جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

شهادته

زمان مطالعه: 32 دقیقه

1 – أبوالعباس الحمیرى، عن محمد بن عیسى عن الحسن بن محمد بن یسار قال: حدثنى شیخ من أهل قطعة الربیع من العامة ممن کان یقبل منه قال قال لى: قد رأیت بعض من یقولون بفضله من أهل هذا البیت فما رأیت مثله قط فى نسکه و فضله قال قلت: من و کیف رأیته قال: جمعنا ایام السندى بن شاهک من الوجوه من ینسب الى الخیر فادخلنا على موسى بن جعفر علیه‏السلام.

فقال لنا السندى: یا هؤلاء انظروا الى هذا الرجل هل حدث فیه حدث فان الناس یزعمون انه قد فعل به و یکثرون فى ذلک و هذا منزله و فرشه موسع علیه غیر مضیق و لم یرد به أمیرالمؤمنین شرا و انما ینتظر به ان یقدم فیناظره أمیرالمؤمنین و ها هو ذا صحیح موسع فى جمیع أمره فسئلوه فقال: و نحن لیس لنا هم الا النظر الى الرجل و الى فضله و سمته.

فقال: اما ما ذکر من التوسعة و ما اشبه ذلک فهو على ما ذکره غیر انى اخبرکم أیها النفرانى قد سقیت السم فى سبع تمرات و انى اخضر غدا و بعد غد موت فنظرت الى السندى بن شاهک یرتعد و یضطرب مثل السعفة قال الحسن: و ان هذا الشیخ من خیار العامة شیخ صدوق مقبول القول ثقة ثقة جدا عند الناس(1)

2 – الکلینى رحمة الله علیه، عن سعد بن عبدالله و عبدالله بن جعفر جمیعا، عن ابراهیم بن مهزیار، عن اخیه على بن مهزیار، عن الحسین بن سعید، عن محمد بن سنان، عن ابن‏مسکان، عن ابى‏بصیر قال: قبض موسى بن جعفر علیهماالسلام و هو ابن اربع و خمسین سنة فى عام ثلاث و ثمانین و مائة، و عاش بعد جعفر علیه‏السلام خمسا

و ثلاثین سنة(2)

3 – عنه، عن الحسین بن محمد، عن معلى بن محمد، عن على بن أسباط قال: قلت للرضا علیه‏السلام: ان رجلا عنى أخاک ابراهیم، فذکر له أن أباک فى الحیاة، و أنک تعلم من ذلک ما یعلم، فقال: سبحانه الله یموت رسول الله صلى الله علیه و آله و لا یموت موسى علیه‏السلام قد و الله مضى کما مضى رسول الله صلى الله علیه و آله و لکن الله تبارک و تعالى لم یزل منذ قبض نبیه صلى الله علیه و آله هلم جرا یمن بهذا الدین على أولاد الأعاجم و یصرفه عن قرابة نبیه صلى الله علیه و آله هلم جرا فیعطى هؤلاء و یمنع هؤلاء، لقد قضیت عنه فى هلال ذى الحجة ألف دینار بعد أن أشفى على طلاق نسائه و عتق ممالیکه و لکن قد سمعت ما لقى یوسف من اخوته(3)

4 – عنه، عن الحسین بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: قلت أبى‏الحسن علیه‏السلام: انهم رووا عنک فى موت أبى‏الحسن علیه‏السلام أن رجلا قال لک: علمت ذلک بقول سعید، فقال: جاء سعید بعد ما علمت به قبل مجیئه، قال: و سمعته یقول طلقت أم فروة بنت اسحاق فى رجب بعد موت أبى‏الحسن بیوم، قلت: طلقتها و قد علمت بموت أبى‏الحسن؟ قال: نعم، قلت: قبل أن یقدم علیک سعید؟ قال: نعم(4)

5 – عنه، عن محمد بن یحیى، عن محمد بن الحسین، عن صفوان قال: قلت للرضا علیه‏السلام: أخبرنى عن الامام متى یعلم أنه امام؟ حین یبلغه أن صاحبه قد مضى أو حین یمضى؟ مثل أبى‏الحسن قبض ببغداد و أنت ههنا، قال: قال: یعلم ذلک حین یمضى صاحبه، قلت: بأبى شى‏ء؟ قال: یلهمه الله.(4)

6 – عنه، عن على بن ابراهیم، عن محمد بن عیسى، عن أبى‏الفضل الشهبانى، عن هارون بن الفضل قال: رأیت أباالحسن على بن محمد فى الیوم الذى توفى فیه أبوجعفر علیه‏السلام فقال: انا لله و انا الیه راجعون، مضى أبوجعفر علیه‏السلام، فقیل له:

و کیف عرفت؟ قال: لأنه تداخلنى ذلة لله لم أکن أعرفها(4)

7 – عنه عن على بن ابراهیم، عن محمد بن عیسى، عن مسافر قال: أمر أبوابراهیم علیه‏السلام – حین أخرج به – أباالحسن علیه‏السلام أن ینام على بابه فى کل لیلة أبدا ما کان حیا الى أن یأتیه خبره قال: فکنا فى کل لیلة نفرش لأبى الحسن فى الدهلیز، ثم یأتى بعد العشاء فینام فاذا أصبح انصرف الى منزله، قال: فمکث على هذه الحال أربع سنین.

فلما کان لیلة من اللیالى أبطأ عنا و فرش له فلم یأت کما کان یأتى، فاستوحش العیال و ذعروا و دخلنا أمر عظیم من ابطائه، فلما کان من الغد أتى الدار و دخل الى العیال و قصد الى أم أحمد فقال لها: هات التى أودعک أبى، فصرخت و لطمت وجهها و شقت جیبها و قالت: مات و الله سیدى، فکفها و قال لها: لا تکلمى بشى‏ء و لا تظهریه، حتى یجیى‏ء الخبر الى الوالى.

فأخرجت الیه سفطا و ألفى دینار أو أربعة آلاف دینار، فدفعت ذلک أجمع الیه دون غیره و قالت: انه قال لى فیما بینى و بینه و کانت أثیرة عنده: احتفظى بهذه الودیعة عندک، لا تطلعى علیها أحدا حتى أموت، فاذا مضیت فمن أتاک من ولدى فطلبها منک، فادفعیها الیه و اعلمى أنى قد مت و قد جاءنى و الله علامة سیدى.

فقبض ذلک منها و أمرهم بالامساک جمیعا الى أن ورد الخبر، و انصرف فلم یعد لشى‏ء من المبیت کما کان یفعل، فما لبثنا الا أیاما یسیرة حتى جاءت الخریطة بنعیه فعددنا الأیام و تفقدنا الوقت فاذا هو قد مات فى الوقت الذى فعل أبوالحسن علیه‏السلام ما فعل، من تخلفه عن المبیت و قبضه لما قبض(4)

8 – قال الصدوق: و روى ان السندى بن شاهک قال لابى‏الحسن موسى بن جعفر علیهماالسلام: احب ان تدعنى ان اکفنک، فقال: انا أهل بیت حج صرورتنا و مهور نسائنا و اکفاننا من طهور أموالنا(5)

9 – عنه قال: فمما روى فى وفاة موسى بن جعفر علیهماالسلام ما حدثنى به محمد بن ابراهیم بن اسحاق – رضى الله عنه – قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن‏عمار، قال: حدثنى الحسن بن محمد القطعى، عن الحسن بن على النخاس العدل عن الحسن بن عبدالواحد الخزاز، عن على بن جعفر، عن عمر بن واقد قال: أرسل الى السندى بن شاهک فى بعض اللیل و أنا ببغداد فاستحضرنى فخشیت أن یکون ذلک لسوء یریده بى، فأوصیت عیالى بما احتجت الیه و قلت: انا لله و انا الیه راجعون، ثم رکبت الیه.

فلما رآنى مقبلا قال: یا أباحفص لعلنا أرعبناک و أفزعناک، قلت: نعم قال: فلیس ههنا الآ خیر، قلت: فرسول تبعثه الى منزلى یخبرهم خبرى؟ فقال: نعم ثم قال: یا أباحفص أتدرى لم أرسلت الیک؟ فقلت: لا فقال: أتعرف موسى بن جعفر؟ فقلت: اى والله انى لأعرفه و بینى و بینه صداقة منذ دهر، فقال: من ههنا ببغداد یعرفه ممن یقبل قوله؟ فسمیت له أقواما و وقع فى نفسى أنه علیه‏السلام قد مات.

قال: فبعث الیهم و جاء بهم کما جاء بى، فقال: هل تعرفون قوما یعرفون موسى بن جعفر؟ فسموا له قوما، فجاء بهم، فأصبحنا و نحن فى الدار نیف و خمسون رجلا ممن یعرف موسى و قد صحبه، قال: ثم قام و دخل وصلینا، فخرج کاتبه و معه طومار فکتب أسماءنا و منازلنا و أعمالنا و خلانا، ثم دخل الى السندى، قال: فخرج السندى فضرب یده الى فقال:

قم یا أباحفص، فنهضت و نهض أصحابنا و دخلنا و قال لى: یا أباحفص اکشف الثوب عن وجه موسى بن جعفر، فکشفته فرأیته میتا فبکیت و استرجعت، ثم قال للقوم: انظروا الیه، فدنا واحد بعد واحد فنظروا الیه ثم قال: تشهدون کلکم أن هذا موسى بن جعفر بن محمد؟ قالوا: نعم نشهد أنه موسى بن جعفر بن محمد، ثم قال: یا غلام اطرح على عورته مندیلا و اکشفه، قال: ففعل.

