جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الإمام موسى الکاظم فی سطور

زمان مطالعه: 2 دقیقه

الإمام موسى بن جعفر المعروف بالکاظم الغیظ سابع أئمة المسلمین بعد رسول الله(صلى الله علیه وآله) وأحد أعلام الهدایة الربّانیة فی دنیا الاسلام وشمس من شموس المعرفة فی دنیا البشریة التی لا زالت تشع نوراً وبهاءً فی هذا الوجود.

إنه من العترة الطاهرة الذین قرنهم الرسول الأعظم(صلى الله علیه وآله) بمحکم التنزیل وجعلهم قدوة لاولی الألباب وسفناً للنجاة وأمناً للعباد وأرکاناً للبلاد.

إنه من شجرة النبوة الباسقة والدوحة العلویة الیانعة ومحطّ علم الرسول وباب من أبواب الوحی والایمان ومعدن من معادن علم الله.

ولد الإمام موسى بن جعفر فی نهایة العهد الاُموی سنة (128 هـ) وعاصر أیّام انهیار هذا البیت الذی عاث باسم الخلافة النبویّة فی أرض الاسلام فساداً.

وعاصر أیضاً بدایات نشوء الحکم العبّاسی الذی استولى على مرکز القیادة فی العالم الإسلامی تحت شعار الدعوة الى الرّضى من آل محمد(صلى الله علیه وآله).

وعاش فی ظلّ أبیه الصادق (علیه السلام) عقدین من عمره المبارک وتفیّأ بظلال علوم والده الکریم ومدرسته الربّانیة التی استقطبت بأشعتها النافذة العالم الإسلامی بل الإنسانی أجمع.

فعاصر حکم السفّاح ثم حکم المنصور الذی اغتال أباه فی الخامس والعشرین من شوال سنة (148 هـ) وتصدّى لمنصب الإمامة بعد أبیه الصادق(علیه السلام) فی ظروف حرجة کان یخشى فیها على حیاته.

وقد أحکم الإمام الصادق(علیه السلام) التدبیر للحفاظ على ولده موسى لیضمن استمرار حرکة الرسالة الإلهیة فی أقسى الظروف السیاسیة حتى أینعت ثمار هذه الشجرة الباسقة خلال ثلاثة عقود من عمره العامر بالهدى، وتنفّس هواء الحریة بشکل نسبی فی أیّام المهدی العبّاسی وما یقرب من عقد فی أیام حکم الرشید.

لقد عاش الإمام موسى الکاظم(علیه السلام) ثلاثة عقود من عمره المبارک والحکم العبّاسی لمّا یستفحل، ولکنه قد عانى من الضغوط فی عقده الأخیر ضغوطاً قلّما عاناها أحد من أئمة أهل البیت(علیهم السلام) من الأمویین وممن سبق الرشید من العباسیین من حیث السجن المستمرّ والاغتیالات المتتالیة حتى القتل فی سبیل الله على یدی عملاء السلطة الحاکمة باسم الله ورسوله. وقد روی أنّ الرشید خاطب الرسول الأعظم(صلى الله علیه وآله) معتذراً منه فی اعتقال سبطه موسى بن جعفر(علیه السلام). زاعماً أنّ وجوده بین ظهرانی الاُمة سبب للفرقة… وهکذا تحکم القبضة على رقاب المسلمین بل وأئمة المسلمین..فإنا لله وإنا إلیه راجعون.

لقد سار الإمام موسى الکاظم(علیه السلام) على منهاج جدّه رسول الله(صلى الله علیه وآله) وآبائه المعصومین علی أمیر المؤمنین والحسن والحسین وعلی ومحمد وجعفر… فی الاهتمام بشؤون الرسالة الالهیّة وصیانتها من الضیاع والتحریف، والجدّ فی صیانة الاُمّة من الانهیار والاضمحلال ومقارعة الظالمین وتأیید الآمرین بالمعروف والناهین عن المنکر للصدّ من تمادی

الحکام فی الظلم والاستبداد.

وقد کانت مدرسته العلمیة الزاخرة بالعلماء وطلاّب المعرفة تشکّل تحدّیاً اسلامیّاً حضاریّاً وتقف أمام تراث کل الحضارات الوافدة وتربی الفطاحل من العلماء والمجتهدین وتبلور المنهج المعرفی للعلوم الإسلامیة والإنسانیة معاً.

کما کانت نشاطاته التربویة والتنظیمیة تکشف عن عنایته الفائقة بالجماعة الصالحة وتخطیطه لمستقبل الاُمّة الإسلامیة الزاهر والزاخر بالطلیعة الواعیة التی حفظت لنا تراث ذلک العصر الذهبی العامر بمعارف أهل البیت(علیهم السلام) وعلوم مدرستهم التی فاقت کل المدارس العلمیة فی ذلک العصر وأخذت تزهر وتزدهر یوماً بعد یوم حتى عصرنا هذا.

لقد اشتهرالإمام موسى بالکاظم الغیظ لشدّة حلمه وبالعابد والتقی وباب الحوائج الى الله، ولم یستسلم لضغوط الحکّام العباسیین ولألوان تعسفهم من أجل تحجیم نشاطه الربّانی الذی کانت تفرضه علیه ظروف المرحلة صیانة للرسالة والدولة الإسلامیة من الانهیار وتحقیقاً لهویّة الاُمة ومحافظة على الجماعة الصالحة من التحدیات المستمرّة والمتزایدة یوماً بعد یوم.

لقد بقی هذاالإمام العظیم ثابتاً مقاوماً على خط الرسالة والعقیدة لاتأخذه فی الله لومة لائم حتى قضى نحبه مسموماً شهیداً محتسباً حیاته مضحّیاً بکل ما یملک فی سبیل الله وإعلاءاً لکلمة الله ودین جدّه المصطفى محمد(صلى الله علیه وآله) فی الخامس والعشرین من رجب سنة (183) أو (184 هـ).

فسلام علیه یوم ولد ویوم جاهد فی سبیل الله ویوم استشهد ویوم یبعث حیّاً.