جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

عشیرته

زمان مطالعه: 15 دقیقه

1 – روى الکلینى: عن على بن ابراهیم، عن محمد بن عیسى، عن موسى بن القاسم البجلى، عن على بن جعفر قال: جاءنى محمد بن اسماعیل و قد اعتمرنا عمرة رجب و نحن یومئذ بمکة. فقال: یا عم انى أرید بغداد و قد أحببت أن أودع عمى أباالحسن – یعنى موسى بن جعفر علیه‏السلام – و أحببت أن تذهب معى الیه، فخرجت معه نحو أخى و هو فى داره التى بالحوبة و ذلک بعد المغرب بقلیل، فضربت الباب فأجابنى أخى فقال: من هذا فقلت: على.

فقال: هو ذا أخرج – و کان بطى‏ء الوضوء – فقلت: العجل قال: و أعجل، فخرج و علیه ازار ممشق قد عقده فى عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب، فقال على بن جعفر: فانکببت علیه فقبلت رأسه و قلت: قد جئتک فى أمر ان تره صوابا فالله وفق له، و ان یکن غیر ذلک فما أکثر ما نخطى قال: و ما هو؟ قلت: هذا ابن‏أخیک یرید أن یودعک و یخرج الى بغداد، فقال لى: ادعه فدعوته و کان متنحیا، فدنا منه فقبل رأسه و قال: جعلت فداک أوصنى.

فقال: أوصیک أن تتقى الله فى دمى فقال مجیبا له: من أرادک بسوء فعل الله به و جعل یدعو على من یریده بسوء، ثم عاد فقبل رأسه، فقال: یا عم أوصنى فقال: أوصیک أن تتقى الله فى دمى فقال: من أرادک بسوء فعل الله به و فعل، ثم عاد فقبل رأسه، ثم قال: یا عم أوصنى، فقال: أوصیک أن تتقى الله فى دمى فدعا على من أراده بسوء، ثم تنحى عنه و مضیت معه فقال لى أخى: یا على مکانک فقمت مکانى فدخل منزله.

ثم دعانى فدخلت الیه فتناول صرة فیها مائة دینار فأعطانیها و قال: قل لابن أخیک

یستعین بها على سفره قال على: فأخذتها فأدرجتها فى حاشیة ردائى ثم ناولنى مائة أخرى و قال: أعطه أیضا، ثم ناولنى صرة أخرى و قال: أعطه أیضا فقلت: جعلت فداک اذا کنت تخاف منه مثل الذى ذکرت، فلم تعینه على نفسک؟ فقال: اذا وصلته و قطعنى قطع الله أجله، ثم تناول مخدة أدم، فیها ثلاثة آلاف درهم وضح و قال: أعطه هذه ایضا.

قال: فخرجت الیه فأعطیته المائة الاولى ففرح بها فرحا شدیدا و دعا لعمه، ثم أعطیته الثانیة و الثالثة ففرح بها حتى ظننت أنه سیرجع و لا یخرج، ثم أعطیته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم علیه بالخلافة و قال: ما ظننت أن فى الأرض خلیفتین حتى رأیت عمى موسى بن جعفر یسلم علیه بالخلافة، فأرسل هارون الیه بمائة ألف درهم فرماه الله بالخذبحة فما نظر منها الى درهم و لا مسه(1)

2 – روى الکلینى بسنده: عن عبدالله بن جعفر بن ابراهیم الجعفرى قال: حدثنا عبدالله بن المفضل مولى عبدالله بن جعفر بن أبى‏طالب قال: لما خرج الحسین بن على المقتول بفخ و احتوى على المدینة، دعا موسى بن جعفر الى البیعة، فأتاه فقال له: یا بن عم لا تکلفنى ما کلف ابن‏عمک عمک أباعبدالله فیخرج منى ما لا أرید کما خرج من أبى‏عبدالله ما لم یکن یرید، فقال له الحسین: انما عرضت علیک أمرا فان أردته دخلت فیه و ان کرهته لم أحملک علیه و الله المستعان.

