففککت وسطها و وجدت تحتها ما یقول العالم علیه السلام فى رجل قال نذرت الله عزوجل لأعتق کل مملوک کان فى ملکى قدیما و کان له جماعة من الممالیک تحته الجواب من موسى بن جعفر یعتق من کان فى ملکه من قبل ستة أشهر الدلیل على صحة ذلک قوله تعالى: «حتى عاد کالعرجون القدیم» و کان بین العرجون القدیم و العرجون الجدید فى النخلة ستة أشهر و فککت الآخر فوجدت تحته ما یقول العالم علیهالسلام فى رجل قال أتصدق بمال کثیر بما یتصدق تحته الجواب بخطه علیهالسلام.
ان کان الذى حلف بهذه الیمین من أرباب الدنانیر تصدق بأربعة و ثمانین دینارا و ان کان من ارباب الدراهم یتصدق باربعة و ثمانین درهما و ان کان من أرباب الغنم یتصدق بأربعة و ثمانین غنما و ان کان من ارباب البعیر فبأربعة و ثمانین بعیرا و الدلیل على ذلک قوله تعالى: «لقد نصرکم الله فى مواطن کثیرة».
فعددت مواطن رسول الله صلى الله علیه و آله قبل نزول الآیة و کان اربعة و ثمانین موطنا و کسرت الآخر فوجدت تحته ما یقول العالم علیهالسلام فى رجل نبش قبرا فاقتطع رأس المیت و أخذ کفنه الجواب من تحته بخطه علیهالسلام یقطع یده الأخذ الکفن من وراء الحرز و تؤخذ منه مائة دینار بقطع رأس المیت لانا جعلناه بمنزلة الجنین فى بطن امه من قبل نفخ الروح فجعلناه فى النطفة عشرین دینارا و فى العلقة عشرین دینارا و فى المضغة عشرین دینارا و فى اللحم عشرین دینارا و فى تمام الخلق عشرین دینارا.
فلو نفخ فیه الروح لألزمناه ألف دینار على ان لا تأخذ ورثة المیت منها شیئا بل یتصدق بها عنها أو یحج أو یعزى بها لانها أصابته فى جسمه بعد الموت قال أبو جعفر فمضیت من فورى الى الخان و حملت المال و المتاع الیه و أقمت عنده و حج فى تلک السنة، فخرجت فى جمله معا، و لأنه فى عمارته ذهابى یوما و فى عمارة أبیه یوما، و رجعت الى خراسان.
فاستقبلنى الناس و شطیطة من جملتهم فسلموا على فأقبلت علیها من بینهم و خبرتها بحضرتهم بما جرى و دفعت الشقة و الدراهم و کادت تنشق مرارتها من الفرح، و لم تدخل المدینة الا من الشیعة الا حاسد أو مناقش على منزلها و دفعت الحزم الیهم ففتحوا الخواتیم و وجدوا الجوابات تحت مسائلهم فاقامت شطیطة تسعة عشر یوما و ماتت رحمها الله فتزاحمت علیها الشیعة على الصلاة علیها.
فرأیت اباالحسن علیهالسلام على نجیب فنزل عنها و اخذ بحظامه و وقف یصلى علیها مع القوم و حضر نزولها الیقبرها و نثر التراب ابىالحسن علیهالسلام فلما فرغ من امرها رکب البعیر والوى رأسه نحو البریة و قال: عرف اصحابک و اقرئهم عنى السلام و قل لهم انى و من جرى مجرای من أهل البیت لا یدخلنا من حضور جنایزکم فى أى بلد
کنتم فاتقوا الله فى انفسکم و احسنوا الاعمال لتعینونا على خلاصکم و رقابکم من النار.
قال ابوجعفر: فلما ولى علیهالسلام عرفت الجماعة فرأوه و قد بعدو النجیب یجرى به فکادت أنفسهم تسیل حزنا اذ لم یتمکنوا من النظر الیه و فى ذلک عدة آیات فکفى بها حجة للمتامل الذاکر(43)
71 – عنه، باسناده عن الاصبغ بن موسى قال: بعث معى رجل من أصحابنا الى أبىالسحن موسى علیهالسلام بمائة دینار و کان معى بضاعة لنفسى فلما دخلت المدینة جئت على الماء و غسلت بضاعتى و بضاعة الرجل و ذررت علیها مسکا ثم انى عددت بضاعة الرجل فوجدتها تسعة و تسعین فاخذت دینارا من دنانیر لى اخرى فغسلته و ذررت علیه مسکا و اعددتها فى صرة کما کانت.
ثم دخلت علیه فى اللیل فقلت جعلت فداک ان معى شیئا تقرب به الى الله فقال: هات فلما ناولته الصرة فقال: فضها ففضضتها ثم قلت ان فلانا مولاک بعث الیک معى بشىء فلما ناولته و نثرت بین یدیه اخرج دینارى من بینها ثم قال: انما بعث الینا وزنا لا عددا(40)
72 – عنه، باسناده عن على بن ابراهیم عن ابیه عن محمد الرافعى قال: کان لى ابن عم یقال له الحسین بن عبدالله و کان زاهدا و من أعبد اهل زمانه و کان یعظ السلطان و ربما استقبله بکلام صعب فیما یعظه به، و یأمره بالمعروف و کان السلطان یحتمل له ذلک لصلاحه و لم یزل هذا حاله حتى کان ذات یوم فدخل ابو الحسن علیهالسلام المسجد فرأه.
فاومى الیه و قال له: یا اباعلى ما احب الى مما انت فیه و أسرنى بک فیه الا انه لیس لک معرفة، فاطلب المعرفة فقال: جعلت فداک فیما المعرفة قال: اذهب و تفقه و اطلب الحدیث قال: ممن قال: من مالک بن انس و من فقهاء المدینة ثم اعرض على الحدیث فذهب و کتب حدیثا کثیرا ثم جاءه و قرأ علیه فاسقط ادله.
ثم قال: اذهب و اطلب المعرفة و کان الرجل معنا بدینه فلم یزل یترصد أباالحسن علیهالسلام حتى اذا خرج الى ضیعة له فتبعه فبلغه فى الطریق و قال: جعلت فداک احتج علیک بین یدى الله عزوجل وانى على المعرفة فأخبره بأمیرالمومنین علیهالسلام و اخبره بامر غیره فقبل ذلک منه ثم سأل عمن کان بعد أمیرالمؤمنین قال الحسن و الحسین علیهماالسلام حتى الى نفسه.
ثم سکت قال: فمن فى هذا الیوم فقال: ان اخبرتک تقبل قال: بلى قال: أنا هو قال: فى شىء استدل به قال: اذهب الى تلک الشجرة و أشار الى بعض اشجار ام غیلان فقل لها یقول موسى بن جعفر اقبلى قال: فاتیتها فقلت فرأیتها تخد الأرض خدا حتى وقفت بین یدیه ثم اشار الیها فرجعت فاقرت.
ثم لزم الصمت و العبادة و کان لا یراه أحد بعد ذلک یتکلم و کان قبل ذلک یرى الرؤیا الحسنة و یرى له ثم انقطعت عنه فرأى أبوالحسن علیهالسلام فیما یرى النائم فشکى الیه انقطاع الرؤیا فقال: لا تغتم ان المؤمن اذا رسخ فى الایمان رفعت عنه الرؤیا(44)
73 – عنه، باسناده عن على ابن ابىحمزة البطارى(45) قال: خرج أبوالحسن موسى ابن جعفر علیهالسلام فى بعض الایام من المدینة الى ضیعة له خارجة عنها فصحبته و کان علیهالسلام راکبا بغلة و انا على حمار لى فلما صرنا فى بعض الطریق اعترضنا أسد فاحجمت خوفا و اقدم ابوالحسن غیر مقترف له فرأیت الاسد یتذلل له و یهمهم فوقف له ابوالحسن کالمصغى الى همهته و وضع على کفل بغلته، فدهمنى من ذلک خوفا عظیما.
