و على کل حال.. فلقد کان «علیهالسلام» مورد تقدیر و عنایة الخاص و العام، و بلغ من حب الناس له، و شغفهم به، و تشویقهم الى رؤیة طلعته البهیة، و أنواره القدسیة، أنه کان اذا خرج الى شوارع العاصمة – عاصمة الخلافة – بغداد، یتراکض الناس من هنا و هناک، و یتشرفون، و یقفون لرؤیته..
الأمر الذى یعطى: أن رؤیته «علیهالسلام» کانت تعتبر حدثا هاما بالنسبة الیهم…
قال قاسم بن عبدالرحمن – و کان زیدیا – «خرجت الى بغداد، فبینا أنا بها، اذ رأیت الناس یتعادون، و یتشرفون، و یقفون. فقلت: ما هذا؟!
فقالوا: ابنالرضا. ابنالرضا.
فقلت: والله، لأنظرن. فطلع على بغل أو بغلة.
فقلت: لعن الله أصحاب الامامة، حیث یقولون، ان الله افترض طاعة هذا.
فعدل الى، و قال: یا قاسم بن عبدالرحمن، (أبشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفى ضلال و سعر)(1)
فقلت فى نفسى: ساحر والله..
فعدل الى فقال: (أؤلقى الذکر علیه من بیننا بل هو کذاب أشر)(2)
قال فانصرفت، و قلت بالامامة، و شهدت أنه حجة الله على خلقه واعتقدت الخ..»(3)
1) الآیة 24 من سورة القلم.
2) الآیة 25 من سورة القلم.
3) البحار ج 50 ص 64 و کشف الغمة ج 3 ص 153.