نعم.. و قد کانت النتیجة الحاسمة هى: أن هذه العقیدة التى ظن الناس فیها هذا الضعف، قد خرجت من هذا المخاض العسیر أکثر تبلورا، و أشد تألقا و وضوحا، و أعظم ثباتا و رسوخا.. و قد تجاوزت کل عوامل التحدى، و قهرت کافة رموز الطغیان..
الا أن ما ینبغى لفت النظر الیه هنا هو: أن النتیجة، و ان کانت على الصعید الفکرى هى ذلک، الا أنها لم تکن حاسمة و لا نهائیة فى مجال التصفیة التامة و الشاملة للعقائد و الأفکار المناوئة، لأن تلک العقائد کانت محمیة و متبناة من قبل السلطة. کما ألمحنا الیه فیما سبق.
ولکن مما لا شک فیه هو: أن ذلک الانتصار فى المجال العقائدى والفکرى، قد استطاع أن یضع علامة استفهام کبیرة على جدارة و قدرة جمیع الاتجاهات الأخرى على اختلافها و تنوعها، على تقدیم الحلول الجذریة، و الصحیحة لعلامات الاستفهام الکبیرة التى کان الشیعة الامامیة یطرحونها.. خصوصا فیما یرتبط بصحة و سلامة تلک العقائد و الأفکار و النحل، من وجهة نظر علمیة و ایمانیة..
فان تلک الاتجاهات و ان کانت قادرة على التهویش، و التطبیل و التزمیر، ثم التزییف و التزویر، فضلا عن التهمیش و التشهیر، فیما یرتبط بهذا الاتجاه أو ذاک.
ولکنها لم تکن جمیعها تملک أى دلیل مقنع أو مقبول، على أحقیة و صحة دعواها، التى تخالف مذهب الشیعة الامامیة، الذى کان محروسا بالامامة و بالامام، على مر العصور و الدهور..