فقال: أترون به أثرا تنکرونه؟ فقلنا: لا ما نرى به شیئا و لا نراه الا میتا، قال: لا تبرحوا حتى تغسلوه و أکفنه و أدفنه، قال: فلم نبرح حتى غسل و کفن و حمل فصلى علیه‏

السندى بن شاهک، و دفناه و رجعنا، فکان عمر بن واقد یقول: ما أحد هو أعلم بموسى بن جعفر علیه‏السلام منى، کیف تقولون: انه حى و أنا دفنته(6)

10 – عنه قال: حدثنا عبدالواحد بن محمد العطار – رحمه الله – قال: حدثنا على بن محمد بن قتیبة، عن حمدان بن سلیمان النیسابورى، عن الحسن بن عبدالله الصیرفى، عن أبیه قال: توفى موسى بن جعفر علیهماالسلام فى ید السندى بن شاهک فحمل على نعش و نودى علیه هذا امام الرافضة فاعرفوه، فلما أتى به مجلس لشرطة أقام أربعة نفر فنادوا الا من أراد أن ینظر الى الخبیث بین الخبیث موسى بن جعفر فلیخرج.

فخرج سلیمان بن أبى‏جعفر من قصره الى الشط فسمع الصیاح و الضوضاء فقال لولده و غلمانه: ما هذا؟ قالوا: السندى بن شاهک ینادى على موسى بن جعفر على نعش، فقال لولده و غلمانه: یوشک أن یفعل به هذا فى الجانب الغربى، فاذا عبر به فأنزلوا مع غلمانکم فخذوه من أیدیهم فان ما نعوکم فاضربوهم و اخرقوا ما علیهم من السواد.

قال: فلما عبروا به نزلوا الیهم فأخذوه من أیدیهم و ضربوهم و خرقوا علیهم سوادهم و وضعوه فى مفرق أربع طرق و أقام المنادین ینادون: ألا من أراد أن ینظر الى الطیب بن الطیب موسى بن جعفر فلیخرج، و حضر الخلق و غسله و حنطه بحنوط و کفنه بکفن فیه حبرة استعملت له بألفى و خمسمائة دینار، مکتوبا علیها القرآن کله، و احتفى و مشى فى جنازته، متسلبا مشقوق الجیب الى مقابر قریش.

فدفنه علیه‏السلام هناک، و کتب بخبره الى الرشید، فکتب الى سلیمان بن أبى‏جعفر: وصلت رحمک یا عم و أحسن الله جزاک، و الله، ما فعل السندى بن شاهک – لعنه الله – ما فعله عن أمرنا(7)

11 – عنه قال: حدثنا أحمد بن زیاد الهمدانى – رضى الله عنه – قال: حدثنا على ابن‏ابراهیم عن أبیه ابراهیم بن هاشم، عن محمد بن صدقة العنبرى قال: لما توفى‏

أبوابراهیم موسى بن جعفر علیهماالسلام جمع هارون الرشید شیوخ الطالبیة و بنى‏العباس و سائر أهل المملکة و الحکام و أحضر أباابراهیم موسى بن جعفر علیهماالسلام فقال:

هذا موسى بن جعفر قد مات حتف أنفه و ما کان بینى و بینه ما استغفر الله منه فى أمره یعنى فى قتله فانظروا الیه فدخل علیه سبعون رجلا من شیعته فنظروا الى موسى بن جعفر علیهماالسلام و لیس به أثر جراحة و لا سم و لا خنق، و کان فى رجله أثر الحناء فأخذه سلیمان بن أبى‏جعفر و تولى غسله و تکفینه و احتفى و تحسر فى جنازته(8)

12 – عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور – رحمة الله – قال: حدثنا الحسین بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد البصرى قال: حدثنى على بن رباط قال: قلت لعلى بن موسى الرضا علیهماالسلام: ان عندنا رجلا یذکر أن أباک علیه‏السلام حى و أنک تعلم من ذلک ما تعلم؟ فقال علیه‏السلام: سبحانه الله مات رسول الله صلى الله علیه و آله، و لم یمت موسى بن جعفر؟! بلى و الله لقد مات و قسمت امواله و نکحت جواریه(8)

13 – قال ابوجعفر الطبرى الامامى: اقام مع أبیه تسعة عشر سنة و عاش بعد أبیه ایام امامته خمس و ثلاثین سنة فیها بقیة ملک المنصور ثم ملک ابنه محمد المهدى عشر سنین و شهر و أیام ثم ملک ابن‏المهدى موسى المعروف بالهادى سنة وخمس وعشرین یوما ثم ملک هارون المعروف بالرشید ثلاث و عشرین سنة و شهرین و تسعة و عشرین یوما و بعد ما مضى خمسة غیر سنة من ملک الرشید استشهد ولى الله فى رجب سنة مائة و اربعة و ثمانین من الهجرة و صار الى کرامة الله عزوجل و قد کمل عمره اربعة و خمسین سنة و یروى سبعة و خمسین سنة.

و کان سبب وفاته ان یحیى بن خالد سمه فى رطب و ریحان ارسل بهما الیه مسمومین بامر الرشید و لما سم وجه الیه بشهود حتى یشهدون علیه بخروجه عن املاکه فلما دخلوا قال: یا فلان یا فلان سقیت السم فى و مى هذا و فى غد یصفار بدنى و یحمار و بعد غد

یسود و أموت فانصرف الشهود من عنده فکان کما قال و تولى امره ابنه على الرضا علیه‏السلام و دفن ببغداد بمقابر قریش فى بقعة کان قبل وفاته ابتاعها لنفسه و کانت وفاته فى حبس المسیب و هو المسجد الذى بباب الکوفة الذى فیه السدرة(9)

14 – قال الصدوق: حدثنا محمد بن ابراهیم بن اسحاق الطالقانى رضى الله عنه، قال: حدثنا الحسن بن على بن زکریا بمدینة السلام قال: حدثنى أبوعبدالله محمد بن خلیلان، قال: حدثنى أبى، عن أبیه، عن جده عن عتاب بن أسید، عن جماعة من مشایخ أهل المدینة، قالوا: لما مضى خمسة عشر سنة من ملک الرشید الستشهد ولى الله موسى بن جعفر علیهماالسلام مسموما سمه السندى بن شاهک بأمر الرشید فى الحبس المعروف بدار المسیب بباب الکوفة و فیه السدرة.

و مضى الى رضوان الله تعالى و کرامته یوم الجمعة لخمس خلون من رجب سنة ثلاث و ثمانین و مائة من الهجرة، و قد تم عمره أربعا و خمسین سنة و تربته بمدینة السلام فى الجانب الغربى بباب التبن فى المقبرة المعروفة بمقابر قریش(10)

15 – عنه قال: حدثنا تمیم بن عبدالله بن تمیم القرشى رضى الله عنه، قال: حدثنى أبى‏عن أحمد بن على الانصارى، عن سلیمان بن جعفر البصرى عن عمر بن واقد قال: ان هارون الرشید لما ضاق صدره مما کان یظهر له من فضل موسى بن جعفر علیهماالسلام و ما کان یبلغه من قول الشیعة بامامته و اختلافهم فى السر الیه باللیل و النهار خشیة على نفسه و ملکه، ففکر فى قتله بالسم فدعا برطب و أکل منه ثم أخذ صینیة.

فوضع علیها عشرین رطبة و اخذ سلکا فعرکه فى السم و أدخله فى سم الخیاط فاخذ رطبة من ذلک الرطبة فأقبل یردد الیها ذلک السم بذلک الخیط حتى قد علم أنه قد حصل السم فیها، فاستکثر منه ثم ردها فى ذلک الرطب، و قال لخادم له: احمل هذه الصینیة الى موسى بن جعفر، و قل له: أن أمیرالمؤمنین أکل من هذا الرطب و تنغص لک ما به.

و هو یقسم علیک بحقه لما اکلتها عن آخر رطبة، فانى اخترتها لک بیدى و لا تترکه یبقى منها شیئا و لا تطعم منه أحدا، فأتاه بها الخادم و أبلغه الرسالة فقال: أیتنى بخلال فناوله خلالا و قام بازائه و هو یأکل من الرطب و کانت للرشید کلبة تعز علیه فجذبت نفسها و خرجت تجر سلاسلها من ذهب و جوهر حتى حاذت موسى بن جعفر علیهماالسلام فبادر بالخلال الى الرطبة المسمومة. و رمى بها الى الکلبة فاکلتها.

فلم تلبث أن ضربت بنفسها الارض و عوت و تهرت قطعة قطعة و استوفى علیه‏السلام باقى الرطب و حمل الغلام الصینیة حتى صار بها الى الرشید فقال له: قد أکل الرطب عن آخره، قال: نعم یا أمیرالمؤمنین، قال: فکیف رأیته؟ قال: ما أنکرت منه شیئا یا أمیرالمؤمنین، ثم قال: ثم ورد علیه خبر الکلبة بانها قد تهرت و ماتت، فقلق الرشید لذلک قلقا شدیدا و استعظمه و وقف على الکلبة فوجدها متهریة بالسم فاحضر الخادم و دعا بسیف و نطع، و قال له: لتصدقنى عن خبر الرطب أو لاقتلنک.

