جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

ما روى عنه فى رسول الله

زمان مطالعه: 21 دقیقه

1 – روى البرقى، عن بعض أصحابنا، عن على بن اسماعیل المیثمى، عن محمد ابن حکیم، عن أبى‏الحسن موسى (علیه‏السلام) قال: أتاهم رسول الله صلى الله علیه و آله بما اکتفوا به فى عهده، و استغنوا به من بعده(1)

2 – الکلینى، عن، محمد بن یحیى، عن أحمد بن أبى‏زاهر، أو غیره، عن محمد بن حماد، عن أخیه أحمد ابن حماد، عن ابراهیم، عن أبیه، عن أبى‏الحسن الاول علیه‏السلام قال: قلت له: جعلت فداک أخبرنى عن النبى صلى الله علیه و آله ورث النبیین کلهم؟ قال: نعم، قلت: من لدن آدم حتى انتهى الى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبیا الا و محمد صلى الله علیه و آله أعلم منه، قال: قلت: ان عیسى بن مریم کان یحیى الموتى باذن الله.

قال: صدقت و سلیمان بن داود کان یفهم منطق الطیر و کان رسول الله صلى الله علیه و آله یقدر على هذه المنازل، قال: فقال: ان سلیمان بن داود قال للهدهد حین فقده و شک فى أمره: «فقال مالى لا أرى الهدهد أم کان من الغائبین» حین فقده، فغضب علیه فقال: «لاعذبنه عذابا شدیدا أو لأذبحنه أو لیأتینى بسلطان مبین» و انما غضب لأنه کان یدله على الماء.

فهذا – و هو طائر – قد اعطى ما لم یعط سلیمان و قد کانت الریح و النمل و الانس و الجن و الشیاطین [و] المردة له طائعین، و لم یکن یعرف الماء تحت الهواء، و کان الطیر یعرفه و ان الله یقول فى کتابه: «و لو أن قرآنا سیرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو

کلم به الموتى» و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذى فیه ما تسیر به الجبال و تقطع به البلدان، و تحیى به الموتى.

و نحن نعرف الماء تحت الهواء، و ان فى کتاب الله لآیات ما یراد بها أمر الا أن یأذن الله به مع ما قد یأذن الله مما کتبه الماضون، جعله الله لنا فى ام الکتاب، ان الله یقول: «و ما من غائبة فى السماء و الارض الا فى کتاب مبین» ثم قال: «ثم أورثنا الکتاب الذین اصطفینا من عبادنا» فنحن الذین اصطفانا الله عزوجل و أورثنا هذا الذى فیه تبیان کل شى(2)

3 – عنه، عن الحسین بن محمد الأشعرى، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحارث ابن جعفر، عن على بن اسماعیل بن یقطین، عن عیسى بن المستفاد أبى موسى الضریر قال: حدثنى موسى بن جعفر علیهماالسلام قال: قلت لأبى عبدالله: ألیس کان أمیرالمؤمنین علیه‏السلام کاتب الوصیة و رسول الله صلى الله علیه و آله المملى علیه و جبرئیل و الملائکة المقربون علیهم‏السلام شهود؟ قال: فأطرق طویلا.

ثم قال: یا أباالحسن قد کان ما قلت و لکن حین نزل برسول الله صلى الله علیه و اله الأمر، نزلت الوصیة من عند الله کتابا مسجلا، نزل به جیرئیل مع امناء الله تبارک و تعالى من الملائکة، فقال جبرئیل: یا محمد مرباخراج من عندک الا وصیک، لیقبضها منا و تشهدنا بدفعک ایاها الیه ضامنا لها – یعنى علیا علیه‏السلام – فأمر النبى صلى الله علیه و آله باخراج من کان فى البیت ما خلا علیا علیه‏السلام؛ و فاطمة فیما بین الستر و الباب.

فقال جبرئیل: یا محمد ربک یقرئک السلام و یقول: هذا کتاب ما کنت عهدت الیک و شرطت علیک و شهدت به علیک و أشهدت به علیک ملائکتى و کفى بى یا محمد شهیدا، قال: فارتعدت مفاصل النبى صلى الله علیه و آله فقال یا جبرئیل ربى هو السلام و منه السلام و الیه یعود السلام صدق عزوجل و بر، هات الکتاب، فدفعه الیه و أمره

بدفعه الى أمیرالمؤمنین علیه‏السلام فقال له: اقرأه، فقرأه حرفا حرفا.

فقال: یا على! هذا عهد ربى تبارک و تعالى الى و شرطه على و أمانته و قد بلغت و نصحت و أدیت، فقال على علیه‏السلام: و أنا أشهد لک [بأبى و أمى انت] بالبلاغ و النصیحة و التصدیق على ما قلت و یشهد لک به سمعى و بصرى و لحمى و دمى، فقال جبرئیل علیه‏السلام: و أنا لکما على ذلک من الشاهدین، فقال رسول الله صلى الله علیه و آله: یا على أخذت وصیتى و عرفتها و ضمنت لله ولى الوفاء بما فیها.

فقال على علیه‏السلام: نعم بأبى أنت و أمى على ضمانها و على الله عونى و توفیقى على أدائها، فقال رسول الله صلى الله علیه و آله: یا على انى ارید ان اشهد علیک بموافاتى بها یوم القیامة، فقال على علیه‏السلام: نعم أشهد، فقال النبى صلى الله علیه و آله: ان جبرئیل و میکائیل فیما بینى و بینک الآن و هما حاضران معهما الملائکة المقربون لأشهدهم علیک.

فقال: نعم لیشهدوا و أنا – بأبى أنت و امى – اشهدهم، فأشهدهم رسول الله صلى الله علیه و آله و کان فیما اشترط علیه النبى بأمر جبرئیل علیه‏السلام فیما أمر الله عزوجل أن قال له: یا على تفى بما فیها من موالاة من والى الله و رسوله و البراءة و العداوة لمن عادى الله و رسوله و البراءة منهم على الصبر منک [و] على کظم الغیظ و على ذهاب حقى و غصب خمسک و انتهاک حرمتک؟ فقال: نعم یا رسول الله.

