جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

ثلاثون ألف مسألة!! کیف؟

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و لا نستبعد: أن یکون هذا العدد – أعنى ثلاثین ألف مسألة – تقریبیا، أو فیه شى ء من المبالغة لاظهار نسبة الکثرة، اذ من البعید أن یتم احصاء دقیق فى هذه الموارد، و أمثالها..

و یبدوا لنا: أنهم قد بقوا یحاورونه فى المسائل مدة من الزمان، و لربما أیاما، فى محل واحد، لم یتحول عنه الى غیره، کأن یکون فى «صریا» مثلا، أو فى «قبا».

فالمراد بوحدة المجلس: فى قوله «فى مجلس واحد» الوحدة النوعیة، بملاحظة وحدة المکان، و المسؤول، و السائل.

کما أن من المحتمل أن تکون کلمة «ألف» زائدة من النساخ، أو من غیرهم.

و قد ذکر الکاشانى هذا الحدیث، و لیس فیه کلمة «ألف» هذه(1)

و معهما یکن من أمر؛ و على تقدیر ثبوت هذه الکلمة فى الحدیث – و لعله هو الراجح – اذ ان الروایة ترید أن تذکر أمرا غریبا – فقد ذکر المجلسى و غیره وجوها أخرى فى بیان المراد من النص المذکور(2) فلا بأس بالرجوع الیها لمن أحب ذلک.

و اللافت: أن أهل السنة یدعون لأئمتهم نظیر هذا أیضا، فان عبد

الوهاب الوراق یقول عن أحمد بن حنبل: انه «رجل سئل عن ستین ألف مسألة، فأجاب فیها بأن قال: حدثنا، و أخبرنا»(3)

و لا ریب فى أن ذلک – لو صح!! -: فان لم یکن فى مجلس واحد، بل کان فى مجالس متعددة:

کما أن من الواضح: انه لم یتم احصاء دقیق لهذا المسائل.. و انما ذکر العدد على وجه التقریب أیضا. حسبما قدمنا..

و على کل، فاننا نعود فنکرر: أن اختصاص الامام الجواد – على صغر سنة – من بین سائر الأئمة «علیهم‏السلام» بهذه المسائل الکثیرة، انما یعبر عن أن ثمة تعمدا خاصا بالنسبة الى هذا الامام بالذات لخصوصیة دعتهم الى ذلک بلا ریب..

و لکن ما یؤسف له هو: أننا لم نجد الا النزر الیسیر جدا. من هذه المسائل التى سئل عنها الامام الجواد «علیه‏السلام»، حیث لم یکن الهدف الا الحصول على الطمأنینة القلبیة بامامته «علیه‏السلام»، و لم یکن ثمة التفات للزوم تدوین تلک المسائل..


1) المحجة البیضاء ج 4 ص 306.

2) راجع: البحار ج 50 ص 94 – 93، و الامام الجواد، لمحمد على دخیل ص 48 – 46.

3) مناقب الامام أحمد بن حنبل ص 142.