استخدم الإمام آلیات متقنة ومحکمة فی نشاطه الاستخباری وتأمین الاتّصال السری مع علی بن یقطین أو غیره من الشیعة المندسین فی مراکز النظام الحاکم، ولعل الهدف من هذا الاختراق ومسک مواقع متقدمة من السلطة إمّا للتأثیر فی السیاسة العامة للسلطة أو لإنجاز أعمال سیاسیّة أو فقهیّة لصالح الاُمّة من خلال قربه لهذه المواقع.
یحدّثنا اسماعیل بن سلام عن آلیات هذا الارتباط وما یتضمّنه من نشاط فی النصّ التالی:
قال اسماعیل بن سلام وابن حمید: بعث الینا علی بن یقطین فقال: اشتریا راحلتین، وتجنّبا الطریق. ودفع الینا أموالا وکتباً حتى توصلا ما معکما من المال والکتب الى أبی الحسن موسى(علیه السلام) ولا یعلم بکما أحد، قال: فأتیناالکوفة واشترینا راحلتین وتزوّدنا زاداً، وخرجنا نتجنّب الطریق حتى إذا صرنا ببطن الرّمة شدّدنا راحلتنا، ووضعنا لها العلف، وقعدنا نأکل فبینا نحن کذلک، إذ راکب قد أقبل ومعه شاکری، فلما قرب منّا فاذا هو أبوالحسن موسى(علیه السلام) فقمنا الیه وسلمنا علیه ودفعنا إلیه الکتب وما کان معنا فأخرج من کمّه کتباً فناولنا ایّاها فقال: هذه جوابات کتبکم(1)
1) اختیار معرفة الرجال: 436 ح 821 والخرائج والجرائح: 1 / 327 وعنهما فی بحار الأنوار: 48 / 34، ح 5.