فقال أمیرالمؤمنین علیه‏السلام: و الذى فلق الحبة و برأ النسمة لقد سمعت جبرئیل علیه‏السلام یقول للنبى: یا محمد عرفه أنه ینتهک الحرمة و هى حرمة الله وحرمة رسول الله صلى الله علیه و آله و على أن تخضب لحیته من رأسه بدم عبیط قال أمیرالمؤمنین علیه‏السلام: فصعقت حین فهمت الکلمة من الأمین جبرئیل حتى سقطت على وجهى و قلت: نعم قبلت و رضیت و ان انتهکت الحرمة و عطلت السنن و مزق الکتاب و هدمت الکعبة و خضبت لحیتى من رأسى بدم عبیط صابرا محتساب أبدا حتى أقدم علیک.

ثم دعا رسول الله صلى الله علیه و آله فاطمة و الحسن و الحسین و أعلمهم مثل ما أعلم أمیرالمؤمنین، فقالوا مثل قوله فختمت الوصیة بخواتیم من ذهب، لم تمسه النار و دفعت‏

الى أمیرالمؤمنین علیه‏السلام، فقلت لأبى الحسن علیه‏السلام: بأبى أنت و امى ألا تذکر ما کان فى الوصیة؟ فقال: سنن الله و سنن رسوله.

فقلت: أکان فى الوصیة توثبهم و خلافهم على أمیرالمؤمنین علیه‏السلام؟ فقال: نعم و الله شیئا شیئا، و حرفا حرفا، أما سمعت قول الله عزوجل: «انا نحن نحیى الموتى و نکتب ما قدموا و آثارهم و کل شى‏ء أحصیناه فى امام مبین»؟ و الله لقد قال رسول الله صلى الله علیه و آله لأمیرالمؤمنین و فاطمة علیهما السلام: ألیس قد فهمتما ما تقدمت به الیکما و قبلتماه؟ فقالا: بلى و صبرنا على ما ساءنا و غاظنا(3)

4 – روى المجلسى عن نوادر الراوندى باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه علیهم السلام قال: غزا رسول الله صلى الله علیه و آله غزاة فعطش الناس عطشا شدیدا، فقال النبى صلى الله علیه و آله: هل من ینبعث بالماء؟ فضرب الناس یمینا و شمالا، فجاء رجل على فرس أشقر بین یدیه قربة من ماء، فقال النبى صلى الله علیه و آله: اللهم و بارک فى الأشقر(4)

5 – عنه، عن الراوندى بسنده عن موسى بن جعفر قال: کان رجل من نجران مع رسول الله صلى الله علیه و آله فى غزاة و معه فرس، و کان رسول الله صلى الله علیه و آله یستأنس الى صهیله، ففقده، فبعث الیه، فقال: ما فعل فرسک؟ فقال: اشتد على شبعه فخصیته، فقال النبى صلى الله علیه و آله: مثلت به الخیل معقود فى نواصیها الخیر الى أن یقوم القیامة الخبر(5)

6 – روى المجلسى عن کتاب الطرف للسید على بن طاووس نقلا من کتاب الوصیة للشیخ عیسى بن المستفاد الضریر، عن موسى بن جعفر، عن أبیه علیهماالسلام قال: لما حضرت رسول الله صلى الله علیه و آله الوفاة دعا الأنصار و قال: «یا معشر الأنصار قد حان الفراق، و قد دعیت و أنا مجیب الداعى، و قد جاورتم فأحسنتم الجوار، و نصرتم فأحسنتم النصرة، و واسیتم فى الأموال، و وسعتم فى المسلمین، و بذلتم لله مهج النفوس

و الله یجزیکم بما فعلتم الجزاء الأوفى، و قد بقیت واحدة و هى تمام الأمر و خاتمة العمل.

العمل معها مقرون انى أرى أن لا أفترق بینهما جمیعا لو قیس بینهما بشعرة ما انقاست، من أتى بواحدة و ترک الأخرى کان جاحدا للاولى و لا یقبل الله منه صرفا و لا عدلا» قالوا: یا رسول الله فأین لنا بمعرفتها، فلا نمسک عنها فنضل و نرتد عن الاسلام، و النعمة من الله و من رسوله علینا، فقد أنقذنا الله بک من الهلکة یا رسول الله، و قد بلغت و نصحت و أدیت و کنت بنا رؤوفا رحیما شفیقا.

فقال رسول الله صلى الله علیه و آله لهم: «کتاب الله و أهل بیتى فان الکتاب هو القرآن و فیه الحجة و النور و البرهان، کلام الله جدید غض طرى‏ء شاهد و محکم عادل و لنا قائد بحلاله و حرامه و أحکامه یقوم غدا فیحاج أقواما فیزل الله به أقدامهم عن الصراط، و احفظونى معاشر الأنصار فى أهل بیتى، فان اللطیف الخبیر أخبرنى أنهما لن یفترقا حتى یردا على الحوض، ألا و ان الاسلام سقف تحته دعامة، لا یقوم السقف الا بها.

فلو أن أحدکم أتى بذلک السقف ممدودا لا دعامة تحته فأوشک أن یخر علیه سقفه فیهوى فى النار، أیها الناس الدعامة: دعامة الاسلام، و ذلک قوله تعالى: «الیه یصعد الکلم الطیب و العمل الصالح یرفعه» فالعمل الصالح طاعة الامام ولى الأمر و التمسک بحبله، أیها الناس أفهمتم؟ الله الله فى أهل بیتى، مصابیح الظلم، و معادن العلم، و ینابیع الحکم، و مستقر الملائکة.

