جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

قوله فى فلسفة التوحید

زمان مطالعه: 10 دقیقه

قال الحسن بن عبد الرحمان الحمانى:

قلت لأبى‏ابراهیم علیه‏السلام: ان هشام بن الحکم زعم أن الله تعالى جسم لیس کمثله شى‏ء عالم، سمیع، بصیر، قادر، متکلم، ناطق، والکلام و القدرة و العلم یجرى مجرى واحدا، لیس فیها شى‏ء مخلوقا؟!.

فقال: قاتله الله، أما علم أن الجسم محدود، والکلام غیر المتکلم؟!. معاذ الله، و أبرأ الى الله من هذا القول. لا جسم، و لا صورة، و لا تحدید. و کل شى‏ء سواه مخلوق. و انما تکون الأشیاء بارادته و مشیئته من غیر کلام، و لا تردد فى نفس، و لا نطق بلسان»(1)

و لیس عند أحد زیادة على هذا القول الشریف.

و عن حمزة بن محمد، قال: «کتبت الى أبى‏الحسن علیه‏السلام، أسأله عن الجسم و الصورة؟.

فکتب: سبحان من لیس کمثله شى‏ء؛ لا جسم و لا صورة»(2)

و کذلک جاء عن محمد بن حکیم قوله: «و صفت لأبى‏ابراهیم علیه‏السلام قول هشام بن سالم الجوالیقى، و حکیت له قول هشام بن الحکم: انه جسم!.

فقال: ان الله تعالى لا یشبهه شى‏ء. أى فحش، أو خنى – أى فساد – أعظم من قول من یصف خالق الأشیاء بجسم، أو صورة، أو بخلقه، أو بتحدید و أعضاء؟!. تعالى الله عن ذلک علوا کبیرا»(3)

و کبرت کلمة تخرج من أفواه الواصفین له عز اسمه بغیر ما وصف به نفسه تبارک و تعالى. حین قال لمحمد صلى الله علیه و اله و سلم فى القرآن الکریم:

«قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2) لم یلد و لم یولد (3) و لم یکن له کفوا أحد(4)).

و روى یعقوب بن جعفر(4) أن أباابراهیم علیه‏السلام قال:

«لا أقول انه قائم فأزیله عن مکان، و لا أحد بمکان یکون فیه، و لا أحده أن یتحرک فى شى‏ء من الأرکان و الجوارح، و لا أحده بلفظ شق الفم، ولکن کما قال عزوجل: (انما أمره اذا أراد شیئا أن یقول له کن فیکون (82))(5)

بمشیئته من غیر تردد فى نفس، صمدا، فردا، لم یحتج الى شریک یدبر له ملکه، و لا یفتح أبواب علمه»(6)

فمن المعلوم أن کل حرکة تستلزم المحرک، و المتحرک، و ما فیه الحرکة، و ما الیه الحرکة؛ و هذه الأمور الأربعة منفیة عنه سبحانه و تعالى.

و کذلک روى یعقوب بن جعفر الجعفرى، عن أبى‏ابراهیم، موسى بن جعفر علیه‏السلام: أنه قال:

«ان الله تبارک و تعالى کان لم یزل بلا زمان و لا مکان، و هو الآن کما کان، لا یخلو منه مکان، و لا یشغل به مکان، و لا یحل فیه مکان (ما یکون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم و لا أدنى من ذلک و لا أکثر الا هو معهم أین ما کانوا…)(7) لیس بینه و بین خلقه حجاب غیر خلقه، احتجب بغیر حجاب محجوب، و استتر بغیر ستر مستور، لا اله الا هو الکبیر المتعال»(8)

و قال یعقوب بن جعفر أیضا:

«سمعت أباابراهیم، موسى بن جعفر علیه‏السلام، و هو یکلم راهبا من النصارى، فقال له فى بعض ما ناظره به:

ان الله تبارک و تعالى أجل و أعظم من أن یحد بید أو رجل، أو حرکة أو سکون أو یوصف بطول أو قصر، أو تبلغه الأوهام، أو تحیط به صفة العقول – أو تحیط بصفته العقول – أنزل مواعظه و وعده و وعیده؛ أمر بلا شفة و لا لسان، ولکن کما شاء أن یقول له: کن، فکان، خبرا – أى علما – کما کان فى اللوح»(9)

و قال طاهر بن حاتم بن ماهویه:

«کتبت الى الطیب – یعنى أباالحسن، موسى علیه‏السلام -: ما الذى لا تجرى‏ء معرفة الخالق بدونه؟.

