1 – روى الکلینى: عن الحسین بن محمد الأشعرى، عن معلى بن محمد، عن على بن السندى القمى قال: حدثنا عیسى بن عبدالرحمن، عن أبیه قال: دخل ابنعکاشة بن محصن الأسدى على أبىجعفر و کان أبوعبدالله علیهالسلام قائما عنده فقدم الیه عنبا، فقال: حبة حبة یأکله الشیخ الکبیر و الصبى الصغیر و ثلاثة و أربعة یأکله من یظن أنه لا یشبع و کله حبتین حبتین، فانه یستحب.
فقال لأبى جعفر علیهالسلام: لأى شىء لا تزوج أباعبدالله فقد أدرک التزویج؟ قال و بین یدیه صرة مختومة، فقال: أما انه سیجیىء نخاس من أهل بر بر فینزل دار میمون، فنشترى له بهذه الصرة جاریة قال: فأتى لذلک ما أتى، فدخلنا یوما على أبىجعفر علیهالسلام فقال: ألا أخبرکم عن النخاس الذى ذکرته لکم قد قدم، فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرة منه جاریة.
قال: فأتینا النخاس فقال: قد بعت ما کان عندى الا جاریتین مریضتین احداهما امثل من الأخرى، قلنا: فأخرجهما حتى ننظر الیهما فأخرجهما، فقلنا: بکم تبیعنا هذه المتماثلة قال: بسبعین دینارا قلنا أحسن قال: لا أنقص من سبعین دینارا، قلنا له نشتریها منک بهذه الصرة ما بلغت و لا ندرى ما فیها و کان عنده رجل أبیض الرأس و اللحیة قال: فکوا و زنوا.
فقال النخاس: لا تفکوا فانها ان نقصت حبة من سبعین دینارا لم أبایعکم فقال الشیخ: ادنوا، فدنونا و فککنا الخاتم و وزنا الدنانیر فاذا هى سبعون دینار لا تزید و لا تنقص فأخذنا الجاریة فأدخلناها على أبىجعفر علیهالسلام و جعفر قائم عنده فأخبرنا أباجعفر بما کان، فحمد الله و أثنى علیه ثم قال لها: ما اسمک؟ قالت: حمیدة، فقال
حمیدة فى الدنیا، محمودة فى الآخرة، أخبرینى عنک أبکر أنت أم ثیب؟
قالت: بکر قال: و کیف و لا یقع فى أیدى النخاسین شىء الا أفسدوه، فقالت: قد کان یجیئنى فیقعد منى مقعد الرجل من المرأة فیسلط الله علیه رجلا أبیض الرأس و اللحیة فلا یزال یلطمه حتى یقوم عنى، ففعل بى مرارا و فعل الشیخ به مرارا فقال: یا جعفر خذها الیک فولدت خیر أهل الأرض موسى بن جعفر علیهماالسلام(1)
2 – عنه عن محمد بن یحیى، عن محمد بن أحمد، عن عبدالله بن أحمد، عن على بن الحسین، عن ابنسنان، عن سابق بن الولید، عن المعلى بن خنیس أن أباعبدالله علیهالسلام قال: حمیدة مصفاة من الأدناس کسبیکة الذهب، ما زالت الأملاک تحرسها حتى أدیت الى کرامة من الله لى و الحجة من بعدى(2)
3 – قال ابوجعفر الطبرى الامامى: روى أحمد بن محمد عن المختار بن مأرب عن محمد بن سلیم عن أبیه عن أبىبصیر قال: کنت عند أبىعبدالله فى السنة التى ولد فیها موسى بن جعفر فى الأبواء فبینا نحن نأکل معه اذا اتاه الرسول ان حمیدة قد اخذها الطلق فقام فرحا مسرورا و مضى فلم یلبث ان عاد الینا حاصرا عن ذراعیه ضاحکا مستبشرا فقلنا اضحک الله سنک و أقر عینک ما صنعت حمیدة؟
فقال: وهب الله لى غلاما و هو خیر اهل زمانه و لقد خبرتنى أمه عنه بما کنت اعلم به منها فقلت جعلت فداک و ما الذى خبرتک به عنه؟ فقال: ذکرت انه لما خرج من احشاها و وقع الى الأرض رافعا رأسا الى السماء قد اتقى الارض بیده یشهد أن لا اله الا الله فقلت لها: ان ذلک امارة رسول الله و امارة الأئمة من بعده.
فقلت: جعلت فداک و ما الامارة؟ فقال: العلامة یا أبابصیر انه لما کان فى اللیلة التى علق فیها أتانى آت بکأس فیه شربة من الماء ابیض من اللبن و أحلى من العسل و اشد و ابرد من الثلج فسقانیه فشربته و أمرنى بالجماع ففعلت فرحا مسرورا و کذا یفعل بکل واحد منا فهو و الله صاحبکم ان نطفة الامام حین تکون فى الرحم اربعین یوما و لیلة
نصب لها عمود من نور فى بطن أمه ینظر به مد بصره.
فاذا تمت اربعة اشهر أتاه ملک یقال له الخیر فکتب على عضده الایمن و تمت کلمة ربک صدقا و عدلا (الآیة)، فاذا وضعته امه اتقى الأرض بیده رافعا رأسا الى السماء و یشهد أن لا اله الا الله، و ینادى مناد من قبل العرش من الافق الأعلى باسمه و اسم أبیه یا فلان بن فلان یقول الجلیل أبشر فانک صفوتى و خیرتى من خلقى و موضع سرى و عیبة علمى لک و لمن تولاک أوجبت رحمتى و اسکنه جلتى و احلله جوارى.