فقال له: یا أمیرالمؤمنین انى حملت الرطب الى موسى بن جعفر و أبلغته سلامک و قمت بازائه و طلب منى خلالا فدفعته الیه فاقبل یغرز فى الرطبة بعد الرطبة و یأکلها حتى مرت الکلبة فغرز الخلال فى رطبة من ذلک الرطب فرمى بها فاکلتها الکلبة و أکل هو باقى الرطب، فکان ما ترى یا أمیرالمؤمنین، فقال الرشید: ما ربحنا من موسى علیه‏السلام الا انا اطعمناه جید الرطب وضیعنا سمنا و قتل کلبتنا، ما فى موسى بن جعفر حیلة؟

ثم ان سیدنا موسى علیه‏السلام دعا بالمسیب و ذلک قبل وفاته بثلاثة ایام و کان موکلا به فقال له: یا مسیب، قال: لبیک یا مولاى، قال: انى ظاعن فى هذه اللیلة الى المدینة مدینة جدى رسول الله صلى الله علیه و آله لا عهد الى على ابنى ما عهده الى أبى و أجعله وصیى و خلیفتى و آمره أمرى، قال المسیب: فقلت: یا مولاى کیف تأمرنى أن أفتح لک الأبواب واقفا لها و الحرس معى على الابواب؟!

فقال: یا مسیب ضعف یقینک بالله عزوجل وفینا قلت: لا یا سیدى، قال: فمه، قلت: یا سیدى أدع الله أن یثبتنى، فقال: اللهم ثبته ثم قال: انى أدعو الله عزوجل باسمه العظیم الذى دعا آصف حتى جاء بسریر بلقیس و وضعه بین یدى سلیمان قبل‏

ارتداد طرفه الیه حتى یجمع بینى و بین ابنى على بالمدینة.

قال المسیب: فسمعته علیه‏السلام یدعو ففقدته عن مصلاه، فلم أزل قائما ما على قدمى حتى رأیته قد عاد الى مکانه و أعاد الحدید الى رجلیه فخررت لله ساجدا لوجهى شکرا على ما أنعم به على من معرفته، فقال لى: ارفع رأسک یا مسیب و اعلم انى راحل الى الله عزوجل فى ثالث هذا الیوم، قال: فبکیت، فقال لى: یا مسیب فان علیا ابنى هو امامک و مولاک بعدى فاستمسک بولایته فانک لن تضل ما لزمته فقلت: الحمد لله.

قال: ثم ان سیدى علیه‏السلام دعانى فى لیلة الیوم الثالث فقال لى: انى على ما عرفتک من الرحیل الى الله عزوجل، فاذا دعوت بشربة من ماء فشربتها و رأیتنى قد انتفخت و ارتفع بطنى و اصفر لونى و احمر و اخضر و تلون ألوانا فخبر الطاغیة بوفاتى فاذا رأیت بى هذا الحدث فأیاک ان تظهر علیه أحدا و لا على من عندى الا بعد وفاتى، قال المسیب بن زهیر: فلم أزل أرقب وعده حتى دعا علیه‏السلام بالشربة فشربها.

ثم دعانى فقال لى: یا مسیب ان هذا الرجس السندى بن شاهک سیزعم انه یتولى غسلى و دفنى هیهات هیهات ان یکون ذلک أبدا! فاذا حملت الى المقبرة المعروفة بمقابر قریش فالحدونى بها و لا ترفعوا قبرى فوق أربع أصابع مفرجات و لا تأخذوا من تربتى شیئا لتتبرکوا به، فان کل تربة لنا محرمة الا تربة جدى الحسین بن على علیهماالسلام فان الله تعالى جعلها شفاء لشیعتنا و أولیائنا، قال:

ثم رأیت شخصا أشبه الاشخاص به جالسا الى جانبه و کان عهدى بسیدى الرضا علیه‏السلام و هو غلام فاردت سؤاله، فصاح بى سیدى موسى علیه‏السلام فقال: الیس قد نهیتک یا مسیب؟! فلم ازل صابرا حتى مضى و غاب الشخص ثم انهیت الخبر الى الرشید فوافى السندى بن شاهک، فوالله لقد رأیتهم بعینى و هم یظنون أنهم یغسلونه فلا تصل أیدیهم الیه و یظنون أنهم یحنطونه و یکفنونه و أراهم لا یصنعون به شیئا و رأیت ذلک الشخص یتولى غلسله و تحنیطه و تکفینه و هو یظهر المعاونة لهم و هم لا یعرفونه.

فلما فرغ من أمره، قال لى ذلک الشخص: یا مسیب مهما شککت فیه فلا تشکن فى، فانى امامک و مولاک و حجة الله علیک بعد أبى علیه‏السلام، یا مسیب مثلى مثل

یوسف الصدیق علیه‏السلام و مثلهم مثل اخوته حین دخلوا علیه فعرفهم و هم له منکرون، ثم حمل علیه‏السلام حتى دفن فى مقابر قریش و لم یرفع قبره أکثر مما أمر به ثم رفعوا قبره بعد ذلک و بنوا علیه(11)

16 – عنه قال: حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانى رضى الله عنه، قال: حدثنا على بن ابراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن سلیمان بن حفص المروزى، قال: ان هارون الرشید قبض على موسى بن جعفر علیهماالسلام سنة تسع و سبعین و مائة و توفى فى حبسه ببغداد لخمس لیال بقین من رجب سنة ثلاث و ثمانین و مائة و هو ابن سبع و أربعین سنة و دفن فى مقابر قریش و کانت امامته خمسا و ثلثین سنة و أشهرا و أمه أم ولد یقال له: حمیدة: و هى ام أخویه اسحاق و محمد ابنى جعفر بن محمد علیهماالسلام و نص على ابنه على بن موسى الرضا علیهماالسلام بالامامة بعده(12)

17 – عنه قال: حدثنا ابى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن عیسى بن عبید الیقطینى عن الحسن بن محمد بن بشار قال: حدثنى شیخ من اهل قطیعة الربیع من العامة ممن کان یقبل قوله قال: قال لى: قد رأیت بعض من یقرون بفضله من اهل هذا البیت فما رأیت مثله قط فى نسکه و فضله قال: قلت: من و کیف رأیته قال: جمعنا ایام السندى بن شاهک ثمانین رجلا من الوجوه ممن ینسب الى الخیر.

فادخلنا الى موسى بن جعفر فقال لنا السندى: یا هؤلاء انظروا الى هذا الرجل هل حدث به حدث فان الناس یزعمون انه قد فعل مکروه به و یکثرون فى ذلک و هذا منزله و فرشه موسع علیه غیر مضیق و لم یرد به أمیرالمؤمنین سوءا و انما ینتظره ان یقدم فیناظره أمیرالمؤمنین و ها هو ذا صحیح موسع علیه فى جمیع امره فاسئلوه قال: و نحن لیس لنا هم الا النظر الى الرجل و الى فضله و سمته.

فقال: اما ما ذکر من التوسعة و ما اشبه ذلک فهو على ما ذکر غیر انى اخبرکم ایها النفر انى قد سقیت السم فى تسع تمرات و انى اخضر غدا و بعد غد اموت قال: فنظرت

الى السندى بن شاهک یرتعد و یضطرب مثل السعفة قال الحسن: و کان هذا الشیخ من خیار العامة شیخ صدیق مقبول القول ثقة ثقة جدا عند الناس(13)

18 – روى الکشى باسناده عن عبدالله بن طاووس قال: قلت لأمام أبى‏الحسن الرضا علیه‏السلام ان یحیى بن خالد سم اباک موسى بن جعفر علیه‏السلام قال: نعم سمه فى ثلاثین رطبة قلت له: فما کان یعلم انها مسمومة؟ قال: غاب عنه المحدث. قلت: و من المحدث؟ قال: ملک اعظم من جبرئیل و میکائیل کان مع رسول الله صلى الله علیه و آله و هو مع الائمة علیهم‏السلام و لیس کل ما طلب و جد. ثم قال: انک مستعمر فعاش مائة سنة(14)

19 – قال الشیخ المفید: و قبض علیه‏السلام ببغداد فى حبس السندى بن شاهک لست خلون من رجب سنة ثلث و ثمانین و مأة و له یومئذ خمس و خمسون سنة و أمه ام ولد یقال لها حمیدة البربریة فکانت مدة خلافته و مقامه فى الأمامة بعد ابیه علیهماالسلام خمسا و ثلاثین سنة و کان یکنى اباابراهیم و اباالحسن و اباعلى و یعرف بالعبد الصالح و ینعت ایضا بالکاظم علیه‏السلام(15)

20 – قال أیضا: ذکر السبب فى وفاته و طرف من الخبر فى ذلک و کان السبب فى قبض الرشید على ابى‏الحسن موسى علیه‏السلام و حبسه و قتله. ما ذکره أحمد بن عبیدالله بن عمار عن على بن محمد النوفلى عن ابیه و احمد بن محمد بن سعید و ابومحمد الحسن بن محمد بن یحیى عن مشایخهم قالوا: کان السبب فى اخذ موسى بن جعفر علیهماالسلام ان الرشید جعل ابنه فى حجر جعفر بن محمد بن الأشعث فحسده یحیى بن خالد بن برمک على ذلک و قال: ان افضت الیه الخلافة زالت دولتى و دولة ولدى.