فکتب: لیس کمثله شى‏ء، و لم یزل سمیعا، و علیما، و بصیرا؛ و هو الفعال لما یرید»(10)

فسبحان من (لیس کمثله شى‏ء و هو السمیع البصیر (11))(11) و عبارة: لیس کمثله شى‏ء، تطوى جمیع الصور و المعانى التى تخطر فى أفکارنا القاصرة. و فى خواطرنا و بالنا… و تلقف جمیع ما یأفک هذا الفکر الانسانى العنید الذى یرید أن یتصور الخالق الذى عزوجل عن أن یتصور، لأنه لا صورة له.

و قد قال الربیع بن مسلم: «سمعت أباالحسن علیه‏السلام، و سئل عن الصمد، فقال: الصمد الذى لا جوف له»(12)

و هذا المعنى من جملة معانى الصمد التى تنفى الجسم و الصورة خاصة. اذ أن الصمد یعنى أیضا المقصود والذى تتجه الیه الآمال.

و قال محمد بن عمیر: «دخلت على سیدى موسى بن جعفر علیه‏السلام، فقلت له: یابن رسول الله، علمنى التوحید.

فقال: یا أباأحمد، لا تتجاوز فى التوحید ما ذکره الله تعالى ذکره فى کتابه فتهلک. و اعلم أن الله تعالى واحد، أحد، صمد، لم یلد فیورث، و لم

یولد فیشارک، و لم یتخذ صاحبة و لا ولدا و لا شریکا، و أنه الحى الذى لا یموت، و القادر الذى لا یعجز، و القاهر الذى لا یغلب، و الحلیم الذى لا یعجل، و الدائم الذى لا یبید، و الباقى الذى لا یفنى، و الثابت الذى لا یزول، و الغنى الذى لا یفتقر، و العزیز الذى لا یذل، و العالم الذى لا یجهل، و العدل الذى لا یجور، و الجواد الذى لا یبخل؛ و أنه لا تقدره العقول، و لا تقع علیه الأوهام، و لا تحیط به الأقطار، و لا یحویه مکان، و لا تدرکه الأبصار، و هو اللطیف الخبیر، و لیس کمثله شى‏ء، و هو السمیع البصیر؛ و ما یکون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم، ولا خمسة الا هو سادسهم، و لا أدنى من ذلک و لا أکثر الا هو معهم أینما کانوا.

و هو الأول الذى لا شى‏ء قبله، و الآخر الذى لا شى‏ء بعده، و هو القدیم و ما سواه مخلوق محدث، تعالى عن صفات المخلوقین علوا کبیرا»(13)

و قد قطع هذا التعریف الکافى الوافى قول کل قائل، لأنه جامع مانع، مجمل مفصل میسر، صدر عن الامام علیه‏السلام، و هو ما عرف الله تعالى به نفسه، فلماذا نحاول أن نعرفه نحن بغیر ما عرف به نفسه؟.

و قال فتح بن عبدالله، مولى بنى‏هاشم: «کتبت الى أبى‏ابراهیم علیه‏السلام، أسأله عن شى‏ء من التوحید؟.