منهم وصیى و أمینى و وارثى، و هو منى بمنزلة هارون من موسى ألا هل بلغت معاشر الأنصار؟ ألا فاسمعوا و حمن حضر، ألا ان فاطمة بابها بابى و بیتها بیتى، فمن هتکه فقد هتک حجاب الله»، قال عیسى: فبکى أبوالحسن علیه السلام طویلا، و قطع بقیة کلامه، و قال: هتک و الله حجاب الله، هتک و الله حجاب الله، هتک و الله حجاب الله یا امة صلوات الله علیها.

ثم قال علیه‏السلام: أخبرنى أبى، عن جدى محمد بن على قال: قد جمع رسول الله صلى الله علیه و آله المهاجرین فقال لهم: «أیها الناس انى قد دعیت، و انى مجیب دعوة الداعى، قد اشتقت الى لقاء و اللحوق باخوانى من الأنبیاء و انى اعلمکم أنى قد

أوصیت الى وصیى، و لم اهملکم اهمال البهائم، و لم أترک من امورکم شیئا» فقام الیه عمر بن الخطاب فقال: یا رسول الله أوصیت بما أوصى به الأنبیاء من قبلک؟ قال: نعم، فقال له: فبأمر من الله أوصیت أم بأمرک.

قال له: «اجلس یا عمر، أوصیت بأمر الله، و أمره طاعته، و أوصیت بأمرى و أمرى طاعة الله، و من عصانى فقد عصى الله، و من عصى وصیى فقد عصانى، و من أطاع وصیى فقد أطاعنى، و من أطاعنى فقد أطاع الله لا ما ترید أنت و صاحبک» ثم التفت الى الناس و هو مغضب فقال: «أیها الناس اسمعوا وصیتى، من آمن بى و صدقنى بالنبوة و أنى رسول الله فاوصیه بولایة على بن أبى‏طالب و طاعته و التصدیق له.

فان ولایته ولایتی، و ولایة ربى، قد أبلغتکم فلیبلغ الشاهد الغائب أن على بن أبى‏طالب هو العلم، فمن قصر دون العلم فقد ضل، و من تقدمه تقدم الى النار، و من تأخر عن العلم یمینا هلک، و من أخذ یسارا غوى و ما توفیقى الا بالله، فهل سمعتم؟ قالوا: نعم.

7 – و بالاسناد المتقدم عن الکاظم عن أبیه علیهماالسلام قال: قال أمیرالمؤمنین علیه‏السلام دعانى رسول الله صلى الله علیه و آله عند موته و أخرج من کان عنده فى البیت غیرى، و البیت فیه جبرئیل، و الملائکة أسمع الحس و لا أرى شیئا، فاخذ رسول الله صلى الله علیه و آله کتاب الصویة من ید جبرئیل مختومة فدفعها الى و أمرنى أن أفضها، ففعلت، و أمرنى أن أقرأها فقرأتها، فقال: ان جبرئیل عندى أتانى بها الساعة من عند ربى فقرأتها فاذا فیها کلما کان رسول الله صلى الله علیه و آله یوصى به شیئا شیئا ما تغادر حرفا.

8 – و بالاسناد المتقدم عنه عن أبیه عن جده الباقر علیهم‏السلام قال قال أمیرالمؤمنین علیه‏السلام: قال: کنت مسند النبى صلى الله علیه و آله الى صدرى لیلة من اللیالى فى مرضه، و قد فرغ من وصیته، و عنده فاطمة ابنته، و قد أمر أزواجه و النساء أن یخرجن من عنده ففعلن، فقال: یا أباالحسن تحول من موضعک و کن أمامى، قال: ففعلت، و أسنده جبرئیل علیه‏السلام الى صدره، و جلس میکائیل علیه‏السلام على یمینه

فقال: یا على ضم کفیک بعضها الى بعض، ففعلت.

فقال لى: قد عهدت الیک، أحدث العهد لک بمضر أمینى رب العالمین: جبرئیل و میکائیل، یا على بحقهما علیک الا أنفذت وصیتى على ما فیها، و على قبولک ایاها بالصبر و الورع على منهاجى و طریقى، لا طریق فلان و فلان، و خذ ما آتاک الله بقوة، و أدخل یده فیما بین کفى، و کفاى مضمومتان، فکأنه أفرغ بینهما شیئا.

فقال: یا على قد أفرغت بین یدیک الحکمة و قضاء ما یرد علیک، و ما هو وارد لا یغرب عنک من أمرک شى‏ء، و اذا حضرتک الوفاة فأوص وصیتک الى من بعدک على ما اوصیک و اصنع هکذا بلا کتاب و لا صحیفة(6)

9 – و روى أیضا من الکتاب المذکور عن الکاظم عن أبیه علیهماالسلام قال: قال على بن أبى‏طالب علیه‏السلام: کان فى وصیة رسول الله صلى الله علیه و آله فى أولها: بسم الله الرحمن الرحیم، هذا ما عهد محمد بن عبدالله صلى الله علیه و آله و أوصى به، و أسنده بأمر الله الى وصیه على بن أبى‏طالب أمیرالمؤمنین، و کان فى آخر الوصیة: شهد جبرئیل و میکائیل و اسرافیل على ما أوصى به محمد صلى الله علیه و آله على بن أبى‏طالب علیه‏السلام، و قبضه وصیه و ضمانه على ما فیها على ما ضمن یوشع بن نون لموسى بن عمران علیهماالسلام و على ما ضمن و أدى وصى عیسى بن مریم، و على ما ضمن الأوصیاء قبلهم.

على أن محمدا أفضل النبیین، و علیا أفضل الوصیین، و أوصى محمد و سلم الى على و أقر على، و قبض الوصیة ما أوصى به الأنبیاء، و سلم محمد الأمر الى على بن أبى‏طالب و هذا أمر الله و طاعته، و ولاه الأمر على أن لا نبوة لعلى و لا لغیره بعد محمد، و کفى بالله شهیدا(7)

10 – و روى أیضا نقلا عن السید رضى الدین الموسوى رضى الله عنه من کتاب خصائص الأئمة عن هارون بن موسى، عن أحمد بن محمد بن عمار العجلى الکوفى، عن

عیسى الضریر، عن الکاظم، عن أبیه علیهماالسلام قال: قال رسول الله صلى الله علیه و آله لعلى علیه‏السلام حین دفع الیه الوصیة: اتخذ لها جوابا عدا بین یدى الله تبارک و تعالى رب العرش.