ثم ودعه، فقال له أبوالحسن موسى بن جعفر حین ودعه یا بن عم انک مقتول فأجد الضراب فان القوم فساق یظهرون ایمانا و یسترون شرکا و انا لله و انا الیه راجعون، أحتسبکم عند الله من عصبة، ثم خرج الحسین و کان من أمره ما کان، قتلوا کلهم کما قال علیه‏السلام(2)

3 – روى ایضا: عن عبدالله بن ابراهیم الجعفرى قال: کتب یحیى بن عبدالله بن‏

الحسن الى موسى بن جعفر علیهماالسلام «أما بعد فانى أوصى نفسى بتقوى الله و بها أوصیک فانها وصیة الله فى الأولین و وصیته فى الآخرین، خبرنى من ورد على من أعوان الله على دینه و نشر طاعته بما کان من تحننک من خذلانک، و قد شاورت فى الدعوة للرضا من آل محمد صلى الله علیه و آل و قد احتجبتها و احتجبها أبوک من قبلک و قدیما ادعیتم ما لیس لکم و بسطتم آمالکم الى ما لم یعطکم الله، فاستهویتم و أظللتم و أنا محذرک ما حذرک الله من نفسه».

فکتب الیه أبوالحسن موسى بن جعفر علیه‏السلام من موسى بن أبى‏عبدالله جعفر. ظ و على مشترکین فى التذلل لله و طاعته الى یحیى بن عبدالله بن حسن، أما بعد فانى أحذرک الله و نفسى و أعلمک ألیم عذابه و شدید عقابه، و تکامل نقماته، و أوصیک و نفسى بتقوى الله فانها زین الکلام و تثبیت النعم.

أتانى کتابک تذکر فیه أنى مدع و أبى من قبل، و ما سمعت ذلک منى و ستکتب شهادتهم و یسألون و لم یدع حرص الدنیا و مطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم، حتى یفسد علیهم مطلب آخرتهم فى دنیاهم و ذکرت أنى ثبطت الناس عنک لرغبتى فیما فى یدیک و ما منعنى من مدخلک الذى أنت فیه لو کنت راغبا ضعف عن سنة و لا قلة بصیرة بحجة و لکن الله تبارک و تعالى خلق الناس أمشاجا و غرائب و غرائز.

فأخبرنى عن حرفین أسألک عنهما ما العترف فى بدنک و ما الصهلج فى الانسان، ثم اکتب الى بخبر ذلک و أنا متقدم الیک أحذرک معصیة الخلیفة و أحثک على بره و طاعته و أن تطلب لنفسک أمانا قبل أن تأخذک الأظفار و یلزمک الخناق من کل مکان.

فتروح الى النفس من کل مکان و لا تجده، حتى یمن الله علیک بمنه و فضله ورقة الخلیفة أبقاه الله فیؤمنک ویرحمک و یحفظ فیک أرحام رسول الله و السلام على من أتبع الهدى، انا قد أوحى الینا أن العذاب على من کذب و تولى.

قال الجعفرى: فبلغنى أن کتاب موسى بن جعفر علیه‏السلام وقع فى یدى هارون فلما قرأه قال: الناس یحملونى على موسى بن جعفر و هو برى‏ء مما یرمى به(3)

4 – قال الصدوق: حدثنا ابوالحسن أحمد بن محمد بن الحسین البزاز، قال: حدثنا أبوطاهر السامانى قال: حدثنا ابوالقاسم بشر بن محمد بن بشیر قال: حدثنى أبوالحسین أحمد بن سهل بن ماهان، قال: حدثنى عبیدالله البزاز النیسابورى و کان مسنا، قال: کان بینى و بین حمید بن قحطبة الطائى الطوسى معاملة، فرحلت الیه فى بعض الأیام فبلغه خبر قدومى فاستحضرنى للوقت و على ثیاب السفر لم أغیرها و ذلک فى شهر رمضان وقت صلوة الظهر، فلما دخلت علیه رأیته فى بیت یجرى فیه الماء فسلمت علیه و جلست، فأتى بطشت و ابریق فغسل یدیه.

ثم أمرنى فغسلت یدى و احضرت المائدة و ذهب عنى انى صائم و أنى فى شهر رمضان، ثم ذکرت فامسکت یدى فقال لى حمید: مالک لا تأکل؟ فقلت: أیها الأمیر هذا شهر رمضان و لست بمریض و لا بى علة توجب الافطار و لعل الأمیر له عذر فى ذلک أو علة توجب الافطار، فقال: ما بى علة توجب الافطار و انى لصحیح البدن، ثم دمعت عیناه و بکى، فقلت له بعد ما فرغ من طعامه: ما یبکیک أیها الأمیر؟

فقال: أنفذ الى هارون الرشید وقت کونه بطوس فى بعض اللیل أن أجب فلما دخلت علیه رأیته بین یدیه شمعة تتقد و سیفا أخضر مسلولا و بین یدیه خادم واقف، فلما قمت بین یدیه رفع رأسه الى، فقال: کیف طاعتک لامیرالمؤمنین؟ فقلت: بالنفس و المال فاطرق، ثم أذن لى فى الانصراف، فلم ألبث فى منزلى حتى عاد الرسول الى و قال: أجب أمیرالمؤمنین، فقلت فى نفسى: انا لله أخاف ان یکون قد عزم على قتلى و انه لما رآنى استحیى منى، قعدت الى بین یدیه.