ثم تنحا الاسد الى جانب الطریق و حول ابوالحسن وجهه الى القبلة و جعل یدعوا و یحرک شفتیه بما لم أفهمه ثم اومأ الى الأسد مدلا امض، فهمهم الاسد همهمة طویلة و ابوالحسن یقول آمین آمین آمین حتى غاب عن اعیننا و مضى ابوالحسن بوجهه و اتبعته فلما بعدنا عن الموضع لحقته و قلت جعلت فداک ما شأن هذا الاسد و لقد خفت و الله علیک
وعجبت من شأنه معک.
فقال علیهالسلام: انه خرج الى یشکوا عسر الولادة على لبوته و سألنى ان أسأل الله تعالى ان یفرج عنها ففعلت ذلک و القى فى روعى انها تلد له ذکرا فخبرته ذلک فقال لى: امض فى حفظ الله و لا سلط الله علیک و لا على احد من شیعتک شیئا من السباع فقلت آمین(46)
74 – عنه، باسناده عن اسماعیل بن سلام و ابوحمید قالا: بعث الینا على بن یقطین و قال: اشتریا راحلتین و تجنبنا الطریق و دفع الینا مالا و کتبا حتى توصلا ما معکما من المال و الکتب الى ابىالحسن علیهالسلام و لا یعلم بکما أحد قالا: فاتینا الکوفة و اشترینا راحلتین و تزودنا زادا و خرجنا نتجنب الطریق حتى صرنا ببطن الرملة شددنا راحلتینا و وضعنا العلف لهما و قعدنا نأکل فبینما نحن کذلک اذ رأینا راکبا قد اقبل و معه شاکرى.
فلما قرب و اذا هو أبوالحسن علیهالسلام فقمنا الیه و سلمنا علیه و دفعنا الیه الکتب و ما کان معنا فاخرج کتابا ناولها ایانا و قال: هذه جوابات کتبکم فقلنا: زادنا قد فنى فلو اذنت لنا فدخلنا المدینة و زرنا رسول الله صلى الله علیه و آله فتزودنا زادا فقال: هاتوا ما معکم من الزاد فاخرجنا الزاد الیه فقلبه بیده و قال: هذا یبلغکم الکوفة و اما رسول الله فقد زرتماه انى صلیت معهم الفجر و انا ارید ان اصلى معهم الظهر انصرفا فى حفظ الله(46)
75 – عنه، قال: وجدت فى بعض کتب اصحابنا رضى الله عنهم ان ابراهیم الجمال کان من الموحدین العارفین فاستاذن على على بن یقطین الوزیر و کان ممن یوالى اهل بیت علیهمالسلام فحججت فحج فى تلک السنة على بن یقطین فاستاذن بالمدینة على أبىابراهیم موسى بن جعفر علیهالسلام فحجبه فجاءه ثانى یوم فقال: یا مولاى ما ذنبى فقال علیهالسلام: حجبتک لانک حجبت اخاک ابراهیم الجمال.
فقال: یا مولاى من لى بابراهیم الجمال فى هذا الوقت فقال علیهالسلام: اذا کان لیلا فامض الى البقیع وحدک من غیر ان یراک احد أصحابک فارکب نجیبا هناک مسرعا توافى البقیع فرکب النجیب و لم یلبث حتى أناخ على باب ابراهیم یقرع الباب و قال: انا على بن یقطین فقال: من داخل الدار و ما یعلم على بن یقطین الوزیر ببابى.
فقال على بن یقطین یا هذا ان امرى عظیم و ابىان یفتح علیه الباب ثم اذن له فلما دخل علیه قال: ان المولى علیهالسلام أبىان یقبلنى دون ان تغفر لى یا ابراهیم فقال ابراهیم: یغفر الله لک على بن یقطین على ابراهیم الجمال یقول اللهم اشهد ثم انصرف و رکب النجیب و اناخه من لیلته بباب المولى فاذن له فدخل علیه فقبله(47)
76 – عنه، باسناده عن اسحاق بن أبىعبدالله قال: کنت مع ابىالحسن موسى علیه السلام حیث قدم من البصرة فبینما نحن نسیر الى البطائح فى هول ریاح اذ سارنا قوم فى السفینة و سمعنا لهم غلبه فقال علیهالسلام: ما هذا فقیل عروس تهدى الى زوجها قال: ثم مکثنا ما شاء الله فسمعنا صراخا و صیحة فقال علیهالسلام: ما هذا فقیل العروس تغترق ماء فوقع سوارها فقال: من ملاحنا یحسن و ملاحتهم فحسب، و وضع أبوالحسن صدره على السفینة و تکلم بکلام خفى و قال للملاح: انزل فنزل الملاح یغوصه.
ثم نزل فى الماء نصف ساقه و بعض ساقه فاذا هو بسوارها فجاء به فلما اخرج الملاح السوار قال له اسحاق اخوه جعلت فداک الدعاء الذى قلت به اخبرنى به فقال له: اشتر الأمن بتوبة.
ثم قال: یا سابق کل فوت و یا سامع کل صوت و یا بارىء النفوس بعد الموت و یا کاسى العظام لحما بعد الموت یا من لا تغشاه الظلمات الحندسه و لا تشابه علیه الاصوات المختلفة یا من لا یشغلک شأن عن شأن، یا من له عند کل شىء من خلقه سمع حاضر و بصر نافذ لا تغلطه کثرة المسائل و لا یبرمه الحاح الملحین یا حى حین لا حى، فى
ذمة ملکه و بقائه یا من سکن العلا و احتجب عن خلقه بنوره یا من أشرق بنوره دجى الظلم اسألک الواحد الاحد الفرد الوتر الصمد اسألک ان تصلى على محمد و آل محمد الطیبین الاخیار(47)
77 – عنه، باسناده عن بشار مولى السندى بن شاهک، قال: کنت من اشد الناس بغضا لآل محمد، فدعانى السندى یوما فقال: یا بشارانى ارید أن أئتمنک على ما ائیتمنى هارون قلت اذا لا ابقى فیه غایة قال: هنا موسى بن جعفر قد دفعه الى و قد دفعته بحفظه فاجعله فى دار خوف و کنت أقفل علیه عدة اقفال، فاذا مضیت فى حاجة و کلت امرأتى بالباب و لا تفارقه حتى ارجع.
قال بشار: فحول الله ما کان فى قلبى من البغض حبا، قال: فدعانى علیهالسلام یوما فقال: یا بشار احضر فى سجن القنطرة و ادع لى هند بن الحجاج و قل له أبوالحسن یأمرک بالمصیر الیه، فانه ینتهرک و یصیح علیک فاذا فعل ذلک، فقل أنا قد قلت و أبلغت رسالته فان شئت فافعل و ان شئت لا تفعل و اترکه و انصرف.
قال: ففعلت ما أمرنى به فاقفلت الابواب کما کنت اقفل و أقعدت امرأتى على الباب و قلت لا تبرحى حتى أتیک و قصدت الى سجن القنطرة، و دخلت الى هند بن الحجاج، و قلت له ابوالحسن یأمرک بالمصیر الیه فصاح على و انتهرنى فقلت له: قد أبلغتک فان شئت فافعل و ان شئت لا تفعل و انصرفت.