فکتب الى بخطه: الحمدلله الملهم عباده حمده (و ذکر مثل ما رواه سهل بن زیاد الى قوله: و قمع وجوده حوائل الأوهام… ثم زاد فیه: ((14) أول

الدیانة به معرفته، و کمال معرفته توحیده، و کمال توحیده نفى الصفات عنه، بشهادة کل صفة أنها غیر الموصوف، و شهادة الموصوف أنه غیر الصفة، و شهادتهما جمیعا بالتثنیة الممتنع منه الأزل – و ورد: الممتنعة من الأزل -. فمن وصف الله فقد حده، و من حده فقد عده، و من عده فقد أبطل أزله، و من قال: کیف؟. فقد استوصفه، و من قال: فیم؟. فقد ضمنه، و من قال: علام؟. فقد جهله، و من قال: أین؟. فقد أخلى منه، و من قال: ما هو؟. فقد نعته، و من قال: الام؟. فقد غایاه؛ عالم اذ لا معلوم، و خالق اذ لا مخلوق، و رب اذ لا مربوب، و کذلک یوصف ربنا، و فوق ما یصفه الواصفون»(15)

و هذا لعمرى من أبلغ ما یقال، کجواب على ذلک السؤال، و من جرب التعلیق علیه لا یضاحه یفقده بلاغته و روعته.

و قال یونس بن عبد الرحمان یوما لموسى بن جعفر علیه‏السلام: أین کان ربک حین لا سماء مبنیة، و لا أرض مدحیة؟!.

قال: کان نورا فى نور، و نورا على نور، و خلق من ذلک النور ماء منکدرا، فخلق من ذلک الماء ظلمة، فکان عرشة على تلک الظلمة.

قال: أنا سألتک عن المکان.

قال [علیه‏السلام]: کلما قلت: أین؟. فأین، هو المکان.

قال: وصفت فأجدت، انما سألتک عن المکان الموجود و المعروف.

قال: کان فى علمه لعلمه، فقصر علم العلماء عن علمه.

قال: انما سألتک عن المکان.

قال: یا لکع، ألیس قد أجبتک أنه کان فى علمه لعلمه، فقصر علم العلماء عن علمه؟!»(16)

و خیر جواب للمماحک أن یقال له: یا لکع. فانه سبحانه هو خالق المکان و ما فى المکان، و قد کان قبل الکون و المکان، و لا تحیط عقولنا بکیف کان.

و قال الحسن بن راشد: «سئل أبوالحسن، موسى علیه‏السلام عن معنى قول الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى (5))؟.

فقال: استوى على ما دق و جل»(17)

و ورد هذا الخبر فى مصدر آخر هکذا عن الحسن بن راشد:

«سألت عن معنى الله؟.

قال: استولى على ما دق و جل»(18)

و التفسیر السابق ینطبق على معنى الاستواء على العرش، لأنه الاستیلاء، و هذا التفسیر ینطبق على معنى لفظة الجلالة، فان (الله) مشتق من لفظ الاله، و هو یعنى من له ملک التأثیر و التصرف، و یکون غیره مألوها له».

و روى عبد الأعلى، عن العبد الصالح، موسى بن جعفر علیه‏السلام، أنه قال:

«ان الله لا اله الا هو -کان حیا بلا کیف و لا أین، و لا کان فى شى‏ء، و لا کان على شى‏ء، و لا ابتدع لمکانه مکانا(19)، و لا قوى بعدما کون الأشیاء، و لا یشبهه شى‏ء یکون، و لا کان خلوا من القدرة على الملک قبل انشائه، و لا یکون خلوا من القدرة بعد ذهابه؛ کان عزوجل الها، حیا بلا حیاة حادثة، ملکا قبل أن ینشى‏ء شیئا، و مالکا بعد انشائه. و لیس لله حد، و لا یعرف بشى‏ء یشبهه، و لا یهرم للبقاء، و لا یصعق لدعوة شى‏ء – أى لا یخیفه أمر – و لخوفه تصعق الأشیاء کلها.

و کان الله حیا بلا حیاة حادثة، و لا کون موصوف، و لا کیف محدود، و لا أین موقوف، و لا مکان – أى مستقر – بل حى لنفسه، و مالک لم یزل له القدرة، أنشأ ما شاء حین شاء بمشیئته و قدرته.