فانى محاجک یوم القیامة بکتاب الله حلاله و حرامه، و محکمه و مشابهه على ما أنزل الله، و على ما أمرتک، و على فرائض الله کما انزلت و على الأحکام من الأمر بالمعروف و النهى عن المنکر و اجتنابه، مع اقامة حدود الله و شروطه، و الامور کلها، و اقام الصلاة لوقتها، و ایتاء الزکاة لأهلها، و حج البیت، و الجهاد فى سبیل الله، فما أنت قائل یا على؟

فقال على: بأبى أنت و امى أرجو بکرامة الله لک و منزلتک عنده و نعمته علیک أن یعیننى ربى، و یثبتنى فلا ألقاک بین یدى الله مقصرا و لا متوانیا و لا مفرطا، و لا أمعز وجهک وقاه وجهى و وجوه آبائى و امهاتى بل تجدنى بأبى أنت و امى مستمرا متبعا لوصیتک و منهاجک و طریقک ما دمت حیا حتى أقدم بها علیک، ثم الأول فالأول من ولدى لا مقصرین و لا مفرطین.

قال على علیه‏السلام: ثم انکببت على وجهه و على صدره و أنا أقول: و اوحشتاه بعدک، بأبى أنت و امى، و وحشة ابنتک و بنیک بل و أطول غمى بعدک یا أخى، انقطعت من منزلى أخبار السماء، و فقدت بعدک جبرئیل و میکائیل، فلا أحس أثرا و لا أسمع حسا، فاغمى علیه طویلا ثم أفاق صلى الله علیه و آله.

قال أبوالحسن: فقلت لأبى: فما کان بعد افاقته؟ قال: دخل علیه النساء یبکین و ارتفعت الأصوات و ضج الناس بالباب من المهاجرین و الأنصار، فبیناهم کذلک اذ نودى: أین على؟ فأقبل حتى دخل علیه، قال على علیه‏السلام: فانکببت علیه فقال: یا أخى افهم فهمک الله و سددک و أرشدک و وفقک و أعانک و غفر ذنبک و رفع ذکرک.

اعلم یا أخى ان القوم سیشغلهم عنى ما یشغلهم، فانما مثلک فى الامة مثل الکعبة، نصبها الله للناس علما، و انما تؤتى من کل فج عمیق، و نأى سحیق و لا تأتى، و انما أنت علم الهدى، و نور الدین، و هو نور الله یا أخى، و الذى بعثنى بالحق لقد قدمت الیهم

بالوعید بعد أن أخبرتهم رجلا رجلا ما افترض الله علیهم من حقک، و ألزمهم من طاعتک، و کل أجاب و سلم الیک الأمر، و انى لأعلم خلاف قولهم.

فاذا قبضت و فرغت من جمیع ما اوصیک به و غیبتنى فى قبرى فالزم بیتک، و اجمع القرآن على تألیفه، و الفرائض و الأحکام على تنزیله ثم امض على غیر لائمة على ما أمرتک به، و علیک بالصبر على ما ینزل بک و بها حتى تقدموا على(8)

11 – و بالاسناد المتقدم عن عیسى الضریر، عن الکاظم علیه‏السلام قال: قلت لأبى: فما کان بعد خروج الملائکة عن رسول الله صلى الله علیه و آله؟ قال: فقال: ثم دعا علیا و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم‏السلام و قال لمن فى بیته، اخرجوا عنى، و قال لام سلمة، کونى على الباب فلا یقر به أحد، ففعلت، ثم قال: یا على ادن منى فدنا منه فأخذ بید فاطمة فوضعها على صدره طویلا، و أخذ بید على بیده الاخرى.

فلما أراد رسول الله صلى الله علیه و آله الکلام غلبته عبرته، فلم یقدر على الکلام، فبکت فاطمة بکاء شدیدا و على و الحسن و الحسین علیهم‏السلام لبکاء رسول الله صلى الله علیه و آله، فقالت فاطمة: یا رسول الله قد قطعت قلبى، و أحرقت کبدى لبکائک یا سید النبیین من الأولین و الآخرین، و یا أمین ربه و رسوله و یا حبیبه و نبیه، من لولدى بعدک؟ و لذل ینزل بى بعدک من لعلى أخیک، و ناصر الدین؟ من لوحى الله و أمره؟

ثم بکت و أکبت على وجهه فقبلته، و أکب علیه على و الحسن و الحسین صلوات الله علیهم فرفع رأسه صلى الله علیه و آله الیهم و یدها فى یده فوضعها فى ید على و قال له: یا أباالحسن هذه ودیعة الله و ودیعة رسوله محمد عندک فاحفظ الله و احفظنى فیها، و انک لفاعله یا على هذه و الله سیدة نساء أهل الجنة من الأولین و الآخرین، هذه و الله مریم الکبرى أما و الله ما بلغت نفسى هذا الموضع حتى سألت الله لها و لکم، فأعطانى ما سألته یا على انفذ لما أمرتک به فاطمة فقد أمرتها بأشیاء أمر بها جبرئیل

علیه‏السلام.

و اعلم یا على انى راض عمن رضیت عنه ابنتى فاطمة، و کذلک ربى و ملائکته، یا على ویل لمن ظلمها و ویل لمن ابتزها حقها، و ویل لمن هتک حرمتها، و ویل لمن أحرق بابها، و ویل لمن آذى خلیلها، و ویل لمن شاقها و بارزها، اللهم انى منهم برى‏ء، و هم منى برآء، ثم سماهم رسول الله صلى الله علیه و آله و ضم فاطمة الیه و علیا و الحسن و الحسین علیهم‏السلام.