فترکته و جئت الى ابىالحسن علیهالسلام فوجدت امرأتى قاعدة على الباب و الأبواب مقفلة فلم أزل افتح واحدا بعد واحد حتى وصلت الیه فاعلمته الخبر، فقال: نعم فدعا لى و انصرفت فخرجت الى امرأتى لها هل جاء احد بعدى فدخل هذا الباب فقالت: لا و الله ما فارقت الباب و لا فتحت الأقفال حتى جئت(47)
78 – عنه، باسناده عن محمد بن الحسن الانبارى اخو صندل قال: بلغنى من جملة اخرى انه لما صار الیه هند بن الحجاج قال له العبد الصالح علیهالسلام: عند انصرافه
ان شئت رجعت الى موضعک و لک الجنة و ان شئت انصرفت الى منزلک فقال: الى موضع السجن(48)
79 – عنه، باسناده عن اسحاق بن منصور قال: سمعت موسى بن جعفر یقول ناعیا الى رجل من الشیعة نفسه فقلت فى نفسى و انه لیعلم متى یموت الرجل من الشیعة، فالتفت الى و قال: اصنع ما انت صانع فان عمرک قد فنى و قد بقى منى دون سنتین، و کذلک اخوک لا یمکث بعدک الا شهرا واحدا حتى یموت و کذلک عامة اهل بیتک و یشتت کلمتهم و تتفرق جماعتهم و تشمت بهم اعدائهم و یصیرون رحمة لاخوانهم اکان هذا فى صدرک.
فقلت: استغفر الله مما عرض فى صدرى منک فلم یستکمل منصور سنتین حتى مات و مات بعد شهرا اخوه و اهل بیته و أفلس بقیتهم حتى احتاج منهم الى الصدقة(48)
80 – عنه، باسناده عن اسحاق بن عمار قال: دخلت على موسى بن جعفر علیه السلام فجلست عنده اذا استاذن علیه رجل خراسانى و کلمه بکلام لم نسمع بمثله کانه کلام الطیر قال اسحاق فاجابه علیهالسلام بمثل هذا الکلام قوم من اهل الصین و لیس کلام اهل الصین مثله، ثم انه تعجب من کلامى بلغته فقلت هو موضع التعجب فان شئت اخبرتک بما هو اعجب منها ان الامام یعلم منطق الطیر و منطق کل ذى روح خلقه الله و ما یخفى على الامام شىء(48)
81 – عنه قال: کان رجل من موالى ابىالحسن لى صدیقا قال: خرجت من منزلى یوما فاذا بامرأة حسناء جمیلة و معها آخر فتبعتها فقلت لها تبتغى نفسک فالتفتت الى و قالت: ان کان لنا حسن فلیس فینا مطمع و ان لم یکن لک زوجة فامض بنا فقلت لیس عندنا حسن فانطلقت معى حتى صرنا الى الباب المنزل فدخلت فلما أن خلعت خفها و بقى الخف الآخر تنزعه اذا قارع یقرع الباب فخرجت فاذا انا بموفق فقلت له: ما وراؤک، فقال: خیر.
یقول لک ابوالحسن اخرج هذه المرأة من البیت و لا تمسها فدخلت فقلت لها البسى خفیک یا هذه و اخرجى فلبست خفیها و خرجت فنظرت الى الموفق بالباب فقال: سد الباب فسددته فوالله ما جازت غیر بعید و انا ورا الباب اتطلع حتى انتهى رجل مسفر، فقال لها: مالک خرجت سریعا الست قلیلا فتخرجى قال: ان رسول هذا الساحر اخرجنا فأمر ان نخرج و اخرجت فسمعته یقول واها له فاذا القوم قد طمعوا فى مال عسى فلما کان العشاء عدت الى ابىالحسن قال: فان تلک امرأة من بنى امیة اهل بیت اللعنة لیاخذوا ما فى بیتک و منزلک الحمد لله الذى صرفها.
ثم قال أبوالحسن: تزوج بابنة فلان و هو مولى أبىایوب الانصارى قال له ابنة قد جمعت کل ما ترید من أمر الدنیا و الآخرة فتزوجتها فکانت کما قال(49)
82 – قال الراوندى: روى عن ابىالصلت الهروى عن ابىالحسن الرضا علیهالسلام قال: قال: ابىموسى بن جعفر علیهالسلام لعلى بن ابىحمزة مبتدیا تلقى رجلا من اهل المغرب یسألک عنى فقل له: هو الامام الذى قال لنا ابوعبدالله الصادق فاذا سألک عن الحلال و الحرام فاجبه قال: فما علامته قال: رجل جسیم طویل اسمه یعقوب ابن یزید و هو رائد قومه و ان أراد الدخول الى فاحضره عندى.
قال على بن ابىحمزة: فوالله انى لفى الطواف اذ اقبل رجل طویل جسیم فقال لى: ارید ان اسألک صاحبک قلت: عن اى الاصحاب قال: موسى بن جعفر علیهالسلام قلت: فما اسمک قال: یعقوب بن یزید قلت: من این انت قال: من المغرب قلت: من این عرفتنى قال: اتانى آت فى منامى قال لى القى على بن ابى حمزة فاسأله عن جمیع ما تحتاج الیه فسألت عنک فدللت علیک.
قلت: اقعد فى هذا الموضع حتى افرغ من طوافى و اعود الیک فطفت ثم أتیته و کلمته فرأیت رجلا عاقلا فهما فالتمس منى الوصول الى موسى بن جعفر علیهالسلام فاوصلته الیه فلما رآه قال: یا یعقوب بن یزید قدمت امس و وقع بینک و بین اخیک خصومة فى
موضع کذا حتى تشاتمتما و لیس هذا من دینى و دین ابائى فلا نأمر بهذا أحدا من شیعتنا فاتق (الله) فانکما ستفترقان عن قریب بموت فاما اخوک فیموت فى سفرته هذه قبل ان یصل الى اهله و تندم على ما کان منک الیه فانکما تقاطعتماو تدابرتما فقطع علیکما اعمارکما.
فقال الرجل: یابن رسول الله صلى الله علیه و آله فانا منى یکون اجلى؟ قال علیه السلام: قد کان حضر اجلک فوصلت عمتک بما وصلتها فى منزل کذا و کذا فسح الله تعالى فى اجلک عشرین حجة قال على بن ابىحمزة فلقیت الرجل من قابل بمکة فاخبرنى ان اخاه توفى و دفنه فى الطریق قبل ان یصیر الى اهله(50)
83 – قال: و منها ان ابا المفضل بن عمر قال: لما مضى الصادق علیهالسلام کانت وصیه فى الامام لموسى علیهالسلام فادعى اخوه عبدالله الامامة و کان اکبر ولد جعفر علیهالسلام فى وقته ذلک و هو المعروف بالافطح فامر موسى علیهالسلام یجمع حطب کثیر فى وسط داره فارسل الى عبدالله یسأله ان یصیر الیه فلما صار عنده مع جماعة من وجوه الامامیة.