فاحتال على جعفر بن محمد و کان یقول بالأمامة حتى داخله و انس الیه و کان یکثر غشیانه فى منزله فیقف على امره و یرفعه الى الرشید و یزید علیه فى ذلک بما یقدح فى قلبه ثم قال یوما لبعض ثقاته أتعرفون لى رجلا من آل أبى‏طالب لیس بواسع الحال فیعرفنى

ما احتاج الیه فدل على على بن اسماعیل بن جعفر بن محمد فحمل الیه یحیى بن خالد مالا و کان موسى علیه‏السلام یانس بعلى بن اسماعیل بن جعفر بن محمد و یصله و یبره.

ثم انفذ الیه یحیى بن خالد یرغبه فى قصد الرشید و یعده بالأحسان الیه فعمل على ذلک و احس به موسى علیه‏السلام فدعاه فقال له: الى این یابن اخى قال: الى بغداد قال: و ما تصنع قال: على دین و انا مملق فقال له موسى علیه‏السلام: فانا اقضى دینک و افعل بک و اصنع فلم یلتفت الى ذلک و عمل على الخروج فاستدعاه ابوالحسن علیه‏السلام و قال له: انت خارج قال: نعم لا بد لى من ذلک.

فقال له: انظر یابن اخى واتق الله و لا تؤتم اولادى و أمر له بثلث مأة دینار و اربعة آلاف درهم فلما قام بین یدیه قال ابوالحسن موسى علیه‏السلام: لمن حضره و الله لیسعین فى دمى و لیؤتمن اولادى فقالوا له: جعلنا الله فداک فانت تعلم هذا من حاله و تعطیه و تصله قال لهم: نعم حدثنى ابى عن آبائه عن رسول الله صلى الله علیه و آله ان الرحم اذا قطعت فوصلت فقطعت قطعها الله و انى اردت ان اصله بعد قطعه لى حتى اذا قطعنى قطعه الله(16)

21 – قال أیضا رحمة الله علیه: و روى ان بعض عیون عیسى بن جعفر رفع الیه انه یسمعه کثیرا یقول فى دعائه و هو محبوس عنده: اللهم انک تعلم انى کنت اسئلک ان تفرغنى لعبادتک اللهم و قد فعلت فلک الحمد قال: فوجه الرشید من تسلمه من عیسى بن جعفر المنصور و صیر به الى بغداد فسلم الى الفضل بن الربیع فبقى عنده مدة طویلة فاراده الرشید على شى‏ء من امره فأبى فکتب الیه بتسلیمه الى الفضل بن یحیى فتسلمه منه و جعله فى بعض حجر دوره و وضع علیه الرصد.

و کان علیه‏السلام مشغولا بالعبادة یحیى اللیل کله صلوة و قرائة القرآن و دعاء و اجتهادا و یصوم النهار فى اکثر الایام و لا یصرف وجهه عن المحراب فوسع علیه الفضل بن یحیى و اکرمه فاتصل ذلک بالرشید و هو فى الرقة فکتب الیه ینکر علیه توسعته على‏

موسى علیه‏السلام و یأمره بقتله فتوقف عن ذلک و لم یقدم علیه فاغتاظ الرشید لذلک و دعى مسرور الخادم.

فقال له: اخرج على البرید فى هذا الوقت الى بغداد و ادخل من فورک على موسى بن جعفر فان وجدته فى دعة و رفاهیة فاوصل هذا الکتاب الى العباس بن محمد و مره بامتثال ما فیه و سلم الیه کتابا آخر الى السندى بن شاهک یأمره فیه بطاعة العباس بن محمد فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن یحیى لا یدرى احد ما یرید ثم دخل على موسى علیه‏السلام فوجده على ما بلغ الرشید فمضى من فوره الى العباس بن محمد و السندى بن شاهک فاوصل الکتابین الیهما.

فلم یلبث الناس ان خرج الرسول یرکض رکضا الى الفضل بن یحیى فرکب معه و خرج مشدوها دهشا حتى دخل على العباس بن محمد فدعى العباس بسیاط و عقابین و أمر بالفضل فجرد و ضربه السندى بین یدیه مأة سوط و خرج متغیر اللون خلاف ما دخل و جعل یسلم على الناس یمینا و شمالا و کتب مسرور بالخبر الى الرشید فامر بتسلیم موسى علیه‏السلام الى السندى بن شاهک و جلس الرشید مجلسا حافلا و قال:

أیها الناس ان الفضل بن یحیى قد عصانى و خالف طاعتى و رأیت ان العنه فالعنوه فلعنه الناس من کل ناحیة حتى ارتج البیت و الدار بلعنه و بلغ یحیى بن خالد الخبر فرکب الى الرشید فدخل من غیر الباب الذى یدخل الناس منه حتى جائه من خلفه و هو لا یشعر به ثم قال له: التفت یا أمیرالمؤمنین الى فاصغى الیه و فزعا فقال: ان الفضل حدث و انا اکفیک ما ترید فانطلق وجهه و سر و اقبل على الناس فقال:

ان الفضل کان قد عصانى فى شى‏ء فاصنته و قد تاب و اناب الى طاعتى فتولوه فقالوا: نحن اولیاء من والیت و اعداء من عادیت و قد تولیناه ثم خرج یحیى بن خالد على البرید حتى وافى بغداد فماج الناس و ارجفوا بکل شى‏ء و اظهر انه ورد لتعدیل السواد و النظر فى امور العمال و تشاغل ببعض ذلک ایاما ثم دعى السندى بن شاهک فامره فیه بامره فامتثله و کان الذى تولى به السندى قتله علیه‏السلام سما جعله فى طعام قدمه الیه.

و یقال انه جعله فى رطب فأکل منه فاحس بالسم و لبث ثلثا بعده موعوکا منه ثم‏

مات فى الیوم الثالث و لما مات موسى علیه‏السلام ادخل السندى بن شاهک علیه الفقهاء و وجوه اهل بغداد و فیهم الهیثم بن عدى و غیره فنظروا الیه لا اثر به من جراح و لا خنق و اشهدهم على انه مات حتف انفه فشهدوا على ذلک و اخرج و وضع على الجسر ببغداد و نودى هذا موسى بن جعفر علیهماالسلام قد مات فانظروا الیه.

فجعل الناس یتفرسون فى وجهه و هو میت و قد کان قوم زعموا فى ایام موسى علیه‏السلام انه هو القائم المنتظر و جعلوا حبسه هو الغیبة المذکورة للقائم فامر یحیى بن خالد ان ینادى علیه عند موته هذا موسى بن جعفر الذى تزعم الرافضة انه هو القائم لا یموت فانظروا الیه فنظر الناس الیه میتا ثم حمل فدفن فى مقابر قریش فى باب التین و کانت هذه المقبرة لبنى هاشم و الأشراف من الناس قدیما(17)

22 – عنه قال: روى انه لما حضرته الوفاة سئل السندى بن شاهک ان یحضره مولى له مدنیا ینزل عند دار العباس بن محمد فى مشرعةالقصب لیتولى غسله و تکفینه ففعل ذلک قال السندى فکنت سئلته فى الأذن لى ان اکفنه فأبى و قال: انا اهل بیت مهور نسائنا و حج صرورتنا و اکفان موتانا من طاهر اموالنا و عندى کفنى و أرید ان یتولى غسلى و جهازى مولاى فلان فتولى ذلک منه(17)

23 – قال الشیخ أبوجعفر الطوسى رضوان الله علیه و فى الخامس و العشرین من رجب کانت وفاة أبى‏الحسن موسى بن جعفر علیهماالسلام و روى ان من صامه کان کفارة مأتى سنة(18)

24 – عنه رحمه الله عن یونس بن عبدالرحمن قال: حضر الحسین بن على الرواسى جنازة ابى‏ابراهیم علیه‏السلام، فلما وضع على شفیر القبر اذا رسول من سندى بن شاهک قد أتى بابى المضا خلیفته و کان مع الجنازة ان اکشف وجهه للناس قبل ان تدفنه حتى یروه صحیحا لم یحدث به حدث، قال: و کشف عن وجه مولاى حتى رأیته و عرفته ثم غطى وجهه و ادخل قبره صلى الله علیه(19)

25 – روى أیضا عن محمد بن عیسى بن عبید العبیدى قال: اخبرتنى رحیم ام ولد الحسین بن على بن یقطین – و کانت امرأة حرة فاضلة قد حجت نیفا و عشرین حجة – عن سعید مولى ابى‏الحسن علیه‏السلام و کان یخدمه فى الحبس و یختلف فى حوائجه انه حضره حین مات کما یموت الناس من قوة الى ضعف الى ان قضى علیه‏السلام(19)

26 – روى أیضا عن محمد بن خالد البرقى عن محمد بن غیاث المهلبى قال: لما حبس هارون الرشید اباابراهیم موسى علیه‏السلام و اظهر الدلائل و المعجزات و هو فى الحبس تحیر الرشید، فدعا یحیى بن خالد البرمکى فقال له: یا اباعلى أما ترى ما نحن فیه من هذه العجائب ألا تدبر فى أمر هذا الرجل تدبیرا یریحنا من غمه، فقال له یحیى بن خالد البرمکى: الذى أراه لک یا أمیرالمؤمنین ان تمنن علیه و تصل علیه رحمة فقد و الله أفسد علینا قلوب شیعتنا، و کان یحیى یتولاه و هارون لا یعلم ذلک.

