ولم یتحمل الرشید سماعه لمناقب الإمام ومآثره وانتشارها بین الناس فعزم على قتله، فدعا برطب وأخذ رطبة من ذلک الرطب المهیّأ له، فوضع فیها سماً، وقال لخادمه احمله الى موسى بن جعفر وقل له:
إنّ أمیر المؤمنین أکل من هذا الرطب ویقسم علیک بحقه لمّا أکلته عن آخره فانی اخترته لک بیدی ولا تترکه یبقی شیئاً ولا یطعم منه أحداً.
فحمل الخادم الرطب وجاء به الى الإمام(علیه السلام) وأبلغه برسالة هارون فأخذ الإمام یأکل من الرطب وکانت للرشید کلبة عزیزة عنده، فجذبت نفسها وخرجت تجرّ بسلاسلها الذهبیة حتى حاذت الإمام(علیه السلام) فبادر بالخلال الى الرطبة المسمومة ورمى بها الى الکلبة فأکلتها فلم تلبث أن ضربت بنفسها الأرض وماتت، واستوفى الإمام باقی الرطب وباء مخطط الرشید بالفشل والخیبة فلم تنجح محاولته فی اغتیال الإمام(علیه السلام) فأنقذه الله منه وصرف عنه السوء(1)
1) عیون أخبار الرضا: 1 / 101 ـ 102 وعنه فی بحار الأنوار: 48 / 223 ح 26.