فلما جلس الیه اخوه عبدالله امر موسى علیهالسلام ان تضرم النار فى ذلک الحطب فاضرفت و لا یعلم الناس ما سبب ذلک حتى صار الحطب کله جمرا ثم قام موسى علیه السلام و جلس ثیابه فى وسط النار و اقبل یحدث الناس ساعة ثم قام فنفض ثیابه و رجع الى المجلس و قال لاخیه عبدالله: ان کنت تزعم انک الامام بعد ابیک فاجلس فى ذلک المجلس قالوا: فرأینا عبدالله تغیر لونه ثم قام یجر ردائه حتى خرج من دار موسى علیهالسلام(51)
84 – قال: و منها ما قال اسحاق بن منصور سمعت ابىیقول: قال: سمعت موسى ابن جعفر علیهالسلام یقول ناعیا الى رجل من الشیعة نفسه فقلت فى نفسى و انه لیعلم متى یموت الرجل من شیعته فالتفت الى فقال: اصنع ما انت صانع فان عمرک قد بقى منه
دون سنتین و کذلک اخوک لا یمکث بعدک الا شهرا واحدا حتى یموت و کذلک عامة اهلک و تشتت کلمتهم و یتفرق کلهم و تشمت بهم اعداؤهم و هم یصیرون رحمته لاخوانهم اکان هذا فى صدرک.
فقلت: استغفر الله ما عرض فى صدرى فلم یستکمل منصور سنتین حتى مات ثم مات بعده بشهر اخوه و مات عامة اهل بیته و افلس بقیتهم حتى احتاج من بقى منهم الى الصدقة(52)
85 – قال: و منها ما روى واضح عن الرضا علیهالسلام قال: قال ابىموسى علیهالسلام للحسین بن ابىالعلاء اشترلى جاریة نوبیة فقال الحسین: اعرف و الله جاریة نوبیة نفسیة احسن ما رأیت من النوبة فلولا خصلة لکانت له امائک من یأتیک (به) قال علیهالسلام: و ما الخصلة قال: لا تعرف کلامک و لا انت تعرف کلامها فتبسم علیهالسلام ثم قال: اذهب حتى تشتریها فلما دخلت الیه بها فقال لها بلغتها: ما اسمک.
قالت: مونسة فقال: لعمرى انت مونسة قد کان لک اسم غیر هذا قبل هذا جیبة قالت: صدقت ثم قال: یابن ابىالعلاء انها ستلد لى غلاما لا یکون فى ولدى اسخى و لا اشجع و لا اعبد منه قلت: فما تسمیه حتى اعرفه قال: اسمه ابراهیم و قال على بن ابىحمزة: کنت مع ابىموسى بمنى اذ أتى رسوله فقال: الحق بالثعلبیة فلحقت به و معه عیاله و عمران خادمه.
فقال: ایما احب الیک المقام هیهنا أو تلحق بمکة قلت: احبهما الى ما احببت قال: مکة خیر لک ثم سبقنى الى داره بمکة و اتیته و قد صلى المغرب فدخلت علیه فقال: اخلع نعلیک انک بالواد المقدس طوى فخلعت نعلى و جلست معه و أتیت بخوان فیه خبیص فاکلت انا و هو ثم رفع الخوان و کنت احدثه ثم غشنى النعاس.
فقال لى: قم فنم حتى اقوم انا بالصلاة اللیل و حملنى النوم الى ان فرغ من صلاة
اللیل ثم جائنى فانبهنى فقال: قم و توضأ و صل صلاة اللیل و خفف فلما فرغت من الصلاة صلیت الفجر ثم قال لى: یا على ان ام ولدى ضربها الطلق فحملتها الى الثعلبیة مخافة ان تسمع الناس صوتها فولدت هناک الغلام الذى ذکرت له کرمه و سخائه و شجاعته قال على: فوالله لقد ادرک الغلام و کان کما وصف(53)
86 – قال: و منها ما روى عن ابن ابىحمزة قال: کنت عند ابىالحسن موسى بن جعفر علیهماالسلام اذ دخل علیه ثلاثون مملوکا من الحبشة قد اشتروا له فتکلم غلام منهم و کان جمیلا بکلام فاجابه موسى علیهالسلام بلغته فتعجب الغلام و تعجبوا جمیعا و قد کان فى خلفهم انه لا یعرف کلامهم.
فقال له موسى علیهالسلام: انى ادفع الیک مالا فادفع الى کل واحد منهم فى کل شهر ثلاثون درهما فخرجوا و بعضهم یقول لبعض انه افصح منا بلغاتنا و هذه نعمة من الله علینا قال على بن ابىحمزة: فلما خرجوا قلت: یابن رسول الله رأیتک تکلم هؤلاء الحبشیین بلغاتهم قال: نعم و امرت ذلک الغلام من بینهم بشىء دونهم.
قال: نعم أمرتهم أن یستوصى باصحابه خیرا و ان یعطى کل واحد منهم فى کل شهر ثلاثین درهما و ذلک انه لما تکلم کان اعلمهم لانه من ابناء ملوکهم فجعلته علیهم و اوصیته بما یحتاجون الیه و هو مع ذلک غلام صدق ثم قال: لعلک عجبت من کلامى ایاهم بالحبشیة فقلت: اى و الله.
قال: فلا تعجب مما خفى علیک من امرى اعجب و اعجب من کلامى ایاهم و ما الذى سمعته منى الا کطائر اخذ بمنقاره من البحر قطرة اثرى هذا الذى یأخذ بمنقاره ینقص من البحر و الامام بمنزلة البحر لا ینفذ ما عنده و عجایبه اعظم من عجایب البحر(54)
87 – قال: و منها ما قال بدر مولى الرضا، ان اسحاق بن عمار دخل على موسى بن جعفر علیهالسلام فجلس عنده اذا استأذن علیه رجل خراسانى فکلمه بکلام لم اسمع
بمثله کانه کلام الطیر، قال اسحاق: فاجابه موسى علیهالسلام بمثله و بلغته الى ان قضى و طره من مسائلته فخرج من عنده فقلت: ما سمعت بمثل هذه الکلام.
قال: هذا کلام قوم من اهل الصین و لیس کل کلام الصین بمثله ثم قال: اتعجب من کلامى بلغته فقلت: هو موضع التعجب قال علیهالسلام: اخبرک بما هو اعجب منه اعلم ان الامام یعلم منطق الطیر و نطق کل ذى روح خلقه الله تعالى و ما یخفى على الامام شىء(55)
88 – قال: و منها ما قال على بن ابىحمزة قال: اخذ بیدى موسى بن جعفر علیه السلام یوما فخرجنا الى المدینة الى الصحراء فاذا نحن برجل مغربى على الطریق یبکى و بین یدیه حمار میت و رحله مطروح فقال له موسى علیهالسلام: ما شأنک قال: کنت مع رفقائى نرید الحج فمات حمارى هیهنا و بقیت و حدى و مضى اصحابى و انا متحیر لیس لى شىء احمل علیه.
فقال موسى علیهالسلام: لعله لم یمت قال: اما ترحمنى حتى تلهوا بى (قال الرجل لیس یکفنى ما انا فیه حتى تستهزأ بى) فدنى موسى علیهالسلام من الحمار و تکلم بشىء لم افهمه و اخذ قضیبا کان مطروحا فضربه به و صاح علیه فوثب الحمار سلیما ثم قال: یا مغربى ترى هیهنا شیئا من الاستهزاء الحق باصحابک و مضینا و ترکناه.
