و بعد کل ما تقدم.. فاننا نشیر الى أن البعض قال:
«قصد المأمون من عقد مجالس المناظرة مع الامام الرضا «علیهالسلام» لزعزعة مرکزه، لیهبط به، بینما کان قصده من المناظرة مع الامام أبىجعفر «علیهالسلام»: أن یظهر للملأ فضله..»(1)
و هو قول لا یستند الى أساس قوى، و لا یعتمد على رکن وثیق، فان المأمون کان هو المأمون، لم یتغیر، و لم یتبدل، فلم یکن یوما شیطانا، و یوما انسانا.. بل کان أحدهما فقط فى یومیه معا، و الوقائع و الأحداث التى سبقت و تلت، هى التى تثبت أیهما کان!!
و مهما یکن من أمر: فقد غر ظاهر المأمون کثیرین من أرباب العلم و الفضل، فتوهموا: أنه انما کان یکرم الامام التقى الجواد «علیهالسلام» على الحقیقة، و أنه کان یعتقد بفضله، و علمه، و أنه کان یوده و یحبه، حتى أحله محل مهجته الخ.. على حد تعبیر بعضهم(2)
مع أنه قد مر التصریح منه أکثر من مرة بما ینم عن دخیلة نفسه، و یؤکد سوء نیته، کما فى قصة البازى الأشهب، و حدیث طلبه من ابنأکثم أن یقطع الامام ولو فى مسألة واحدة، و أنه احتال علیه بکل حیلة، و غیر ذلک..
1) الامام الجواد، لمحمد على دخیل ص 65.
2) راجع الارشاد للمفید، و اعلام الورى، و غیر ذلک من المصادر التى تقدمت لقضیة الزواج – و راجع أیضا أعیان الشیعة ج 2 ص 36 – 33. و سیأتى ما یشیر الى ذلک فى العنوان التالى، بعد الفقرات التى نقلناها من زیارته علیهالسلام مباشرة.