و کان أولا بلا کیف، و یکون آخرا بلا أین. کل شى‏ء هالک الا وجهه، له الخلق والأمر، تبارک رب العالمین»(20)

قال محمد بن الفضیل: «سألت أباالحسن علیه‏السلام: هل رأى رسول الله صلى الله علیه و اله و سلم ربه عزوجل؟.

فقال: نعم، بقلبه رآه؛ أما سمعت الله عزوجل یقول: (ما کذب الفؤاد ما رأى (11))(21) أى لم یره بالبصر، ولکن رآه بالفؤاد»(22)

فلم یر النبى صلى الله علیه و اله و سلم کائنا حادثا، و لا موجودا محدودا ماثلا، بل شعر بعظمته ربه عزوعلا.

و قال یونس بن عبدالرحمان: «قلت لأبى الحسن، موسى بن جعفر علیه‏السلام: لأى علة عرج الله بنبیه صلى الله علیه و اله و سلم الى السماء، و منها الى سدرة المنتهى، و منها الى حجب النور، و خاطبه و ناجاه هناک، والله لا یوصف بمکان؟!.

فقال: ان الله تبارک و تعالى لا یوصف بمکان، و لا یجرى علیه زمان، ولکنه عزوجل أراد أن یشرف به – أى بالنبى صلى الله علیه و اله و سلم – ملائکته و سکان سماواته، و یکرمهم بمشاهدته، و یریه من عجائب عظمته ما یخبر به بعد هبوطه.

و لیس ذلک على ما یقول المشبهون، سبحان الله و تعالى عما یشرکون»(23)

و بالموضوع قال یعقوب بن جعفر الجعفرى: «سأل رجل یقال له عبدالغفار السمى، أباابراهیم، موسى بن جعفر علیه‏السلام، عن قول الله تعالى: (ثم دنا فتدلى (8) فکان قاب قوسین أو أدنى (9))(24)

قال: أرى هاهنا

خروجا من حجب، و تدلیا الى الأرض. و أرى محمدا رأى ربه بقلبه و نسبه الى بصره. فکیف هذا؟!.

فقال أبوابراهیم: دنا فتدلى، فانه لم یزل عن موضع، و لم یتدل ببدن.

فقال عبدالغفار: أصفه بما وصف نفسه حیث قال: (دنا فتدلى (8)) فلم یتدل عن مجلسه الا و قد زال عنه، و لولا ذلک لم یصف بذلک نفسه.

فقال أبوابراهیم علیه‏السلام: ان هذه لغة فى قریش، اذ أراد أحد منهم أن یقول: قد سمعت: یقول: قد تدلیت، و انما التدلى الفهم»(25)

فقد جل سبحانه عن التدلى من مکان الى مکان، أو التحرک من جهة الى جهة، و لا کان تدلیه کما زعم عبدالغفار، خروجا من حجب عظمته و اطلالا على السماوات و الأرض و من فیهن.

و عن یعقوب بن جعفر الجعفرى، عن أبى‏ابراهیم علیه‏السلام، قال:

«ذکر عنده قوم یزعمون أن الله تبارک و تعالى ینزل الى السماء الدنیا، فقال:

ان الله لا ینزل و لا یحتاج الى أن ینزل؛ انما منظره – أى نظره و علمه و احاطته – فى القرب و البعد سواء. فلم یبعد منه بعید، و لا یقرب منه قریب، ولم یحتج الى شى‏ء بل یحتاج الیه کل شى‏ء. و هو ذو الطول لا اله الا هو العزیز الحکیم.

أما قول الواصفین أنه ینزل، فتبارک و تعالى عن ذلک علوا کبیرا. انما

یقول ذلک من ینسبه الى نقص أو زیادة، و کل متحرک یحتاج الى من یحرکه أو یتحرک به. فمن ظن بالله الظنون هلک!. فاحذروا من صفاته أن تقفوا له عند حد تحدونه بنقص أو زیادة، أو تحریک أو تحرک، أو زوال أو استنزال، أو نهوض أو قعود، فان الله جل و عز عن صفة الواصفین أو نعت الناعتین، و توهم المتوهمین (و توکل على العزیز الرحیم (217) الذى یراک حین تقوم (218) و تقلبک فى الساجدین (219)) «(26)

و التعلیق على هذا القول یفسد بلاغته، و شرحه یبعد عن معناه و یشوه مبناه و یجلب الیه الرکاکة.

