1 – قال الصدوق: حدثنا أبىرضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن یحیى العطار، و أحمد بن ادریس جمیعا، عن أحمد بن محمد بن عیسى، عن محمد بن على بن مهزیار، عن أبیه، عمن ذکره، عن موسى بن جعفر علیهماالسلام قال: قلت: یا ابن رسول الله ألا تخبرنا کیف کان سبب اسلام سلمان الفارسى؟ قال: حدثنى أبى صلوات الله علیه أن أمیرالمؤمنین على بن أبىطالب صلوات الله علیه و سلمان الفارسى و أباذر و جماعة من قریش کانوا مجتمعین عند قبر النبى صلى الله علیه و آله.
فقال أمیرالمؤمنین علیهالسلام لسلمان: یا أباعبدالله ألا تخبرنا بمبدء أمرک؟ فقال سلمان: و الله یا أمیرالمؤمنین لو أن غیرک سألنى ما أخبرته، أنا کنت رجلا من أهل شیراز من أبناء الدهاقین و کنت عزیزا على والدى فبینا أنا سائر مع أبىفى عید لهم اذا أنا بصومعة و اذا فیها رجل ینادى أشهد أن لا اله الا الله و أن عیسى روح الله، و أن محمدا حبیب الله، فرسخ وصف محمد فى لحمى و دمى فلم یهنئنى طعام و لا شراب.
فقالت لى أمى: یا بنى ما لک الیوم لم تسجد لمطلع الشمس؟ قال: فکابرتها حتى سکتت، فلما انصرفت الى منزلى اذا أنا بکتاب معلق فى السقف فقلت لأمى: ما هذا الکتاب؟ فقالت: یا روزبه ان هذا الکتاب لما رجعنا من عیدنا رأیناه معلقا، فلا تقرب ذلک المکان فانک ان قربته قتلک أبوک، قال: فجاهدتها حتى جن اللیل فنام أبىو امى فقمت و أخذت الکتاب و اذا فیه بسم الله الرحمن الرحیم هذا عهد من الله الى آدم انه خالق من صلبه نبیا یقال له: محمد، یأمر بمکارم الأخلاق و ینهى عن عبادة الأوثان.
یا روزبه ائت وصى عیسى و آمن و اترک المجوسیة، قال: فصعقت صعقة و زادنى شدة قال: فعلم بذلک أبىو امى فأخذونى و جعلونى فى بئر عمیقة، و قالوا لى: ان رجعت و الا قتلناک، فقلت لهم: افعلوا بى ما شئتم، حب محمد لا یذهب من صدرى، قال سلمان: ما کنت أعرف العربیة قبل قراءتى الکتاب، و لقد فهمنى الله عزوجل العربیة من ذلک الیوم قال: فبقیت فى البئر فجعلوا ینزلون فى البئر الى أقراصا صغارا.
قال: فلما طال أمرى رفعت یدى الى السماء فقلت: یا رب انک حببت محمدا وصیه الى فبحق وسیلته عجل فرجى و أرحنى مما أنا فیه، فأتانى آت علیه ثیاب بیض فقال: قم یا روزبه، فأخذ بیدى و أتى بى الى الصومعة فأنشأت أقول: أشهد أن لا اله الا الله و أن عیسى روح الله، و أن محمدا حبیب الله، فأشرف على الدیرانى فقال: أنت روزبه؟ فقلت: نعم؛ فقال: اصعد فأصعدنى الیه و خدمته حولین کاملین، فلما حضرته الوفاة قال: انى میت فقلت له: فعلى من تخلفنى؟
فقال: لا أعرف أحدا یقول بمقالتى هذه الا راهبا بأنطاکیة، فاذا لقیته فأقرئه منى السلام و ادفع الیه هذا اللوح، و ناولنى لوحا، فلما مات غسلته و کفنته و دفنته و أخذت اللوح و سرت به الى أنطاکیة و أتیت الصومعة و أنشأت أقول: أشهد أن لا اله الا الله و أن عیسى روح الله و أن محمدا حبیب الله، فأشرف على الدیرانى فقال: أنت روزبه، فقلت: نعم، فقال: اصعد فصعدت الیه فخدمته حولین کاملین، فلما حضرته الوفاة قال لى: انى میت، فقلت: على من تخلفنى؟ فقال: لا أعرف أحدا یقول بمقالتى هذه الا راهبا بالاسکندریة فاذا أتیته فأقرئه منى السلام و ادفع الیه هذا اللوح.
فلما توفى غسلته و کفنته و دفنته و أخذت اللوح و أتیت الصومعة و أنشأت أقول: أشهد أن لا اله الا الله و أن عیسى روح الله و أن محمدا حبیب الله، فأشرف على الدیرانى فقال: أنت روزبه؟ فقلت: نعم، فقال: اصعد فصعدت الیه و خدمته حولین کاملین، فلما حضرته الوفاة قال لى: انى میت فقلت: على من تخلفنى؟ فقال: لا أعرف أحدا یقول بمقالتى هذه فى الدنیا و ان محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب قد حانت ولادته فاذا أتیته فأقرئه منى السلام، و ادفع الیه هذا اللوح.
قال: فلما توفى غسلته و کفنته و أخذت اللوح و خرجت، فصحبت قوما فقلت لهم: یا قوم اکفونى الطعام و الشراب أکفکم الخدمة؟ قالوا: نعم، قال: فلما أرادوا أن یأکلوا شدوا على شاة فقتلوها بالضرب، ثم جعلوا بعضها کبابا و بعضها شواء فامتنعت من الأکل، فقالوا: کل فقلت: انى غلام دیرانى و ان الدیرانیین لا یأکلون اللحم، فضربونى و کادوا یقتلوننى فقال بعضهم: امسکوا عنه حتى یأتیکم شرابکم فانه لا یشرب.