فرفع رأسه الى فقال: کیف طاعتک لامیرالمؤمنین؟ فقلت: بالنفس و المال و الاهل و الولد، فتبسم ضاحکا، ثم أذن لى فى الانصراف، لما دخلت منزلى لم ألبث أن عاد الى الرسول، فقال: أجب أمیرالمؤمنین، فحضرت بین یدیه و هو على حاله، فرفع رأسه الى: و قال لى: کیف طاعتک لامیرالمؤمنین؟ فقلت: بالنفس و المال و الاهل و الوالد والدین فضحک.

ثم قال لى: خذ هذا السیف و امتثل ما یأمرک به الخادم قال: فتناول الخادم السیف‏

و ناولنیه و جاء بى الى بیت بابه مغلق ففتحه فاذا فیه بئر فى وسطه و ثلثة بیوت أبوابها مغلقة ففتح باب بیت منها، فاذا فیه عشرون نفسا علیهم الشعور و الذوائب شیوخ و کهول و شبان مقیدون، فقال لى: ان أمیرالمؤمنین یأمرک بقتل هؤلاء و کانوا کلهم علویة من ولد على و فاطمة علیهماالسلام فجعل یخرج الى واحدا بعد واحد فاضرب عنقه حتى أتیت على آخرهم.

ثم رمى باجسادهم و رؤسهم فى تلک البئر ثم فتح باب بیت آخر فاذا فیه ایضا عشرون نفسا من العلویة من ولد على و فاطمة علیهماالسلام مقیدون، فقال لى: ان أمیرالمؤمنین یأمرک بقتل هؤلاء، فجعل یخرج الى واحدا بعد واحد فاضرب عنقه و یرمى به فى تلک البئر حتى أتیت الى آخرهم، ثم فتح باب البیت الثالث فاذا فیه مثلهم عشرون نفسا من ولد على و فاطمة علیهماالسلام مقیدون علیهم الشعور و الذوائب.

فقال لى: ان أمیرالمؤمنین یأمرک بقتل هؤلاء أیضا، فجعل یخرج الى واحدا بعد واحد فاضرب عنقه و یرمى به فى تلک البئر حتى أتیت على تسعة عشر نفسا منهم، و بقى شیخا منهم علیه شعر، فقال لى: تبا لک یا میشوم! اى عذر لک یوم القیامة اذا قدمت علیه جدنا رسول الله صلى الله علیه و آله و سلم و قد قتلت من اولاده ستین نفسا و قد ولدهم على و فاطمة علیهماالسلام؟

فارتعشت یدى و ارتعدت فرایصى فنظر الى الخادم مغضبا وز برنى فأتیت على ذلک الشیخ ایضا فقتلته و رمى به فى تلک البئر، فاذا کان فعلى هذا و قد قتلت ستین نفسا من ولد رسول الله صلى الله علیه و آله، فما ینفعنى صومى و صلوتى؟! و انا لا أشک انى مخلد فى النار(4)

الامام الکاظم علیه‏السلام و مقتل الحسین صاحب الفخ بروایة أبى‏الفرج.

5 – قال: حدثنى به جماعة من الرواة منهم: احمد بن عبیدالله بن محمد بن عمار الثقفى و على بن ابراهیم العلوى، و غیرهما ممن کتبت الشى‏ء عنه من اخباره متفرقا، أو

رواه لى مجتمعا، قال: احمد بن عبیدالله بن عمار، قال: حدثنى على بن محمد بن سلیمان النوفلى، عن ابیه.

قال: و حدثنى احمد بن سلیمان بن ابى‏شیخ، و عمر بن شبة النمیرى، عن ابیه قال: و حدثنى یعقوب بن اسرائیل مولى المنصور، و نسخت أیضا من أخباره ما وجدته بخط احمد بن الحرث الخزاز. و حدثنا على بن العباس المقانعى، قال: حدثنا محمد بن الحسن المزنى، قال: حدثنا احمد بن الحسن بن مروان، قال: قرأ على هذه الأخبار عبدالعزیز بن عبدالملک الهاشمى.