و قال: اللهم انى لهم و لمن شایعهم سلم، و زعیم بأنهم یدخلون الجنة، و عدو و حرب لمن عاداهم و ظلمهم و تقدمهم أو تأخر عنهم وعن شیعتهم، زعیم بأنهم یدخلون النار، ثم و الله یا فاطمة لا أرضى حتى ترضى، ثم لا و الله لا أرضى حتى ترضى، ثم لا و الله لا أرضى حتى ترضى.

قال عیسى: فسألت موسى علیه‏السلام و قلت: ان الناس قد أکثروا فى أن النبى صلى الله علیه و آله أمر بکر أن یصلى بالناس، ثم عمر، فأطرق عنى طویلا ثم قال: لیس کما ذکروا، و لکنک یا عیسى کثیر البحث عن الامور، و لا ترضى عنها الا بکشفها، فقلت: بأبى أنت و امى انما أسأل عما أنتفع به فى دینى و أتفقه مخافة أن أضل، و أنا لا أدرى، و لکن متى أجد مثلک یکشفها لى.

فقال: ان النبى صلى الله علیه و آله لما ثقل فى مرضه دعا علیا فوضع رأسه فى حجره، و اغمى علیه و حضرت الصلاة فاؤذن بها، فخرجت عائشة فقالت: یا عمر اخرج فصل بالناس فقال: أبوک أولى بها، فقالت: صدقت، و لکنه رجل لین، و أکره أن یواثبه القوم فصل أنت.

فقال لها عمر: بل یصلى هو و أنا أکفیه ان وثب واثب أو تحرک متحرک، مع أن محمدا صلى الله علیه و آله مغمى علیه لا أراه یفیق منها، و الرجل مشغول به لا یقدر أن یفارقه، یرید علیا علیه‏السلام فبادره بالصلاة قبل أن یفیق، فانه ان أفاق خفت أن یأمر علیا بالصلاة، فقد سمعت مناجاته منذ اللیلة، و فى آخر کلامه: الصلاة الصلاة قال: فخرج أبوبکر لیصلى بالناس فأنکر القوم ذلک.

ثم ظنوا أنه بأمر رسول الله صلى الله علیه و آله فلم یکبر حتى أفاق صلى الله علیه و آله و قال: ادعو لى العباس، فدعى فحمله هو و على، فأخرجاه حتى صلى بالناس، و انه لقاعد، ثم حمل فوضع على منبره، فلم یجلس بعد ذلک على المنبر، و اجتمع له جمیع أهل المدینة من المهاجرین و الأنصار حتى برزت العواتق من خدورهن، فبین باک و صائح و صارخ و مسترجع و النبى صلى الله علیه و آله یخطب ساعة، و یسکت ساعة، و کان مما ذکر فى خطبته أن قال:

یا معاشر المهاجرین و الأنصار و من حضرنى فى یومى هذا و فى ساعتى هذه من الجن و الانس فلیبلغ شاهدکم الغائب، ألا قد خلفت فیکم کتاب الله، فیه النور و الهدى و البیان، ما فرط الله فیه من شى‏ء، حجة الله لى علیکم، و خلفت فیکم العلم الأکبر علم الدین و نور الهدى وصیى على بن أبى‏طالب، ألا هو حبل الله فاعتصموا به جمیعا و لا تفرقوا عنه، واذکروا نعمة الله علیکم اذ کنتم أعداء فألف بین قلوبکم فأصبحتم بنعمته اخوانا.

أیها الناس هذا على بن أبى‏طالب کنز الله الیوم و ما بعد الیوم، من أحبه و تولاه الیوم و ما بعد الیوم فقد أوفى بما عاهد علیه الله، و أدى ما وجب علیه، و من عاده الیوم و ما بعد الیوم جاء یوم القیامة أعمى و أصم، لا حجة له عند الله، أیها الناس لا تأتونى غدا بالدنیا تزفونها زفا، و یأتى أهل بیتى شعثا غبرا مقهورین مظلومین، تسیل دماؤهم أمامکم و بیعات الضلالة و الشورى للجهالة.

ألا و ان هذا الأمر له أصحاب و آیات قد سماهم الله فى کتابه، و عرفتکم و بلغتکم ما أرسلت به الیکم و لکنى أراکم قوما تجهلون، لا ترجعن بعدى کفارا مرتدین متأولین للکتاب على غیر معرفة، و تبتدعون السنة بالهوى، لأن کل سنة و حدث و کلام خالف القرآن فهو رد و باطل.

القرآن امام هدى، و له قائد یهدى الیه و یدعو الیه بالحکمة و الموعظة الحسنة ولى الأمر بعدى ولیه، و وارث علمى و حکمتى و سرى و علانیتى، و ما ورثه النبیون من قبلى، و أنا وارث و مورث فلا تکذبنکم أنفسکم، أیها الناس الله الله فى أهل بیتى، فانهم

أرکان الدین، و مصابیح الظلم، و معدن العلم، على أخى و وارثى، و وزیرى و أمینى و القائم بأمرى و الموفى بعهدى على سنتى.

أول الناس بى ایمانا، و آخرهم عهدا عند الموت، و أوسطهم لى لقاء یوم القیامة، فلیبلغ شاهدکم غائبکم، ألا و من أم قوما امامة عمیاه و فى الامة من هو أعلم منه فقد کفر، أیها الناس و من کانت له قبلى تبعة فها أنا، و من کانت له عدة فلیأت فیها على این أبى‏طالب، فانه ضامن لذلک کله حتى لا یبقى لأحد على تباعة(9)

12 – و بالاسناد المتقدم الى عیسى الضریر عن الکاظم عن أبیه علیهماالسلام قال: قال النبى صلى الله علیه و آله فى وصیته لعلى علیه‏السلام و الناس حضور حوله: أما و الله یا على لیرجعن أکثر هؤلاء کفارا یضرب بعضهم رقاب بعض، و ما بینک و بین أن ترى ذلک الا أن یغیب عنک شخصى.