فلما أتوا بالشراب قالوا: اشرب؟ فقلت: انى غلام دیرانى و ان الدیرانیین لا یشربون الخمر، فشدوا على و أرادوا قتلى، فقلت لهم: یا قوم لا تضربونى و لا تقتلونى فانى اقر لکم بالعبودیة فأقررت لواحد منهم فأخرجنى و باعنى بثلاثمائة درهم من رجل یهودى قال: فسألنى عن قصتى فأخبرته و قلت: له لیس لى ذنب الا أنى أحببت محمدا و وصیه، فقال الیهودى: و انى لابغضک و ابغض محمدا.
ثم أخرجنى الى خارج داره و اذا رمل کثیر على بابه، فقال: و الله یا روزبه لئن أصبحت و لم تنقل هذا الرمل کله من هذا الموضع لأقتلنک، قال: فجعلت أحمل طول لیلتى فلما أجهدنى التعب رفعت یدى الى السماء و قلت: یا رب انک حببت محمدا و وصیه الى فبحق وسیلته عجل فرجى و أرحنى مما أنا فیه، فبعث الله عزوجل ریحا فقلعت ذلک الرمل من مکانه الى المکان الذى قال الیهودى.
فلما أصبح نظر الى الرمل قد نقل کله، فقال: یا روزبه أنت ساحر و أنا لا أعلم فلاخرجنک من هذه القریة لئلا تهلکها، قال: فأخرجنى و باعنى من امرأة سلمیة
فأحبتنى حبا شدیدا و کان لها حائط، فقالت: هذا الحائط لک کل منه ما شئت و هب و تصدق.
قال: فبقیت فى ذلک الحائط ما شاء الله فبینا أنا ذات یوم فى الحائط اذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة، فقلت فى نفسى: و الله ما هؤلاء کلهم أنبیاء و لکن فیهم نبیا قال: فأقبلوا حتى دخلوا الحائط و الغمامة تسیر معهم، فلما دخلوا اذا فیهم رسول الله صلى الله علیه و آله و أمیرالمؤمنین علیهالسلام و أبوذر و المقداد و عقیل بن أبىطالب و حمزة بن عبدالمطلب و زید بن حارثه، فدخلوا الحائط فجعلوا یتناولون من حشف النخل و رسول الله صلى الله علیه و آله یقول لهم: کلوا الحشف و لا تفسدوا على القوم شیئا.
فدخلت على مولاتى فقلت لها: یا مولاتى هبى لى طبقا من رطب، فقالت: لک ستة أطباق، قال: فجئت فحملت طبقا من رطب، فقلت فى نفسى: ان کان فیهم نبى فانه لا یأکل الصدقة، و یأکل الهدیة، فوضعته بین یدیه، فقلت: هذه صدقة فقال رسول الله صلى الله علیه و آله: کلوا و أمسک رسول الله و أمیرالمؤمنین و عقیل بن أبىطالب و حمزة بن عبدالمطلب، و قال لزید: مد یدک و کل فقلت فى نفسى هذه علامة.
فدخلت الى مولاتى فقلت لها: هبى لى طبقا آخر، فقالت: لک ستة أطباق قال: فجئت فحملت طبقا من رطب فوضعته بین یدیه فقلت: هذه هدیة، فمد یده و قال: بسم الله کلوا و مد القوم جمیعا أیدیهم فأکلوا، فقلت فى نفسى هذه أیضا علامة، قال: فبینا أنا أدور خلفه اذ حانت من النبى صلى الله علیه و آله التفاته، فقال: یا روزبه تطلب خاتم النبوة، فقلت: نعم، فکشف عن کتفیه فاذا أنا بخاتم النبوة معجوم بین کتفیه علیه شعرات.
قال: فسقطت على قدم رسول الله صلى الله علیه و آله اقبلها، فقال لى: یا روزبه ادخل الى هذه المرأة و قل لها یقول لک محمد بن عبدالله تبیعینا هذا الغلام؟ فدخلت فقلت لها: یا مولاتى ان محمد بن عبدالله یقول لک: تبیعینا هذا الغلام؟ فقالت قل له: لا أبیعک الا بأربعمائة نخلة مائتى نخلة منها صفراء و مائتى نخلة منها حمراء، قال: فجئت الى النبى صلى الله علیه و آله: فأخبرته، فقال: و ما أهون ما سألت.
ثم قال: قم یا على فاجمع هذا النوى کله فجمعه و أخذه فغرسه، ثم قال: اسقه فسقاه أمیرالمؤمنین فما بلغ آخره حتى خرج النخل و لحق بعضه بعضا فقال: لى ادخل الیها و قل لها یقول لک محمد بن عبدالله: خذى شیئک و ادفعى الینا شیئنا قال: فدخلت علیها و قلت ذلک لها، فخرجت و نظرت الى النخل فقالت: و الله لا أبیعکه الا بأربعمائة نخلة کلها صفراء، قال: فهبط جبرئیل علیه السلام فمسح جناحیه على النخل فصار کله أصفر.
قال: ثم قال لى: قل لها: ان محمدا یقول لک: خذى شیئک و ادفعى الینا شیئنا قال: فقلت لها ذلک فقالت: و الله لنخلة من هذه أحب الى من محمد و منک، فقلت لها: و الله لیوم واحد مع محمد أحب الى منک و من کل شىء أنت فیه، فأعتقنى رسول الله صلى الله علیه و آله و سمانى سلمان(1)
1) کمال الدین: 161 – 165.