قال صفوان بن یحیى:

«قلت لأبى‏الحسن علیه‏السلام: أخبرنى عن الارادة، من الله و من المخلوق؟.

فقال: الارادة من المخلوق الضمیر و ما یبدو له بعد ذلک من الفعل.

و أما من الله عزوجل فارادته احداثه، لا غیر ذلک. لأنه لا یروى و لا یهم و لا یتفکر. و هذه الصفات منفیة عنه، و هى من صفات الخلق. فارادة الله هى الفعل لا غیر ذلک، یقول له: کن، فیکون، بلا لفظ، و لا نطق لسان، و لا همة و لا تفکر، و لا کیف لذلک کما أنه بلا کیف»(27)

و المراد بالضمیر عند المخلوق، هو ما یحدث فى قلبه بین تصور الفعل و وقوع الفعل. و أما عندالله سبحانه و تعالى فلیس بین علمه و فعله

تصور و لا تفکر و لا همة حتى یحدث الفعل. ولیس بین ارادته و تکوینه الا: کن، فیکون. و لقد أجاب الامام علیه‏السلام سائله على مسألته بأخصر بیان و أوضح برهان.

و نقل زکریا بن عمران أنه علیه‏السلام قال:

«لا یکون شى‏ء فى السماوات و لا فى الأرض الا بسبع: بقضاء، و قدر، و ارادة، و مشیئة، و کتاب، و أجل، و اذن. فمن زعم غیر هذا فقد کذب على الله، أو رد على الله عزوجل»(28)

و قال على بن ابراهیم الهاشمى: «سمعت أباالحسن، موسى بن جعفر علیه‏السلام یقول:

لا یکون شى‏ء الا ماشاءالله و أراد و قدر وقضى.

قلت: ما معنى شاء؟.

قال: ابتداء الفعل.

قلت: ما معنى قدر؟.

قال: تقدیر الشى‏ء من طوله و عرضه.

قلت: ما معنى قضى؟.

قال: اذا قضى أمضاه. فذلک الذى لا مرد له»(29)

و لا یخفى أن فى أفعالنا الاختیاریة مشیئة، و تقدیرا، و قضاء. لأن المشیئة و الارادة هما المعنى الذى لابد فى الفعل الاختیارى من تحققه فى نفس الفاعل منا، بعد العلم و قبل الفعل. و هذا المعنى من حیث ارتباطه‏

بالفعل یسمى مشیئة به. و من حیث ارتباطه بالفعل یسمى ارادة. و التقدیر تعیین مقدار الفعل من حیث تعلق المشیئة به. والقضاء هو الحکم الأخیر الذى لا واسطة بینه و بین الفعل.

و روى عن الحسن بن على بن محمد العسکرى علیه‏السلام، أن أباالحسن، موسى بن جعفر علیه‏السلام، قال:

«ان الله خلق الخلق فعلم ما هم الیه صائرون. و أمرهم، و نهاهم؛ فما أمرهم به من شى‏ء فقد جعل لهم السبیل الى الأخذ به، و ما نهاهم عنه من شى‏ء فقد جعل السبیل الى ترکه. و لا یکونون آخذین، و لا تارکین الا باذنه. و ما جبر الله أحدا من خلقه على معصیته، بل اختبرهم بالبلوى، و کما قال: (لیبلوکم أیکم أحسن عملا)(30)

و قوله: و لا یکونون آخذین و لا تارکین الا باذنه، یعنى: بعلمه و بتخلیة منه و ترک للاختیار لهم بالأخذ أو الترک. فاذنه هنا لا یعنى أمره مطلقا.

و قد قل یونس بن عبدالرحمان:

«قلت لأبى الحسن الأول علیه‏السلام: بم أوحد الله؟.

