لقد ورث الإمام موسى الکاظم(علیه السلام) مدرسة أبیه الصادق(علیه السلام) وحظیت منه بالتوجیه والرعایة الشاملة لتلامذته وأصحابه بالرغم من قساوة الظروف وتغیّرها خلال ثلاثة عقود ونصف من العمل العلمی الدؤوب وتربیة مستمرة للنابهین من صحابته وطلاّب المعرفة من أتباعه وشیعته.
وقد أثرت عن الإمام الکاظم(علیه السلام) عدة مجموعات روائیة مثل: مسائل علی بن جعفر، والاشعثیات وتصدّى المعنیون بتراث أهل البیت (علیهم السلام) بجمع التراث المأثور عن أهل البیت(علیهم السلام) وتنظیمه وتبویبه من مختلف المصادر وتسمیته بالمسند. وهذا عمل یشکر علیه عامله لأنه یوفر للباحثین الفرصة الکافیة للغور فی هذا التراث ودراسته دراسة معمّقة بالأرقام.
وفیما یخصّ الإمام موسى(علیه السلام) نلاحظ آخر ما جمع من کلامه وما یرتبط به من نصوص قد بلغ ثلاث مجلّدات یناهز مجموعها الألف صفحة مبوّبة حسب تبویب الموسوعات الحدیثیة مع فارق أو أکثر. فالمقدمة تشتمل على مجموعة من النصوص التی تخص نشأة الإمام وحیاته وسیرته. ثم یقسّم تراثه الحدیثی الى أبواب العقائد والأخلاق والأحکام والسیرة والتاریخ والرجال.
وفیما یخصّ مسند الإمام الکاظم (علیه السلام) إذا مررنا علیه مروراً عابراً وسریعاً أیضاً کفى ذلک لنقف على عظمة الدور الفکری والعطاء العلمی الذی قدّمه هذا الإمام العظیم الى الاُمة الإسلامیة بشکل عام والى الجماعة الصالحة وطلاّب المعرفة المؤمنین بخط أهل البیت (علیهم السلام) بشکل خاص، لا سیما إذا لاحظنا قساوة الظروف السیاسیة والاجتماعیة التی مرّ بها الإمام موسى(علیه السلام) وأصحابه وشیعته خلال ثلاثة عقود ونصف تقریباً.
لقد ترجم هذا المسند (638) شخصاً من رواة الإمام الکاظم (علیه السلام) وهو رقم کبیر جداً بالنسبة للمدة الزمنیة التی عرفناها والظروف التى وقفنا علیها. وقد اشتمل الفهرس على عدد نصوص کل باب من أبواب المعرفة. وتتراوح هذه النصوص بین نصوص مأثورة بواسطة الإمام الکاظم (علیه السلام) عن آبائه عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) وهی تکشف عن مدى اهتمامه بسیرة وحدیث جدّه(صلى الله علیه وآله) وبین نصوص لا یسندها الى أحد مما یمکن أن نعتبرها من تراثه الخاص کمانلاحظ ذلک فی الرسالة الکبیرة التی أثرت عنه حول العقل ولعلها الرسالة الوحیدة الجامعة لما یخصّ العقل من شؤون فی الکتاب والسنة وهی لوحدها تراث جامع وأثر خالد یتضمّن المنهج المعرفی القرآنی والحدیثی لأهل البیت(علیهم السلام) کما سوف نراها بنصّها الکامل فی ما سیأتی إن شاء الله تعالى.
والجزء الأول من هذا المسند قد اشتمل على الأبواب التالیة:
العقل والعلم فی (10 أبواب)، التوحید فی (14باباً)، تاریخ الأنبیاء والأئمة فی (14 باباً)، والنبوة والإمامة فی (22 باباً) والتعریف بالصحابة فی (41 باباً) والتعریف برواة الإمام الکاظم فی (638 باباً) وأبواب الإیمان والکفر فی (42 باباً) والأخلاق والعِشرة فی (152 باباً).
کما تضمن الجزء الثانی: کتاب القرآن بأبوابه الـ (51 باباً) وکتاب الدعاء فی (51 باباً) والاحتجاجات فی (8 أبواب) ومعظم کتب الفقه، فکتاب الطهارة فی(73 باباً) وکتاب الصلاة فی(41 باباً) وکتاب الصوم فی (25 باباً) وکتاب الزکاة فی (28 باباً) وکتاب المعیشة فی (59 باباً) وکتاب السفر فی (8 أبواب) وکتاب الحج فی (68 باباً) وکتاب الزیارة فی (7 أبواب) وکتاب الجهاد فی (5 أبواب) وکتاب النکاح فی (40 باباً) وکتاب الطلاق فی (30 باباً).
وتضمن الجزء الثالث من المسند: کتاب الأولاد فی (12 باباً) وکتاب التجمّل والزینة فی (43 باباً) وکتاب الرواتب فی (12 باباً)
وکتاب الأطعمة فی (68 باباً) وکتاب الاشربة فی (13 باباً) وکتاب العتق فی (12 باباً) وکتاب الایمان والنذور فی (9 أبواب) وکتاب الحدود فی
(18 باباً) وکتاب الدّیات فی (16 باباً) وکتاب الوصیة فی (15 باباً) وکتاب الارث فی (11 باباً) وکتاب الجنائز فی (29 باباً) وکتاب الحشر والمعاد والآداب والسنن.
إنّ هذا التنوع فی أبواب المعرفة التی اُثرت عنه لدلیل آخر على الجانب الموسوعی فی هذا التراث بالإضافة الى وضوح التکامل فی المسیرة العلمیة التی بدأها أهل البیت (علیهم السلام) وسهروا على إرساء قواعدها واشادة اُصولها ومعالمها والتخطیط لاثمارها والحرص على إنجاز دورها التغییری فی المجتمع الإسلامی عامة وفی الجماعة الصالحة بشکل خاص.
وإلیک بعض النصوص المختارة من هذا التراث العظیم فی الأبواب التالیة: