جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

تأکید الانتماء السیاسی لخط أهل البیت

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

إنّ خطّ أهل البیت(علیهم السلام) ومنهجهم هو خط الرفض للظلم والظالمین، ولقد تشدد(علیه السلام) على محبیه وشیعته وحرّم علیهم الانفتاح أو التعاون مع السلطات العباسیة الظالمة، وأخذ یعمّق فی نفوسهم النزاهة والدقة فی رفض الظلم، لیمتلکوا وعیاً سیاسیاً یحصّنهم من الانجراف مع التیار الحاکم أو الاستجابة لمخططات الاحتواء بشکل وآخر.

إنّ موقفه(علیه السلام) مع صفوان الجمّال یکشف دقّة المنهج التربوی عند الإمام مع شیعته فی هذه المرحلة وتصعید الإمام(علیه السلام) لمستوى المواجهة مع الجهاز الحاکم من جهة وحرصه على تفتیت دعائم الحکم القائم حیث أخذ الرشید یحصی على أهل البیت(علیهم السلام) وشیعتهم أنفاسهم ویخطط لابادتهم.

دخل صفوان بن مهران الأسدی على الإمام موسى الکاظم(علیه السلام) فقال له:

«یا صفوان، کل شیء منک حسن جمیل ما خلا شیئا واحداً». قال: جعلت فداک، أی شیء هو؟

قال(علیه السلام): اکراؤک جمالک من هذا الرجل،یعنی هارون الرشید!

قال: والله ماأکریته أشراًولا بطراً، ولا للصید، ولا للهو، ولکن لهذا الطریق -یعنی طریق مکة- ولا أتولاّه بنفسی ولکن أبعث معه غلمانی.

قال(علیه السلام): یا صفوان أیقع کراک علیهم؟ قال: نعم جعلت فداک.

قال(علیه السلام): أتحب بقاءهم حتى یخرج کراک؟ قال: نعم.

قال(علیه السلام): من أحب بقاءهم فهو منهم، ومن کان منهم فهو وارد للنار.

وقام صفوان فی الوقت فباع جماله وأعرض عن مهنته فبلغ ذلک هارون فأرسل خلفه، فلما مثل عنده قال له ـ وهو یتمیّز من الغیظ ـ: یا صفوان! بلغنی أنک بعت جمالک، قال: نعم قال: ولم؟ قال: أنا شیخ کبیر، وإنّ الغلمان لا یفون بالأعمال.

قال: هیهات هیهات!! انی لاعلم من أشار علیک بهذا، أشار علیک موسى بن جعفر.

قال: مالی ولموسى بن جعفر. قال: دع عنک هذا، فوالله لولا حسن صحبتک لقتلتک»(1)


1) رجال النجاشی: 198 برقم 525، وکان من موالی بنی أسد بالکوفة. والخبر من أختیار معرفة الرجال: 440 ح 828.