قام السندی بن شاهک بالخطوة الاُولى من مسلسل التخلی لیمهّد الأجواء لسیده هارون فی أن یتخلّى فیما بعد بنفسه عن مسؤولیة هذه الجریمة.
یحدثنا عمربنواقد عن تحرک السندی وکیفیة تنصّله عن الحادث،قال: أرسل إلیَّ السندی بن شاهک فی بعض اللیل وأنا ببغداد یستحضرنی، فخشیت أن یکون ذلک لسوء یریده بی، فأوصیت عیالی بما احتجت إلیه، وقلت: إنّا لله وانّا الیه راجعون، ثم رکبت الیه.
فلما رآنی مقبلا، قال: یا أبا حفص لعلّنا أرعبناک وأفزعناک؟
قلت: نعم قال: فلیس هناک إلاّ خیر.
قلت: فرسول تبعثه الى منزلی یخبرهم خبری. فقال نعم.
ثم قال: یا أبا حفص أتدری لم أرسلت إلیک؟ فقلت: لا.
فقال: أتعرف موسى بن جعفر؟ فقلت إی والله، انی لأعرفه، وبینی وبینه صداقة منذ دهر.
فقال: من هاهنا ببغداد یعرفه ممن یُقبل قوله؟ فسمیت، وجاء بهم کما جاء بی، فقال: هل تعرفون قوماً یعرفون موسى بن جعفر؟
فسموا له قوماً، فجاء بهم، فاصبحنا ونحن فی الدار نیفاً وخمسین رجلا ممن یعرفون موسى بن جعفر(علیه السلام) قد صحبه.
قال: ثم قام فدخل وصلینا، فاخرج کاتبه طوماراً، فکتب أسماءنا ومنازلنا وأعمالنا وحِلالنا، ثم دخل إلیه السندی.
قال: فخرج السندی فضرب یده إلیَّ فقال: قم یا أبا حفص فنهضت
ونهض أصحابنا ودخلنا.
فقال لی: یا أبا حفص اکشف الثوب عن وجه موسى بن جعفر فکشفته فرأیته میتاً، فبکیت واسترجعت.
ثم قال للقوم: انظروا إلیه فدناواحد بعد واحد فنظروا إلیه.
ثم قال: تشهدون کلّکم أنّ هذا موسى بن جعفر بن محمد؟ فقلنا: نعم، نشهد أنه موسى بن جعفر بن محمد.
ثم قال: یا غلام اطرح على عورته مندیلا واکشفه، قال: ففعل.
فقال: أترون به أثراً تنکرونه؟ فقلنا: لا، ما نرى شیئاً ولا نراه إلاّ میتاً.
ثم سجّل شهادتهم وانصرفوا(1)
1) کمال الدین: 37، وعیون اخبار الرضا: 1 / 97 ح3، عنهما فی بحار الأنوار: 48 / 225 ح 37.