جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

تعظیم على بن جعفر للامام الجواد

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و بعد أن ظهرت دلائله، و تجلت براهینه، بخع عظماء الشیعة لامامته..

و نعرف مدى عظمة الامام الجواد التقى علیه الصلاة والسلام، من شدة تعظیم عم أبیه: على بن جعفر الصادق «علیه‏السلام» له. و کان على بن جعفر هذا من جلة العلماء و من المحدثین المعروفین، و قد ترجمه العسقلانى فى تهذیب التهذیب، و روى عنه الترمذى(1)

و لسنا هنا فى صدد استقصاء ترجمته..

فیحدثنا الحسین بن موسى بن جعفر علیهماالسلام، قال:

«کنت عند أبى‏جعفر «علیه‏السلام» بالمدینة، و عنده على بن جعفر، فدنا الطبیب لیقطع له العرق، فقام على بن جعفر، فقال: یا سیدى، یبدأ بى لتکون حدة الحدید فى قبلک.

قال: قلت: یهنئک، هذا عم أبیه..

فقطع له العرق.. ثم أراد أبوجعفر «علیه‏السلام» النهوض. فقام على بن جعفر، فسوى له نعلیه، حتى یلبسهما»(2)

و عن محمد بن الحسن بن عمار، قال: کنت عند على بن جعفر، بن محمد

جالسا بالمدینة. و کنت أقمت عنده سنتین، أکتب عنه ما سمع من أخیه – یعنى أباالحسن – اذ دخل علیه أبوجعفر، محمد بن على الرضا المسجد، مسجد رسول‏الله «صلى الله علیه و آله». فوثب على بن جعفر، بلا حذاء، و لا رداء، فقبل یده، و عظمه.

فقال له أبوجعفر «علیه‏السلام»: یا عم، اجلس رحمک الله.

فقال: یا سیدى، کیف أجلس، و أنت قائم؟

فلما رجع على بن جعفر الى مجلسه، جعل أصحابه یوبخونه، و یقولون: أنت عم أبیه، و أنت تفعل به هذا الفعل؟

فقال: اسکتوا، اذ کان الله عزوجل – و قبض على لحیته – لم یؤهل هذه الشیبة، و أهل هذا الفتى، و وضعه حیث وضعه، أنکر فضله؟!

نعوذ بالله مما تقولون، بل أنا عبد له»(3)

و فى نص آخر عنه: «أن رجلا سأله عن أبى‏الحسن موسى، ثم عن الامام الرضا «علیهماالسلام»، فأخبره بموتهما..

فقال: «و من الناطق من بعده؟»

قال: قلت: أبوجعفر، ابنه.

قال: فقال له: أنت فى سنک و قدرک، و ابن‏جعفر بن محمد؟! تقول هذا القول فى هذا الغلام؟!

قال: قلت: ما أراک الا شیطانا.

قال: ثم أخذ بلحیته، فرفعها الى السماء، ثم قال:

فما حیلتى ان کان الله رآه أهلا لهذا، و لم یر هذه الشیبة لهذا أهلا؟!»(4)


1) تهذیب التهذیب – ترجمة على بن جعفر – ج 7 ص 293.

2) البحار ج 50 ص 104 و رجال الکشى ص 430 و قاموس الرجال ج 6 ص 437.

3) البحار ج 50 ص 36 و الکافى ج 1 ص 258 و قاموس الرجال ج 6 ص 437.

4) اختیار معرفة الرجال (المعروف برجال الکشى) ص 429، و قاموس الرجال ج 6 ص 436.