قال على بن ابىحمزة فکنت واقفا یوما على بئر زمزم فاذا المغربى هناک فلما رآنى اقبل الى و قبل یدى فرحا مسرورا فقلت: ما حال حمارک فقال: هو و الله سلیم صحیح و ما ادرى من این هو ذلک الرجل الذى من الله به على فاحیا لى حمارى بعد موته فقلت له: قد بلغت حاجتک فلا تسأل عن ما لا تبلغ معرفته(56)
89 – قال: و منها ما روى عن ابىخالد الزبالى قال: قدم ابوالحسن موسى علیه السلام: زبالة و معه جماعة من اصحاب المهدى بعثهم باشخاصه الیه فقال: و امرنى بشراء حوائج له و نظر الى و انا مغموم فقال: یا اباخالد مالى أراک مغموما مغموما قلت:
هو ذا تصیر الى هذا الطاغیة و لا امنک منه قال: لیس على منه بأس اذا کان یوم کذا فانتظرنى فى اول اللیل.
قال: فما کان لى همة الا احصاء الایام حتى اذا کان ذلک الیوم و افیت اول اللیل فلم أر احدا حتى کادت الشمس تجب فشککت و نظرت بعد الى شخص قد اقبل فانتظرته فاذا ابوالحسن موسى على بغلة و قد تقدم فلما نظر الى قال: لا تشکن فقلت: قد کان ذلک ثم قال: ان لى عودة و لا اتخلص منهم فکان کما قال(57)
90 – قال: و منها ان عیسى المداینى قال: خرجت سنة الى مکة فاقمت بها ثم قلت: اقیم المدینة مثل ما اقمت بمکة لثوابى فقدمت المدینة فنزلت طرف المصلى الى جنب دار ابىذر فجعلت اختلف الى سیدی فاصابنا مطر شدید بالمدینة فأتیت اباالحسن مسلما علیه یوما و ان السماء تهطل فلما دخلت ابتدائى فقال لى: و علیک سلام الله.
یا عیسى ارجع فقد انهدم بیتک على متاعک فانصرفت راجعا و اذا البیت قد انهار و استعملت عملة فاستخرجوا متاعى کله و لا افتقدته غیر سطل کان لى فلما أتیته من الغد مسلما علیه قال: هل فقدت من متاعک شیئا فتدعوا الله بالخلف قلت: ما فقدت شیئا ما خلا سطلا کان لى اتوضأ منه فقدته.
فاطرق ملیا ثم رفع رأسه الى فقال لى: قد ظننت انک قد انسیت فسأل جاریة رب الدار عنه و قل لها انت رفعت السطل فی الخلاء فردیه فانها سترده علیک فلما انصرفت أتیت جاریة رب الدار فقلت: انى نسیت السطل فى الخلاء فردیه على اتوضأ منه فرددت على سطلى(58)
91 – قال: و منها ما روى على بن ابىحمزة قال: کان رجلا من موالى ابىالحسن لى صدیقا قال: خرجت من منزلى یوما فاذا انا بامرأة حسناء جمیلة و معا اخرى فتبعتها فقلت لها: تمتعنى نفسک فالتفتت الى و قالت: ان کانت لنا عندک جنس فلیس فینا مطمع و ان لم یکن لک زوجة فامض بنا فقلت: لیس لک عندنا جنس فانطلقت معى
حتى صرنا الى باب المنزل.
فدخلت فلما ان خلعت فرد خف و بقى الخف الآخر تنزعه اذا قارع یقرع الباب فخرجت فاذا بموفق مولى ابىالحسن فقلت له: ما وراک قال: خیر یقول لک ابوالحسن: اخرج هذه المرأة التی معک فى البیت و لا تمسها فدخلت فقلت لها: البسى خفک یا هذه و اخرجى فلبست خفها و خرجت فنظرت الى الموفق بالباب .
فقال: شد الباب فشددته فوالله ما جازت غیر بعید و انا وراء الباب استمع و اطلع حتى لقیتها رجل مستغنى فقال لها: ما لک خرجت سریعا الست قلت: لا تخرجى قالت: ان رسول الساحر جاء یأمره ان یخرجنى فاخرجنى قال: فسمعته یقول: اولى له و اذا القوم طمعوا فى مال عندى فلما کان العشاء عدوت الى ابى الحسن.
قال: لا تعد فان تلک امرأة من بنى امیة اهل بیت اللعنة انهم کانوا بعثوا ان یأخذوها فى منزلک فاحمد الله الذى صرفها ثم قال لى ابوالحسن: تزوج بابنة فلان و هو مولى ابىایوب النجارى فان له ابنة قد جمعت ما ترید امر الدنیا و الآخرة فتزوجت فکان کما قال(59)
92 – قال: و منها ان على بن أبىحمزة قال: بعثنى أبوالحسن فى حاجة فجئت و اذا معتب على الباب فقلت: اعلم مولاى بمکانى فدخل معتب و مرت بى امرأة و قلت: لولا ان معتبا دخل فاعلم مولاى بمکانى لا تبعت هذه المرأة فتمتعت بها فخرج معتب فقال: ادخل فدخلت و هو على مصلى تحته مرفقة فمد یده و اخرج من تحت المرفقة صرة ناولینها.
و قال: الحق المرأة فانها على دکان العلاف بالبقیع تنتظرک فاخذت الدراهم و کنت اذا قال لى شیئا لا اراجعه فأتیت البقیع فاذا المرأة على دکان العلاف تقول: یا عبدالله قد حسبتنى قلت: انا قالت: نعم فذهبت بها و تمتعت بها(60)
93 – قال: و منها ما قال المعلى بن محمد عن بعض اصحابنا عن بکار القمى قال: حجت اربعین حجة فلما کان فى آخرها احسبت بنفقتى بجمع فقدمت مکة فاقمت
حتى صدر الناس ثم قلت: اصیر الى المدینة فازور رسول الله و انظر الى سیدى ابى الحسن موسى و عسى ان اعمل عملا بیدى فاجمع شیئا فاستعین به على طریقى الى الکوفة فخرجت حتى صرت الى المدینة فسلمت علیه فأتیت رسول الله.
ثم جئت الى المصلى الى الموضع الذى یقوم فیه الفعلة فقمت فیه رجاء ان یسبب الله لى عملا اعمله فبینا انا کذلک اذ انا برجل قد اقبل فاجتمع حوله الفعلة فجئت فوقفت معهم فذهب بجماعة فاتبعته و قلت: یا عبدالله انى رجل غریب فان رأیت ان تذهب بى معهم فتستعملنى و قال: انت من اهل الکوفة قلت: نعم.
قال: فاذهب فانطلق معه الى دار کبیرة تبنا جدیدة فعملت فیها و کنا لا نعطى نعطى من اسبوع الى اسبوع الا یوما واحدا و کان العمال لا یعملون فقلت للوکیل: استعملنى علیهم حتى استعملهم و اعمل معهم فقال: قد استعملتک فکنت اعمل و استعملهم قال: فانى لو اقف ذات یوم واقف على السلم اذ نظرت الى ابىالحسن موسى علیهالسلام قد اقبل و انا فى السلم فى الدار فدار فى الدار.
ثم رفع رأسه الى فقال: یا بکار جئتنا انزل فنزلت قال: فتحنا ناحیة فقال لى: ما تضع هیهنا فقلت: جعلت فداک اصبت نفقتى جمیع فاقمت بمکة الى ان صدر الناس ثم أتیت المدینة فأتیت المصلى لا طلب عملا فبینا قائم اذ جاء وکیلک فذهب برجال فسألته ان یستعملنى کما یستعملهم فقال لى: قم یومک هذا.