قال: على بن ابراهیم، قال: الحسن بن محمد المزنى، حدثنى على بن محمد بن ابراهیم عن بکر بن صالح، عن عبدالله بن ابراهیم الجعفرى، و قد دخل حدیث بعضهم فى حدیث الباقین، و احدهم یأتى بالشى‏ء لا یأتى به الآخر، و قد أثبت جمیع روایاتهم فى ذلک، الا ما لعله أن یخالف المعنى خلافا بعیدا فأفرده.

قالوا: کان سبب خروج الحسین بن على بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى‏طالب أن موسى الهادى ولى المدینة اسحاق بن عیسى بن على، فاستخلف علیها رجلا من ولد عمر بن الخطاب یعرف بعبد العزیز بن عبدالله، فحمل على الطالبیین و اساء الیهم، و افرط فى التحامل علیهم، و طالبهم بالعرض کل یوم، و کانوا یعرضون فى المقصورة.

و اخذ کل واحد منهم بکفالة قرینه و نسیبه فضمن الحسین بن على و یحیى بن عبدالله بن الحسن، الحسن بن محمد بن عبدالله بن الحسن، و وفى أوائل الحاج و قدم من الشیعة نحو من سبعین رجلا، فنزلوا دار ابن‏افلح بالبقیع و أقاموا بها، و لقوا حسینا و غیره، فبلغ ذلک العمرى فأنکره، و کان قد أخذ قبل ذلک الحسن بن محمد بن عبدالله، و ابن‏جندب الهذلى الشاعر، و مولى لعمر بن الخطاب، و هم مجتمعون.

فأشاع انه وجدهم على شراب، فضرب الحسن ثمانین سوطا، و ضرب ابن‏جندب خمسة عشر سوطا، و ضرب مولى عمر سبعة أسواط، و أمر بأن یدار بهم فى المدینة مکشفى الظهور لیفضحهم. فبعثت الیه الهاشمیة صاحبة الرایة السوداء فى ایام محمد بن عبدالله

فقالت له: لا و لا کرامة لا تشهر أحدا من بنى هاشم و تشنع علیهم و أنت ظالم. فکف عن ذلک و خلى سبیلهم.

رجع الحدیث الى خبر الحسین. قالوا: فلما اجتمع النفر من الشیعة فى دار ابن‏أفلح اغلظ العمرى أمر العرض، و ولى على الطالبین رجلا یعرف بأبى بکر بن عیسى الحائک مولى الأنصار فعرضهم یوم جمعة فلم یأذن لهم بالانصراف حتى بدأ أوائل الناس یجیئون الى المسجد، ثم أذن لهم فکان قصارى احدهم ان یغدو و یتوضأ للصلاة و یروح الى المسجد.

فلما صلوا حبسهم فى المقصورة الى العصر ثم عرضهم فدعا باسم الحسن بن محمد فلم یحضر، فقال لیحیى و الحسین بن على: لتأتیانى به أو لأحبسنکما فان له ثلاثة أیام لم یحضر العرض و لقد خرج او تغیب، فراده بعض المرادة و شتمه یحیى، و خرج فمضى ابن‏الحائک هذا ذدخل على العمرى فأخبره فدعا بهما فوبخهما و تهددهما، فتضاحک الحسین فى وجهه و قال: أنت مغضب یا أباحفص فقال له العمرى: أتهزأ بى و تخاطبنى بکنیتى؟

فقال له: قد کان ابوبکر و عمر، و هما خیر منک، یخاطبان بالکنى فلا ینکران ذلک، و أنت تکره الکنیة و ترید المخاطبة بالولایة.

فقال له: آخر قولک شر من أوله. فقال: معاد الله، یأبى الله لى ذلک و من أنا منه. فقال له أفأنما أدخلتک الى لتفاخرنى و تؤذینى؟ فغضب یحیى بن عبدالله فقال له: فما ترید منا؟ فقال: أرید أن تأتیانى بالحسن بن محمد.

فقال: لا نقدر علیه، هو فى بعض ما یکون فیه الناس، فابعث الى آل عمر بن الخطاب فاجمعهم کما جمعتنا، ثم اعرضهم رجلا رجلا فان لم تجد فیهم من قد غاب أکثر من غیبة الحسن عنک فقد أنصفتنا، فحلف على الحسین بطلاق امرأته و حریة ممالیکه أنه لا یخلى عنه أو یجیئه به فى باقى یومه و لیلته، و أنه ان لم یجى‏ء به لیرکبن الى سو یقة فیخربها و یحرقها، و لیضربن الحسین الف سوط، و حلف بهذه الیمین ان وقعت عینه على الحسن بن محمد لیقتلنه من ساعته.