فقال هارون: انطلق الیه و اطلق عنه الحدید و ابلغه عنى السلام و قل له یقول لک ابن عمک: انه قد سبق منى فیک یمین انى لا اخلیک حتى تقر لى بالاساءة و تسألنى العفو عما سلف منک و لیس علیک فى اقرارک عار و لا فى مسألتک ایاى منقصة، و هذا یحیى بن خالد و هو ثقتى و وزیرى و صاحب امرى فسله بقدر ما اخرج من یمینى و انصرف راشدا.

قال محمد بن غیاث فاخبرتى موسى بن یحیى بن خالد أن اباابراهیم علیه‏السلام قال لیحیى: یا اباعلى انا میت و انما بقى من اجلى أسبوع أکتم موتى و أئتنى یوم الجمعة عند الزوال وصل على انت و اولیائى فرادى و انظر اذا سار هذا الطاغیة الى الرقة و عاد الى العراق لا یراک و لا تراه لنفسک فانى رأیت فى نجمک و نجم ولدک ونجمه انه یأتى علیکم فاحذروه.

ثم قال: یا اباعلى ابلغه عنى یقول لک موسى بن جعفر رسولى یأتیک یوم الجمعة فیخبرک بما ترى و ستعلم غدا اذا جائیتک بین یدى الله من الظالم و المعتدى على صاحبه و السلام، فخرج یحیى من عنده و احمرت عیناه من البکاء حتى دخل على هارون فاخبره‏

بقصته و مارد علیه فقال هارون: ان لم یدع النبوة بعد ایام فما احسن حالنا.

فلما کان یوم الجمعة توفى ابوابراهیم علیه‏السلام و قد خرج هارون الى المدائن قبل ذلک فاخرج الى الناس حتى نظروا الیه ثم دفن علیه‏السلام و رجع الناس فافترقوا فرقتین فرقة تقول مات و فرقة تقول لم یمت(19)

27 – عنه رحمه الله قال: حدثنى ابراهیم بن محمد بن حمران عن یحیى بن قاسم الحذاء و غیره عن جمیل بن صالح عن داود بن زربى قال: بعث الى العبد الصالح – و هو فى الحبس – قال ائت هذا الرجل – یعنى یحیى بن خالد – فقل له یقول لک ابو فلان ما حملک على ما صنعت؟ اخرجتنى من بلادى و فرقت بینى و بین عیالى، فأتیته و اخبرته فقال: زبیدة طالق و علیه أغلظ الایمان لوددت انه غرم الساعة الفى الف و انت خرجت، فرجعت الیه فابلغته، فقال: ارجع الیه فقل له: یقول لک: و الله لتخرجنى أو لأخرجن(20)

28 – قال الشهید السعید الفتال النیسابورى: خرج الرشید فى تلک السنة الى الحج و بدأ بالمدینة فقبض فیها على أبى‏الحسن موسى علیه‏السلام و یقال انه لما ورد المدینة استقبله موسى علیه‏السلام فى جماعة من الأشراف و انصرفوا من استقباله فمضى ابوالحسن علیه‏السلام الى المسجد على رسمه و اقام الرشید الى اللیل و صار الى قبر رسول الله صلى الله علیه و آله فقال: یا رسول الله انى اعتذر الیک من شى‏ء ارید ان احبس موسى بن جعفر فانه یرید التشتیت بین امتک و سفک دمائها.

ثم أمر به فاخذ من المسجد فادخل علیه فقیده و استدعا قبتین فجعله فى احدیهما على بغل و جعل القبة الأخرى على بغل و خرج البغلان من داره علیهما القبتان مستورتان و مع کل واحد منهما خیل فافرقت الخیل فمضى بعضها مع احدى القبتین على البصرة و الأخرى على طریق الکوفة و کان ابوالحسن علیه‏السلام فى القبة التى مضى بها على طریق البصرة و انما فعل ذلک الرشید لیعمى على الناس الأمر فى باب ابى‏الحسن‏

علیه‏السلام و امر القوم الذین کانوا مع قبة ابى‏الحسن بان یسلموه عیسى بن جعفر المنصور و کان على البصرة حینئذ.

فسلم الیه فحسبه عنه سنة و کتب الرشید فى دمه فاستدعى عیسى بن جعفر بعض خاصته و ثقاته فاستشارهم فیما کتب به الرشید فاشاروا علیه بالتوقف عن ذلک و الأستعفاء منه و کتب عیسى بن جعفر الى الرشید یقول له: قد طال امر موسى بن جعفر و مقامه فى حبسى و قد اختبرت حاله و وضعت من یسمع منه ما یقول فى دعائه فما دعا علیک و لا على و ما ذکرنا بسوء و ما یدعوا لنفسه الا بالمغفرة و الرحمة و ان انفذت الى من یتسلمه منى و الا خلیت سبیله فانى متحرج عن حبسه.

و روى بعض عیون عیسى بن جعفر رفع الیه انه سمعه کثیرا یقول فى دعائه و هو محبوس، اللهم انک تعلم اننى کنت أسألک ان تفرغنى لعبادتک اللهم و قد فعلت فلک الحمد فوجه الرشید من یتسلمه من عیسى بن جعفر و صیر به الى بغداد فسلم الى الفضل بن الربیع فبقى عنده مدة طویلة فاراده الرشید على شى‏ء من امره فأبى فکتب الیه بتسلیمه الى الفضل بن یحیى فتسلمه منه و جعله فى بعض حجر دوره و وضع علیه الرصد.

فکان علیه‏السلام مشغولا بالعبادة یحیى اللیل کله صلوة و قرائة القرآن و دعاء و اجتهادا و یصوم النهار فى اکثر الأیام و لا یصرف وجهه من المحراب فوسع علیه الفضل بن یحیى و اکرمه فاتصل ذلک بالرشید و هو فى الرقة فکتب الیه ینکر توسیعه على موسى و یامره بقتله فتوقف عن ذلک و لم یقدم الیه فاغتاظ الرشید لذلک و دعا مسرور الخادم فقال له: اخرج على البرید فى هذا الوقت الى بغداد و ادخل من فورک على موسى بن جعفر.

فان وجدته فى دعة و رفاهیة فاوصل هذا الکتاب الى العباس بن محمد و مره بامتثال ما فیه و سلم الیه کتابا آخر الى السندى بن شاهک یامره فیه بطاعة العباس بن محمد فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن یحیى لا یدرى احد ما یرید ثم دخل على موسى علیه‏السلام فوجده على ما بلغ الرشید فمضى من فوره الى العباس بن محمد و السندى بن شاهک و اوصل الکتابین الیهما.

فلم یلبث الناس ان خرج الرسول یرکض الى الفضل بن یحیى فخرج مدهوشا دهشا حتى دخل على العباس فدعا العباس بسیاط و عقابین و امر بالفضل فجرده و ضربه السندى بین یدیه مائة سوط و خرج متغیر اللون خلاف ما دخل و جعل یسلم على الناس یمینا و شمالا، و کتب مسرور بالخبر الى الرشید فامر بتسلیم موسى الى السندى بن شاهک و جلس الرشید مجسا حافلا و قال: ایها الناس ان الفضل بن یحیى قد عصانى و خالف طاعتى فرأیت أن العنه فلعنه الناس من کل ناحیة حتى ارتج البیت و الدار بلعنه و بلغ یحیى بن خالد الخبر.

فرکب الى الرشید فدخل من غیر الباب الذى یدخل منه الناس حتى جائه من خلفه و هو لا یشعر به ثم قال له: التفت الى یا أمیرالمؤمنین فاصغى الیه فزعا فقال: ان الفضل حدث و انا اکفیک ما ترید فانطلق وجهه و سر فاقبل على الناس و قال: ان الفضل قد عصى فى شى‏ء فعلنته و قد تاب و اناب الى طاعتى فتولوه فقالوا: نحن اولیاء من والیت و اعداء من عادیت و قد تولیناه ثم خرج یحیى بن خالد على البرید حتى وافى بغداد فماج الناس فارجفوا بکل شى‏ء و اظهروا انه ورد لتعدیل السواد و النظر فى أمر العمال و تشاغل ببعض ذلک ایاما.

ثم دعا السندى فامره فیه بامره فامتثله و کان الذى تولى به السندى قتله علیه‏السلام سم جعله فى طعام قدمه الیه و یقال انه جعله فى رطب اکل منه فاجس باسم و لبث ثلثا بعده موعوکا ثم مات فى الیوم الثالث و لما مات موسى علیه‏السلام ادخل السندى بن شاهک علیه الفقهاء و وجوه اهل بغداد و فیهم الهیثم بن عدى و غیره فنظروا الیه لا اثر به من جراح و لا خنق و اشهدهم على انه مات حتف انفه فشهدوا على ذلک و اخرج و وضع على الجسر ببغداد و نودى هذا موسى بن جعفر مات حتف انفه فانظروا الیه.