و قال فى مفتاح الوصیة: یا على من شاقک من نسائى و أصحابى فقد عصانى و من عصانى فقد عصى الله، و أنا منهم برى‏ء، فابرأ منهم، فقال على علیه‏السلام: نعم قد فعلت، فقال: اللهم فاشهد، یا على ان القوم یأتمرون بعدى یظلمون و یبیتون على ذلک، و من بیت على ذلک فأنا منهم برى‏ء، و فیهم نزلت: «بیت طائفة منهم غیر الذى تقول و الله یکتب ما یبیتون»(10)

13 – و بهذا الاسناد عن الکاظم عن أبیه علیهماالسلام قال: قال رسول الله صلى الله علیه و آله فى وصیته لعلى علیه‏السلام: یا على ان فلانة و فلانة ستشاقانک و تبغضانک بعدى و تخرج فلانة علیک فى عساکر الحدید، و تخلف الاخرى نجمع الیها الجموع هما فى الأمر سواء، فما أنت صانع یا على؟ قال: یا رسول الله ان فعلتا ذلک تلوت علیهما کتاب الله، و هو الحجة فیما بینى و بینهما.فان قبلتا و الا خبرتهما بالسنة و ما یجب علیهما من طاعتى و حقى المفروض علیهما، قال قبتاه و الا أشهدت الله و أشهدتک علیهما، و رأیت قتالهما على ضلالتهما، قال:

و تعقر الجمل و ان وقع فى النار؟ قلت:نعم، قال اللهم اشهد، ثم قال: یا على اذا فعلتا ما شهد علیهما القرآن فأبنهما منى، فانهما بائنتان، و أبواهما شریکان لهما فیما عملتا و فعلتا.

قال: و کان فى وصیته صلى الله علیه و آله: یا على اصبر على ظلم الظالمین، فان الکفر یقبل و الردة و النفاق مع الأول منهم، ثم الثانى و هو شر منه و أظلم، ثم الثالث، ثم یجتمع لک شیعة تقاتل بهم الناکثین و القاسطین و المتبعین المضلین و أقنت علیهم، هم الأحزاب و شیعتهم(11)

14 – و بالاسناد المتقدم عن الکاظم، عن أبیه صلوات الله علیهما قال: دعا رسول الله صلى الله علیه و آله على بن أبى‏طالب علیه‏السلام قبل وفاته بقلیل فأکب علیه، فقال: أى أخى ان جبرئیل أتانى من عند الله برسالة، و أمرنى أن أبعثک بها الى الناس، فاخرج الیهم و علمهم و أدبهم من الله، و قل من الله و من رسوله: أیها الناس یقول لکم رسول الله صلى الله علیه و آله: ان جبرئیل أتانى من عند الله برسالة؛ و أمرنى أن أبعث بها الیکم مع أمینى على بن أبى‏طالب علیه‏السلام.

ألا من ادعى الى غیر أبیه فقد برى‏ء الله منه ألا من توالى الى غیر موالیه فقد برى‏ء الله منه، و من تقدم على امامه أو قدم اماما غیر مفترض الطاعة و والى بائرا جائرا عن الامام فقد ضاد الله فى ملکه و الله منه برى‏ء الى یوم القیامة، و لا یقبل الله منه صرفا و لا عدلا، ألا هل بلغت؟ ثلاثا و من منع أجیرا اجرته و هو من عرفتم فعلیه لعنة الله المتتابعة الى یوم القیامة(12)

15 – قال السید ابن طاووس رضى الله عنه: روى محمد بن جریر الطبرى عن یوسف بن على البلخى، عن أبى‏سعید الآدمى، عن عبدالکریم بن هلال، عن الحسین ابن موسى بن جعفر، عن أبیه، عن جده علیهماالسلام ان أمیرالمؤمنین علیه‏السلام قال: أمرنى رسول الله صلى الله علیه و آله و سلم أن أخرج فانادى فى الناس: ألا من ظلم أجیرا

أجره فعلیه لعنة الله، ألا من توالى غیره و الیه فعلیه لعنة الله، ألا و من سب أبویه فعلیه لعنة الله.

قال على بن أبى‏طالب علیه‏السلام: فخرجت فنادیت فى الناس کما أمرنى النبى صلى الله علیه و آله، فقال لى عمر بن الخطاب: هل لما نادیت به من تفسیر؟ فقلت: الله و رسوله أعلم، قال: فقام عمر و جماعة من أصحاب النبى صلى الله على و آله فدخلوا علیه، فقال عمر: یا رسول الله هل لما نادى على من تفسیر؟ قال: نعم أمرته أن ینادى: ألا من ظلم أجیرا أجره فعلیه لعنة الله، و الله یقول: «قل لا أسألکم علیه أجرا الا المودة فى القربى».

فمن ظلمنا فعلیه لعنة الله، و أمرته أن ینادى: من توالى غیر موالیه فعلیه لعنة الله، و الله یقول: «النبى أولى بالمؤمنین من أنفسهم» و من کنت مولاه فعلى مولاه، فمن توالى غیر على فعلیه لعنة الله، و أمرته أن ینادى: من سب أبویه فعلیه لعنة الله، و أنا اشهد الله و اشهدکم أنى و علیا أبوا المؤمنین.

فمن سب أحدنا فعلیه لعنة الله، فلما خرجوا قال عمر: یا أصحاب محمد ما آکد النبى لعلى فى الولایة فى غدیر خم و لا فى غیره أشد من تأکیده فى یومنا هذا.

قال خباب بن الأرت: کان هذا الحدیث قبل وفاة النبى صلى الله علیه و آله بتسعة عشر یوما(12)

16 – و بالاسناد المتقدم، عن موسى بن جعفر عن أبیه علیهماالسلام قال: لما کانت اللیلة التى قبض النبى صلى الله علیه و آله فى صبیحتها دعا علیا و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم‏السلام و أغلق علیه و علیهم الباب و قال: یا فاطمة، و أدناها منه، فناجاها من اللیل طویلا، فلما طال ذلک خرج على و معه الحسن و الحسین و أقاموا بالباب و الناس خلف الباب، و نساء النبى صلى الله علیه و آله ینظرن الى على علیه‏السلام و معه ابناه فقالت عائشة: لأمر ما أخرجک منه رسول الله صلى الله علیه و آله و خلا بابنته دونک من هذه الساعة.