فوثب یحیى مغضبا فقال له: أنا أعطى الله عهدا، و کل مملوک لى حر ان ذقت اللیلة نوما حتى آتیک بالحسن بن محمد أو لا أجده، فأضرب علیک بابک حتى تعلم أنى قد جئتک. و خرجا من عنده و هم مغضبان، و هو مغضب، فقال الحسین لیحیى بن عبدالله: بئس لعمر الله ما صنعت حیت تحلف لتأتینه به، و أین تجد حسنا؟قال: لم أرد أن آتیه بالحسن و الله، و الا فأنا نفى من رسول الله صلى الله علیه و آله و من على علیه‏السلام بل أردت ان دخل عینى نوح حتى أضرب علیه بابه و معى السیف، ان قدرت علیه قتلته.

فقال له الحسین: بئسما تصنع تکسر علینا أمرنا.

قال له یحیى: و کیف أکسر علیک أمرک، و انما بینى و بین ذلک عشرة أیام حتى تسیر الى مکة، فوجه الحسین الى الحسن بن محمد فقال: یابن عمى، قد بلغک ما کان بینى و بین هذا الفاسق، فامض حیث أحببت.

فقال الحسن، لا و الله یابن عمى، بل أجى‏ء معک الساعة حتى اضع یدى فى یده. فقال له الحسین: ما کان الله لیطلع على و انا جاء الى محمد صلى الله علیه و آله و هو خصمى و حجیجى فى دمک، و لکن اقیک بنفسى لعل الله أن یقینى من النار.

قال: ثم وجه، فجاءه یحیى، و سلیمان، و ادریس، بنو عبدالله بن الحسن و عبدالله بن الحسن الأفطس، و ابراهیم بن اسماعیل طباطبا و عمر بن الحسین بن على بن الحسن بن الحسین بن الحسن، و عبدالله بن اسحاق بن ابراهیم بن الحسن بن الحسن بن على، و عبدالله بن جعفر بن محمد بن على بن الحسین بن على بن أبى‏طالب و وجهوا الى فتیان من فتیانهم و موالیهم.

فاجتمعوا ستة و عشرین رجلا من ولد على، و عشرة من الحاج، و نفر من الموالى، فلما اذن لمؤذن للصبح دخلوا المسجد ثم نادوا: «أحد، أحد» و صعد عبدالله بن الحسن الأفطس المنارة التى عند رأس النبى – صلى الله علیه و آله – عند موضع الجنائز فقال للمؤذن: أذن بحى على خیر العمل، فلما نظر الى السیف فى یده اذن بها و سمعه العمرى فأحس بالشر و دهش، و صاح: اغلقوا البلغة الباب و اطعمونى حبتى ماء.

قال على بن ابراهیم فى حدیثه: فولده الى الآن بالمدینة یعرفون بینى حبتى ماء.

قالوا: ثم اقتحم الى دار عمر بن الخطاب و خرج فى الزقاق المعروف بزقاق عاصم ابن‏عمر، ثم مضى هاربا على وجهه یسعى و یضرط حتى نجا، فصلى الحسین بالناس الصبح و دعا بالشهود العدول الذین کان العمرى اشهدهم علیه أن یأتى بالحسن الیه و دعى بالحسن و قال للشهود: هذا الحسن قد جئت به فهاتوا العمرى و الا و الله خرجت من یمینى و مما على. و لم یتخلف عنه احد من الطالبیین الا الحسن بن جعفر بن الحسن ابن‏الحسن، فانه استعفاه فلم یکرهه، و موسى بن جعفر بن محمد.

حدثنى على بن ابراهیم، قال: حدثنى جعفر بن محمد الفزارى، قال: حدثنا عباد ابن‏یعقوب، قال: حدثنا عنیزة القصبانى بهذا:

رجع الحدیث الى حیث انتهى من قصصهم.

قال: و قال الحسین لموسى بن جعفر فى الخروج فقال له: انک مقتول فأحد الضراب فان القوم فساق یطهرون ایمانا، و یضمرون نفاقا و شرکا، فانا لله و انا الیه راجعون، و عند الله عزوجل أحتسبکم من عصبة.

قال: و خطب الحسین بن على بعد فراغه من الصلاة فحمد الله و اثنى علیه و قال: أنا ابن‏رسول الله، على منبر رسول الله، و فى حرم رسول الله، ادعوکم الى سنة رسول الله – صلى الله علیه و آله – أیها الناس: أتطلبون آثار رسول الله فى الحجر و العود، و تتمسحون بذلک، و تضیعون بضعة منه!