فجعل الناس یتفرسون فى وجهه و هو میت و قد کان قوم یزعمون فى ایام موسى علیه‏السلام انه القائم المنتظر و جعلوا حبسه هو الغیبة المذکورة للقائم فامر یحیى بن خالد ان ینادى علیه عند موته هذا موسى بن جعفر الذى تزعم الرافضة انه لا یموت فانظروا الیه فنظر الناس الیه ثم حمل فدفن فى مقابر القریش من باب التین و کانت هذه المقبرة لبنى

هاشم و الأشراف من الناس قدیما.

روى انه لما حضرته الوفاة سأل السندى بن شاهک ان یحضر مولى له مدینا ینزل عند دار العباس بن محمد فى مشرعة القصیب لیتولى غسله و تکفینه ففعل ذلک قال السندى بن شاهک و کنت سألته ان یاذن لى فى ان اکفنه فأبى و قال: انا اهل بیت مهور نسائنا و حج ضرورتنا و اکفان موتانا من ظاهر اموالنا و عندى کفنى فارید ان یتولى غسلى و جهازى مولاى فلان فتولى ذلک منه.

و کانت مدة خلافته و مقامه فى الأمامة بعد ابیه علیهماالسلام خمسا و ثلثین سنة و کان مولده بالابواء موضع بین مکة و المدینة یوم الأحد لسبع لیال خلون من صفر سنة ثمان و عشرین و مائة و وفاته ببغداد یوم الجمعة لست بقین من رجب و قیل لخمس خلون من رجب سنة ثلث و ثمانین و مائة و له یومئذ خمس و خمسون سنة و قیل اربع و خمسون سنة و امه ام ولد یقال لها حمیدة البربریة(21)

29 – قال الطبرسى رحمة الله علیه: ذکروا أن الرشید قبضه علیه‏السلام لما ورد الى المدینة قاصدا للحج و قیده و استدعى بقبتین جعله فى احداهما على بغل و جعل القبة الأخرى على آخر و خرج البغلان من داره مع کل واحد منهم خیل فافترقت الخیل فمضى بعضها مع احدى القبتین على طریق البصرة و انما فعل ذلک الرشید لیعمى على الناس الخبر و أمر أن یسلم الى عیسى بن جعفر بن المنصور فحبسه عنده سنة، ثم کتب الیه الرشید فى دمه.

فاستعفى عیسى منه فوجه الرشید تسلمه منه و صیر به الى بغداد و سلم الى الفضل بن الربیع و بقى عنده مدة طویلة ثم أراده الرشید على شى‏ء من أمره فأبى فأمر بتسلیمه الى الفضل بن یحیى فجعله فى بعض دوره و وضع علیه الرصد فکان مشغولا بالعبادة، یحیى اللیل کله صلاة و قراءة للقرآن و یصوم النهار فى أکثر الأیام و لا یصرف وجهه عن المحراب.

فوسع علیه الفضل بن یحیى و أکرمه فبلغ ذلک الرشید و هو بالرقة فکتب الیه یأمره بقتله، فتوقف عن ذلک فاغتاظ الرشید لذلک و تغیر علیه و أمر به فوضع فأدخل على العباس بن محمد و جرد و ضرب مائة سوط و أمر بتسلیم موسى بن جعفر علیهماالسلام الى السندى بن شاهک و بلغ یحیى بن خالد الخبر فرکب الى الرشید و قال له: أنا أکفل بما ترید، ثم خرج الى بغداد و دعا بالسندى و أمره فیه بأمره فامتثله و سمه فى طعام قدمه الیه و یقال: انه جعله فى رطب أکل منه فأحس بالسم و لبث بعده موکوعا ثلاثة أیام و مات فى الیوم الثالث.

و لما استشهد صلوات الله علیه أدخل السندى علیه الفقهاء من الناس و جمع الناس من أهل بغداد و فیهم الهیثم بن عدى فنظروا الیه لا أثر به من جراح و لا خنق، ثم وضعه على الجسر ببغداد و أمر یحیى بن خالد فنودى هذا موسى بن جعفر الذى تزعم الرافضة أنه لا یموت قد مات فانظروا الیه فجعل الناس یتفرسون فى وجهه و هو میت ثم حمل فدفن فى مقابر قریش و کانت هذه المقبرة لبنى هاشم و الأشراف من الناس قدیما.

روى أنه لما حضرته الوفاة قال للسندى بن شاهک أن یحضر مولى له مدنیا ینزل عند دار العباس فى مشرعة القصب لیتولى له غسله و تکفینه ففعل ذلک قال السندى بن شاهک: و کنت سألته أن یأذن لى أن أکفنه فأبى و قال: انا أهل بیت مهور نسائنا و حج نائلنا و أکفان موتانا من طاهر أموالنا و عندى کفنى و أرید أن یتولى غسلى و جهازى مولاى فلان، فتولى ذلک منه.

قیل: ان سلیمان بن أبى‏جعفر المنصور من أیدیهم و تولى غسله و تکفینه و کفنه بکفن فیه حبرة استعمل ثمنها خمسمائة دینار، علیها القرآن کله و مشى على جنازته مشقوق الجیب الى مقابر قریش فدفنه هناک(22)

30 – قال ابن‏شهرآشوب فى فصل وفاته علیه‏السلام: کان محمد بن اسماعیل بن الصادق علیه‏السلام مع عمه موسى الکاظم علیه‏السلام یکتب له الکتب الى شیعته فى‏

الافاق فلما ورد الرشید الى الحجاز سعى بعمه الى الرشید فقال: أما علمت ان فى الارض خلیفتین یجى‏ء الیهما الخراج فقال الرشید: ویلک انا و من؟ قال موسى بن جعفر و اظهر اسراره فقبض علیه و خطأ محمد عند الرشید و دعا علیه موسى الکاظم بدعاء استجابه الله فیه و فى اولاده.

فى روایة انه جاء محمد بن اسماعیل الیه علیه‏السلام و استاذن منه فاذن له فقال: یا عم احب ان توصینى فقال: اوصیک ان تتقى الله فى دمى و اعطاه صرة أخرى و صرة أخرى و أمر له بالف و خمسمأة درهم فجاء محمد بن اسماعیل الى الرشید فدخل علیه و سعى بعمه فامر له بمأة الف درهم فلما قبضها دخل الى منزله فاخذته الذبحة فى جوف لیلة فمات.

و روى انه لما دخل الرشید الى المدینة امر بقبض موسى بن جعفر و کان قائما یصلى عند رأس النبى صلى الله علیه و آله فقطع علیه صلوته و حمل و هو یبکى و یقول الیک اشکو یا رسول الله و قید و استدعى قبتین فجعله فى احدهما و خرج البغلان من داره و مع کل واحد منهما خیل فاخذوا واحدة على طریق البصرة و الاخرى على طریق الکوفة و کان ابوالحسن فى التى على طریق البصرة و امرهم بتسلیمه الى عیسى بن جعفر بن المنصور فحبسه عنده سنة.

فکتب عیسى الى الرشید قد طال امر موسى و مقامه فى حبسى و قد اختبرت حاله و وضعت من یسمع منه ما یقول فما دعا علیک و لا على بسوء ما یدعو لنفسه الا بالمغفرة فان انفذت الى من یتسلمه منى و الا خلیت سبیله فاننى متحرج من حبسه فوجه الرشید من یتسلمه من عیسى و صیربه الى بغداد فسلم الى الفضل بن الربیع یقتله فأبى فامر بتسلیمه الى الفضل بن یحیى فوسع علیه الفضل و اکرمه.

فوجه الیه مسرور الخادم لیتعرف حاله فحکى کما کان فامر السندى و عباس بن محمد بضرب الفضل فضربه السندى بین یدیة مائة سوط و اخبر الرشید بذلک فقال: ایها الناس ان الفضل بن یحیى قد عصانى و خالف طاعتى فالعنوه فلعنه الناس من کل جانب فاستدبر یحیى بن خالد و قال: ان الفضل حدث و انا اکفیک ما ترید فقال

الرشید: الا ان الفضل قد تاب و اناب الى طاعتى فتولوه.

ثم خرج یحیى الى بغداد فدعا السندى فامره فیه بامره فامتثله و جعل سما فى طعام فقدمه الیه و قال احمد بن عبدالله لما نقل الکاظم علیه‏السلام من دار الفضل بن الربیع الى الفضل بن یحیى البرمکى کان ابن‏الربیع یبعث الیه فى کل لیلة مائدة و منع ان یدخل من عند غیره حتى مضى ثلاثة ایام فلما کانت اللیلة الرابعة قدمت الیه مائدة البرمکى قال: فرفع رأسه الى السماء فقال: یا رب انک تعلم انى او اکلت قبل الیوم کنت اعنت على نفسى قال: فاکل فمرض فلما کان من الغد بعث الیه بالطبیب.

فقال علیه‏السلام هذه علتى و کانت خضرة وسط راحته تدل على انه سم فانصرف الیهم و قال: و الله لهو اعلم بما فعلتم به منکم ثم توفى و فى روایة الحسن بن محمد بن بشار ان السندى بن شاهک جمع ثمانین رجلا من الوجوه و ادخلهم على موسى بن جعفر و قال: یا هؤلاء انظروا الى هذا الرجل هل حدث به حدث و هذا منزله و فرشه موسع علیه فقال علیه‏السلام: اما ما ذکرت من التوسعة و ما اشبه ذلک فهو على ما ذکر غیر انى اخبرکم ایها النفر انى سقیت فى تسع تمرات و انا اخضر غدا أموت.

