والذی یظهر من سیر الاحداث هو: أن الائمة «علیهم السلام» بعد
الامام الکاظم صلوات الله و سلامه علیه، قد بلغ من عظمتهم فى نفوس الناس: أن وجد الخلفاء أنفسهم بین نارین، فهم من جهة أصبحوا غیر قادرین على ایصال الأذى الیهم بصورة علنیة و سافرة، تثیر عواطف الناس، و تجرح مشاعرهم، کما أنهم من الجهة الأخرى لا یمکنهم أن یترکوهم و شأنهم، یتصرفون بحریة تامة، و کما یشاؤون، و حسبما یریدون.
فاضطرهم ذلک لانتهاج سیاسة جدیدة، تجاههم «علیهمالسلام».. ظهرت مفرداتها، فى کثیر من أنماط السلوک و المواقف، فکانت قضیة لعبة ولایة العهد للامام الرضا «علیهالسلام».. من قبل المأمون.. ثم موقفه من الامام الجواد «علیهالسلام».. و بعد ذلک موقف المتوکل العباسى، الرجل الطاغیة و القوى جدا و الذى کان من أشد الناس بغضاً، و نصباً لأهل البیت «علیهمالسلام»، من الامام الهادى صلوات الله و سلامه علیه، حیث استقدمه الى سامراء، لیجعله على مقربة منه؛ فکان یکرمه فى ظاهر الحال، و یبغى له الغوائل فى باطن الأمر، فلم یقدره الله علیه(1)
و کل ذلک.. و سواه یدخل فى هذا السیاق، و هو شاهد صدق، و دلیل حق على ما نقول…
1) الفصول المهمة، لابنالصباغ المالکى ص 226، و الإرشاد للمفید ص 314، و البحار ج 50 ص 203.