فقال لها على علیه‏السلام: قد عرفت الذى خلا بها و أرادها له، و هو بعض ما کنت فیه و أبوک و صاحباه مما قد سماه، فوجمت أن ترد علیه کلمة، قال على علیه السلام: فما لبثت أن نادتنى فاطمة علیهاالسلام فدخلت على النبى صلى الله علیه و آله و هو یجود بنفسه، فبکیت و لم أملک نفسى حین رأیته بتلک الحال یجود بنفسه، فقا لى: ما یبکیک یا على؟ لیس هذا أوان البکاء، فقد حان الفراق بینى و بینک.

فأستودعک الله یا أخى، فقد اختار لى ربى ما عنده، و انما بکائى و غمى و حزنى علیک و على هذه أن تضیع بعدى فقد أجمع القوم على ظلمکم، و قد أستودعکم الله، و قبلکم منى ودیعة یا على، انى قد أوصیت فاطمة ابنتى بأشیاء و أمرتها أن تلقیها الیک، فأنفذها، فهى الصادقة الصدوقة.

ثم ضمها الیه و قبل رأسها، و قال: فداک أبوک یا فاطمة، فعلا صوتها بالبکاء، ثم ضمها الیه و قال: أما و الله لینتقمن الله ربى، و لیغضبن لغضبک فالویل ثم الویل ثم الویل للظالمین، ثم بکى رسول الله صلى الله علیه و آله قال على علیه‏السلام: فو الله لقد حسبت بضعة منى قد ذهبت لبکائه حتى هملت عیناه مثل المطر، حتى بلت دموعه لحیته و ملاءة کانت علیه، و هو یلتزم فاطمة لا یفارقها و رأسه على صدرى، و أنا مسنده، و الحسن و الحسین یقبلان قدمیه و یبکیان بأعلا أصواتهما.

قال على علیه‏السلام: فلو قلت: ان جبرئیل فى البیت لصدقت، لأنى کنت أسمع بکاء و نغمة لا أعرفها، و کنت أعلم أنها أصوات الملائکة لا أشک فیها، لأن جبرئیل لم یکن فى مثل تلک اللیلة یفارق النبى صلى الله علیه و آله، و لقد رأیت بکاء منها أحسب أن السماوات و الأرضین قد بکت لها، ثم قال لها: یا بنیة، الله خلیفتى علیکم، و هو خیر خلیفة، و الذى بعثنى بالحق لقد بکى لبکائک عرش الله و ما حوله من الملائکة و السماوات و الأرضون و ما فیهما.

یا فاطمة و الذى بعثنى بالحق لقد حرمت الجنة على الخلائق حتى أدخلها، و انک لأول خلق الله، یدخلها بعدى کاسیة حالیة ناعمة، یا فاطمة هنیئا لک، و الذى بعثنى بالحق انک لسیدة من یدخلها من النساء، والذى بعثنى بالحق ان جهنم لتزفر زفرة

لا یبقى ملک مقرب و لا نبى مرسل الا صعق، فینادى الیها أن: یا جهنم! یقول لک الجبار: اسکنى بعزى، و استقرى حتى تجوز فاطمة بنت محمد صلى الله علیه و آله الى الجنان، لا یغشاها قتر و لا ذلة.

و الذى بعثنى بالحق لیدخلن حسن و حسین: حسن عن یمینک، و حسین عن یسارک، و لتشرفن من أعلى الجنان بین یدى الله فى المقام الشریف و لواء الحمد مع على بن أبى‏طالب علیه‏السلام یکسى اذا کسیت، و حیى اذا حبیت و الذى بعثنى بالحق لأقومن بخصومة أعدائک، و لیندمن قوم أخذوا حقک، و قطعوا مودتک، و کذبوا على، و لیختلجن دونى فأقول: امتى امتى فیقال: انهم بدلوا بعدک، و صاروا الى السعیر(13)

17 – و بالاسناد المتقدم عن موسى بن جعفر عن أبیه علیهماالسلام قال: قال على ابن أبى‏طالب علیه‏السلام: کان فى الوصیة أن یدفع الى الحنوط، فدعانى رسول الله صلى الله علیه و آله قبل وفاته بقلیل فقال: یا على و یا فاطمة هذا حنوطى من الجنة دفعه الى جبرئیل و هو یقرئکما السلام و یقول لکما: اقسماه و اعزلا منه لى و لکما.

قالت: لک ثلثه، و لیکن الناظر فى الباقى على بن أبى‏طالب علیهالسلام، فبکى رسول الله صلى الله علیه و آله و ضمها الیه، و قال: موفقة رشیدة مهدیة ملهمة، یا على قل فى الباقى، قال: نصف ما بقى لها، و نصف لمن ترى یا رسول الله، قال: هو لک فاقبضه(14)

18 – و بالاسناد المتقدم عنه عن أبیه علیهماالسلام قال: قال رسول الله صلى الله علیه و آله: یا على أضمنت دینى تقضیه عنى؟ قال: نعم، قال: اللهم فاشهد، ثم قال: یا: على تغسلنى ولایغسلنیغیرک فیعمى بصره، قال على علیه‏السلام: و لم یا رسول الله؟ قال: کذلک قال جبرئیل علیه‏السلام عن ربى، انه لا یرى عورتى غیرک الا عمى بصره.

قال على: فکیف أقوى علیک وحدى؟ قال: یعینک جبرئیل و میکائیل و اسرافیل

و ملک الموت و اسماعیل صاحب السماء الدنیا، قلت: فمن یناولنى الماء؟ قال: الفضل ابن العباس من غیر أن ینظر الى شى‏ء منه، فانه لا یحل له و لا لغیره من الرجال و النساء النظر الى عورتى، و هى حرام علیهم، فاذا فرغت من غسلى فضعنى على لوح، و افرغ على من بئرى بئر غرس أربعین دلوا مفتحة الأفواه.