فى روایة غیره انه قال علیه‏السلام: یا فلان و فلان سقیت السم فى یومى هذا و فى غد یصفار بدنى و بعد غد یسواد و اموت. و فى کبار الانوار انه قال علیه‏السلام: للمسیب انه اذا دعانى بشربة من ماء فشربتها و رأیتنى قد اتنفخ بطنى و اصفر لونى و تلون اعضائى فهى وفاتى.

روى انه علیه‏السلام قال للمسیب ذاالرجس ابن‏شاهک یقول انه یتولى امرى و یدفننى هیهات ان یکون ذلک أبدا و وجدت شخصا جالسا على یمینه فلما قضى غاب الشخص ثم اوصلت الخبر الى الرشید فوافى السندى یظن انه یفعل ذلک و هو مغسل مکفن محنط فحمل حتى دفن فى مقابر قریش.

و لما مات علیه‏السلام اخرجه السندى و وضعه على الجسر ببغداد و نودى هذا موسى بن جعفر الذى تزعم الرافضة انه لا یموت فانظروا الیه و انما قال: ذلک لاعتقاد الواقفة انه القائم و جعلوا حبسه غیبة القائم فنفر بالسندى فرسه نفرة و القاه فى الماء فغرق فیه و فرق‏

الله جموع یحیى بن خالد و قیل ان سلیمان بن جعفر بن ابى‏جعفر المنصور کان ذات یوم جالسا فى دهلیزة فى یوم مطر اذ مرت به جنازته علیه‏السلام فقال: سلوا هذه جنازة من؟ فقیل هذا موسى بن جعفر مات فى الحبس فامر الرشید ان یدفن بحاله.

فقال سلیمان موسى بن جعفر یدفن هکذا فان فى الدنیا من کان یخاف على الملک فى الآخرة لا یوفى حقه فامر سلیمان غلمانه بتجهیزه و کفنه بکفن فیه حبرة استعملت له بالفین و خمسمائة دینار مکتوب علیها القرآن کله و مشى حافیا و دفنه فى مقابر قریش(23)

31 – قال الاربلى: و لما مات موسى علیه‏السلام أدخل السندى بن شاهک الفقهاء و وجوه أهل بغداد و فیهم الهیثم بن عدى و غیره، فنظروا الیه و لا أثر به من جراح و لا خنق، و أشهده على أنه مات حتف أنفه، فشهدوا على ذلک، و أخرج و وضع على الجسر ببغداد و نودى هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا الیه، فجعل الناس یتفرسون فى وجهه و هو میت صلوات الله علیه.

و قد کان قوم زعموا فى أیام موسى علیه‏السلام أنه هو القائم المنتظر و جعلوا حبسه هو الغیبة المذکورة للقائم، فأمر یحیى بن خالد أن ینادى علیه عند موته هذا موسى بن جعفر الذى تزعم الرافضة أنه لا یموت فانظروا الیه، فنظر الناس الیه میتا، ثم حمل و دفن فى مقابر قریش من باب التین، و کانت هذه المقبرة لبنى هاشم.

و روى أنه علیه‏السلام لما حضرته الوفاة سئل السندى أن یحضره مولى له مدنیا ینزل عند دار العباس بن محمد فى مشرعة القصب لیتولى غسله و تکفینه ففعل ذلک.

قال السندى بن شاهک: و کنت سألته فى الاذن لى أن أکفنه و أبى، و قال: انا أهل بیت مهور نسائنا و حج صرورتنا و أکفان موتانا من طاهر أموالنا و عندى کفن و أرید ان یتولى غسلى و جهازى مولاى فلان فتولى ذلک منه(24)

32 – قال النسابة الشهیر جمال الدین المعروف بابن عنبة: الامام موسى بن جعفر الصادق علیه‏السلام و یکنى أباالحسن و أباابراهیم، و أمه أم ولد یقال لها حمیدة

المغربیة و قیل نباتة؛ ولد علیه‏السلام بالأبواء سنة ثمان و عشرین و مائة، و قبض ببغداد فى حبس السندى بن شاهک سنة ثلاث و ثمانین و مائة و له یومئذ خمس و خمسون، و کان أسد اللون عظیم الفضل رابط الجاش واسع العطاء، لقب بالکاظم لکظمه الغیظ و حمله، و کان یخرج فى اللیل و فى کمه صرر من الدراهم فیعطى من لقیه و من أراد بره، و کان یضرب المثل بصرة موسى، و کان أهله یقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشکى القلة.

و قبض علیه موسى الهادى و حبسه فرأى على بن أبى‏طالب (ع) فى نومه یقول له: یا موسى «هل عسیتم ان تولیتم أن تفسدوا فى الأرض و تقطعوا أرحامکم». فانتبه من نومه و قد عرف أنه المراد فأمر باطلاقه ثم تنکر له من بعد ذلک فهلک قبل أن یوصل الى الکاظم علیه‏السلام أذى، و لما ولى هارون الرشید الخلافة أکرمه و أعظمه ثم قبض علیه و حبسه عند الفضل بن یحیى ثم أخرجه من عنده فسلمه الى السندى بن شاهک و مضى الرشید الى الشام فأمر یحیى بن خالد السندى بقتله.

فقیل انه سم، و قیل بل غمر فى بساط و لف حتى مات ثم أخرج للناس و عمل محضرا أنه مات حتف أنفه، و ترک ثلاثة أیام على الطریق یأتى من یأتى فینظر الیه ثم یکتب فى المحضر و دفن بمقابر قریش(25)

33 – قال ابونصر البخارى: کان محمد بن اسماعیل بن جعفر مع عمه موسى الکاظم علیه‏السلام یکتب له کتب السر الى شیعته من الآفاق فلما ورد الرشید الحجاز سعى محمد بن اسماعیل بعمه الى الرشید فقال: ما علمت ان فى الارض خلیفتین یجبى الیها الخراج، فقال الرشید: ویلک أنا و من؟ قال: موسى بن جعفر و اظهر اسراره فقبض الرشید على موسى الکاظم علیه‏السلام و حبسه و کان سبب هلاکه، و حظى محمد ابن‏اسماعیل عند الرشید و خرج معه الى العراق و مات ببغداد، و دعا علیه أبوالحسن موسى علیه‏السلام بدعاء استجاب الله ذلک فیه. و فى أولاده(26)

34 – روى العلامة المجلسى رحمه الله عن البصائر عن احمد بن محمد، عن ابراهیم ابن أبى‏محمود عن بعض أصحابنا قال: قلت للرضا علیه‏السلام: الامام یعلم اذا مات؟ قال: نعم، یعلم بالتعلیم حتى یتقدم فى الأمر قلت: علم أبوالحسن علیه‏السلام بالرطب و الریحان المسمومین اللذین بعث الیه یحیى بن خالد؟ قال: نعم قلت: فأکله و هو یعلم؟ قال: أنساه لینفذ فیه الحکم(27)

35 – و روى أیضا عن مختصر البصائر عن احمد بن محمد، عن ابراهیم بن أبى‏محمود قال: قلت: الامام یعلم متى یموت؟ قال: نعم، قلت: حیث مابعث الیه یحیى بن خالد برطب و ریحان مسمومین علم به؟ قال: نعم، قلت: فأکله و هو یعلم فیکون معینا على نفسه؟ فقال: لا یعلم قبل ذلک، لیتقدم فیما یحتاج الیه، فاذا جاء الوقت ألقى الله على قلبه النسیان لیقضى فیه الحکم(28)

36 – و روى أیضا عن عیون المعجزات: فى کتاب الوصایا لأبى‏الحسن على بن محمد بن زیاد الصیمرى و روى من جهات صحیحة أن السندى بن شاهک حر بعد ما کان بین یدیه السم فى الرطب و أنه علیه‏السلام أکل منها عشر رطبات، فقال له السندى: تزداد؟ فقال علیه‏السلام له: حسبک قد بلغت ما یحتاج الیه فیما أمرت به، ثم انه أحضر القضاة و العدول قبل وفاته بأیام و أخرجه الیهم و قال: ان الناس یقولون: ان اباالحسن موسى فى ضنک و ضر، و ها هو ذا لا علة به و لا مرض و لا ضر.