فقال الراوى للحدیث: فقلت فى نفسى قولا أسره: انا لله ما صنع هذا بنفسه. قال: و الى جنبى عجوز مدنیة فقالت: اسکت ویلک، الا بن رسول الله تقول هذا؟

قلت: یرحمک الله و الله ما قلت هذا الا للاشفاق علیه.

قالوا: فأقبل خالد البربرى و کان مسلحة للسلطان بالمدینة فى السلاح و معه اصحابه حتى وافوا باب المسجد الذى یقال له: باب جبرائیل، فنظرت الى یحیى بن عبدالله قد قصده و فى یده السیف فأراد خالد أن ینزل فبدره یحیى فضربه على جبینه، و علیه البیضة و المغفر و القلنسوة، فقطع ذلک کله و أطار قحف رأسه و سقط عن دابته، و حمل على‏

أصحابه فتفرقوا و انهزموا.

و حج فى تلک السنة مبارک الترکى فبدأ بالمدینة للزیارة فبلغه خبر الحسین فبعث الیه من اللیل: انى و الله ما احب ان تبتلى بى و لا ابتلى بک، فابعث اللیلة الى نفرا من اصحابک و لو عشرة یبیتون عسکرى حتى انهزم و اعتل بالبیات، ففعل ذلک الحسین، و وجه عشرة من اصحابه فجعجعوا بمبارک و صیحوا فى نواحى عسکره فطلب دلیلا یأخذ به غیر الطریق فوجده فمضى به حتى انتهى الى مکة.

و حج فى تلک السنة العباس بن محمد، و سلیمان بن أبى‏جعفر، و موسى بن عیسى، فصار مبارک معهم، و اعتل علیهم بالبیات.

و خرج الحسین بن على قاصدا الى مکة و معه من تبعه من أهله و موالیه و اصحابه و هم زهاء ثلاثمائة، و استخلف على المدینة دینار الخزاعى، فلما قربوا من مکة فصاروا بفخ و بلدح تلقتهم الجیوش فعرض العباس على الحسین الأمان و العفو و الصلة فأبى ذلک اشد الاباء.

قال الحسین بن محمد: و حدثنى سلیمان بن عباد قال: لما أن رأى الحسین المسودة اقعد رجلا على جمل، معه سیف یلوح به و الحسین یملى علیه حرفا حرفا یقول: ناد فنادى: یا معشر الناس، یا معشر المسودة، هذا الحسین بن رسول الله صلى الله علیه و آله، و ابن‏عمه، یدعوکم الى کتاب الله و سنة رسول الله صلى الله علیه و آله.

قال الحسن: و حدثنى محمد بن مروان عن أرطاة، قال لما کانت بیعة الحسین بن على صاحب فخ قال: ابایعکم على کتاب الله و سنة رسول الله، وعلى ان یطاع الله و لا یعصى، و ادعوکم الى الرضا من آل محمد و على ان نعمل فیکم بکتاب الله و سنة نبیه صلى الله علیه و آله، و العدل فى الرعیة، و القسم بالسویة، و على أن تقیموا معنا و تجاهدوا عدونا فان نحن و فینا لکم وفیتم لنا، و ان نحن نف لم فلا یبعة لنا علیکم.

قال الحسن بن محمد فى حدیثه: فحدثنى کثیر عن اسحاق بن ابراهیم قال: سمعت الحسین لیلة جمعة و نحن ببطن مر، و لقینا عبید بن یقطین، و مفضل الوصیف و هما فى سبعین فارسا، و الحسین راکب على حمار ادریس بن عبدالله و هو یقول: یا اهل العراق،

ان خصلتین احدهما الجنة لشریفتان، و الله لو لم یکن معى غیرى لحاکمتکم الى الله عزوجل حتى الحق بسلفى.

رجع الحدیث الى أوله.

قال: و لقیته الجیوش بفخ وقادها: العباس بن محمد، و موسى بن عیسى، و جعفر و محمد ابنا سلیمان، و مبارک الترکى، و منارة، و الحسن الحاجب و الحسین بن یقطین، فالتقوا فى یوم الترویة وقت صلاة الصبح، فأمر موسى بن عیسى بالتعبئة فصار محمد بن سلیمان فى المیمنة، و موسى فى المیسرة، و سلیمان بن أبى‏جعفر و العباس ابن‏محمد فى القلب.

