جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

للامام أسلوبه مع أولیائه

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و لسنا نشک: فى أن المعتصم العباسى کان یخشى من نفوذ الامام «علیه‏السلام».. حیث انه رغم کل ما کان یعتبره مزایا ضعف، قد استطاع «علیه‏السلام» أن یجعل منه مزایا قوة، و أن یجد حتى فى رجالات الدولة، من یتفانى فى حبه، و یطفح قلبه بالتشیع له..

فقد روى الکلینى عن: «محمد بن یحیى، و محمد بن أحمد، عن السیارى، عن أحمد بن زکریا الصیدانى، عن رجل من بنى‏حنیفة، من أهل بست و سجستان، قال:

رافقت أباجعفر فى السنة التى حج فیها فى أول خلافة المعتصم، فقلت له، و أنا معه على المائدة، و هناک جماعة من أولیاء السلطان: ان والینا – جعلت فداک – رجل یتولاکم أهل البیت و یحبکم، و على فى دیوانه خراج، فان رأیت جعلنى الله فداک، أن تکتب الیه بالاحسان الى؟!

فقال: لا أعرفه.

فقلت: جعلت فداک، انه على ما قلت، من محبیکم أهل البیت،

و کتابک ینفعنى عنده.

فأخذ القرطاس فکتب:

بسم الله الرحمن الرحیم

أما بعد..

فان موصل کتابى هذا ذکر عنک مذهبا جمیلا، و انما لک من عملک ما أحسنت فیه، فأحسن الى اخوانک.

واعلم أن الله عزوجل سائلک عن مثاقیل الذر و الخردل.

قال: فلما وردت سجستان سبق الخبر الى الحسین بن عبدالله النیسابورى، و هو الوالى، فاستقبلنى على فرسخین من المدینة، فدفعت الیه الکتاب، فقبله، و وضعه على عینیه، و قال لى: حاجتک؟

فقلت: خراج على فى دیوانک.

قال: فأمر بطرحه عنى، و قال: لا تؤد خراجا ما دام لى عمل، ثم سألنى عن عیالى، فأخبرته بمبلغهم، فأمرلى و لهم بما یقوتنا و فضلا.

فما أدیت فى عمله خراجا ما دام حیا، و لا قطع عنى صلته حتى مات..»(1)

و یلاحظ هنا:

أولا: مدى فناء هذا الرجل فى محبة الامام الجواد «علیه‏السلام»، و أهل البیت صلوات الله و سلامه علیهم..

ثانیا: انه «علیه‏السلام» قد أنکر فى بادى‏ء الأمر معرفته به، و لعله من

أجل الحفاظ علیه، حیث یعلم: أن فى مجلسه من هو من موالى السلطان و جواسیسه.

ثالثا: انه «علیه‏السلام» لم یأمر فى رسالته ذلک العامل بشى‏ء خاص، و انما وعظه و خوفه من حساب الله سبحانه، و عرفه أن ما یجدیه من عمله هو ما أحسن فیه، کما أنه قد أشار فى الرسالة الى أن ذلک الرجل هو الذى نقل عنه ذلک المذهب الجمیل، و لم یضف الى ذلک ما یفید صحة ما نقل له عنه..


1) البحار ج 50 ص 86 و 87 و الکافى ج 5 ص 111 و 112.