فلما کان الغد کان الیوم الذى یعطون فیه الفعل فجاء الوکیل فقعد على الباب فجعل یدعوا برجل رجل یعطیه فکل ما ذهبت الیه اومى بیده الى ان اقعد حتى اذا کان فى اخرهم قال لى: ادن فدنوت فدفع الى صرة فیها خمسة عشرة دینارا فقال: خذ نفقتک الى الکوفة ثم قال الامام: اخرج عنا.
قلت: نعم جعلت فداک و لم استطع ان ارده ثم ذهب و أتانى رسوله قال: ان اباالحسن علیهالسلام قال: أتینى غدا قبل ان تذهب، فقلت: سمعا و طاعة فلما کان من الغد أتیته فقال:اخرج الساعة حتى تصیر الى فید فانک توافى قوما یخرجون الى الکوفة و خذ هذه الکتاب فادفعه الى على بن ابىحمزة.
قال: فانطلقت فوالله ما تلقانى خلق حتى صرنا الى فید فاذا قوم قد تهیؤا للخروج الى الکوفة من الغد فاشتریت بعیرا و صحبتهم فدخلتها لیلا فقلت: اصیر الى منزلى فارقد لیلتى هذه اغدوا بکتاب مولاى الى ابىحمزة فأتیت منزلى فاخبرت ان اللصوص دخلوا حانوتى قبل قدومى بایام فلما ان اصبحت صلیت الفجر فینا انا جالس متفکر فیما ذهب لى من حانوتى اذا انا بقارع یقرع على الباب.
فخرجت فاذا هو على بن ابىحمزة فعانقته فسلمت علیه ثم قال لى: یا بکارهات الکتاب کتاب سیدى قلت: نعم و اننى کنت على عزم المجىء الیک الساعة فقال: هات قد علمت انک قد أتیت عشیا فاخرجت الکتاب و سلمته الیه فاخذه و قبله و وضعه على عینیه و بکى، فقلت: ما یبکیک قال: شوقا الى سیدى ففضه فقرأه ثم رفع رأسه و قال:
یا بکار دخل علیک اللصوص قلت: نعم قال: فاخذوا ما فى حانوتک قلت: نعم فقال: الله قد رد علیک قد امرنى مولائى و مولاک ان اخلف علیک ما ذهب منک و اخرج صرة فیها اربعین دینارا فدفعها الى قال: فقومت ما ذهب منى فاذا فیمته اربعین دینارا فقرأ على الکتاب و اذا فیه ادفع الى بکار قیمته ما ذهب على حانوته و هو اربعین دینار(61)
94 – قال: و منها ان اسحاق بن عمار قال: لما حبس هارون الرشید ابىالحسن موسى علیهالسلام دخل علیه ابویوسف و محمد بن الحسن صاحبا اباحنیفة فقال احدهما للآخر: نحن على احد أمرین اما ان تساویه أو تشا کله فجلسا بین یدیه فجاء رجل کان موکلا به من قبل السندى بن الشاهک فقال: ان نوبتى قد انقضت و انا على الانصراف فان کان لک حاجة فأمرنى بها حتى أتیک بها فى الوقت الذى یلحقنى النوبة قال له: ما لى حاجة.
فلما خرج قال ابىیوسف و محمد بن حسن ما اعجب هذا یسألنى ان اکلفه حاجة
من حوائجى و هو میت فى هذه اللیلة ثم قال: فغمز ابویوسف و محمد بن الحسن و قاما من عنده قال احدهما للآخر: انا جئنا لنسأله عن الفرض و السنة و هو الآن جاء بشىء من علم الغیب ثم بعثا برجل مع الرجل و قالا له: اذهب معه و انظر ما یکون من امره فى هذه اللیلة تأتینا بخبره من الغد.
فمضى الرجل و نام فى مسجد عند باب داره فلما اصبح سمع الواعیة و رأى الناس یدخلون داره فقال: ما هذا قالوا: مات فلان فى هذه اللیلة فجاءت من غیر علة فانصرف الرجل الى ابىیوسف و محمد و اخبرهما فأتینا اباالحسن علیهالسلام.
فقالا: قد علمنا انک قد ادرکت العلم فى الحلال و الحرام فمن أین ادرکت أمر هذا الرجل الموکل بک انه یموت فى هذه اللیلة قال: من الباب الذى اخبر بعلمه رسول الله صلى الله علیه و آله على بن أبىطالب علیه السلام فلما اورد علیهما هذا بقیا متحیران لا یردان جوابا(62)
95 – قال: و منها ما قال اسحاق بن عمار أیضا أن ابا بصیر أقبل مع ابىالحسن موسى من المدینة یرید العراق منزل ابوالحسن المنزل الذى یقال له «زبالة» بمرحلة فدعا بعلى بن ابىحمزة البطائنى و کان تلمیذا لابى بصیر فجعل یوصیه بحضرة ابىبصیر و یقول: یا على اذا صرنا الى الکوفة فتقدم فى کذا فغضب ابىبصیر و خرج من عنده.
فقال: لا و الله ما اعجب ما ارى هذا انا اصحبه منذ حین ثم یخطأنى بحوائجى الى بعض غلمانى فلما کان من الغد حمى ابوبصیر بزبالة فدعا بعلى بن ابىحمزة فقال له: استغفر الله مما حک فى صدرى من مولاى و سوء ظنى به کان قد علم انى میت لا الحق الکوفة فاذا انا میت فافعل کذا و تقدم فى کذا فمات ابوبصیر بزبالة(63)
96 – قال: و منها ان هشام بن الحکم قال: لما مضى ابوعبدالله و ادعى الامامة عبدالله بن جعفر و انه اکبر ولده دعاه موسى بن جعفر و قال: یا اخى ان کنت صاحب هذا الامر فهلم یدک فادخلها النار و کان حفر حفیرة و القى فیها حطبا و ضربها بنفط و نار
فلم یفعل عبدالله و ادخل ابوالحسن یده فى تلک النار و لم یخرجها من النار الا بعد احتراق الحطب و هو یمسحها(64)
97 – قال: و منها ان على بن سوید قال: خرج الیه ابوالحسن موسى علیهالسلام سألتنى عن امور کنت منها فى تقیة و من کتمانها فى سعة فلما انقصنى سلطان الجبابرة و دنى سلطان ذى السلطان العظیم منا و الدنیا المذمومة الى اهلها العتاة على خالقهم رأیت ان افسر لک ما سألتنى عنه مخافة ان تدخل الحیرة على ضعفاء امتنا من قبل جهالتهم.
قبلجهالتهم.
فاتق الله و اکتم ذلک الا من اهله و احذر ان یکون سبب بلیة على الاوصیاء أو حارشا علیهم فى افشاء ما استودعتک و اظهار ما ستکتمک و لن تفعل ان شاء الله ان اول ما انهى علیک انعى نفسى فى لیالى هذه غیر جازع و لا نادم و لا شاک فیما هو کائن مما قضی الله و قد روحتم فى کلام کثیر ثم انه علیهالسلام مضى فى ایامه هذه(65)
98 – قال: و منها ما روى عن محمد بن عبدالله عن صالح بن واقد الطبرى قال: دخلت على موسى بن جعفر علیهالسلام فقال: یا صالح انه یدعوک الطاغیة یعنى هارون فیحبسک فى محبسه و یسألک عنى فقل: انى لا اعرفه فاذا صرت فى حبسه فقل: من اردت ان تخرجه فاخرجه باذن الله، قال صالح: فدعانى هارون من طبرستان فقال: ما فعل موسى بن جعفر فقد بلغنى انه کان عندک.