فکان أول من بدأهم موسى فحملوا علیه فاستطرد لهم شیئا حتى انحدروا فى الوادى و حمل علیهم محمد بن سلیمان من خلفهم، فطحنهم طحنة واحدة حتى قتل اکثر اصحاب الحسین، و جعلت المسودة تصیح للحسین: یا حسین، لک الأمان فیقول: ما أرید الامان، و یحمل علیهم حتى قتل، و قتل معه سلیمان بن عبدالله بن الحسن، و عبدالله بن اسحاق بن ابراهیم بن الحسن و أصابه الحسن بن محمد بنشابة فى عینه و ترکها فى عینه، و جعل یقاتل اشد القتال.

فناداه محمد بن سلیمان: یا بن خال، اتق الله فى نفسک و لک الأمان. فقال: و الله ما لکم أمان و لکنى اقبل منکم، ثم کسر سیفا هندیا کان فى یده، و دخل الیهم، فصاح العباس بن محمد بابنه عبدالله: قتلک الله ان لم تقتله، ابعد تسع جراحات تنتظر هذا؟ فقال له موسى بن عیسى: اى والله عاجلوه!

فحمل علیه عبیدالله فطعنه، و ضرب العباس ابن‏محمد عنقه بیده صبرا، و نشبت الحرب بین العباس بن محمد، و محمد بن سلیمان و قال: أمنت ابن‏خالى فقتلتموه، فقالوا: نحن نعطیک رجلا من العشیرة تقتله مکانه. و ذکر احمد بن الحرث فى روایته: أن موسى بن عیسى هو الذى ضرب عنق الحسن بن محمد.

قال احمد بن الحرث: و حدثنى یزید بن عبدالله الفارسى، قال: کذا حماد الترکى ممن حضر وقعة فخ، فقال للقوم: أرونى حسینا، فأروه ایاه، فرماه بسهم فقتله فوهب له

محمد بن سلیمان مائة الف درهم و مائة ثوب.

قالوا: و غضب موسى على مبارک الترکى لانهزامه عن الحسین و حلف لیجعلنه سائسا. و غضب على موسى فى قتله الحسن بن محمد صبرا و قبض أموالهم.

و کان یقول: متى توافى فاطمة اخت الحسین بن على؟ و الله لأطرحنها الى السواس، فمات قبل أن یوافى بها.

حدثنى على ابراهیم العلوى، قال: حدثنا الحسن بن على بن هاشم، قال: حدثنى محمد بن منصور عن القاسم بن ابراهیم، عمن ذکره، قال: رأیت الحسین صاحب فخ و قد دفن شیئا، فظننت انه شى‏ء له مقدار، فلما کان من أمره ما کان نظرنا فاذا هو قطعة من جانب قد قطع فدفنه ثم عاد فکر علیهم.

قال الحسن: و حدثنى محمد بن منصور، قال: حدثنى مصفى بن عاصم، قال: حدثنى سلیمان بن اسحاق القطان، قال: حدثنى ابوالعرجا الجمال: أن موسى بن عیسى دعاه فقال له: احضرنى جمالک. قال: فجئته بمائة جمل ذکر، فختم اعناقها و قال: لا افقد منها و برة الا ضربت عنقک، ثم تهیأ للمسیر الى الحسین صاحب فخ فسار حتى أتینا بستان بنى عامر فنزل فقال لى: اذهب الى عسکر الحسین حتى تراه و تخبرنى بکل ما رأیت.

فمضیت فدرت فما رأیت خللا و لا فللا، و لا رأیت الا مصلیا أو مبتهلا، أو ناظرا فى مصحف أو معدا للسلاح قال: فجئته فقلت: ما اظن القوم الا منصورین. فقال: و کیف ذاک یابن الفاعلة؟ فأخبرته فضرب یدا على ید و بکى حتى ظننت انه سینصرف.

ثم قال: هم و الله اکرم عندالله، و احق بما فى ایدینا منا، و لکن الملک عقیم، و لو ان صاحب القبر – یعنى النبى صلى الله علیه و آله – نازعنا الملک ضربنا خیشومه بالسیف، یا غلام، اضرب بطبلک. ثم سار الیهم، فوالله ما انثنى عن قتلهم.

رجع الحدیث الى حیث انقطع.

قالوا: جاء الجند بالرؤس الى موسى، و العباس، و عندهم جماعة من ولد الحسن

و الحسین، فلم یتکلم احد منهم بشى‏ء الا موسى بن جعفر فقال له: هذا رأس الحسین. قال: نعم انا لله و انا الیه راجعون، مضى و الله مسلما صالحا صواما قواما آمرا بالمعروف ناهیا عن المنکر، ما کان فى اهل بیته مثله. فلم یجیبوه بشى‏ء.