فالتفت علیه‏السلام فقال لهم: اشهدوا على أنى مقتول بالسم، منذ ثلاثة أیام اشهدوا أنى صحیح الظاهر لکنى مسموم، و سأحمر فى آخر هذا الیوم حمرة شدیدة منکرة، و أصفر غدا صفرة شدیدة، و أبیض بعد غد و أمضى الى رحمة الله و رضوانه فمضى علیه‏السلام کما قال فى آخر الیوم الثالث فى سنة ثلاث و ثمانین و مائة من الهجرة و کان سنة علیه‏السلام أربعا و خمسین سنة، أقام منها مع أبى‏عبدالله علیه‏السلام عشرین سنة، و منفردا بالامامة أربعا و ثلاثین سنة(29)

37 – قال أیضا: رأیت فى بعض مؤلفات أصحابنا: روى أن الرشید لعنه الله لما أراد أن یقتل الامام موسى بن جعفر علیه‏السلام عرض قتله على سائر جنده و فرسانه فلم یقبله أحمد منهم، فأرسل الى عماله فى بلاد الافرنج یقول لهم: التمسوا لى قوما لا یعرفون الله و رسوله فانى أرید أن أستعین بهم على أمر، فأرسلوا الیه قوما لا یعرفون من الاسلام و لا من لغة العرب شیئا، و کانوا خمسین رجلا، فلما دخلوا الیه أکرمهم و سألهم من ربکم؟ و من نبیکم؟ فقالوا: لا نعرف لنا ربا و لانبیا أبدا فأدخلهم البیت الذى فیه الامام علیه‏السلام لیقتلوه، و الرشید ینظر الیهم من روزنة البیت، فلما رأوه رموا أسلحتهم و ارتعدت فرائصهم و خروا سجدا یبکون رحمة له، فجعل الامام یمر یده على رؤوسهم و یخاطبهم بلغتهم و هم یبکون، فلما رأى الرشید خشى الفتنة و صاح بوزیره أخرجهم، فخرجوا و هم یمشون القهقرى اجلالا له، و رکبوا خیولهم و مضوا نحو بلادهم من غیر استیذان(30)

38 – قال ابوالفرج: و کتب مسرور بالخبر الى الرشید، فأمر بتسلیم موسى الى السندى بن شاهک و جلس الرشید مجلسا حافلا و قال: أیها الناس، ان الفضل بن یحیى قد عصانى و خالف طاعتى، و رأیت ان العنه فالعنوه. فلعنه الناس من کل ناحیة حتى ارتج البیت و الدار بلعنه.

و بلغ یحیى بن خالد الخبر فرکب الى الرشید، فدخل من غیر الباب الذى یدخل منه الناس حتى جاءه من خلقه و هو لا یشعر، ثم قال له: التفت الى یا أمیرالمؤمنین فأصغى الیه فزعا، فقال له: ان الفضل حدث و انا اکفیک ما ترید فانطلق وجهه و سر، فقال له یحیى: یا أمیرالمؤمنین قد غضضت من الفضل بلعنک ایاه فشرفه بازالة ذلک، فأقبل على الناس فقال: ان الفضل قد عصانى فى شى‏ء فلعنته و قد تاب و اناب الى طاعتى فتولوه. فقالوا نحن اولیاء من والیت، و اعداء من عادیت، و قد تولیناه.

ثم خرج یحیى بن خالد بنفسه على البرید حتى وافى بغداد، فماج الناس و ارجفوا

بکل شى‏ء، و اظهر انه ورد لتعدیل السواد، و النظر فى اعمال العمال و تشاغل ببعض ذلک.

ثم دخل و دعا بالسندى و أمره فیه بأمره فلفه على بساط، و قعد الفراشون النصارى على وجهه.

و أمر السندى عند وفاته ان یحضر مولى له ینزل عند دار العباس بن محمد فى مشرعة القصب لیغسله، ففعل ذلک.

قال: و سألته ان یأذن لى فى ان اکفنه فأبى و قال: انا اهل بیت مهور نسائنا، و حج صرورتنا، و اکفان موتانا من طاهر اموالنا، و عندى کفنى، فلما مات ادخل علیه الفقهاء و وجوه اهل بغداد و فیهم الهیثم بن عدى و غیره، فنظروا الیه لا اثر به، و شهدوا على ذلک، و اخرج فوضع على الجسر ببغداد، فنودى هذا موسى بن جعفر قد مات، فانظروا الیه، فجعل الناس یتفرسون فى وجهه و هو میت.

و حدثنى رجل من اصحابنا عن بعض الطالبیین: انه نودى علیه: هذا موسى بن جعفر الذى تزعم الرافضة انه لا یموت، فانظروا الیه فنظروا.

قالوا: و حمل فدفن فى مقابر قریش رحمه الله، فوقع قبره الى جانب قبر رجل من النوفلیین یقال له: عیسى بن عبدالله(31)

39 – قال الخطیب ابوبکر الحافظ البغدادى: أخبرنا الحسن بن أبى‏بکر أخبرنا الحسن بن محمد بن العلوى قال: حدثنى جدى. قال: قال أبوموسى العباسى حدثنى ابراهیم بن عبدالسلام بن السندى بن شاهک عن أبیه قال: کان موسى بن جعفر عندنا محبوسا، فلما مات بعثنا الى جماعة من العدل من الکرخ فأدخلناهم علیه فاشهدناهم على موته، و أحسبه قال و دفن بمقابر الشونیزى.

أخبرنا أبوسعید الحسن بن محمد بن عبدالله الاصبهانى حدثنا القاضى أبوبکر محمد ابن‏عمر بن سلم الحافظ حدثنى عبدالله بن احمد بن عامر حدثنا على بن محمد الصنعانى.

قال: قال محمد بن صدقة العنبرى: توفى موسى بن جعفر بن محمد ابن‏على سنة ثلاث و ثمانین و مائة. و قال غیره: توفى لخمس بقین من رجب(32)

40 – قال الیعقوبى: و توفى موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسین بن على بن أبى‏طالب علیه‏السلام – و أمه أم ولد یقال لها حمیدة – سنة (183) و سنه ثمان و خمسون سنة و کان ببغداد فى حبس الرشید؛ قتله السندى بن شاهک فاحضره مسرورا الخادم و احضر القواد و الکتاب و الهاشمیین و القضاة و من حضر ببغداد من الطالبیین ثم کشف عن وجهه فقال لهم أتعرفون هذا؟ قالوا: نعرفه حق معرفته هذا موسى بن جعفر فقال هارون: أترون أن به أثرا و ما یدل على اغتیال؟ قالوا: لا ثم غسل و کفن و أخرج و دفن فى مقابر قریش فى الجانب الغربى، و کان موسى بن جعفر علیه‏السلام من أشد الناس عبادة، و کان قد روى عن أبیه(33)

41 – قال المسعودى: و قبض موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسین بن على ابن أبى‏طالب ببغداد مسموما، لخمس عشرة سنة خلت من ملک الرشید، سنة ست و ثمانین و مائة، و هو ابن‏أربع و خمسین سنة، و قد ذکرنا فى رسالة بیان أسماء الأئمة القطعیة من الشیعة: أسماءهم، و أسماء أمهاتهم، و مواضع قبورهم، و مقادیر أعمارهم، و کم عاش کل واحد منهم مع أبیه، و من أدرک من أجداده علیهم‏السلام(34)

42 – قال ابن‏طلحة: فانه مات لخمس بقین من رجب سنة ثلاث و ثمانین و مائة للهجرة و قد تقدم ذکر ولادته فى سنة ثمان و عشرین، و قیل: تسع و عشرین؛ فیکون عمره على القول الاول خمسا و خمسین سنة، و على القول الثانى أربعا و خمسین سنة؛ و قبره بالمشهد المعروف بباب التین من بغداد المحروسة(35)

43 – قال ابن‏بطوطة: و فى الجانب الغربى من بغداد قبر موسى الکاظم بن جعفر الصادق والد على بن موسى الرضا و الى جانبه قبر الجواد و القبران داخل الروضة علیها

دکانة ملبسة بالخشب علیه الواه الفضة(36)

44 – قال ابن‏الاثیر فى حوادث سنة ثلاث و ثمانین و مائة: و فیها مات موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسین بن على بن أبى‏طالب ببغداد فى حبس الرشید(37)

45 – قال ابن‏الوردى فى حوادث سنة ثلاث و ثمانین و مائة: فیها توفى موسى الکاظم بن جعفر بن محمد بن على بن الحسین بن على بن أبى‏طالب ببغداد فى حبس الرشید(38)


1) قرب الاسناد: 142.

2) الکافى: 1 / 486.

3) الکافى: 1 / 380.

4) الکافى: 1 / 381.

5) فقیه: 1 / 189.

6) کمال الدین: 37.

7) کمال الدین: 38.

8) کمال الدین: 39.

9) دلائل الامامة: 147.

10) عیون الاخبار: 1 / 99.

11) عیون الاخبار: 1 / 100.

12) عیون الاخبار: 1 / 104.

13) امالى الصدوق: 90.

14) رجال الکشى: 503.

15) الارشاد: 270.

16) الارشاد: 279.

17) الارشاد: 283 – 281.

18) مصباح المتهجد: 566.

19) غیبة الشیخ: 19.

20) غیبة الشیخ: 34.

21) روضة الواعظین: 189 – 187.

22) اعلام الورى: 299.

23) مناقب ابن‏شهرآشوب: 2 / 385.

24) کشف الغمة 2 / 234.

25) عمدة الطالب: 196.

26) سر السلسلة العلویة: 35.

27) بحارالانوار: 48 / 235.

28) البحار: 48 / 236.

29) البحار: 48 / 247.

30) البحار: 48 / 249.

31) مقاتل الطالبیین: 336 – 335.

32) تاریخ بغداد: 13 / 32.

33) تاریخ الیعقوبى: 3 / 150.

34) مروج الذهب: 3 / 365.

35) مطالب السؤل 84.

36) رحلة ابن‏بطوطة.

37) کامل التواریخ: 6 / 164.

38) تتمة المختصر: 1 / 310.