وأراد أبو جعفر المنصور الذهاب الى مکة ـ وذلک قبیل وفاته ـ فأخبر الإمام(علیه السلام) بعض خواص الشیعة بموته قبل أن یصل الیها. وفعلا مات قبل الوصول الیها کما أخبر به الإمام(علیه السلام).
قال علی بن أبی حمزة: سمعت أبا الحسن موسى(علیه السلام) یقول: «لا والله لا یرى أبو جعفر بیت الله أبداً.
فقدمت الکوفة فأخبرت أصحابنا، فلم نلبث ان خرج فلمّا بلغ الکوفة
قال لی أصحابنا فی ذلک فقلت: لا والله لا یرى بیت الله أبداً.
فلما صار الى البستان اجتمعوا أیضاً الیَّ فقالوا: بقی بعد هذا شیء؟ قلت: لا والله لا یرى بیت ا لله أبداً.
فلما نزل بئر میمون أتیت أبا الحسن(علیه السلام) فوجدته فی المحراب قد سجد فأطال السجود ثم رفع رأسه الیَّ فقال: اخرج فانظر ما یقول الناس. فخرجت فسمعت الواعیة على أبی جعفر فأخبرته. قال: الله أکبر ما کان لیرى بیت الله أبداً»(1)
وهکذا انتهت حیاة المنصور العبّاسی واستولى على الحکم من بعده ابنه المهدی وذلک فی سنة (158 هـ)، وبذلک بدأ عهد سیاسی جدید له ملامحه وخصائصه. وسوف نرى مواقف الإمام الکاظم(علیه السلام) الرسالیّة فی هذا العهد الجدید.
1) قرب الاسناد: 264 ح 1259 وعنه فی بحار الأنوار: 48 / 45.