قال: و حملت الأسرى الى موسى الهادى، و فیهم العذافر الصیرفى، و على بن سابق القلانسى، و رجل من ولد الحاجب بن زارة، فأمر بهم فضربت اعناقهم، و من بین یدیه رجل آخر من الأسرى واقف، فقال انا مولاک یا أمیرالمؤمنین.

فقال: مولاى یخرج على، و مع موسى سکین، فقال: و الله لأقطعنک بهذه السکین مفصلا مفصلا.

قال: و غلبت علیه العلة فمکث ساعة طویلة ثم مات، و سلم الرجل من القتل فأخرج من بین یدیه.

فحدثنى احمد بن عبیدالله بن عمار، قال: قال احمد بن الحارث، عن عمر بن خلف الباهلى، عن بعض الطالبیین، قال: لما قتل اصحاب فخ جلس موسى بن عیسى بالمدینة، و أمر الناس بالوقیعة على آل أبى‏طالب، فجعل الناس یوقعون علیهم حتى لم یبق احد، فقال بقى احد قیل له: موسى بن عبدالله. و اقبل موسى بن عبدالله على اثر ذلک، و علیه مدرعة و ازار غلیظ، و فى رجلیه نعلان من جلود الابل، و هو اشعث اغبر حتى قعد مع الناس و لم یسلم علیه، و الى جنبه السرى بن عبدالله من ولد الحرث بن العباس بن عبدالمطلب، فقال لموسى بن عیسى: دعنى اکشف علیه باله، و اعرفه نفسه.

قال: أخافه علیک. قال: دعنى، فأذن له فقال له یا موسى. قال: أسمعت فقل: قال: کیف رأیت مصارع البغى الذى لا تدعونه لبنى عمکم المنعمین علیکم.

فقال موسى اقول فى ذلک:

بنى عمنا ردوا فضول دمائنا++

ینم لیلکم اولا یلمنا اللوائم‏

فانا و ایاکم و ما کان بیننا++

کذى الدین یقضى دینه و هو راغم(5)

6 – روى ابن‏عبد ربه عن العتبى قال: کان بین شریک القاضى و الربیع حاجب المهدى معارضة، فکان الربیع یحمل علیه المهدى، فلا یلتفت الیه، حتى رأى المهدى فى منامه شریکا القاضى مصروفا وجهه عنه، فلما استیقظ من نومه دعا الربیع، و قص علیه رؤیاه؛ فقال: یا أمیرالمؤمنین، ان شریکا مخالف لک و انه فاطمى محض؛ قال المهدى: على به.

فلما دخل علیه، قال له: یا شریک، بلغنى أنک فاطمى، قال له شریک: أعیذک بالله یا أمیرالمؤمنین أن تکون غیر فاطمى، الا أن تعنى فاطمة بنت کسرى؛ قال: ولکنى أعنى فاطمة بنت محمد صلى الله علیه و سلم؛ قال: أفتلعنها یا أمیرالمؤمنین؟ قال: معاذ الله؛ قال: فماذا تقول فیمن یلعنها؟ قال: علیه لعنة الله؛ قال: فالعن هذا – یعنى الربیع – فانه یلعنها، فعلیه لعنة الله.

قال الربیع: لا و الله یا أمیرالمؤمنین ما ألعنها؛ قال له شریک: یا ماجن فما ذکرک لسیدة نساء العالمین، وأبنة سید المرسلین فى مجالس الرجال؟ قال المهدى: دعنى من هذا، فانى رأیتک فى منامى کأن وجهک مصروف عنى و قفاک الى، و ما ذلک الا بخلافک على، و رأیت فى منامى کأنى أقتل زندیقا.

قال شریک: ان رؤیاک یا أمیرالمؤمنین لیست برؤیا یوسف الصدیق صلوات الله على محمد و علیه، و ان الدماء لا تستحل بالأحلام، و ان علامة الزندقة بینة، قال: و ما هى؟ قال: شرب الخمر و الرشا فى الحکم و مهر البغى؛ قال: صدقت و الله أباعبدالله، أنت و الله خیر من الذى حملنى علیک(6)


1) الکافى: 1 / 485.

2) الکافى: 1 / 366.

3) الکافى: 1 / 367.

4) عیون الاخبار: 1 / 108.

5) مقاتل الطالبیین: 294.

6) عقد الفرید: 2 / 178.