جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

المجال الاخلاقی والتربوی

زمان مطالعه: 2 دقیقه

لقد أشاع الحکّام العبّاسیون أخلاقاً وممارسات جاهلیة أصابت القیم والاخلاق الإسلامیة بالاهتزاز وعرّضت المثل العلیا للضیاع.

وهذا المخطط کان یستهدف المسخ الحضاری للاُمة الإسلامیة ولم یکن حالة عقوبة أفرزتها نزوة الخلیفة فقط وانّما هی ذات رصید تأریخی وجزء من تخطیط جاهلی هادف لتغییر معالم الحضارة والاُمة الإسلامیة التی ربّاها القرآن العظیم والرسول الکریم.

من هنا واجه الإمام (علیه السلام) هذا المخطط باسلوب أخلاقی یتناسب مع أهداف الرسالة یذکّر الاُمة بأخلاقیة الرسول (صلى الله علیه وآله) ویعید لها صوراً من مکارم أخلاقه.

هنا نشیر الى نماذج من نشاطه:

النموذج الأول: عن حماد بن عثمان قال: بینا موسى بن عیسى فی داره التی تشرّف على المسعى، إذ رأى أبا الحسن موسى(علیه السلام) مقبلا من المروة على بغلة فأمر ابن هیّاج ـ رجل من همدان منقطعاً الیه ـ أن یتعلّق بلجامه ویدّعی البغلة، فأتاه فتعلّق باللجام وادعّى البغلة، فثنى أبو الحسن (علیه السلام) رجله فنزل عنها

وقال لغلمانه: خُذوا سرجها وادفعوها الیه، فقال والسرج أیضاً لی، فقال له أبو الحسن(علیه السلام): «کذبت عندنا البیّنة بأنه سرج محمد بن علی، وأمّا البغلة فانا اشتریتها منذ قریب وأنت أعلم وما قلت»(1)

النموذج الثانی: خرج عبد الصمد بن علی ومعه جماعة فبصر بأبی الحسن(علیه السلام) مقبلا راکباً بغلاً، فقال لمن معه: مکانکم حتى أضحککم من موسى بن جعفر، فلما دنا منه قال له: ما هذه الدابّة التی لا تدرک علیها الثأر، ولا تصلح عند النزال؟ فقال له أبو الحسن(علیه السلام): «تطأطأت عن سموّ الخیل وتجاوزت قموء العیر، وخیر الاُمور أوسطها». فافحم عبد الصمد فما أحار جواباً(2)

النموذج الثالث: عن الحسن بن محمد: أن رجلاً من ولد عمر بن الخطاب کان بالمدینة یؤذی أبا الحسن(علیه السلام) فکان یسبّه إذا رآه ویشتم علیاً(علیه السلام).

وقد لاحظنا حسن تعامل الإمام معه وکیف أدّى ذلک الى صلاح رؤیته وتعامله مع الإمام(علیه السلام)(3)


1) بحار الأنوار: 48 / 148، ح 23 عن فروع الکافی: 8 / 86.

2) بحار الأنوار: 48 / 154 / ح26 عن فروع الکافی: 6 / 540.

3) راجع الفصل الثالث من الباب الأوّل، مبحث حلمه(علیه السلام) ص 34 من هذا الکتاب.