فقلت: و ما یدرینى من موسى بن جعفر انت یا أمیرالمؤمنین اعرف به و بمکانه فقال: اذهبوا به الى الحسن فو الله انى لفى بعض اللیالى قاعد و اهل الحبس نیام اذا انا به یقول یا صالح قلت: لبیک قال: قد صرت الى هیهنا فقلت: نعم یا سیدى قال: قم فاخرج و اتبعنى فقمت و خرجت.
فلما ان صرنا الى بعض الطریق قال: یا صالح السلطان سلطاننا کرامة من الله اعطاناها قلت: یا سیدى فاین احتجز من هذا الطاغیة قال: علیک ببلادک فارجع الیها فانه لن یصل الیک قال صالح: فرجعت الى طبرستان فوالله ما سأل عنى و لا ادرى
احبسنى ام لا(65)
99 – قال: و منها ما قال الاصبغ بن موسى حملت دنانیر الى موسى بن جعفر علیه السلام بعضها لى و بعضها لاخوانى فلما دخلت المدینة اخرجت الذى لاصحابى فعددته فکان تسعة و تسعین دینار فاخرجت من عندى دینارا و اتممتها مائة دینارا فدخلت علیه فصببتها بین یدیه فاخذ دینارا من بینها ثم قال: هاک دینارک انما بعثت الینا وزنا لا عددا(66)
100 – قال: و منها ان داود بن کثیر الرقى قال: وفد من خراسان و افد یکنى ابا جعفر و اجتمع علیه جماعة من اهل خراسان و سألوه ان یحمل لهم اموالا و متاعا و مسائلهم فى الفتاوى و المشاورة فورد الکوفة فنزل و زار أمیرالمؤمنین علیهالسلام و رأى فى ناحیته رجلا و معه جماعة فلما فرغ من زیارته قصدهم فوجدهم شیعة فقهاء و یسمعون من الشیخ فسألهم عنه.
فقالوا: هذا ابوحمزة الثمالى قال: فبینا نحن جلوس اذ اقبل اعرابى فقال: جئت من المدینة و قد مات جعفر بن محمد علیهالسلام فشهق ابوحمزة و ضرب بیده الارض ثم سأل الاعرابى هل سمعت له بوصیة قال: اوصى الى ابنه عبدالله و الى ابنه موسى و الى المنصور.
فقال: الحمد لله الذى لن یضلنا دل على الصغیر و من على الکبیر و ستر الامر العظیم و قصد الى قبر أمیرالمؤمنین علیهالسلام فصلى وصلینا ثم اقبل علیه و قلت له: فسر لى ما قلت فقال: بین ان الکبیرذوعاهة ودل على الصغیر بان ادخل یده مع الکبیر فستر الامر بالمنصور حتى اذا سأل المنصور من وصیته قیل انت.
قال الخراسانى: فلم افهم جواب ما قاله وردت المدینة و معى المال و الثیاب و المسائل و کان فیما معى درهم دفعته الى امرأة تسمى شطیطة و مندیل فقلت لها: انا احمل عنک مائة درهم فقالت: ان الله لا یستحى من الحق فخرجت فعوجت الدراهم فطرحته فى
بعض الاکیاس.
فلما دخلت المدینة سألت عن الوصى فقیل لى عبدالله ابنه فقصدته فوجدت بابا مرشوشا مکنوسا علیه بواب فانکرت ذلک فى نفسى و استأذنت و دخلت فاذا هو جالس فى منصبه فانکرت ایضا فقلت: انت وصى الصادق علیهالسلام الامام المفترض الطاعة قال: نعم قلت: کم فى المأتین من الدراهم الزکاة قال: خمس دراهم قلت: و کم فى المأة قال: درهمین و نصف.
قلت: و رجل قال لأمرأته: انت طالق بعدد نجوم السماء هل تطلق بغیر شهود قال: نعم و یکفى من النجوم رأس الجوزا ثلاثا فتعجبت من جواباته و مجلسه فقال: احمل الى ما معک فقلت: ما معى شىء جئت الى قبر النبى صلى الله علیه و آله فلما رجعت الى بیتى فاذا انا بغلام اسود واقف فقال: سلام علیک فرددت علیهالسلام.
قال: اجب من ترید فنهضت معه فجاء بى الى باب دار مهجورة و ادخلنى فرأیت موسى بن جعفر علیهماالسلام على حصیر الصلاة فقال لى: یا اباجعفر اجلس فجلست فرأیت دلائله ادبا و علما و منطقا قال لى: احمل ما معک فحملته الى حضرته فاومى بیده الى الکیس الذى فیه درهم المرأة فقال لى: افتحه ففتحته.
فقال لى: اقلبه فقلبته فظهر درهم شطیطة المعوج فاخذه بیده و قال: افتح تلک الرزمة ففتحتها فاخذ المندیل منها بیده فقال لى و هو مقبل على: ان الله لا یستحى من الحق یا اباجعفر اقرأ على شطیطة السلام منى و ادفع الیها هذه الصرة.
ثم قال لى: اردد ما معک الى من حمله و ادفعه الى اهله و قل له قد قبلته وصلتکم به فاقمت عنده و حادثنى و علمنى و قال لى: الم یقل لک ابوحمزة الثمالى بظهر الکوفة و انتم زوار أمیرالمؤمنین علیهالسلام کذا و کذا قلت: نعم قال: کذلک یکون المؤمن اذا نور الله قلبه کان علمه بالوجه.
ثم قال لى: قم الى ثقات اصحاب الماضى فسألهم عن نصه قال ابوجعفر الخراسانى: فلقیت جماعة کثیرة منهم فشهدوا بالنص على موسى علیهالسلام ثم مضى ابوجعفر الى خراسان قال داود الرقى: فکاتبنى من خراسان انه وجد جماعة ممن حملوا
المال قد صاروا فتحیة و انه وجد شطیطة على امرها تتوقعه یعود.
قال: فلما رأیتها اقرأتها سلام مولاى علیهالسلام علیها و قبوله منها دون عزها و سلمت الیها الصرة ففرحت و قالت لى: امسک الدراهم معک فانها لکفنى فاقامت ثلاثة ایام و توفیت الى رحمة الله تعالى.(67)
101 – قال: و منها ما روى عن هشام بن سالم قال: کنت انا و محمد بن النعمان صاحب الطاق بالمدینة بعد وفاة جعفر علیهالسلام و قد اجتمع الناس على عبدالله ابنه فدخلنا علیه و قلنا الزکاة فى کم تجب قال: فى مأتى درهم خمس دراهم قلنا: ففى مائة قال: درهمان و نصف فخرجنا ضلالا و قعدنا باکین فى موضع نقول الى من نرجع الى المرجیة الى المعتزلة الى الزیدیة.
فنحن کذلک اذا رأیت شیخا لا اعرفه یؤمى الى فخفت ان یکون عینا من عیون ابىجعفر المنصور فانه أمر بضرب رقاب من یجتمع على موسى علیهالسلام فقلت لاخوانى: تنحى الا تهلک و انى خائف على نفسى و تبعت الشیخ حتى اوصلنى الى باب موسى علیه السلام و ادخلنى علیه فما رآنى قال لى: ابتدأ منى الى الى لا الى المرجیة و لا الى المعتزلة و لا الى الزیدیة فقلت: مضى ابوک قال: نعم قلت: فمن لنا بعده.