فقال: یا یونس، لا تکونن مبتدعا. من نظر برأیه هلک و من ترک أهل بیت نبیه صلى الله علیه و اله و سلم ضل، و من ترک کتاب الله و قول نبیه کفر»(29)

فاجعلنا اللهم من المؤمنین بک و بنبیک و بما جاء به من عندک، و من المتمسکین بولایة أهل بیته الطاهرین المعصومین، انک أنت أکرم الأکرمین.


1) ذکره الأردبیلى فى جامع الرواة ج 1 ص 28: محمد بن اسماعیل، عن على بن العباس، عن الحسن بن عبدالرحمان الحمانى، عن أبى‏الحسن، موسى بن جعفر علیه‏السلام، فى الکافى – باب النهى عن الجسم و الصورة. و الخبر فى الاحتجاج للطبرسى ج 2 ص 385.

2) الکافى م 1 ص 104 و 105 و التوحید ص 99.

3) المصدر السابق.

4) ذکره الأردبیلى فى جامع الرواة ج 2 ص 346 و نقل عن الکافى و التهذیب عدة روایات عنه، عن الصادق و الکاظم علیه‏السلام، و ورد اسمه فیها مرة یعقوب بن جعفر، و أخرى یعقوب بن جعفر الجعفرى، و ثالثة یعقوب بن جعفر بن ابراهیم الجعفرى.

5) سورة یس: 82.

6) التوحید ص 183 و الکافى م 1 ص 125 و الاحتجاج ج 2 ص 386.

7) سورة المجادلة: 7.

8) التوحید ص 179 -178.

9) المصدر السابق ص 76-75.

10) المصدر السابق ص 284.

11) سورة الشورى: 11.

12) التوحید ص 93 و معانى الأخبار ص 6.

13) التوحید ص 76.

14) روى سهل بن زیاد، عن جماعة، عن الامام الصادق علیه‏السلام، أنه قال: عجبا لأقوام یدعون على أمیرالمؤمنین علیه‏السلام ما لم یتکلم به قط!. خطب أمیرالمؤمنین الناس بالکوفة فقال: الحمدلله الملهم عباده حمده، و فاطرهم على معرفة ربوبیته، الدال على وجوده بخلقه، و بحدوث خلقه على أزله، و باشتباهم على أن لا شبه له، المستشهد بآیاته على قدرته، الممتنعة فى الصفات ذاته، و من الأبصار رؤیته، و من الأوهام الاحاطة به؛ لا أمد لکونه، و لا غایة – أى نهایة – لبقائه، لا تشمله المشاعر، و لا تحجبه الحجب، و الحجاب بینه و بین خلقه خلقه ایاهم، لا متناعه عما یمکن فى ذواتهم…(و ذلک فى الکافى م 1 ص 140-139 فى حدیث طویل).

15) الکافى م 1 ص 141-140.

16) الاختصاص ص 60.

17) الاحتجاج ج 2 ص 286 و الکافى م 1 ص 115-114 مع تصحیح المجلسى رحمه الله. و الآیة الکریمة فى سورة طه: 5 و الحسن بن راشد عده الشیخ فى رجاله ص 267 من أصحاب الصادق علیه‏السلام، و أنه کوفى، و فى أصحاب الکاظم علیه‏السلام ص 346 باسم الحسین بن راشد، و أنه بغدادى.

18) التوحید ص 230 و معانى الأخبار ص 4.

19) أى لم یبتدع لعظمته مکانا اذ لا تحیط به الأماکن.

20) التوحید ص 142-141.

21) سورة النجم: 11.

22) التوحید ص 116.

23) التوحید ص 175.

24) سورة النجم: 9-8.

25) الاحتجاج ج 2 ص 386.

26) الکافى م 1 ص 125 و الاحتجاج ج 2 ص 386 و التوحید ص 76 و الآیة الکریمة فى سورة الشعراء: 219-217.

27) التوحید ص 147.

28) الکافى م 1 ص 150.

29) المصدر السابق نفس الصفحة.

30) سورة هود: 7. وانظر الکافى م 1 ص 56.