و لا نستبعد: أن یکون هذا العدد – أعنى ثلاثین ألف مسألة – تقریبیا، أو فیه شى ء من المبالغة لاظهار نسبة الکثرة، اذ من البعید أن یتم احصاء دقیق فى هذه الموارد، و أمثالها..
و یبدوا لنا: أنهم قد بقوا یحاورونه فى المسائل مدة من الزمان، و لربما أیاما، فى محل واحد، لم یتحول عنه الى غیره، کأن یکون فى «صریا» مثلا، أو فى «قبا».
فالمراد بوحدة المجلس: فى قوله «فى مجلس واحد» الوحدة النوعیة، بملاحظة وحدة المکان، و المسؤول، و السائل.
کما أن من المحتمل أن تکون کلمة «ألف» زائدة من النساخ، أو من غیرهم.
و قد ذکر الکاشانى هذا الحدیث، و لیس فیه کلمة «ألف» هذه(1)
و معهما یکن من أمر؛ و على تقدیر ثبوت هذه الکلمة فى الحدیث – و لعله هو الراجح – اذ ان الروایة ترید أن تذکر أمرا غریبا – فقد ذکر المجلسى و غیره وجوها أخرى فى بیان المراد من النص المذکور(2) فلا بأس بالرجوع الیها لمن أحب ذلک.
و اللافت: أن أهل السنة یدعون لأئمتهم نظیر هذا أیضا، فان عبد
الوهاب الوراق یقول عن أحمد بن حنبل: انه «رجل سئل عن ستین ألف مسألة، فأجاب فیها بأن قال: حدثنا، و أخبرنا»(3)
و لا ریب فى أن ذلک – لو صح!! -: فان لم یکن فى مجلس واحد، بل کان فى مجالس متعددة:
کما أن من الواضح: انه لم یتم احصاء دقیق لهذا المسائل.. و انما ذکر العدد على وجه التقریب أیضا. حسبما قدمنا..
و على کل، فاننا نعود فنکرر: أن اختصاص الامام الجواد – على صغر سنة – من بین سائر الأئمة «علیهمالسلام» بهذه المسائل الکثیرة، انما یعبر عن أن ثمة تعمدا خاصا بالنسبة الى هذا الامام بالذات لخصوصیة دعتهم الى ذلک بلا ریب..
و لکن ما یؤسف له هو: أننا لم نجد الا النزر الیسیر جدا. من هذه المسائل التى سئل عنها الامام الجواد «علیهالسلام»، حیث لم یکن الهدف الا الحصول على الطمأنینة القلبیة بامامته «علیهالسلام»، و لم یکن ثمة التفات للزوم تدوین تلک المسائل..
1) المحجة البیضاء ج 4 ص 306.
2) راجع: البحار ج 50 ص 94 – 93، و الامام الجواد، لمحمد على دخیل ص 48 – 46.
3) مناقب الامام أحمد بن حنبل ص 142.