ثم و عزتى لأصلین من عاداک نارى و اشد عذابى و ان وسعت علیه فى دنیاه فاذا انقطع المنادى أجابه الامام شهد الله أنه لا اله الا هو و الملائکة و اولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزیز الحکیم و اذا قالها اعطاه الله علم الاولین و علم الآخرین و استوجب الزیادة من الجلیل لیلة القدر فقلت جعلت فداک ألیس الروح هو جبرئیل؟ فقال: جبرئیل من الملائکة و الروح خلق اعظم منه و هو مع الامام حیث کان(3)
4 – عنه قال: حدثنا أبوالفضل محمد بن عبدالله، قال: حدثنى ابوالنجم بدر ابنعمار الطبرستانى قال: حدثنا أبوجعفر محمد بن على رفعه الى ابىعبدالله قال: ان حمیدة اخبرتنى بشىء ظنت انى لا أعرفه و کنت أعلم به منها، قلنا له و ما اخبرتک به؟
قال: ذکرت انه لما سقط من الاحشاء سقط واضعا یدیه على الأرض رافعا رأسه الى السماء فأخبرتها ان ذلک امارة رسول الله و الوصى اذا خرج من بطن امه ان تقع یداه على الارض و رأسه الى السماء یقول أشهد الله أن لا اله الا هو (الآیة) اعطاه الله العلم الاول و العلم الآخر و استحق زیارة الروح فى لیلة القدر و هو اعظم خلق من جبرئیل(4)
5 – عنه قال: و حدثنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله، قال: حدثنى ابوالنجم بدر ابنعمار الطبرستانى، قال: حدثنى أبوجعفر بن على الشلمغانى رفعه الى جابر قال قال: ابوجعفر قدم رجل من المغرب معه رقیق قد وصف لى خلقه جاریة معه و اخبرنى بابتیاعها بصرة دفعها الى فمضیت الى الرجل فعرض على ما کان عنده من الرقیق فقلت
بقى عندک غیر ما عرضت على؟
فقال: بقیت جاریة علیلة فقلت اعرضها على فعرض على حمیدة فقلت: بکم تبیعها فقال: سبعین دینارا فأخرجت الصرة الیه فقال النخاس: لا اله الا الله رأیت البارحة فى النوم رسول الله و قد ابتاع منى هذه الجاریة بهذه الصرة بعینها فتسلمت الجاریة و هر بت بها الى أبىجعفر فسألها عن اسمها فقالت: حمیدة.
فقال: حمیدة فى الدنیا و محمودة فى الآخرة ثم سألها عن خبرها فعرفته انها بکر فقال لها: أنى یکون ذلک و أنت جاریة کبیرة فقالت: کان مولاى اذا أراد ان یقرب منى أناه رجل فى صورة حسنة فیمنعه ان یصلى الى فدفعها أبوجعفر الى ابىعبدالله و قال: حمیدة سیدة الاماء مصفاة من الارجاس کسبیکة الذهب فما زالت الاملاک تحرسها حتى اذنت الى کرامة الله(5)
6 – قال الطبرسى: و من أظهر خصائصه علیهالسلام ما وردت بن الآثار فى شأن امه و ذلک ما أخبرنى به المفید عبد الجبار بن عبیدالله، عن أبىعلى أحمد بن جعفر البزوفرى، عن حمید بن زیاد، عن العباس بن عبیدالله بن أحمد الدهقان، عن ابراهیم بن صالح الأنماطى، عن محمد بن الفضل؛ و زیاد بن النعمان، و سیف بن عمیرة، عن هشام بن أحمر قال: أرسل الى أبوعبدالله فى یوم شدید الحر، فقال لى: اذهب الى فلان الا فریقى فاعترض جاریة عنده من حالها کذا و کذا و من صفتها کذ و کذا.
فأتیت الرجل فاعترفت ما عنده فلم أر ما وصف لى فرجعت الیه فأخبرته فقال: عد الیه فانها عنده، فرجعت الى الافریقى فحلف لى ما عنده شىء الا و قد عرضه على، ثم قال: عندى وصیفة مریضة محلوقة الرأس لیس ما تعرض، فقلت له: أعرضها على، فجاه بها متوکئة على جاریتین تخط برجلیها الأرض فأرانیها فعرفت الصفة، فقلت: بکم هى؟
فقال لى: اذهب بها الیه فیحکم فیها لأنها قد و الله أردتها منذ ملکتها فما قدرت
علیها و لقد أخبرنى الذى اشتریتها منه أیضا أنه لم یصل الیها و حلفت الجاریة أنها نظرت الى القمر وقع فى حجرها، فأخبرت أباعبدالله علیهالسلام بمقالته فأعطانى مائتى دینار فذهبت بها الیه فقال الرجل: هى حرة لوجه الله ان لم یکن بعث الى بشرائها من المغرب فأخبرت أباعبدالله علیهالسلام بمقالته، فقال أبوعبدالله علیهالسلام: یابن أحمر انها تلد مولودا لیس بینه و بین الله حجاب(6)
1) الکافى: 1 / 476.
2) الکافى: 1 / 477.
3) دلائل الامامة: 146.
4) دلائل الامامة: 147.
5) دلائل الامامة: 148.
6) اعلام الورى: 298.