قال: انشاء الله ان یهدیک هداک قلت فى نفسى لم احسن المسألة فقلت: و علیک امام قال: لا فدخلنى هیبة له قلت: اسألک کما سألت اباک قال: سل تخبر و لا تذع فان اذعت فهو الذبح فسألته فاذا هو بحر لا ینزف قلت: شیعة ابوک ضلال فادعوهم الیک قال: من آنست منه الرشد فلقیت اباجعفر الاحول و زراراة و ابابصیر و یدخل علیه الا طائفة عمار الساباطى و بقى عبدالله لا یدخل علیه الا القلیل(68)
102 – قال: و منها ما قال ابوبصیر قلت لابى الحسن موسى بما یعرف الامام بخصال اما اولهن فانه خص بشىء قد تقدم فیه من ابیه و اشارته الیه لیکون حجة لیسأل فیجیب و اذا سکت عنه ابتدأ بما فى عدو یکلم الناس بکل لسان ثم قال: اعطیک علامة قبل ان تقوم.
فلم یلبث ان دخل علیه خراسانى فکلمه العربیة فاجابه ابوالحسن بالفارسیة فقال الخراسانى: ما منعنى ان اکلمکم بلسانى الا ظننت انک لا تحسنها فقال: سبحان الله اذا کنت لا احسن اجیبک فما فضلى علیک فما نستحق به الامامة ثم قال: ان الامام لا یخفى علیه کلام احد من الناس و لا منطق الطیر و لا کلام شىء فیه روح(69)
103 – قال: و منها ان على بن یقطین کتب الى الامام موسى بن جعفر علیهالسلام اختلف على الوضوء فهل امسح على الرجلین ام اغسل فان رأیت ان تکتب ما یکون عملى علیه فعلت فکتب الامام علیهالسلام الذى آمرک به ان تتمضمض ثلاثا و تستنشق ثلاثا و تغتسل وجهک ثلاثا و تخلل شعر لحیتک و تغسل یدیک ثلاثا و تمسح رأسک کله و تمسح ظاهر ادنیک و باطنها و تغسل رجلیک ثلاثا و لا تخالف ذلک الى غیره فامتثل امره و عمل علیه.
فقال الرشید یوما: احب ان استبین امر على بن یقطین فانهم یقولون انه رافضى و الرافضة یخففون فى الوضوء فطلبه فناظمه بشىء من الشغل فى الدار فناظره دخل وقت الصلاة وقف الرشید وراء حایط الحجرة بحیث یرى على بن یقطین و لا یراه هو و قد بعث الیه بالماء للوضوء فتوضىء کما أمره الامام علیهالسلام فدخل علیه الرشید فقال: کذب من زغم انک رافضى.
فورد على على بن یقطین بعد ذلک کتاب موسى بن جعفر علیهالسلام توضأ من الآن کما أمر الله اغسل وجهک مرة فریضة و الاخرى اسباغا و اغسل من المرفقین کذلک و امسح بمقدم رأسک فظاهر قدمیک من فضل نداوة وضوئک فقد زال ما نخاف علیک(70)
104 – قال الدینورى: و ذکر عن الأصمعى قال: دخلت على الرشید، و کنت غبت عنه حولین بالبصرة، فأومأ الى بالجلوس قریبا منه، فجلست قلیلا، ثم نهضت، فأومأ الى أن اجلس، فجلست، حتى خف الناس.
ثم قال لى:
-یا أصمعى، ألا تحب أن ترى محمدا و عبدالله؟
قلت: بلى یا أمیرالمؤمنین، انى لأحب ذلک، و ما أردت القیام الا الیهما، لأسلم علیهما.
قال: تکفى.
ثم قال: على بمحمد و عبدالله.
فانطلق الرسول.
و قال: أجیبا أمیرالمؤمنین.
فأقبلا، کأنهما قمرا أفق، قد قاربا خطاهما، و ضربا ببصرهما الأرض حتى وقفا على أبیهما، فسلما علیه بالخلافة، و أومأ الیهما، فدنیا منه، فأجلس محمدا عن یمینه، و عبدالله عن شماله.
ثم أمرنى بمطارحتهما، فکنت لا القى علیهما شیئا من فنون الأدب الا أجابا فیه و أصابا.
فقال: کیف ترى أدبهما؟
قلت: یا أمیرالمؤمنین، ما رأیت مثلهما فى ذکائهما وجودة ذهنهما، فأطال الله بقاءهما، و رزق الأمة من رأفتهما و معطفتهما.
فضمهما الى صدره، و سبقته عبرته حتى تحدرت دموعه.
ثم أذن لهما، حتى اذا نهضا و خرجا، قال:
-کیف بکم اذا ظهر تعادیهما و بدا تباغضهما، و وقع بأسهما بینهما حتى تسفک الدماء، و یود کثیر من الأحیاء أنهم کانوا موتى؟
فقلت: یا أمیرالمؤمنین، هذا شىء قضى به المنجمون عند مولدهما، أو شىء أثرته العلماء فى أمرهما؟
قال: بل شىء أثرته العلماء عن الأوصیاء عن الأنبیاء فى أمرهما.
قالوا: فکان المأمون یقول فى خلافته: «قد کان الرشید سمع جمیع ما جرى بیننا من موسى بن جعفر بن محمد، فلذلک قال ما قال»(71)
1) قرب الاسناد: 126.
2) قرب الاسناد: 141.
3) قرب الاسناد: 142.
4) قرب الاسناد: 144.
5) قرب الاسناد: 145.
6) قرب الاسناد: 146.
7) الکافى: 1 / 258.
8) الکافى: 5 / 315.
9) دلائل الامامة: 157.
10) دلائل الامامة: 158.
11) دلائل الامامة: 159.
12) دلائل الامامة: 160.
13) دلائل الامامة: 161.
14) دلائل الامامة: 162.
15) دلائل الامامة: 163.
16) دلائل الامامة: 164.
17) دلائل الامامة: 165.
18) دلائل الامامة: 166.
19) دلائل الامامة: 167.
20) دلائل الامامة: 168.
21) دلائل الامامة: 170.
22) دلائل الامامة: 171.
23) دلائل الامامة: 172.
24) دلائل الامامة: 173.
25) بصائر الدرجات: 103.
26) البصائر: 238.
27) بصائر الدرجات: 254.
28) البصائر: 265.
29) البصائر: 264.
30) البصائر: 272.
31) البصائر: 276.
32) البصائر: 282.
33) البصائر: 333.
34) البصائر: 340.
35) البصائر: 346.
36) البصائر: 349.
37) تفسیر العیاشى: 2 / 205.
38) رجال الکشى: 231.
39) الاختصاص: 292.
40) الثاقب: مخطوط.
41) الثاقب: الورق 172.
42) الثاقب: الورق 173.
43) الثاقب: الورق 173-178.
44) الثاقب: الورق 182.
45) الظاهر البطائنى و البطارى تصحیف.
46) الثاقب: الورق 183.
47) الثاقب: الورق 184.
48) الثاقب: الورق 185.
49) الثاقب: الورق 186.
50) الخرائج: 273.
51) الخرائج: 274.
52) الخرائج: 275.
53) الخرائج: 276.
54) الخرائج: 277.
55) الخرائج: 278.
56) الخرائج: 279.
57) الخرائج: 280.
58) الخرائج: 281.
59) الخرائج: 282.
60) الخرائج: 283.
61) الخرائج: 284 – 287.
62) الخرائج: 287.
63) الخرائج: 288.
64) الخرائج: 289.
65) الخرائج: 290.
66) الخرائج: 292.
67) الخرائج: 293.
68) الخرائج: 296.
69) الخرائج: 297.
70) الخرائج: 298.
71) اخبار الطوال: 388.