قال عیسى: أو قال: أربعین قربة، شککت أنا فى ذلک قال: ثم ضع یدک یا على على صدرى، و أحضر معک فاطمة و الحسن و الحسین علیهم‏السلام من غیر أن ینظروا الى شى‏ء من عورتى، ثم تفهم عند ذلک تفهم ما کان و ما هو کائن انشاء الله تعالى أقبلت یا على؟ قال: نعم.

قال: اللهم فاشهد، قال: یا على ما أنت صانع لو قد تأمر القوم علیک بعدى، و تقدموا علیک، و بعث الیک طاغیتهم یدعوک الى البیعة ثم لببت بثوبک تقاد کما یقاد الشارد من الابل مذموما مخذولا محزونا مهموما و بعد ذلک ینزل بهذه الذل؟

قال: فلما سمعت فاطمة ما قال رسول الله صلى الله علیه و آله صرخت و بکت، فبکى رسول الله صلى الله علیه و آله لبکائها، و قال: یا بنیة لا تبکین و لا تؤذین جلساءک من الملائکة، هذا جبرئیل بکى لبکائک، و میکائیل و صاحب سر الله اسرافیل، یا بنیة لا تبکین فقد بکت السماوات و الأرض لبکائک، فقال على علیه‏السلام: یا رسول الله أنقاد للقوم، و أصبر على ما أصابنى من غیر بیعة لهم، ما لم أصب أعوانا لم أناجز القوم.

فقال رسول الله صلى الله علیه و آله: اللهم اشهد، فقال: یا على ما أنت صانع بالقرآن و العزائم و الفرائض؟ فقال: یا رسول الله أجمعه، ثم أتیهم به، فان قبلوه و الا أشهدت الله عزوجل و أشهدتک علیه قال: أشهد.

قال: و کان فیما أوصى به رسول الله صلى الله علیه و آله أن یدفن فى بیته الذى قبض فیه و یکفن بثلاثة أثواب: أحدهما یمان، و لا یدخل قبره غیر على علیه السلام، ثم قال: یا على کن أنت و ابنتى فاطمة و الحسن و الحسین، و کبروا خمسا و سبعین تکبیرة و کبر خمسا، و انصرف، و ذلک بعد أن یؤذن لک فى الصلاة.

قال على علیه‏السلام: بأبى أنت و أمى من یؤذن غدا؟ قال: جبرئیل علیه السلام

یؤذنک، قال: ثم من جاء من أهل بیتى یصلون على فوجا فوجا، ثم نساؤهم، ثم الناس بعد ذلک(15)

19 – و بهذا الاسناد قال: قال على علیه‏السلام لرسول الله صلى الله علیه و آله: یا رسول الله أمرتنى أن أصیرک فى بیتک ان حدث بک حدث؟ قال: نعم یا على بیتى قبرى، قال على علیه‏السلام: فقلت: بأبى و امى فحد لى أى النواحى اصیرک فیه، قال انک مسخر بالموضع و تراه، قالت له عایشة: یا رسول الله فأین أسکن؟ قال: «اسکنى أنت بیتا من البیوت، انما هى بیتى، لیس لک فیه من الحق الا ما لغیرک.

فقرى فى بیتک و لا تبرجى تبرج الجاهلیة الاولى، و لا تقاتلى مولاک و ولیک ظالمة شاقة، و انک لفاعلیه» فبلغ ذلک من قوله عمر، فقا لابنته حفصة: مرى عایشة لا تفاتحه فى ذکر على و لا تراده، فانه قد استهیم فیه فى حیاته و عند موته، انما البیت بیتک لا ینازعک فیه أحد، فاذا قضت المرأة عدتها من زوجها کانت أولى ببیتها تسلک الى أى المسالک شاءت(16)

20 – و بالاسناد المتقدم عن الکاظم عن أبیه عن جده الباقر علیهم‏السلام قال: قال أمیرالمؤمنین علیه‏السلام: بینما نحن عند النبى صلى الله علیه و آله و هو یجود بنفسه و هو مسجى بثوب ملأة خفیفة على وجهه، فمکث ما شاء الله أن یمکث، و نحن حوله بین باک و مسترجع، اذ تکلم و قال: ابیضت وجوه، و اسودت وجوه، و سعد أقوام، و شقى آخرون، أصحاب الکساء الخمسة أنا سیدهم، و لا فخر، عترتى أهل بیتى السابقون المقربون.

یسعد من اتبعهم و شایعهم على دینى و دین آبائى، انجزت موعدک یا رب الى یوم القیامة فى أهل بیتى، اسودت وجوه أقدام وردوا ظماء مطمئنین الى نار جهنم، مزقوا الثقل الأول الأعظم، و أخروا الثقل الأصغر، حسابهم على الله کل امرى‏ء بما کسب رهین، و ثالث و رابع غلقت الرهون، و اسودت الوجوه، أصحاب الأموال، هلکت

الأحزاب، قادة الامة بعضها الى بعض فى النار کتاب دارس، و باب مهجور، و حکم بغیر علم، مبغض على و آل على فى النار و محب على و آل فى الجنة، ثم سکت(17)


1) المحاسن: 235.

2) الکافى: 1 / 226 و البصائر: 47.

3) الکافى: 1 / 281.

4) البحار: 19 / 186-185.

5) البحار: 19 / 185-186.

6) البحار: 22 / 476-479.

7) البحار: 22 / 481.

8) البحار: 22 / 482-484.

9) البحار: 22 / 484-487.

10) البحار: 22 / 487.

11) البحار: 22 / 488.

12) البحار: 22 / 489.

13) البحار: 22 / 490-492.

14) البحار: 22 / 492.

15) البحار: 22 / 492-494.

16) البحار: 22 / 294.

17) البحار: 22 / 494.