1 – روى العیاشى بسنده عن الفضل بن موسى الکاتب عن أبىالحسن موسى بن جعفر علیه السلام قال: ان ابراهیم صلوات الله علیه لما اسکن اسماعیل صلوات الله علیه و هاجر مکة و دعهما لینصرف عنهما بکیا، فقال لهما ابراهیم: ما یبکیکما فقد خلفتکما فى أحب الأرض الى الله و فى حرم الله؟ فقالت له هاجر: یا ابراهیم ما کنت
أرى ان نبیا مثلک یفعل ما فعلت؟
قال: و ما فعلت؟ فقالت: انک خلفت امرأة ضعیفة و غلاما ضعیفاغ لا حیلة لهما بلا أنیس من بشر و لا ماء یظهر، و لا زرع قد بلغ، و لا ضرع یحلب؟ قال: فرق ابراهیم و دمعت عیناه عندما سمع منها فأقبل حتى انتهى الى باب بیت الله الحرام فأخذ بعضادتى الکعبة ثم قال: «اللهم انى اسکنت من ذریتى بواد غیر ذى زرع عند بیتک المحرم ربنا لیقموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوى الیهم و ارزقهم من الثمرات لعلهم یشکرون».
قال أبوالحسن: فاوحى الله الى ابراهیم ان اصعد أباقبیس فناد فى الناس: یا معشر الخلایق ان الله یأمرکم بحج هذا البیت الذى بمکة محرما من استطاع الیه سبیلا؛ فریضة من الله؛ قال: فصعد ابراهیم اباقبیس فنادى فى الناس بأعلى صوته یا معشر الخلایق ان الله یأمرکم بحج هذا البیت الذى بمکة محرما من استطاع الیه سبیلا فریضة من الله.
قال: فمد الله لابراهیم فى صوته حتى أسمع به أهل المشرق و المغرب و ما بینهما من جمیع ما قدر الله و قضى فى أصلاب الرجال من النطف و جمیع ما قدر الله و قضى فى أرحام النساء الى یوم القیامة؛ فهناک یا فضل وجب الحج على جمیع الخلایق، فالتلبیة من الحاج فى أیام الحج هى اجابة لنداء ابراهیم علیه السلام یومئذ بالحج عن الله(1)
2 – عنه بسنده عن سماعة بن مهران قال: سمعت العبد الصالح یقول: لقد کانت الدنیا و ما کان فیها الا واحد یعبدالله، و لو کان معه غیره اذ الاضافة الیه حیث یقول: «ان ابراهیم کان امة قانتا لله حنیفا و لم یک من المشرکین» فصبر بذلک ما شاء الله، ثم ان الله تبارک و تعالى آنسه باسماعیل و اسحاق فصاروا ثلاثة(2)
1) تفسیر العیاشى: 2 / 232.
2) تفسیر العیاشى: 2 / 274.