جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

کیف استشهد

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و أما عن کیفیة استشهاده فهناک روایات تقول انه سم على ید زوجته أم‏الفضل بنت المأمون، بایعاز من عمها المعتصم نفسه..

ولکن بعض الروایات تقول: انه بعد أن استقدمه المعتصم، أنفذ الیه شراب حماض الأترج، تحت ختمه على یدى أشناس، فقال: ان أمیرالمؤمنین ذاقه، قبل أحمد بن أبى‏دؤاد، و سعید بن الخضیب، و جماعة من المعروفین. و یأمرک أن تشرب منها بماء الثلج، و صنع فى الحال، و قال، اشربها باللیل، و قال: انها تنقع باردا، و قد ذاب الثلج. و أصر على ذلک. فشربها عالما بفعلهم(1)

و فى نص آخر: أن ابن‏أبى‏دؤاد حرض المعتصم على قتله، بعد قضیة جرت، ترتبط بقطع ید السارق، حیث أقام الامام «علیه‏السلام» علیهم الحجة، و أخذ المعتصم بقوله دونهم. فقال ابن‏أبى‏دؤاد للمعتصم:

«ان نصیحة أمیرالمؤمنین على واجبة، و أنا أکمله بما أعلم أنى أدخل به النار!

قال: ما هو؟

قلت: جمع أمیرالمؤمنین فى مجلسه فقهاء رعیته و علماءهم لأمر واقع من أمور الدین، فسألهم الحکم فیه، فأخبروه بما عندهم من الحکم فى ذلک، و قد حضر مجلسه أهل بیته و قواده، و وزراؤه، و کتابه، و قد تسامع الناس بذلک من وراء بابه، ثم یترک أقاویلهم لقول رجل یقول شطر هذه الأمة بامامته.

و یدعون أنه أولى منه بمقامه، ثم یحکم بحکمه، دون حکم الفقهاء؟!

قال: فتغیر لونه، وانتبه لما نبهته له.

و قال: جزاک الله عن نصیحتک خیرا..

قال: فأمر الیوم الرابع فلانا، من کتاب وزرائه، بأن یدعوه الى منزله، فدعاه، فأبى أن یجیبه، و قال: قد علمت أنى لا أحضر مجالسکم.

فقال: انى انما أدعوک الى الطعام، و أحب أن تطأ ثیابى، و تدخل منزلى، فأتبرک بذلک، فقد أحب فلان بن فلان – من وزراء الخلیفة – لقاءک..

فصار الیه، فلما طعم منها أحس السم، فدعا دابته، فسأله رب المنزل أن یقیم، قال: خروجى من دارک خیر لک.

فلم یزل یومه ذلک و لیله فى خلفة(2)، حتى قبض «علیه‏السلام»(3)

و لعل دس السم الیه «علیه‏السلام»، قد تکرر، و یمکن أن یکون المعتصم قد بذل المحاولات الثلاث فى یوم واحد، لکى یتأکد لدیه النجاح فیما یرمى الیه..

کما و یلاحظ: أن روایة أشناس لا تصرح بأنه «علیه‏السلام» قد استشهد نتیجة لشربه ذلک الشراب..

و حول توهم وفاته «علیه‏السلام» فى زمن الواثق راجع کتاب بحارالأنوار..(4) فان ذلک ناشى‏ء عن صلاة الواثق علیه فى ظاهر الحال، حسبما أشار الیه العلامة المجلسى رحمه‏الله تعالى..


1) المناقب لابن‏شهرآشوب ج 4 ص 384 و البحار ج 5 ص 8.

2) الخلفة: انطلاق البطن، والقى‏ء و القیام جمیعا.

3) البحار ج 50 ص 6 و 7 و تفسیر العیاشى ج 1 ص 320 و تفسیر البرهان ج 1 ص 471 و الوسائل ج 18 ص 490 ذکر شطرا من الحدیث.

4) البحار ج 50 ص 8 و 11 و 12 و 13.