و بعد.. فقد کانت تلک دراسة موجزة، و سریعة جدا حول الحیاة «السیاسیة للامام الجواد» علیه التحیة والصلاة والسلام..
و یمکن أن یکون قد اتضح منها، ولو بشکل محدود، أهمیة ما قام به هذا الامام العظیم من أثر فى تثبیت قواعد الدین، و الحفاظ على خط الامامة، و فى التمهید لذلک الحدث الکبیر و العظیم، الذى تجسد بامامة الامام المهدى أرواحنا فداه، و هو صبى صغیر السن، ثم غیبته الصغرى و الکبرى عجل الله تعالى فرجه الشریف..
و اذا کانت ثمة أحداث کبرى لا تنسى فى حیاة الأمة و الأئمة علیهم الصلاة والسلام، فان هذا الحدث لابد أن یکون منها، و فى طلیعتها أیضا، فانه لا یقل فى أهمیته عن هدنة الامام الحسن «علیهالسلام» مثلا، و لا عن البیعة بولایة العهد للامام على الرضا «علیهالسلام» و لا عن غیرهما من الأحداث الهامة و الخطیرة.. و ذلک لأنه یرتبط مباشرة بالهیکلیة العقائدیة للأئمة و لهذه الطائفة، التى تدین باستمرار خط الامامة فیهم علیهم الصلاة والسلام.. و یمسها فى الصمیم.
نسأل الله سبحانه أن یوفقنا لدراسة حیاة الأئمة علیهم الصلاة والسلام من کافة جوانبها، للاستفادة منها فى حیاتنا الفکریة و العملیة.. فانهم «علیهمالسلام» هم القدوة، و هم الأسوة، و هم أئمة الهدى، و أعلام التقى، و سفن النجاة..
و أننى اذ أعتذر للقارىء الکریم عن عدم تمکنى فى هذه العجالة من القیام بدراسة مستوعبة و شاملة لحیاة هذا الامام العظیم.. فاننى أطلب منه أن یتحفنى بآرائه، و بملاحظاته حول هذا البحث المقتضب.. و له منى جزیل الشکر، و وافر التقدیر..
والله هو الموفق، و المسدد، و هو المعین، و هو الهادى.
یوم الجمعة: 8 جمادىالأولى 1406 هجرى قمرى.
جعفر مرتضى الحسینى العاملى