1 – الکلینى عن محمد بن یحیى، عن أحمد بن محمد بن عیسى، عن ابى یحیى الواسطى، عن هشام بن سالم قال: کنا بالمدینة بعد وفاة أبىعبدالله علیه السلام أنا و صاحب الطاق و الناس مجتمعون على عبدالله بن جعفر أنه صاحب الأمر بعد أبیه، فدخلنا علیه أنا و صاحب الطاق و الناس عنده و ذلک أنهم رووا عن أبىعبدالله علیهالسلام أنه قال: ان الأمر فى الکبیر ما لم تکن به عاهة، فدخلنا علیه نسأله عما کنا نسأل عنه أباه، فسألناه عن الزکاة فى کم تجب؟
فقال: فى مائتین خمسة، فقلنا: ففى مائة؟ فقال: درهمان و نصف فقلنا: و الله ما تقول المرجئة هذا؟ قال: فرفع یده الى اسماء فقال: و الله ما أدرى ما تقول المرجئة، قال: فخرجنا من عنده ضلالا لا ندرى الى أین نتوجه أنا و أبوجعفر الأحول، فقعدنا فى
بعض أزقة المدینة باکین حیارى لا ندرى الى أین نتوجه و لا من نقصد؟ و نقول: الى المرجئة؟ الى القدریة؟ الى الزیدیة؟ الى المعتزلة؟ الى الخوارج؟
فنحن کذلک اذ رأیت رجلا شیخا لا أعرفه، یومى الى بیده فخفت أن یکون عینا من عیون أبىجعفر المنصور و ذلک أنه کان له بالمدینة جواسیس ینظرون الى من اتفقت شیعة جعفر علیهالسلام علیه، فیضربون عنقه، فخفت أن یکون منهم فقلت لأحول: تنح فانى خائف على نفسى و علیک، و انما یریدنى لا یریدک، فتنح عنى لا تهلک و تعین على نفسک، فتنحى غیر بعید و تبعت الشیخ و ذلک أنى ظننت أنى لا أقدر على التخلص منه فما زلت أتبعه و قد عزمت على الموت حتى ورد بى على باب أبىالحسن علیهالسلام.
ثم خلانى و مضى، فاذا خادم بالباب فقال لى: ادخل رحمک الله، فدخلت فاذا أبو الحسن موسى علیهالسلام فقال لى ابتداء منه: لا الى المرجئة و لا الى القدریة و لا الى الزیدیة و لا الى المعتزلة و لا الى الخوارج الى الى فقلت جعلت فداک مضى أبوک؟ قال: نعم، قلت: مضى موتا؟ قال: نعم، قلت: فمن لنا من بعده؟ فقال: ان شاء الله أن یهدیک هداک، قلت جعلت فداک ان عبدالله یزعم أنه من بعد أبیه، قال: یرید عبدالله أن لا یعبد الله، قال: قلت: جعلت فداک فمن لنا من بعده؟
قال: ان شاء الله أن یهدیک هداک، قال: قلت: جعلت فداک فأنت هو؟ قال: لا، ما أقول ذلک، قال: فقلت فى نفسى لم اصب طریق المسألة، ثم قلت له: جعلت فداک علیک امام؟ قال: لا فداخلنى شىء لا یعلم الا الله عزوجل اعظاما له و هیبة أکثر مما کان یحل بى من أبیه اذا دخلت علیه، ثم قلت له: جعلت فداک أسألک عما کنت أسأل أباک؟ فقال: سل تخبر و لا تذع، فان أذعت فهو الذبح.
فسألته فاذا هو بحر لا ینزف، قلت: جعلت فداک شیعتک و شیعة أبیک ضلال فألقى الیهم و أدعوهم الیک؟ و قد أخذت على الکتمان؟ قال: من آنست منه رشدا فالق الیه و خذ علیه الکتمان فان أذاعوا فهو الذبح – و أشار بیده الى حلقه – قال: فخرجت من عنده فلقیت أباجعفر الأحول فقال لى: ما وراءک؟ قلت: الهدى فحدثته بالقصة.
قال: ثم لقینا الفضیل و أبابصیر فدخلا علیه و سمعا کلامه و ساء لاه و قطعا علیه
بالامامة، ثم لقینا الناس أفواجا فکل من دخل علیه قطع الا طائفة عمار و أصحابه و بقى عبدالله لا یدخل الیه الا قلیل من الناس، فلما رأى ذلک قال: ما حال الناس؟ فاخبر أن هشاما صد عنک الناس؛ قال هشام: فأقعد لى بالمدینة غیر واحد لیضربونى(1)
2 – الکلینى عن على بن ابراهیم، عن أبیه، عن محمد، عن محمد بن فلان الواقفى قال: کان لى ابن عم یقال له الحسن بن عبدالله کان زاهدا و کان من أعبد اهل زمانه و کان یتقیه السلطان لجده فى الدین و اجتهاده و ربما استقبل السلطان بکلام صعب یعظه و یأمره بالمعروف و ینهاه عن المنکر و کان السلطان یحتمله لصلاحه، و لم تزل هذه حالته حتى کان یوم من الأیام اذ دخل علیه أبوالحسن موسى علیهالسلام و هو فى المسجد فرآه فأوما الیه فأتاه.
فقال له: یا أباعلى، ما أحب الى ما أنت فیه و أسرنى الا أنه لیست لک معرفة، فاطلب المعرفة، قال: جعلت فداک و ما المعرفة؟ قال: اذهب فتفقه و اطلب الحدیث، قال: عمن؟ قال: عن فقهاء أهل المدینة، ثم اعرض على الحدیث، قال: فذهب فکتب ثم جاءه فقرأه علیه فأسقطه کله ثم قال له: اذهب فاعرف المعرفة و کان الرجل معنیا بدینه فلم یزل یترصد أباالحسن علیهالسلام حتى خرج الى ضیعة له، فلقیه فى الطریق.
فقال له: جعلت فداک انى أحتج علیک بین یدى الله فدلنى على المعرفة قال: فأخبره بأمیرالمؤمنین علیهالسلام و ما کان بعد رسول الله صلى الله علیه و آله و أخبره بأمرالرجلین فقبل منه،ثم قال له: فمن کان بعد أمیرالمؤمنین علیه السلام؟ قال: الحسن علیهالسلام ثم الحسین علیهالسلام حتى انتهى الى نفسه ثم سکت، قال: فقال له: جعلت فداک فمن هو الیوم؟ قال: ان اخبرتک تقبل؟ قال: بلى جعلت فداک؟
قال: أنا هو، قال: فشىء أستدل به؟ قال: اذهب الى تلک الشجرة – وأشار
[بیده] الى أم غیلان – فقل لها: یقول لک موسى بن جعفر: أقبلى، قال: فأتیتها فرأیتها و الله تخد الأرض خدا حتى وقفت بین یدیه، ثم أشار الیها فرجعت قال: فأقربه ثم لزم الصمت و العبادة، فکان لا یراه أحد یتکلم بعد ذلک(2)
1) الکافى: 1 / 351-352.
2) الکافى: 1 / 352.